ليس هناك اختلاف بين طوائف المسلمين : أذكر أن وسعة الإسلام تقتضي هذا التعدد ما هو إلا مدارس متعددة المناهج، ومنتشرة في بلاد الله، وكل مدرسة لها منهجها في تربية التلاميذ والمريدين المنتسبين إليها، وهذا المنهج مأخوذ من كتاب الله، ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فلا خلاف أبدًا إلا في ظاهر الأمر لأنهم بالنسبة لوسعة الإسلام واتساع معارفه وعلومه فكل مدرسة اتخذت منهجًا خاصًا بها، في تربية المريدين وتصل من خلاله إلى رضوان الله الأكبر، وإلى محبة الله عزَّ وجلَّ وإلى جنة عرضها السموات والأرض ومنا لا بأس بتعدد هذه المدارس واختلاف المشاهد والمشارب ووجهات النظر في تفسير كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم في حدود قواعد الدين الشريف، وهذا إثراء للحركة الفكرية وتفهم الإسلام الحنيف، ولم يكن هناك خلاف فيما بينهم يؤثر على روح الفرد والجماعة لأن الجميع يتعاون فيما بينهم على البر والتقوى وفي عمل القربات والصالحات التي تعود على المسلمين بالخير في الدنيا والآخرة.
أما إذا كان هناك خلاف موجود بين بعض هذه الطوائف، فإنه يكون بين الجهلة منهم بآداب التصوف الحقيقي وروح الدين الإسلامي، وواجب أئمتهم ومشايخهم أن يقتلعوا من نفوسهم هذه الخلافات وأن يبصروهم بحقيقة التصوف الذي يزكي النفوس ويطهر القلوب ويعمر الأوقات بالنوافل والقربات ويحبب المسلمين في بعضهم ويؤلف بين قلوبهم، ويدفعهم إلى العمل النافع لهم وللمجتمع من حولهم
0 التعليقات
