عدد المشاهدات:
الإخـــــــوة
الإخوان هم هياكل متعددة، سرت فيهم روح واحدة، كالجسد الواحد تعددت، أعضاؤه ولكنه واحد، فإذا لم تألم عضو منه شعر بالألم كل الجسد. فكذلك الإخوان يتألمون جميعاً لألم أحدهم، غنيهم فقير لأنه الفقير على نفسه، وفقيرهم غنى لكمال ثقته بربه، صفت قلوبهم فتجملت ظواهرهم، فإذا رأى الأخ الأخ كأنه أشرقت عليه أنوار، فانبسط وانشرح وصافح وفرح، فيزداد نوراً على نوره، وحالاً على حاله، وعلماً على علمه، يبذل كل أخ لأخيه ما يجد من وجد أو موجود، فيعذى الأخ أخاه بعلمه والآخر يغذيه بخبزه، فلا يقابل أخ أخاً إلا وفتحت أبواب السماء بالبركات، وهطلت الأرزاق والفتوحات، نزع الله ما فى صدورهم من غل، وما فى قلوبهم من طمع، لأنه سبحانه هو المحبوب لهم فى أنفسهم وما تقولون فى أثنين تقابلا على شوق فى الله ومحبة فى الله وبذل فى ذات الله؟ هذا يبذل لأخيه ما به سعادته الأبدية من علم وحال وخلق حسن، والآخر يبذل له نفيس طعامه وشرابه وماله، وما تقولونه فيمن تحقق فيهم قوله صلى الله عليه وسلم فى الحديث القدسى عن الله تعالى (المتحابون فى والمتباذلون فى والمتزاورون فى على منابر من نور يغبطهم الملائكة والأنبياء لقربهم من الله).
ولي هذا الوصف العلى موجوداً إلا فى الصديقين وأبدال الرسل عليهم الصلاة والسلام، فكل أخ يعامل إخوانه بهذا فهو من الصديقين، ومن أبدال الرسل عليهم الصلاة والسلام.
مراتب الإخوان:
من سبقك ولو بيوم فى صحبة الشيخ فله عليك فضل السابقية، ثم تصلهم بقدر مجاهداتهم وبذلهم وموالاتهم وكمال اتباعهم وحسن أخلاقهم وصدق تسليمهم، فقد يفضل الواحد على الألف لما أختص به من الفضائل والكمالات، وهذا الفضل يجب على الإخوان أن يتناسوه فيما بينهم، بمعنى أن الأخ الفاضل الذى ميزه الله تعالى بأكبر خصال الخير لا يشهد لنفسه فضلاً على أخوانه، إنما ذلك أمر تشهد به الإخوان له، فلا يغتر به، بل يزداد فى تواضعه، وفى رغبته، وفى إقباله وفى مجاهداته، فإن الكمالات الإلهية لا نهاية لها، والمواهب الربانية لا حصر لها، فمن وقف عند حد منها رضى لنفسه بالنقص، مع تيسير الكمال له.
وعلى الإخوان أن يعتقدوا الإحسان فى غيرهم، والنقص فى أنفسهم، وأن يغضوا عيون البحث عن عيوب بعضهم، ويصموا آذان التنقيب عن نقائص بعضهم، فإن المريد ليس رسولاً معصوماً، ولا ملكاً نورانياً مجرداً عن لوازم البشرية. وعلى كل أخ أن يشتغل بتطهير نفسه، وتزكيتها من عيوبها، وأن ينظر لنفسه بالانتقاد أو البحث عن دسائسها ومساوئها، وينظر لكمالات إخوانه ليتكمل بها، ومحاسنهم ليتجمل بها، وهذا سبيل السلف الصالح من أهل الحب والصدق والإخلاص.
نصيحة للإخوان:
أخى، تباعد عن أخلاق إبليس وهى: الحسد، والكبر، والطمع، وحب الشهرة والسمعة، وأذية الخلق، والغيبة، والنميمة، والكذب والزور، وإشاعة الفاحشة فى إخوانك المؤمنين، وأحب لجميع إخوانك ما تحبه لنفسك، ودع الفساد، وتباعد عن أخلاق البهائم من الحرص، والبخل، والانتقام، والحيل، والمكر والخداع، والتملق، والزنا، وشرب الخمر، والتاهون بحقوق الناس، وتخلق بأخلاق الملائكة بتأدية المأمورات، والتباعد عن المنهيات، وأحفظ الرأس وما وعى من العينين والأذنين واللسان والأنف.والجسم وما حوى من اليدين والقلب والبطن والفرج والرجلين.
وأحكم يا أخى أنك من أكابر الأولياء لله تعالى، المحظوظين بعين عنايته، لأن الله لا يوفق لهذه إلا صفوته من أوليائه، وهو الموفق الهادى سبحانه وتعالى، وأدم الشكر على النعمة تعطى المزيد، والله سبحانه ولىُّ المؤمنين صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الإخوان هم هياكل متعددة، سرت فيهم روح واحدة، كالجسد الواحد تعددت، أعضاؤه ولكنه واحد، فإذا لم تألم عضو منه شعر بالألم كل الجسد. فكذلك الإخوان يتألمون جميعاً لألم أحدهم، غنيهم فقير لأنه الفقير على نفسه، وفقيرهم غنى لكمال ثقته بربه، صفت قلوبهم فتجملت ظواهرهم، فإذا رأى الأخ الأخ كأنه أشرقت عليه أنوار، فانبسط وانشرح وصافح وفرح، فيزداد نوراً على نوره، وحالاً على حاله، وعلماً على علمه، يبذل كل أخ لأخيه ما يجد من وجد أو موجود، فيعذى الأخ أخاه بعلمه والآخر يغذيه بخبزه، فلا يقابل أخ أخاً إلا وفتحت أبواب السماء بالبركات، وهطلت الأرزاق والفتوحات، نزع الله ما فى صدورهم من غل، وما فى قلوبهم من طمع، لأنه سبحانه هو المحبوب لهم فى أنفسهم وما تقولون فى أثنين تقابلا على شوق فى الله ومحبة فى الله وبذل فى ذات الله؟ هذا يبذل لأخيه ما به سعادته الأبدية من علم وحال وخلق حسن، والآخر يبذل له نفيس طعامه وشرابه وماله، وما تقولونه فيمن تحقق فيهم قوله صلى الله عليه وسلم فى الحديث القدسى عن الله تعالى (المتحابون فى والمتباذلون فى والمتزاورون فى على منابر من نور يغبطهم الملائكة والأنبياء لقربهم من الله).
ولي هذا الوصف العلى موجوداً إلا فى الصديقين وأبدال الرسل عليهم الصلاة والسلام، فكل أخ يعامل إخوانه بهذا فهو من الصديقين، ومن أبدال الرسل عليهم الصلاة والسلام.
مراتب الإخوان:
من سبقك ولو بيوم فى صحبة الشيخ فله عليك فضل السابقية، ثم تصلهم بقدر مجاهداتهم وبذلهم وموالاتهم وكمال اتباعهم وحسن أخلاقهم وصدق تسليمهم، فقد يفضل الواحد على الألف لما أختص به من الفضائل والكمالات، وهذا الفضل يجب على الإخوان أن يتناسوه فيما بينهم، بمعنى أن الأخ الفاضل الذى ميزه الله تعالى بأكبر خصال الخير لا يشهد لنفسه فضلاً على أخوانه، إنما ذلك أمر تشهد به الإخوان له، فلا يغتر به، بل يزداد فى تواضعه، وفى رغبته، وفى إقباله وفى مجاهداته، فإن الكمالات الإلهية لا نهاية لها، والمواهب الربانية لا حصر لها، فمن وقف عند حد منها رضى لنفسه بالنقص، مع تيسير الكمال له.
وعلى الإخوان أن يعتقدوا الإحسان فى غيرهم، والنقص فى أنفسهم، وأن يغضوا عيون البحث عن عيوب بعضهم، ويصموا آذان التنقيب عن نقائص بعضهم، فإن المريد ليس رسولاً معصوماً، ولا ملكاً نورانياً مجرداً عن لوازم البشرية. وعلى كل أخ أن يشتغل بتطهير نفسه، وتزكيتها من عيوبها، وأن ينظر لنفسه بالانتقاد أو البحث عن دسائسها ومساوئها، وينظر لكمالات إخوانه ليتكمل بها، ومحاسنهم ليتجمل بها، وهذا سبيل السلف الصالح من أهل الحب والصدق والإخلاص.
نصيحة للإخوان:
أخى، تباعد عن أخلاق إبليس وهى: الحسد، والكبر، والطمع، وحب الشهرة والسمعة، وأذية الخلق، والغيبة، والنميمة، والكذب والزور، وإشاعة الفاحشة فى إخوانك المؤمنين، وأحب لجميع إخوانك ما تحبه لنفسك، ودع الفساد، وتباعد عن أخلاق البهائم من الحرص، والبخل، والانتقام، والحيل، والمكر والخداع، والتملق، والزنا، وشرب الخمر، والتاهون بحقوق الناس، وتخلق بأخلاق الملائكة بتأدية المأمورات، والتباعد عن المنهيات، وأحفظ الرأس وما وعى من العينين والأذنين واللسان والأنف.والجسم وما حوى من اليدين والقلب والبطن والفرج والرجلين.
وأحكم يا أخى أنك من أكابر الأولياء لله تعالى، المحظوظين بعين عنايته، لأن الله لا يوفق لهذه إلا صفوته من أوليائه، وهو الموفق الهادى سبحانه وتعالى، وأدم الشكر على النعمة تعطى المزيد، والله سبحانه ولىُّ المؤمنين صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.