عدد المشاهدات:
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الحكم العدل المعزِّ المذلِّ السميع البصير اللطيف الخبير، والصلاة والسلام على منبع الإلهام, ومبيِّن الحلال والحرام، وكاشف أستار الظلام عمَّن شاء الله عزوجل لهم الهداية من الأنام، سيدنا محمد وآله الأعلام وأصحابه مصابيح الظلام، وكلِّ من تبعه على هذا الهدى إلى يوم الزحام، وعلينا معهم يا ملك يا علام. ..... وبعد!
يتساءل كثيرٌ من الفضلاء عن الحكمة الإلهية فى تكرار ذكر قصة سيِّدنا موسى مع قومه فى القرأن ولعل نبينا صلى الله عليه وسلم يكشف عن جانب من ذلك فى قوله:
{ حَدثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلاَ حَرَجَ فَإنَّهُ كَانَتْ فِيهِمُ الأَعَاجِيبُ }
لقد عرَّى الله عزوجل بنى إسرائيل، وكشف حقيقتهم، وأبان أوصافهم وطباعهم لنعلمهم يقيناً ونستجليهم حقيقة، فنأخذ حذرنا منهم، ونتشكَّك دوماً فى نواياهم ونتيقَّظ لدسائسهم ومؤامراتهم؛ لأنه لا يوجد أىُّ شرٍّ أو ضرٍّ فى العالم عامةً وللمسلمين بصفة خاصة؛ إلا واليهود وراءه تخطيطاً وتدبيراً وتجهيزاً وتنفيذاً! قاتلهم الله أنَّى يؤفكون.
وقد بيَّنَّا فى هذا الكتاب موجزاً لتاريخ بنى إسرائيل منذ يعقوب عليه السلام إلى عصرنا هذا، ثمَّ بيَّنَّا أوصافهم وطباعهم التى تحدَّث عنها القرآن الكريم، وذكرنا أساليبهم قديماً وحديثاً للوصول إلى أغراضهم وتحقيق أهدافهم، وتحدَّثنا أخيراً عن النهاية التى صورها القرآن الكريم والنبى صلى الله عليه وسلم لهم.
وإنِّى أرى لزاماً على كلِّ مسلم ومسلمة فى هذا الزمان؛ أن يطَّلع على هذه الحقائق التى ذكرناها فى هذا الكتاب، وأن يذكرها لكلِّ من حوله من أهله وذوى قرباه وإخوانه المسلمين؛ حتى يرينا الله عزوجل علانية تحقيق قوله سبحانه وتعالى:
" يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ " (8) سورة الصفويحقِّق لنا وبنا قوله عزوجل- (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (9الصف).
أسأل الله عزوجل بسرِّ حبيبه ومصطفاه، وبسرِّ أسماءه الحسنى ما علمنا منها وما لم نعلم؛ أن يهلك الكافرين بالكافرين، وأن يوقع الظالمين فى الظالمين، وأن يخرج المسلمين من بينهم سالمين غانمين، وأن يطهِّر أرض بيت المقدس وفلسطين من اليهود الغاصبين ويجعلها مقبرة لهم أجمعين، وأن يحقِّق لنا وبنا النصر المبين.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى وآله الغرِّ الميامين وصحابته المباركين، وأتباعه أجمعين إلى يوم الدين، وسلامٌ على المرسلين والحمدُ لله ربِّ العالمين.
القاهرة، فى 27 جماد الثانى 1432هـ، الموافق 30 مايو 2011م
فضيلة الشيخ فوزى محمد ابوزيد
: الجميزة ، محافظة الغربية ، جمهورية مصر العربية
: 5340519-40-0020، :5344460-40-0020
: WWW.fawzyabuzeid.com
: fawzy@fawzyabuzeid.com
fawzyabuzeid@hotmail.com
fawzyabuzeid@yahoo.com