آخر الأخبار
موضوعات

الأحد، 30 سبتمبر 2018

- هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ !

هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ ! 🌱
............................................................
لماذا يعتقد الإنسان أن رأيه هو الأفضل وهو المعتبر؟! هذه هى سر الخلافات التى تحدث بيننا في هذه القضايا، مادمنا ليست بيننا خلافات في الأصول ولا في العقيدة علينا أن نتحفظ على كل الخلافات في الفروع والهوامش حتى نُبقي على وحدة صف المسلمين وعلى جماعة المؤمنين، ولا نسمح لأى مُغرض يُعكر صفو الأمة الإسلامية ويُفرق شملها ونطرده من بين صفوفنا حرصاً على جماعة وأُلفة المؤمنين التي ارتضاها لنا الله عزوجل.
لماذا نُسمي أنفسنا بأسماء ونترك الإسم الذى اختاره الله لنا في خير كتاب وسمانا به أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم الخليل عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم السلام: (هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ )(78الحج).
فيُسمِّى قوم أنفسهم سلفيين، والآخرون صوفيين، والآخرون أنصار سُنة، والآخرون جمعية شرعية .... إذا كانت أسماء اصطلاحية فلا بأس بها، لكن ينبغي ألا توجِد خلافاً بين المسلمين، نحن جميعاً على اختلاف الطوائف مسلمين آمنا بالله رباً وبمحمد نبياً وبالقرآن كتاباً ولا نختلف في أى بند من بنود العقيدة ولا في أى أصل من أصول الدين، لماذا نثير هذه الخلافات الفرعية الهامشية ونجعلها هى المحك الذى يفصل بين المسلمين؟! وهذه الجماعة تنتمى إلى الشيخ فلان وهذه الجماعة تنتمى إلى الشيخ فلان!!!
أصحاب النبى قال فيهم صلى الله عليه وسلم أجمعين: { حكماء فقهاء علماء كادوا من فقههم أن يكونوا أنبياء }.
كان لكل رجل منهم تلاميذ، لعلىّ بن أبى طالب تلاميذ، ولعبد الله بن مسعود مريديه، ولأبى ذر الغفارى المتعلِّقون به، وكلُّ رجل من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم كان له من يقتدي بهديه ويأخذ بهداه، لكنه لا يتعدَّى على غيره ولا يسبُّ أحداً من الآخرين، ولا يدَّعى أنهم جماعة وأنهم أفضل المسلمين، وأن غيرهم أقل منهم شأناً عند الله، وأقل منهم علماً في دين الله !! .. ذلك لأن الله عزوجل جعل المقياس بين المؤمنين أجمعين هو التقى وقال فيه:( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) (13الحجرات)، ولما سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن التقوى أشار إلى صدره وقال:
{ التَّقْوَى هَاهُنَا، التَّقْوَى هَاهُنَا، يَقُولُ: أيْ فِي الْقَلْبِ }.
أى لا يعلم التقىَّ إلا مولاه، ولا يطِّلع على ما في الصدور إلا حضرة الله، والمؤمن ينبغي عليه ألا يُفرق بين المسلمين وإنما نحن جميعاً كما قال الله: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ )(10الحجرات )
.... إذاً لماذا الخلاف؟!! علينا جماعة المؤمنين أن نخرج من ذلك كله .
ونتمسك بقول الله سبحانه وتعالى:( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا ) (143البقرة)
نتمسك بالوسطيَّة التى اختارها لنا الله والتى سار عليها حبيب الله ومصطفاه والتى كانت هديه في كل أحواله، فكان يتوسُّط في صلاته، ويتوسُّط في طعامه، ويتوسُّط في نومه، ويتوسُّط في ملبسه، ويتوسُّط في كلِّ أمر من أموره
.................................................................
🌱 اشراقة من كتاب اصلاح الافراد والمجتمعات فى الاسلام
🌱 لفضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزيد

- أين المنهج القويم !

أين المنهج القويم ! 🌱
............................................................
عندما نترك العصبيَّة، وندع الخلاف جانباً ستكون الوسطيَّة الإسلاميَّة هى الدوحة اليانعة التى تشملنا بظلالها الوارفة وثمارها الناضجة!!
إن الله ربَّ العالمين اختار لنا الإسلام ديناً، والقرآن كتاباً، وسيدنا محمَّداً نبيَّاً ورسولاً، وجعلنا على الشريعة السمحاء والملةّ الحنيفية البيضاء، وجعلها على الوسطية القرآنية، وعلى نسق الحضرة المحمدية ليكون الناس جميعاً عند الله عزوجل بالعدل والسويّة.
ولكن أيها الأخوة جماعة المؤمنين ـ في هذه الأيام والآنات ـ ظهر بيننا في المجتمع ـ في الدين تيارات يحتار الإنسان إذا نظر إليهم بعقله، وإذا تدَّبر فيهم بفكره أيُّهم على الحق؟ وأيـُّهم على الطريق القويم والمنهج المستقيم الذى اختاره لنا المولى عزوجل في كتابه الكريم .. وكان عليه في حاله وسلوكه الرءوف الرحيم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم؟
نرى أناساً أخذوا الجانب المتشدِّد في الدين، وألزموا أنفسهم بالجوانب المتشدِّدة في سلوكياتهم وفي عباداتهم وفي تعاملاتهم وفي كل أحوالهم، ويظنُّون أنهم بذلك يزيدون قرباً إلى ربهم ويُحسنون المتابعة لنبيهم صلى الله عليه وسلم؛ فيطيلون الصلاة، ويكثرون من تلاوة كتاب الله، ويتشدَّدون في الأمور الظاهرة في الزِّي والمظهر واللباس للرجال وللنساء، ويتشدَّدون مع المعتدلين ويخاطبونهم بغلظةٍ وقسوةٍ أحياناً! وبعنفٍ أحياناً أخرى، ويظنُّونهم مُفرِّطين؛ ويلومونهم على عدم الإلتزام بالتشدِّد في الدين! ويزعمون أن ذلك هو المنهج الوارد عن سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم.
وهناك طائفةٌ أخرى فرَّطوا في دينهم وتساهلوا في تنفيذ شرع ربهم، قصَّروا في أداء الصلاة، وفرَّطوا في أداء الزكاة، ولا يحافظون في التعامل على مبادئ شرع الله، ويدَّعون أن الله غفورٌ ورحيم وتوّابٌ وكريم، وأن الله سيتوب عليهم وسيغفر لهم!.
مَنْ مِنْ هؤلاء على المنهج القويم! وعلى الصراط المستقيم؟ .. لا هؤلاء!
ولا هؤلاء! .. لا المتشدِّدين ولا المُفرِّطين! لا الغلاظ القُساة في التعامل مع المسلمين! ولا المتساهلين الذين يتساهلون في شرع رب العالمين أما المنهج المحمود الذي حمده الله وكان عليه حبيبه ومصطفاه فهو المنهج الذى قال لنا عنه الله في كتاب الله:
(وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا )(143البقرة) ، هو المنهج الوسطي الذى لا إفراط فيه ولا تفريط! لا تشدّد فيه ولا تساهل، وإنما على الوسطية التي يقول فيها صاحب الطلعة البهية صلى الله عليه وسلم: { عَلَيْكُمْ بِالنَّمَطِ الأَوْسَطِ الَّذِي يَرْجِعُ إِلَيْهِ العَالي وَيَرْتَفِعُ إِلَيْهِ التَّالِي }، { خيرُ هذه الأمَّةِ النَّمَطُ الأوسط }.
.................................................................
🌱 اشراقة من كتاب اصلاح الافراد والمجتمعات فى الاسلام
🌱 لفضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزيد

- المسلم........ إلى أين !

المسلم........ إلى أين ! 🌱
............................................................
النبي صلى الله عليه وسلم عرَّف المسلم بكلمة واحدة، من هو المسلم يا رسول الله؟ لم يقل اسمه محمد أو اسمه علىّ أو إبراهيم .. ليس للإسم علاقة به ...،
لكنه قال:{ المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسانِهِ وَيَدهِ }.
وهذا هو التعريف الجامع للمسلم وهو الذى يسلم المسلمون من لسانه ويده، ومن هو المؤمن؟
قال: { مَا هُوَ بِمُؤْمِنٍ مَنْ لَمْ يَأْمَنْ جَارُهُ بَوَائِقَهُ }
لا يوجد ضررٌ منه أبداً .. بالنسبة للجيران فالجيران يحبوه، ويقبلوا عليه.
ولذلك عندما طلب عمر من رجلٍ أن يأتيه بشاهدٍ يشهد له فسمح له بذلك، وأتى بالشاهد فشهد الرجل له بأنه كذا وكذا فقال عمر: هل أنت جاره الذي تعرف بوائقه؟ قال: لا، قال فهل سافرت معه؟ فالسفر يسفر عن مكارم الأخلاق، قال: لا، قال: فهل عاملته؟ والمعاملة تكشف حقيقة مراقبة الكريم الخلاق، قال: لا، قال:
{ أظنك لاتعرفه، إنك رأيته يركع ركيعات ويسجد سجدات فقلت أنه رجلٌ صالح! }.
فالذي يبين الصلاح هو التقى ومكارم الأخلاق، والتي دعا إليها وكان عليها الذي قال فيه مادحاً الكريم الخلاق:
( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ )(4القلم)،
أنتم تعلمون أنه كان يقوم الليل حتى تتورّم قدماه، وكان يذكر الله عزوجل على كل أحيانه صلوات ربى وتسليماته عليه، وكان يصوم صيام الوصال حتى كان يقال أنه لايفطر.
ومع ذلك لايثني عليه بهذه العبادات، وإنما أثنى عليه بالغاية التي هي من وراء فرضية هذه العبادات وهي مكارم الأخلاق: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)وهو صلى الله عليه وسلم القائل: {كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ}
كان يوفر لكل زوجة من زوجاته طعام يكفيها لمدة عام عندما رزقه الله عزوجل بسهم خيبر، فكان يوزع السهم على زوجاته الكرام ويؤتي لكل واحدة منهن مايكفيها لمدة عام.
صحيح أنه كان ينفد لأنهن كنّ كريمات مع الضيفان، فكان يعطيها ما يكفيها لمدة عام، وكان لا يمر يوم إلا ويذهب إلى جميع زوجاته يتفقدهنّ قبل أن يذهب إلى صاحبة النوبة، فلا بد أن يمر على البيوت كلها وكانت تسع بيوت.
وأحيانا يكونوا عشرة، فكان لا بد وأن يمر عليهن ويذهب لكل واحدة يجلس معها ويؤنسها ويواصلها ويتفقد أحوالها قبل أن يذهب للأخرى، لماذا؟
لأنه يدعو إلى الوسطية بفعله وقوله صلى الله عليه وسلم، فكان يأكل ما وجد ويشكر الله عزوجل عليه، لكنه لم يحرم طيبات الدنيا، ويأكل ما وجد على حسب التيسير، لكنه ماحرّم شيئاً أحله الله
لأنه سمع الله يقول في كتاب الله: (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ )(32الأعراف).
..................................................................
🌱 اشراقة من كتاب اصلاح الافراد والمجتمعات فى الاسلام
🌱 لفضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزيد

- المسلم في هذا الزمان

المسلم في هذا الزمان 🌱
........................................................
المسلم في هذا الزمان مهمته ثقيلة، لأن البعض يقول: مثلي مثل بقية المسلمين – (أنا زى الناس الناس) - والنَّبِي صلى الله عليه وسلم حذّر من هذا وقال: {لاَ تَكُونُوا إمَّعَةً، تَقُولُونَ: إنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَحْسَنَّا، وَإنْ ظَلَمُوا ظَلَمْنَا، وَلَكِنْ وَطِّنُوا أَنْفُسَكُمْ، إنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَنْ تُحْسِنُوا، وَإنْ أَسَاؤُوا أَنْ لاَ تَظْلِمُوا} .. لا تقُل: أنا مع الناس، ولكن قُل: أنا مع ربِّ الناس، وأنا مع خير كتاب أنزله ربُّ الناس، قُل: أنا على عهد خير نبي اختاره الله عزوجل للناس، قُل: أنا على هَدْىِ الصحابة الذين أحسنوا متابعته فأثنى الله عليهم وذكرهم في كتاب الله، وقال في شأنهم مُجلِّياً ومبيِّناً أوصافهم:
( مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ).... أشدَّاء غلاظٌ قُساة، على من؟
(أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ )وفيما بينهم وبين إخوانهم: الرحمة والمودّة والألفة، والتوادد والتحابب، والتآخى والتزاور في الله، والبذل في الله، والعمل على مرضاة الله جلَّ في عُلاه، والسعى في قضاء حوائج إخوانهم طلباً لمرضاة الله .....
(الله رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ).. (29الفتح).
أبدلنا آيات الله وأصبحت الشدّة من بعضنا على بعض، لا يرحم التاجر المُشتري فيزيد أجره ومكسبه أضعافاً مُضاعفة، ولا يرحم الصانع من طلبه فيجعل الأجر أضعافاً مضاعفة، وَلَيْتَهُ يُتقن صنعته ويعمل
بقول الحبيب: { إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلاً أَنْ يتْقِنَهُ } .... وخذوا نماذجاً وما لديكم أكثر ..:
- لا يرحم الطبيب المريض، فلو قيل له: إن رجلاً بالعيادة على وشك الموت لا يأذن له بالدخول حتى يدفع ثمن الكشف للطبيب، مع أنه أخٌ في الإيمان وأخٌ في الإسلام!!.
- لا يرحم المدّرس تلميذه ويرفض أن ينطق بلسانه في عمله الذى يأخذ أجره عليه، ويقول: من أراد أن ينجح في مادتى فليذهب إلى عيادتي! يريد أن يُحوّلهم إلى المنازل ليتكسّب منهم الآثام والذنوب العظام!!.
- لا يرحم المحامي من لجأ إليه ليدافع عن قضيته، فإنه يحاول ابتزازه بقدر طاقته، وكلما أوشك الأمر على الحُكم النهائي تدّخل ليطيل الأمر ويُطيل الإبتزاز، بل وربما يأخذ من الشاكي ويأخذ من المشكو!! وهذا أمرٌ فيه غُلوّ يتنافى مع هذا الدِّين.
نستطيع أن نقيس على هذه الأمور التي سرت في مجتمعنا، حتى أصبحنا جميعاً نتململ من حياتنا، ونشكو مجتمعنا مع أننا لا نسكن في تل أبيب ولا في واشنطن، ولكن نسكن في مصر وفي ، بلد الأزهر الشريف، وبلد المساجد التي لا تُحدّ ولا تُعدّ، بلد القرآن، بلد العلماء الذين نشروا هَدْىَ الدِّين في كل مكان.
..................................................................
🌱 اشراقة من كتاب اصلاح الافراد والمجتمعات فى الاسلام
🌱 لفضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزيد

- أين الدين مِنَّا جماعة المؤمنين؟


أين الدين مِنَّا جماعة المؤمنين؟ . 🌱
........................................................
أفي الصلاة؟!! أو في الركعات؟!! أو في الصيام وتلاوة القرآن والذكر فقط؟!! هل هذا هو الدين؟!!
الدين أخلاق يا جماعة المؤمنين، الدين سلوكيات طيِّبة دعا إليها سيِّد المرسلين، اسمعه وهو يقول عن المسلم؟!! فماذا يقول؟ لم يقل: المسلم من صلَّى وصام وزكّى وحج، وإنما قال قولٌ واحد: { المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ }
أين هو المسلم الحق الآن؟ قلَّ وَنَدَر، كثيرٌ منا يحافظون على فرائض الله، لكنهم - وهذه مشكلة زماننا - فرقّوا بين طاعة الله؛ واعتقدوا أنها هي الدين! وبين الأخلاق والمعاملات والسلوكيات، وكل واحدٍ منهم مشى على هواه ومايريد تحقيقه من مناه، وظنّ أنه يُرضي ربَّه على العبادات التى كلَّفه بها الله، مع أن النبىَّ صلى الله عليه وسلم حكم في هذا الأمر حُكماً صريحاً عندما قيل له: {إن فلانة تصلّي الليل وتصوم النهار وفي لسانها شيءٌ يؤذي جيرانها (سليطة اللسان) قال: لا خَيْرَ فيها، هِيَ في النّارِ}
الدِّينُ ليس قاصراً على العبادات، ولكن الدِّين جعل حقًّا لله وحقوقاً للخلق، وكلها في دين الله، حق الله: هو الصلاة، والصيام، والحج، وحقوق عباد الله: هى الزكاة، والأخلاق الكريمة، والمعاملات الحسنة التى على منهج كتاب الله، والتى كان عليها سيِّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
إن العالم كله ينظر إلى تجربتنا التي نحن فيها الآن، وقد اخترنا - والحمد لله - الإسلام والمنهج الإسلامى، فهل سَنُقَوِّمُ به اقتصادنا؟ هل سنصلح به أخلاقنا في مجتمعنا؟ هل سيعُمّ الخير بلادنا؟ إن سيدنا عمر بن عبد العزيز طبّق المنهج الإلهي في عامين ونصف. ماذا كانت النتيجة؟ من الناحية الإقتصادية: فاض المال، حتى أن الرجل كان يأخذ زكاة ماله في حِجره فلا يجد من يأخذها منه، فيُعطيها لبيت المال ليُنفقها حيث يريد، ما الذي فعله لحلّ المشاكل بالزكاة؟
قضى على الفقر، ولم يبقَ هناك فقيرٌ واحدٌ في مملكته، وكانوا إلى جانب الفقر أعزّة بالله، يُبرؤون دين الله عن التسوّل، لا يقفون خارج أبواب المساجد وينتظرون العطاء، ولكن يسعون إلى العمل لأنهم شُرفاء، وينتظرون - على الأجر القليل - البركة من السماء، لأن الله وعد المؤمنين أن يبارك في القليل فيُغنى عن الكثير.
..................................................................
🌱 اشراقة من كتاب اصلاح الافراد والمجتمعات فى الاسلام
🌱 لفضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزيد

- الجَنَّة في إتباع السنَّة.


الجَنَّة في إتباع السنَّة. 🌱🌱
🌴 اخواني وأحبابي بارك الله  فيكم أجمعين
🌴نسمع كل يوم من يتكلم عن متابعة رسول الله صل الله عليه وسلم ويقول ينبغي أن نتابعه في كيف كان يأكل؟ كيف كان يشرب؟ كيف كان ينام؟ وهذه هي العبارات التي نسمعها ليل نهار !!! .. زهذا ما أريد أن أبدأ به حديثى لكم إن شاء الله ...أبدأ وأقول وبالله التوفيق إن هناك سنة عملية وسنة قولية لخير البرية صل الله عليه وسلم فلو عملنا بما سمعناه واقتدينا بما في الحبيب رأينا لانحلت جميع مشاكلنا الأسرية والعائلية والعملية والدنيوية:
(لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) الأحزاب
🌴كل المسلمين وأغلب المؤمنين يتركز اهتمامهم علي اتباع الحبيب  إما في السنن الشكلية وإما في السنن العبادية، فما أكثر المصلين بالليل وما أكثر المصلين الضحي وما أكثر التالين لكتاب الله وما أكثر المتابعين للحبيب  في عباداته ناهيك عن الشكليات فهناك من يتبعه في لحيته وهناك من يتبعه في ثيابه وهناك من يتبعه في طريقة جلوسه وهناك من يتبعه في طريقة نومه، وكل ذلك مطلوب ومرغوب لكن هناك أولويات في اتباع سنة الحبيب المحبوب ، وإياكم أن يظن أحدكم أنني لا أنادي بهذه السنن فأنا أنادي بها وأشجع عليها لكن هناك أولويات، فهناك سنن نتوجه بها إلي الله وهناك سنن يظهر أثرها في خلق الله فبأيهما نبدأ؟ علينا أن نبدأ بالسنن التي توجه إلي خلق الله لأن الله كريم وعفو وتواب ويسامح لكن الخلق أحياناً تتوغر منهم الصدور وأحياناً تستاء القلوب فيتحول ذلك إلي إحن أو إلي شحناء وبغضاء، ولذلك فإن السنة التي وجه لها الحبيب في وصاياه إلي من كان يقوم الليل كله ويصوم الدهر إلا أقله وهو سيدنا عبد الله بن عمر وسيدنا عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما حيث قال:
{ يا بُني ! إنْ قدَرْتَ أن تصبحَ وتمسي وليس في قلبِك غشٌّ لأحدٍ فافعلْ ، يابُنيَّ ! وذلك من سُنَّتي، ومنْ أحَبَّ سُنتي فقد أحَبَّني، ومن أحَبَّني كان معي في الجنَّة}
فأيهما السنة الأولي هل طهارة القلب والعمل علي تخليص ما فيه من أوضار ومن أغيار ومن أشياء تحرك الشحناء نحو المؤمنين الأخيار والأطهار أم الصلاة طوال الليل والقلب مملوء ببغض نحو هذا وكره لهذا ورغبة في ضر هذا؟! وضح ذلك الحبيب بذاته – قالوا أن فلانة تقوم الليل وتصوم النهار – وهي بذلك قائمة بالسنة العبادية – ولكنها تؤذي جيرانها بلسانها – ماذا قال صلوات ربي وتسليماته عليه؟ - قال لا خير فيها هي في النار.
عن أنس رواه الترمذي

🌹🌹مع ميزان من (موازين الصادقين)لفضيلة الشيخ فوزي محمد ابو زيد🌹🌹

- الأسس التي عليها صلاح الوطن والمجتمع


الأسس التي عليها صلاح الوطن والمجتمع
خطبة جمعة لفضيلة الشيخ فوزي محمد ابوزيد
********************************************
الحمد لله رب العالمين، اختار لنا خير الأديان ديناً وهو دين الإسلام، وأنزل علينا خير كتابٍ أنزله للناس وهو القرآن، وخصَّنا بخير نبيِّ أرسله للأنام وهو الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتمُّ السلام.
سبحانه سبحانه أكرمنا بكل ذلك وأكرمنا بعد ذلك بأن جعلنا خير أمة أخرجت للناس، فضَّلنا على سائر الأمم، واختصنا بفضله وخيره منذ القدم، وجعل لنا في الدنيا شفقته ورحمته وحنانه ومغفرته، وجعل لنا في الآخرة جنته وجوار أحبته.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أنزل القرآن تبياناً لكل شي، وجعل النبي المصطفى صلى الله عليه وسلَّم طبيباً إلهياً به الشفاء من كل داء.
وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وخليله، اختاره الله عزَّ وجلَّ لرسالته على حين فترة من الرسل، وجعله خاتم النبيين والمرسلين وأنزل عليه كل ما ينفع الناس إلى يوم الدين في دينهم ودنياهم ويرفعهم درجات عند رب العالمين.
اللهم صلى وسلِّم وبارك على سيدنا محمد المثل الأعلى للكمالات الإلهية، والنموذج الأقوم لإصلاح كل البشرية، صلى الله عليه وعلى آله الأتقياء، وصحابته الأنقياء وكل من سار على هديه ومشى على دربه إلى يوم العرض والجزاء، وعلينا معهم أجمعين آمين آمين يا رب العالمين.
أيها الأخوة جماعة المؤمنين:
ونحن في هذه الأيام المباركة نسمع الكثير والكثير عن المشاكل التي نعانى منها، والتي يعانى منها مجتمعنا في مصر وخاصَّة المشكلة الاقتصادية، الكساد في البيع والشراء، وقلة فرص العمل للعاطلين وانتشار الفقر ويتبع ذلك ما نراه من سوء الأخلاق والشقاق والنفاق، وظهور ما لا يحمده الخلق في كل الآفاق.
إن هذا الذي نراه هو الذي كان في بداية الدعوة الإسلامية بعد هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلَّم إلى المدينة المنورة.
هاجر من مكة إلى المدينة، وهاجر معه المسلمون بعد أن تركوا دورهم وأموالهم وزراعاتهم وتجاراتهم واستولى عليها الأعداء، وكان الأنصار في المدينة قلة قليلة، وقاطعهم العرب، وصنعوا شبه مقاطعة اقتصادية ليحاصروا النبي صلى الله عليه وسلَّم ومن معه.
ضيقوا عليهم الأسواق وغلقوا أمامهم تبادل المنافع في البيع والشراء وما سوى ذلك، كيف حلَّ النبي صلى الله عليه وسلَّم هذه المشكلة الاقتصادية وهذا الذي نحن في أمَّس الحاجة إليه الآن؟
نحن أجمعين في حاجة إلى العمل بقول الله لنا أجمعين:
لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ الله كَثِيرًا (21:الأحزاب).
ما الخطة الإلهية التي رسمها الله عزَّ وجلَّ للحضرة المحمدية والتي بها حُلت كل المشاكل الاقتصادية في مجتمع المسلمين؟
مجمل هذه الخطة حتى لا نطيل عليكم كان في أمرين:
تنفيذ خطة للتربية الإيمانية القرآنية للمنتسبين لهذا الدين،
ثم تنفيذ خطة تشريعية قرآنية للتجارة والتعامل في الأسواق والشوارع وفى البيع والشراء بين المسلمين.
بدأ النبي صلى الله عليه وسلَّم الخطة التي رسمها له الله في كتاب الله، وكانت بدايتها تحقيق الأخوة بين المؤمنين، كل مسلم أخٌ لكل مسلم، وإن كان هذا المسلم ليس من جنسه ولا من بلده ولا ما عائلته، لكن الله قال في محكم قرآنه:
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ (10:الحجرات).
كل المؤمنين في كل الأصقاع والبقاع أخوة،
وماذا ينبغي نحو هذه الأخوة؟
ينبغي أمرين:
الأمر الأول: يقول فيه الله جلَّ في عُلاه:
وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ (47:الحجر).
القضاء على كل الأمراض النفسية والمعنوية التي تؤجج الخلافات، والتي تثير المشاكل والمنازعات والتي تجعل المسلمين والمسلمات كأنهم أعداء ألدَّاء، مع أنهم أخوة فوق الأشقاء كما ذكر الله في كتاب الله جلَّ في عُلاه.
طهارة النفس والقلب من الحقد والحسد والكُره والبُغض وكل ما يمَّس أخاه المؤمن بسوء ظاهرٍ أو باطنٍ.
فلا ينبغي لمؤمن يريد أخوة الإيمان أن يطوى في قلبه حقداً أو حسداً لنفرٍ من أهل الإيمان، قال صلى الله عليه وسلَّم لأنس بن مالكٍ رضي الله عنه:
(يا بنىَّ إن استطعت أن تبيت وليس فى قلبك غلٌ ولا حقدٌ ولا حسدٌ لأحدٍ من المسلمين فافعل، فإن ذلك من سنتي ومن فعل سنتي كان معي في الجنة).(1)
من الذي يريد أن يكون مع رسول الله في الجنة؟
هاكم الباب وهذه هي الأوصاف التي من تجمَّل بها تمرَّغ في هذا الجناب، وكان مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين في الجنة العُليا يوم العرض والحساب.
ثم ملأ هذه القلوب بالحب للمؤمنين ولله ولكتاب الله ولرسول الله صلى الله عليه وسلَّم.
حتى جعل من شروط الإيمان وتمامه لا يكون المؤمن قوى الإيمان صحيح الإيمان عند مولاه إلا إذا أحب للمؤمنين جميعاً ما يحبه لنفسه:
(لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)(البخار ومسلم عن أنس رضي الله عنه)
وارتقى معهم في درجات الإيمان فجعل من شروط تمام الإيمان أن يشعر المؤمن بأحوال من حوله من المؤمنين إن كانوا مرضى أو فقراء أو عجزة أو ضعفاء يحتاجون إلى مساعدة أو معاونة، من الذي يساعدهم ويعاونهم؟ إخوانهم المؤمنين ومن حولهم من المؤمنين الصادقين، وقال صلى الله عليه وسلَّم:
(لا يؤمن أحدكم ـ أي إيماناً تامّاً صحيحاً ـ من بات شبعان وجاره جائع ولا يشعر به).(2)
لابد أن يشعر بجاره إن كان جائعاً أو مُشبعاً، إن كان في خصاصة وحاجة، إن كان غنياً ولا يحتاج إلى حاجة، حتى جعل المؤمنين أجمعين رجلاً واحداً، إذا كان بينهم مودة وتراحم وتعاون وتعاطف:
(ترى المؤمنين فى تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى عُضوٌ منه، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).(البخاري ومسلم عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما)
ربىّ النبي صلى الله عليه وسلَّم أحبابه على هذه التربية فكان الأنصار يتنافسون في استقبال المهاجرين، حتى وصل الأمر أن النبي صلى الله عليه وسلَّم عندما كان يأتي رجلٌ مهاجر ويتصارع الأنصار على اصطحابه وضيافته، يُجرى بينهم قرعة، ومن خرجت له القرعة فكأنما قد فاز فيأخذه وفيه رضاً نفس، وبحبٍ ومودةٍ يقتسم ماله بينه وبينه نصفين، ويقسم داره بينه وبينه نصفين، حتى قال الله عزَّ وجلَّ فى هؤلاء الذين هذا شأنهم:
وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9:الحشر).
فكانوا يتبارون في ذلك حتى رُوى عنهم الأعاجيب.
رُوى عنهم أن رجلاً من الفقراء تصدق عليه أحد الأغنياء برأسٍ في عيد الأضحى، فجلس مع زوجته وقال: يا أم فلان إني أرى أن أخي ـ أخيه في الله ـ فلاناً هو أحوج إلى هذه الرأس منى، قالت: اذهب إليه وأعطيها له، فذهب إليه وأعطاها له، وجلس الثاني مع زوجته وقال: يا أم فلان إني أرى أن أخي فلان أحوج إلى هذه الرأس منى، قالت: فأعطها له، وذهبت الرأس إلى سبعة دور ثم رجعت إلى الأول مرةً أخرى.
ماهذه التربية الإلهية؟ وما هذه الأخلاق الكريمة النبوية؟
بل إن هذا الإيثار لم يكن حتى وهم يعيشون فيما بينهم في المدينة المنورة، بل كان حتى وهم في النزع يترقبون خروج الروح إلى الدار الآخرة.
روى رجلٌ منهم أنه كان في واقعة اليرموك في بلاد الشام، وكانت مع الروم وسقط أبن عمه جريحاً فأخذ يبحث عنه ومعه ماءٌ ليسقيه، وعندما وصل إليه إذا بجريحٍ آخر يشير بأصبعه إلى الماء، فأشار إليه ابن عمه أن اذهب إليه، فذهب إلى الثاني فإذا بجريح ثالثٍ يهفوا إلى الماء فأشار الثاني إليه أن اذهب إلى هذا، فذهب إلى الثالث فوجده قد مات، فرجع إلى الثاني فوجده قد مات، فرجع إلى ابن عمه وهو الأول فوجده قد مات، مات الثلاثة ولم يشربوا الماء، ولكنهم فازوا بقول الله في كتاب الله:
وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9:الحشر).
ما أحوجنا إلى هذه التربية الإيمانية في هذا الزمان، حتى تنتشر المحبة والمودة بين المسلمين، وينتشر التعاطف والتواد والتراحم بين جموع المسلمين.
هكذا كان الجانب في تربية رسول الله لصحبه الكرام لكي يهيئهم للقضاء على هذه المشكلة الاقتصادية.
قال صلى الله عليه وسلَّم :
(التائب حبيب الرحمن والتائب من الذنب كمن لا ذنب له) ـ أدعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة.

الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين الذي أكرمنا بالإيمان وجملنا بالإسلام وجعلنا من أهل الاستجابة للقرآن.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يغير ولا يتغير ويحول ولا يتحول ويُصرف ولا يتصرف، اللهم يا محوِّل الأحوال حوِّل حالنا إلى أحسن حال.
وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وخليله تركنا على المحجَّة البيضاء ليلها كنارها، لا يزيغ عنها بعده إلا هالك.
اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد وارزقنا هداه، ووفقنا لحسن إتباعه في الدنيا واجعلنا من أهل شفاعته في الآخرة ومن أهل رفقته في الجنة أجمعين آمين آمين يا رب العالمين.
أيها الأخوة جماعة المؤمنين:
ثانياً: القضاء على المشاكل الاقتصادية:
كان الجانب الثاني من خُطة رسول الله صلى الله عليه وسلَّم القضاء على المشكلة الاقتصادية
أنه عندما هاجر وجد التجارة كلها في يد اليهود، هم الذين يتحكمون في البيع والشراء وخاصة في الحبوب التي لا غنى للناس عنها وفى السلاح الذي يحتاجه المدافعون والمجاهدون، وفى الذهب الذي تتزين به النساء، فكان أول شيءٍ صنعه صلى الله عليه وسلَّم بعد بناء مسجده والموآخاة بين المهاجرين والأنصار أن اختط للمسلمين سوقاً في المدينة خاصَّاً بهم، وجعل لكل مهنة ركناً في هذا السوق، ووضع شروطاً في البيع والشراء لو سار عليها المؤمنون ما وجد مشكلة بين المسلمين في أي زمان أو مكان إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
كان الأساس الأول في هذه الأسواق قول الله عزَّ وجلَّ:
وَأَحَلَّ الله الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا (275:البقرة).
أن تكون التجارة حلالاً لا فيها ربا ولا شبهة ربا، ولا فيها غش إن كان في الصنف أو في السعر أو في أي أمرٍ من الأمور حتى جعل الذي يغش المسلمين يكون يوم القيامة ليس معهم في الدار الآخرة ولا في جنة النعيم فقال صلى الله عليه وسلَّم:
(من غش أمتي فليس منا) (3)ـ وفى الرواية الأخرى:
(من غشنا فليس منا).
الأمر الثاني:
أمر المؤمنين أجمعين أن يتحروا المطعم الحلال وجعلها أساساً لتوقف قبول الأعمال عند الله واستجابة الدعاء، حتى قال صلى الله عليه وسلَّم:
(إن العبد ليرفع اللقمة الحرام ويضعها في جوفه لا يتقبل الله منه عملاً أربيعن يوماً).(رواه الطبراني عن ابن عباس رضي الله عهما)
لا صلاة ولا صيام ولا ذكر ولا تلاوة قرآن ولا أي عمل:
(إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً).(4)
إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ الله مِنَ الْمُتَّقِينَ (27:المائدة).
فإذا كان المؤمن يتحرى الرزق الحلال، فيبتعد عن الربا وما يتبعه وما يلوذ به، ويُبعد عنة غش المسلمين، فينبغي عليه بعد ذلك أن لا يحتكر أقوات المسلمين، فمن قام بشراء ما يحتاجه المسلمون ولا يستغنون عنه وجمعه من السوق ثم بدأ يتاجر فيه بثمن فاحش هذا يقول فيه صلى الله عليه وسلَّم واسمعوا وعوا:
(من احتكر على أمتى قوتاً أربعين يوماً برئ من الله وبرئ الله عزَّ وجلَّ منه).( أخرجه أحمد في مسنده عند ابن عمر رضي الله عهما)
ويقول صلى الله عليه وسلَّم:
(المحتكر خاطئ أخطا طريق الجنة)(رواه مسلم عن معمر بن عبد الله ) ـ لأنه يريد أن يُغلى على إخوانه المسلمين، في حين أنه ينبغي على المسلمين أن يعملوا على رخص الأسعار من أجل إخوانهم الفقراء والمساكين.
أنظر إلى هذا التاجر الصدوق الأمين، والتاجر الصدوق الأمين يقول فيه صلى الله عليه وسلَّم مبيناً مكانته عند الله:
(التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين).(رواه الترمذي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه)
وهذا التاجر الصدوق الأمين حدث شُحٌ في الدقيق في المدينة المنورة، وأصبح الناس لا يجدون دقيقاً يأكلونه أو يخبزونه، وفى وسط هذه الأزمة جاءت له تجارة من بلاد الشام دقيقٌ محمَّلٌ على ألف جمل، فذهب إليه تجار المدينة وقالوا: نريد أن نشترى هذا الدقيق منك، قال: بكم؟ قالوا: ندفع لك ضعف ثمنه، قال: جاءني من زادني على ذلك، قالوا: ندفع لك الضعفين، قال: جاءني من زادني على ذلك، قالوا: ومن هو ونحن تجار المدينة، ولا يوجد في المدينة تجارٌ غيرنا؟
قال: الله عزَّ وجلَّ اشتراه منى بعشرةٍ أضعاف، أشهدكم يا قوم أنى جعلته صدقة على فقراء المسلمين:
رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ الله وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالابْصَارُ (37:النور).
أمر النبي صلى الله عليه وسلَّم هؤلاء التجار أن يبينوا عيوب الصنعة قبل بيعها، وإلا كان ذلك غشاً للمشترين، ولا يستغلوا جهل المشترى فيبيع له البضاعة بضعف ثمنها، لأنه لا يعرف الثمن لأن هذا غشٌ له، وأن المشترى إذا رأى أن يرجع في سلعته فلا عليهم أن يقيلوه ويأخذوها منه ويردُّوا له ما دفعه، فإذا فعلوا ذلك أقال الله عثراتهم يوم القيامة.
خرج الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه إلى السوق وكان تاجراً، وبينما هو سائر وجد رجلاً اشترى حُلةً من حانوته ـ وكان يعرف بضاعته ـ فقال: يا هذا بكم اشتريتها؟ قال: بأربعمائة دينارا، قال: إنها لا تساوى أكثر من مائتي ديناراً، قال: أنا رضيتُ بذلك وهى عندنا في بلادنا أغلى من ذلك، قال: لكنى لا أرضى بذلك وقد أُخذ العهد علينا أن لا نغش مسلماً، يا هذا إما تردَّها وتأخذ نقودك، وإما أن تأخذ الزائد عن ثمنها لأننا أخذ علينا العهد أن ننصح لكل مسلم وأن لا نغش المسلمين.
تجارٌ أبرارٌ يتعاملون مع المؤمنين كلهم على أنهم إخوةٌ في الدنيا وأخوة يوم القرار.
وذهب إلى السوق ذات مرةً في الصباح وعندما فتح الحانوت جاءه رجلٌ كان قد اشترى بضاعةً بالأمس، وقال: يا سيدي خذ بضاعتك واعطنى ثمنها إن أمي لم ترضى بها، فأعطاه ثمنها ثم قال: يا غلام غلِّق الحانوت، قال: ولم ولم نبع شيئاً اليوم؟
قال: إني جئت اليوم وأنوى العمل بحديث رسول الله الذي يقول فيه:
(من أقال نادماً صفقته أقال الله عثرته يوم القيامة).(5)
وما دمت وفقني الله وعملت بالحديث فلا حاجة لي في البيع والشراء اليوم
إخوة الإيمان نحتاج إلى هذا الصنف من التجار وهم منا جماعة المؤمنين، فإذا كنا على ذلك كانت كل أمورنا ميسرة وكل أحوالنا ميسرة، لأن الله عزَّ وجلَّ قال في المؤمنين أجمعين:
"مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ "97( النحل)
إذا ما أسباب مصائبنا في هذا الزمان؟ تفشى الأنانية، والأثرة وانتشار الحقد والكره والبغض بين من؟ بين المسلمين، يا ليت هذا على الكافرين والمحاربين لهذا الدين، لكن أغلب المحاكم ومن فيها من المسلمين بل الأخوة، واسمع إلى هذا واسمع لذاك، لترى في عباراتهم وألفظهم قسوة الحقد التي في قلوبهم على إخوانهم.
إخواني جماعة المؤمنين:
﴿إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ (11: الرعد).
ثم الدعاء .............
*****************************************
(1) رواه الترمذي عن أنس بن مالك قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا بني إن قدرت أن تصبح وتمسي ليس في قلبك غش لأحد فافعل ثم قال لي يا بني وذلك من سنتي ومن أحيا سنتي فقد أحبني ومن أحبني كان معي في الجنة
(2) رواه الطبراني في الكبير عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به. ورواه الحاكم في المستدرك عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس المؤمن الذي يشبع وجاره جائع إلى جنبه.
(3) رواه الترمذي عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على صبرة من طعام فأدخل يده فيها فنالت أصابعه بللا فقال يا صاحب الطعام ما هذا قال أصابته السماء يا رسول الله قال أفلا جعلته فوق الطعام حتى يراه الناس ثم قال من غش فليس منا وفي رواية مسلم فليس مني
(4) رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا ، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين ، فقال تعالى : { يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا } ( المؤمنون : 51 ) ، وقال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم } ( البقرة : 172 ) ، ثم ذكر الرجل يطيل السفر ، أشعث أغبر ، يمدّ يديه إلى السماء : يا رب يا رب ، ومطعمه حرام ، ومشربه حرام ، وملبسه حرام ، وغُذّي بالحرام ، فأنّى يُستجاب له ؟ )
(5) قد ورد في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أقال مسلماً أقاله الله عثرته يوم القيامة) رواه أحمد وأبو داود وابن ماجة والحاكم وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني: حَدِيثُ {مَنْ أَقَالَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ صَفْقَةً كَرِهَهَا , أَقَالَهُ اللَّهُ عَثْرَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} . أَبُو دَاوُد , وَابْنُ مَاجَهْ وَابْنُ حِبَّانَ , وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ
**************************************************
من خطب فضيلة الشيخ فوزي محمد ابوزيد

السبت، 29 سبتمبر 2018

- حكمة دعاء الأنبياء

حكمة دعاء الأنبياء
💔🖤💜💙💚💛
فالمتواكلون يحتجون بحجة ظانين أنها قوية يقولون أن سيدنا إبراهيم عليه السلام عندما أُلقى فى النار وآتاه سيدنا جبريل عليه السلام وقال له: ألك حاجة؟ قال: أما إليك فلا، قال: فلله عز وجل؟ قال: {علمه بحالى يغنى عن سؤالى }
ويقولون إن هذا هو المقام العالى، لكن المقام العالى هو الذى ذكره الله عز وجل فى كتاب الله من دعاء سيدنا إبراهيم مرات وكرات لنفسه ولبنيه ولذريته وفى الدنيا والآخرة وللبلد الحرام ولجميع الأنام، والمقام العالى الذى كان فيه أيضاً سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه يشاهد ما جرى له فى الطائف وشاهدهم وهم يرمونه وأصابوه لكنه يقول:
( اللهم إنى أشكو إليك ضعف قوتى وقلة حيلتى وهوانى على الناس ) إلى آخر الدعاء، فهو يراه، وكذلك يوم بدر عندما ظل يدعو حتى سقط الرداء من على كتفه الشريف وسيدنا أبو بكر يقول:{ يا رسول الله كفاك مناشدتك ربك فإنه منجز لك ما وعدك }
فيقول: { اللهم إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد فى الأرض بعد اليوم }
ما جلية هذا الأمر؟ إن النبى ( قال: ( الدعاء مخ العبادة ) رواه الترمذي
لماذا الدعاء مخ العبادة؟ لأنه إقرار منك بالعبودية وكونك عبد يعنى أنك محتاج
ولكن ليس محتاجاً لخلق الله بل محتاج لسيدك ومولاك، وهذا هو الفارق!
والمحتاج لسيده ماذا يفعل؟يقبل يده ويتذلل بين يديه ويمرغ خديه على التراب بين يديه ويشتكى إليه ويتأوه ويتوجع حتى يحن عليه ويعطيه الله عز وجل ما يريده منه، وهذا هو الحال الذى كان يفعله الأنبياء والمرسلون والذى يسير على نهجهم الأولياء والصالحون رضي الله عنهم وأرضاهم: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) [60 غافر)]
فأنت تعرف ماذا تقول له؟ الذى تقوله أنت يعلمه، لكنه يريد أن نحس أننا عبيد وهو رب حميد مجيد، وصفة العبد الحاجة والتذلل والتضرع والتأوه والشكاية والتبتل والإبتهال لكن لمن؟ لله عز وجل، وهذا هو الفرق، الجهلاء يجعلون هذه الصفة لخلق الله وهذا هو الخطأ الذى نهانا عنه الله وحذرنا منه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
إننى كما يحدث الآن أذهب للرجل الذى لى حاجة عنده وأتذلل بين يديه وأتضرع له وكما نرى الناس بعضهم يرتمى على قدميه ويقبلها ويبكى بين يديه ويتذلل له، لماذا كل ذلك؟ لا، هذا الموقف قال فيه حضرة النبى صلى الله عليه وسلم:
(اطلبوا الحوائج بعزة الأنفس) رواه تمام وابن عساكر
فهنا موقف العزة لكن موقف التذلل لله.
فالناس قد بدلوا هذا الأمر فهم يتذللون بين يدى خلق الله وبين يدى الله عز وجل تجدهم عندهم عزة وشاعرين بأنفسهم وليس لديهم مسكنة ولا تضرع بين يدى الله عز وجل، وقد يبطأ الله عنا الإجابة لفترة قد تطول أو تقصر، وهو سبحانه عندما يبطئ فى الإجابة فإنما يريد منا الإكثار من الحنين والنجوى إليه، وهذا هو كل الأمر فمن يحبه الله يقول للملائكة أخروا عنه حاجته فإنى أحب أن أسمع صوته.
**********************💔🖤💜💙💚💛
رابط صفحة مكتبة الشيخ فوزي محمد أبوزيد
للمزيد:https://www.facebook.com/fawzyabuzeid.library/


الخميس، 27 سبتمبر 2018

- الدين والعلم

- الدين والعلم
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏نص‏‏‏
الدين والعلم 🌳 🌳
كان من إعجاز كلام الله عزَّ وجلَّ أن أمين الوحي جبريل عندما نزل أول مرةٍ
على الحبيب محمدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم، كان أول أمرٍ من الله له ولنا وللمؤمنين أجمعين
(اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) (1العلق).
أول أمر: إقرأ، قال: ما أنا بقارئ - وكان لا يعرف القراءة ولا الكتابة، 
قال: إقرأ، قال: ما أنا بقارئ، قال (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ)
كان هذا الأمر الإلهي توجيهاً ربَّانياً لحضرة النبيِّ ولأمة النبيّ - أن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم يجب أن يبدأ لكل من آمن به وصدَّق بربِّه بتعليمه العلم الذي به يطيع الله، والذي به يستطيع أن يقوم بالفرائض التي كلَّفه بها مولاه،
وإلا فهل تجوز العبادة مع الجهل؟
كلا والله لابد أن يعلم الإله الذي يعبده وأوصافه وأخلاقه وصفاته عزَّ وجلَّ؛ وهذا هو علم التوحيد الذي لا غنى عنه لأي مبتدئ في طريق الحميد المجيد عزَّ وجلَّ.
وبعد أن يزيد إيمانه بمولاه يحتاج بعد ذلك إلى أن ينفِّذ التكليفات التي كلَّفه بها الله، والتي هي تمام بنيان الإسلام. قال صلى الله عليه وسلم:
" بني الإسلم على خمس :شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمن استطاع اليه سبيلا" (البخاري ومسلم )
فرضٌ على كل مؤمن أن يتعلم هؤلاء الخمس، وإلا عَبَدَ الله على جهلٍ، وكانت عبادته مردودة غير مقبولة،
ولذا أول ما يبدأ به الحبيب صلَّى الله عليه وسلَّم مع المؤمنين الجُدد، أن يجلس معهم، أو يأمر أحد أصحابه المباركين السابقين المعلَّمين أن يجلس معهم، ويقول لهم فقِّهوا أخاكم
فإن كانوا مجموعة يقول لهم (فقهوا إخوانكم في دين الله )
روى الطبراني والبيهقي وأبو نعيم وابن سعد
فكان إما أن يفقِّهه بنفسه، وإما أن يأمر من حوله أن يفقهوا الجدد في دين الله، ليعلمنا أن هذا دينٌ أُقيم على العلم، ولا صلاح لأهله في الدنيا إلا بالعلم، ولا نجاة لهم في الآخرة إلا بالعلم، ولا نجاح لهم في أي غرضٍ من أغراضهم إلا بالعلم، فالعلم هو الأساس الأول الذي أُقيم عليه دين الإسلام لله عزَّ وجلَّ
وإذا كان المسلم لا يستطيع القراءة والكتابة، يطالبه الله كما طالب حبيبه ومصطفاه أن يتعلم، يتعلم القراءة والكتابة، حتى وإن كان - كما يظن في نفسه - فاته سن التعليم، فإن النبي صلى الله عليه وسلَّم علَّم أصحابه القراءة والكتابة بعد أن تجاوزوا سن الأربعين والخمسين!!، وجعل لأسرى الكفار في غزوة بدر أن يُفرج عن الأسير منهم إذا علَّم عشرة من رجال المسلمين القراءة والكتابة، حتى يُنشئ أمةً متعلمةً هي الأمة الإسلامية
وجاء بمعلماتٍ من النساء يعلمن زوجاته المباركات القراءة والكتابة، فجاء بإحداهن إلى زوجته السيدة حفصة بنت عمر رضي الله عنها وعنه، وقال لها (علمي حفصة القراءة والكتابة) (رواه أبو داود عن الشفاء بنت عبد الله )
🌻♢♢❅• ❅♢♢❅• ❅• ❅♢♢🌻
🌹💧مكتبة فضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد🌹💧

- دور الأسباب فى الحياة

-  دور الأسباب فى الحياة
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏نص‏‏‏
💐🌷🌹 دور الأسباب فى الحياة 💐🌷🌹
💦💧🥦
إن الله عز وجل جعل كل شئ فى كونه متوقف على الأسباب:
ومن يشهد الأسباب تفعل فهو *** فى ضلال مبين قاله القرآن
فالذى يرى الأسباب تفعل من نفسها من غير توفيق أو إذن من ربها يكون فى ضلال مثل من يقول: لا أفضل من هذا الطبيب فيده فيها الشفاء ويثنى عليه كثيراً لكن الطبيب هذا سبب والشفاء من مسبب الأسباب عز وجل.
فنحن يا إخوانى نلتمس الأسباب التى فيها قدرة وتصريف مسبب الأسباب عز وجل ولا نقف على الأسباب طالبين قدرة الله لأن هذا يعتبر امتحان لله عز وجل فالذى يجلس فى الشارع ويقول لو أنه كتب لى لقمة عيش لأتى بها إلىَّ،
فمثل هذا يختبر الله، ولم يقل الله هذا بل قال سبحانه:
( فامشوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُواْ مِن رِّزْقِهِ ) [15 الملك]
لن تأكلوا من تعبكم أو شطارتكم ولكن لابد من السعى، حتى الجاهل الذى يحتج بالطيور أخرجنا النبي صلى الله عليه وسلم من هذا المطب فقال:
( لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير }
رواه أحمد والطيالسى فى مسنديهما والترمذى وابن ماجة عن عمر مرفوعاً
انتبهوا للحديث ماذا تفعل الطير؟ أتجلس فى العش؟
قال: لا تغدو فى الصباح تمشى
{ تغدو خماصاً وتعود بطاناً }
أما الطير الذى يجلس فى العش ويقول يارب ارزقنى فلا ينفع هذا الكلام
لأن هذا يختبر الله عزوجل والله عزوجل قد جعل لكل شئ سببا ودبر الكون كله على الأسباب لأن عالمنا الذى نحن فيه اسمه عالم الأسباب
ولذا ربط الدين كل شئ بالأسباب.
🌻♢♢❅• ❅♢♢❅• ❅• ❅♢♢🌻
🌹💧مكتبة فضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد🌹💧

- أسباب الهداية

-  أسباب الهداية
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏نص‏‏‏
💐🌷🌹 أسباب الهداية 💐🌷🌹
💦💧🥦
كان سبحانه وتعالى قـادراً أن يعلمنا من غير معلم
ولكـن لماذا أرسل المعلم الأعظم صلى الله عليه وسلم؟
من أجل الأسباب!، وبعد ذلك أرسل العلماء، لماذا؟ من أجل الأسباب!!
لأن الكون كله مرتبط بالأسباب فالذى يلغى السبب سواء فى دين أو فى دنيا
فإنه ضل عن الطريق المستقيم الذى وضحه رب العالمين عز وجل.
ومن ترك السبب فى الدنيا كمن ترك السبب فى الدين.
وذلك مثل الذين يقولون مالنا والنبى فنحن مع الله مباشرة، فلماذا أتى الله بالنبى صلى الله عليه وسلم، فهو سبحانه وتعالى كان قادراً على أن يجعل الهداية منه لنا مباشرة من البداية لكنة أتى به وارتضاه وأمره بتبليغ رسالته ودعوته وأمرنا أن نأخذ ما أمرنا به وننتهى عما نهانا عنه، فهذا دليل على أنه يريد منا التمسك بهذا السبب مع الإعتقاد بأنه الفعال وهو مقلب القلوب والأبصار ، لكن لابد من السبب فهو سبب الهداية.
كما أن الرزق هو سبب القوت وسبب العافية فهو سبب عافية الأرواح وسبب شفاء القلوب وسبب نور أبصار الغيوب وسبب إنكشاف عوالم الله عز وجل لكل قلب نقى منيب وسبب الوصول إلى حضرة الله عز وجل وهو سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
والذى يبطل السبب فقد ضل طريق المسبب عز وجل فى الحالتين وهذه مثل تلك، فالشمس كان يمكن لله أن يمنحنا حرارة بدونها ويمكنه أن ينير الكون بدون سطوع أنوارها ولكن لماذا أتي الله عز وجل بها.
كذلك شمس القلوب وشمس الأرواح هو السبب الذى يأخذ بأهل القلوب
وأهل الصلاح ليوصلهم إلى معية الكريم الفتاح عز وجل:
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد وينكر الفم طعم الماء من سقم
فمن ينكر الشمس فهذا عنده رمد أو أعمى !!
كذلك من ينكر الشمس الكلية وإكسابها للحياة الروحانية والإيمانية من أهل النفوس الذكية فإما أن يكون أعمى البصيرة أو عنده رمد من الذنوب والعيوب، والعجب والجهل والظلم لنفسه ولعباد الله عز وجل .لكن لا توجد عين بصيرة مضيئة إلا وتشهد أنوار الحضرة المحمدية التى تجذب النفوس من أسفل سافلين البعد إلى قاب قوسين التدانى من حضرة القرب للقريب عز وجل ولا توجد غيرها.
تجذب الروح الهياكل *** فى الصفا أعلى المنازل
إن أداروا الراح صرفاً *** أسكرت عال وسافل
🌻♢♢❅• ❅♢♢❅• ❅• ❅♢♢🌻
🌹💧مكتبة فضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد🌹💧



شارك فى نشر الخير