آخر الأخبار
موضوعات

الثلاثاء، 22 نوفمبر 2016

- ذكر الله شفاء لكل داء

عدد المشاهدات:
هنا محور من محاور الدين الأساسية .. ومن أعمدة التربية الإيمانية، وأحد الأدوات الرئيسية في العملية الجراحية لعمل الإصلاحات القلبية! ألا وهو ذكر الله!
فإن الله ينادي علينا في القرآن كل فترة : يا أيها الذين آمنوا .. ماذا تريد يارب؟ ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا )(41الأحزاب).
كم مرة ؟ لم يحدد .. يعني ماتقدرون عليه في ذكر الله .. وكيف وأين نذكر  (قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ )(191آل عمران).
وأنت ماشي في الطريق فما الذى يمنع اللسان أن يتحرّك ويذكر الرحمن؟! وما المانع وأنت نائم أن تذكر الله؟ فأنت لو نمت على ذكر الله قال صلى الله عليه وسلم:
     { مَنْ نَامَ عَلَى تَسْبِيحٍ أَوْ تَكْبِيرٍ أَوْ تَهْلِيلٍ أَوْ تَحْمِيدٍ بُعِثَ عَلَيْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ نَامَ عَلَى غَفْلَةٍ بُعِثَ عَلَيْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَعَودُوا أَنْفُسَكُمْ الذكْرَ عِنْدَ الْنَّوْمِ }.
فما الذي يمنعك من أن تذكر الله حتى تنام؟!
فإن الصلاة وهي أهم ركن في الإسلام لها شروط: لا بد وأن يكون العبد متطهراً من الحدث الأصغر والأكبر، والصلاة تكون في مسجد أو مكان طاهر، ولا بد أن تتجه للقبلة، لكن الذكر قال: لا أريد فيه مسجداً ولا تتجه للقبلة ولا تحتاج إلى الطهارة، حتى لو أن الإنسان كان جُنُباً ممنوع أن يصلي وممنوع أن يقرأ القرآن أو يلمس المصحف، لكن ليس ممنوعاً من ذكر الله، مع أنه جُنُب!! لأنه ليس هناك شيء يمنع عن ذكر الله.
ولذلك الذين سيدخلون الجنة ـ ونسأل الله أن نكون جميعاً منهم - هل هناك أحدٌ يدخل الجنة ويحزن يا إخواني؟ النبى صلى الله عليه وسلم قال نعم، هناك من يدخل الجنة ويحزن، من هم يا رسول الله الذين بعد النعيم المقيم والدرجات العُلى يحزنوا؟! قال: { لَيْسَ يَتَحَسَّرُ أَهْلُ الْجَنَّةِ عَلَى شَيْءٍ إِلاَّ عَلَى سَاعَةٍ مَرَّتْ بِهِمْ لَمْ يَذْكُرُوا اللَّهَ عزوجل فِيهَا }.
والساعة يعني اللحظة، فيقول لماذا أنا ضيعت هذه الأوقات في الغفلة ولم أذكر فيها الله؟ أما الغني في الجنة فيقول : يا ليتنى كنت قد ازددت، والفقير في الجنة يقول: ياليتني كنت قد أكثرت، يندم على اللحظات التي تركها من غير ذكر الله:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا): ينادي علينا، فنقول: لبيك اللهم لبيك، لبيك ربنا وسعديك ماذا تريد منا يارب؟ فيقول   ( لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ ) إياك أن تقول: أن مالك وعيالك يلهونك عن ذكر الله، ومن الذي يفعل ذلك ؟ .
    ( وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ )(9المنافقون)
وماهو المُبرر الذى ستقوله لربك عندما يقول لك أنت كنت غافلاً يوم كذا وساعة كذا؟! ماذا تقول له في عُذر عدم الذكر الآن؟! ليس لك عذرٌ .ماذا تقول له؟! هل تقول له: أني كنت أشاهد التلفزيون، أم كنت ماشياً في الطريق ناسي وغافل!! أليس الأفضل أنك تذكر الله؟! وإذا كان عندك هم أو غم فقد قيل: { تَعَرَّفْ إِلى الله فِي الرّخاءِ يَعْرِفْكَ في الشّدَّةِ }
وإذا ذكرت الله، فإنك تكون جالساً مع الله لأنه قال: { أَنَا جلَيسُ عَبْدِي حِينَ يَذْكُرُنِي } ، ووقت ما تذكره يذكرك: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ )(152البقرة).
كيف يذكرني؟ إذا ذكرته من الضيق، يفرج الضيق فهذا هو ذكره، وإذا ذكرته للشدّة يزيل هذه الشدّة، وإذا ذكرته وأنا مريض يشفيني من المرض، وإذا ذكره الطالب الذي يمتحن، فذكر الله له هو أن ينجّحه في الإمتحان، فذكر الله للعبيد أنه يقضي لهم الحاجات التي من أجلها ذكروا الله عزوجل.
هل هناك عذرٌ في ترك ذكر الله في كل الأحوال؟
إذا كنت ماشياً أو نائماً أذكر الله .. بماذا ؟ لا إله إلا الله فهذا ذكر، وسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر فهذا ذكر، لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم فهذا ذكر، تلاوة القرآن فهذا ذكر، سماع القرآن فهذا ذكر، مطالعة العلم الدينى فهذا ذكر، مجلس العلم الذى نحن فيه فهذا ذكر، والإستغفار ذكر، والصلاة على حضرة النبى ذكر.
الذكر مدده واسع وأبوابه كثيرة لكى لا يكون للمؤمن حجّة يوم لقاء الله عزوجل، من يارب أعلى الناس في الدرجة عندك؟ قال: أعلى الناس فى الدرجة ذُكروا في آية سورة الأحزاب (الاية35) فى قوله تعالى: ( وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا)
ذكر الله قوماً بأنهم أهل اليمين فقال:( وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ )(27الواقعة) .... وذكر قوماً آخرين بأنهم (السابقون: وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ . أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ)(10-11الواقعة) .. فهؤلاء المقربون العالون كيف وصلوا؟
إسستمعوا لحضرة النبي صلى الله عليه وسلم إذ قال لأصحابه رضى الله عنهم وهم سائرون بجوار جبل جمدان:  { سِيرُوا هَـذَا جُمْدَانُ، سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ، قَالُوا: وَمَا الْمُفَرِّدُونَ يَا رَسُولَ اللّهِ؟ قَالَ: الذَّاكِرُونَ اللّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتُ، يَضَعُ الذِّكْرُ عَنْهُمْ أَثْقَالَهمْ فَيَأْتُونَ يَوْمَ القيامَةِ خِفَافاً }  ، وفى روايات: {الْمُفَرِّدُونَ . الْمُفَرَّدُونَ . الْمُفْرِدُونَ . الْمُفْرَدُونَ }، فهؤلاء هم السابقون السابقون ! وضع الذكر عنهم أثقالهم حتى يلقوا الله عزوجل خفافاً، لأنه عندما تذكّر الله فإنَّ: (إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ )(114هود)، فمثلاً:
لو أنت قلت: لا إله إلا الله مرة واحدة، حضرة النبى صلى الله عليه وسلم ماذا يقول لك؟ ..
{ إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا قَالَ لاَ إِلهَ إلا الله أَتَتْ إِلَى صَحِيفَتِهِ فَلاَ تَمُرُّ عَلَى خَطِيئَةٍ إِلاَّ مَحَتْهَا حَتَّى تَجِدَ حَسَنَةً مِثْلَهَا فَتَجْلِسَ إِلَى جَنْبِهَا }.
فعندما تقول : لا إله إلا الله، تذهب إلى صحيفتك فتمسح كل الذنوب التي بجوارها، إلى أن تجد حسنة فتقف بجوار هذه الحسنة: (إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ )(هود).
.................................................................
 اشراقة من كتاب اصلاح الافراد والمجتمعات فى الاسلام
 لفضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزيد
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:




شارك فى نشر الخير