آخر الأخبار
موضوعات

الأربعاء، 17 أبريل 2019

مشاهد الذات العلية

 مشاهد الذات العلية

🌿🍁  مشاهد الذات العلية 🌿🍁
----------------------------------------------
** ( اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ) ( النور35) **
------------------------------------------
نور الله - يا أحباب الله ورسوله - الذي نستطيع أن ننظر إليه .. نستطيع أن نتملى به .. نستطيع أن نشاهد ضياء سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسل!!!

لكن نور الله عز وجل في ذاته لا يستطيع أن يراه أحد ولو علا عن جميع كائناته - ليس معنا الآلة التي نستطيع أن نرى بها النور الذاتي لله عز وجل !! .. لكن نرى النور الذي أظهره الله في ذات سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

مثال: مَنْ يستطيع أن يرى إرسال التلفزيون بدون شاشة؟!!! .... الإرسال موجود في الفضاء، لكن هل أحد يستطيع أن يراه بدون شاشة، والشاشة بها جهاز استقبال .. فنور الله عز وجل - والله أعلى وأجل - لا يرى في ذاته، لأن أنوار الله لا تراها العيون إلا يوم الدين .. وفي هذه الحالة يجعل لنا كيفية خاصة من عنده وفضله وجوده فنرى به أنوار ذاته.

  الذي رأي في هذه الدنيا قبسًا من هذا الضياء هو واحد فقط .. وهو إمام الرسل والأنبياء . ولذلك سيدنا مالك أبن أنس صاحب المذهب رضي الله عنه سألوه: 🌷 (كيف رأى محمد صلى الله عليه وسلم ربه؟  قال: " فَنَى محمدٌ صلى الله عليه وسلم وأُخِذَ عن حسِّه ونفسه، وبقى بما فيه من نور ربه، فرأى ما فيه من الله حضرة الله، في غيبةِ محمدٍ رسول الله"🌴🌴

لكن أنت ماذا معك لكي تري هذا النور؟!! أنت ميت .  هل ميت يرى حيًّا؟ ... لا  ... يقول أحد الصالحين:

              🌴 إذا تجلَّى حبيبي  ****  بأيِّ عينٍ  أراه
              🌴بعينه   لا  بعيني  ****  فما يراه سواه

متى يرى الإنسان؟
إذا دخل في: { كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ } ... بدّل الله أوصافه وصفاته وأعطاه الله منحًا عليا من عنده، فيبصر بما تفضل به عليه ربه ما استطاع أن يتحمله من جمال الله عز وجل ، لكن نحن نريد أن نرى نور الله فأين نراه؟
🌻 في الشاشة التي أظهرها ربنا لنا؛ في شاشة رسول الله ...ولذلك قال الله في الآية: ( مَثَلُ نُورِه) (35النور) .. ليس حقيقة هذا النور، لأن النور ليس كمثله شبيه!؛  هذا مثل لتقريب الحقيقة لكن حقيقة أنوار الله

        🌾 بلا كمٍّ ولا كيف ولكن  ***  بأنوارٍ تعالت معنوية

أنوار ذاتية إلهية لا يدركها أحد من البرية حتى ولو كان من أهل الخصوصية - إلا إذا اجتباه مولاه وأعطاه من عنده ما به يتجلى له فيراه .... فنور الله عز وجل أين نراه؟!!

في نور رسول الله صلى الله عليه وسلم على قدرنا؛ لأنه الشاشة التي أعطاها لنا الله لكي نرى جمال الله وكمال الله والأخلاق التي يحبها الله والأعمال التي تستوجب رضا الله .

🌹 فنحن مطالبون أن نقف عند هذا الرجل ونتملى فيه ثم نعمل كما كان يعمل- على قدرنا - لندخل في قول الله: 🌴(لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) (21الأحزاب)

🌸 لم يقل في محمد لأن محمدًا انتقل إلى جوار الله .. لكن رسول الله بأوصافه النورانية ورسالته البهية موجود في كل الوجود إلى يوم الدين!!!

🌻 كلنا يا أحباب نلقي عليه السلام في الصلاة نقول: (السلام عليك أيها النبي)، أيوجد أحد يقول السلام على النبي؟ لا، نقول (السلام عليك) .. لابد أن  يكون هو يراني ويسمعني ويرد علي السلام .. ولذلك يقول صلى الله عليه وسلم : 🌱{ مَا مِنْ أَحَدٍ يُسَلِّمُ عَلَيَّ ، إِلا رَدَّ اللَّهُ عَلَيَّ رُوحِي حَتَّى أَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلامَ }

🍁 وأين هي روحه؟

🌺 روحه متعلقة بجمال الله وكمال الله .. فالله يأذن له برد السلام .. فهو يرد طوال الليل والنهار!!! ... فهذا ما يسمى بجمع الجمع وفرق الفرق .. في جمعِ جمعٍ دائم مع حضرة الله .. وفي فرقِ فرقٍ لأنه يرد التحية على جميع عباد الله في دنيا الله عز وجل  ...

🌻  وأهل الخصوصية عندما يلقوا السلام تنكشف الحجب فيرونه ويسمعونه.
🌻 سيدي عبد الوهاب الشعراني رضي الله عنه كتب كتابًا يبين فيه المنح، التي تتحملها العقول، من التي أعطاها له الله سماه: ( المنن الكبرى )، منن من الله فيقول:
🌱" ومما منّ الله به عليَّ أنى ما جلست مرة في الصلاة وقلت: ( السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته) ... إلا ورأيته أمامي، وسمعته وهو يقول ((وعليك السلام يا عبد الوهاب)) " .

فماذا حدث لنا حتى لا نسمع؟

لو أن  الخط موصول؛ نرى ونسمع الرد من حضرة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأن هذه وظيفة كونية أمره بها الله عز وجل وجعلها له في هذه الدنيا؛ ... نسلم عليه ويرد هو السلام صلوات ربى وتسليماته عليه .
-------------------------------------------------------------------------
🌻♢♢❅• ❅♢♢❅• ❅• ❅♢♢🌻🌻🌷💦
🌻🌹💧مكتبة فضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد🌹💧🌻

البِرُّ بالأوطان من شمائل الإيمان

 البِرُّ بالأوطان من شمائل الإيمان

** البِرُّ بالأوطان من شمائل الإيمان**
-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-
خطبة الجمعة لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد
*******************************************
الحمد لله رب العالمين، أعزَّ دينه وأعلى شأن حبيبه ومصطفاه، وجعله نموذجاً يحتذي به في الدنيا، و إماما للسعداء يوم لقاء الله.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أرسل لنا نبيَّه بدين الإسلام، وجعله ديناً لصلاح الدنيا وصلاح العباد يوم الزحام، و قرر فيه كل شيء يُصلح حال الأفراد و الأمم والأنام.

وأشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله الحكيم الذي علمه العزيز الحكيم فكان نموذجا في كل شيء في هذه الحياة فهو النموذج الأتم للأخلاق القرآنية وهو العبد الأول في طاعة رب البرية وهو المثال الأكمل الذي يحتذي به جميع البشرية في العلاقات الاجتماعية و هو الزعيم الأوحد في تأسيس دولة مدنية عصرية ربط فيها بين الدين والدنيا بطريقة حكيمة نبوية على منهج رب العالمين 
      
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد سيد الأولين وإمام الآخرين والشفيع الأعظم لجميع الخلائق يوم الدين. صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وكل من اهتدى بهداه إلى يوم الدين وعلينا معهم أجمعين آمين آمين يارب العالمين

أيها الأحبة جماعة المؤمنين:

يتساءل الناس قديماً وحديثاً عن جوانب العظمة في هذا النبي الكريم، وفي هذا الدِّين الحكيم الذي جاءنا به من عند الربِّ الرءوف الرحيم عزَّ وجلَّ، وهاكم نكشف لكم عن جانب واحد من عظمة هذا النبي، ومن عظمة هذا الدِّين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم!!!

بُعِثَ النبيُّ صلى الله عليه و سلم وكان الناس - في زمانه وقبله - يعتقدون أن الرسل والأنبياء وكتب السماء تدعوا إلى عبادة الله والزهد في الدنيا والتفرغ لعبادة الله والانكباب علي العبادة بالكلية؛ رجاءً في الدرجات التي أعدها الله لعباده المؤمنين.

ولما بُعث النبيُّ صلي الله عليه وسلم جاء ليغيِّر هذه المفاهيم، ليُعَلِّم مَنْ حوله ومن بعده إلي يوم الدِّين أن الله بعث هذا الدين ليصلح به حال الدنيا للمؤمنين السابقين والمعاصرين في كل زمان ومكان، وأعطى لنا مثالاً عملياً في تكوين دولته المَدَنية الدينية العصرية، حتى نتيقن بقول الله عزَّ وجلَّ لنا فيه: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) (21الأحزاب)

هاجر إلي المدينة ليُقيم ويُؤسس دولة مَدَنية علي القواعد الإسلامية، فوجد اليهود يسكنون فيها،  فأول ما بدأ ذهب إليهم وتفاوض معهم، ووقع معهم وثيقة تسمي: (وثيقة المدينة) لحسن التعايش وحسن الجوار والائتلاف في مواجهة المصاعب التي تواجه هذه الدولة العصرية التي أسسها في المدينة.

ثم نظر إلي أحوال بلدته الاقتصادية فوجد اليهود يسيطرون علي الاقتصاد كله؛ عندهم الأسواق التي تتم فيها كل أنواع التجارات، ويكادون يحتكرون تجارة الذهب وتجارة السلاح، والمسلمون لا غني لهم عن الذهاب إلي أسواقهم للشراء منهم، فبدأ تخطيطاً نبويًّا واختار مكاناً في المدينة وخططه بإلهام من الله، وفجَّر الطاقات التي بين أصحابه حتي يبرعوا في هذه الحياة، مع شدة علاقتهم القوية بالله جلَّ في علاه.

وجد أن أهل مكة كانوا مهرة في التجارة، فخطط السوق وأمرهم أن يتاجروا فيه ليستغنوا في بيعهم وشرائهم واقتصادهم عن اليهود، وقد كان ذلك بفضل الله وتخطيط رسول الله صلي الله عليه وسلم.

ووجد أن القوم في المدينة لا يأكلون و لا يزرعون إلا النخيل والتمر فأراد أن يكتفوا من الناحية الغذائية حتي لا يتحكم فيهم أعداؤهم، فدعا ذوي الطاقات وذوي المواهب الزراعية إلي النظر في الصحراء وإصلاح أرضها، وزراعتها الزراعة التي يحتاجها سكان أهل المدينة، وأصدر قانوناً عاماً يشجعهم علي ذلك، فقال صلوات ربي وتسليماته عليه: (من أحيا أرضاً ميتة فهي له)[ رواه البخاري عن عمرو بن عوف رضي الله عنه]

أي أن: من استصلح أرضاً وجعلها أرضا تخرج النبات فهي له، لأنه أصلحها ... تشجيعاً للصلاح والإصلاح.

ووجد طرقات المدينة تذخر بما يمكن أن يزرع فيها، فدعاهم إلي زراعة الطرقات بالأشجار المثمرة - وليس (بالفيكس) فقط كما نري في أيامنا هذه - وشجعهم علي ذلك فقال: (ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً فيأكل منه إنسان أو طائر أو حيوان إلا وكان له به صدقة) [البخاري ومسلم عن أنس رضي الله عنه]

ولم يجعل لهم سناً للتقاعد أو للقعود علي المعاش، بل طلب منهم أن يعملوا حتي يخرجوا من هذه الحياة الدنيا، فقال صلي الله عليه وسلم: (لو قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها)[ أحمد والبخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه]

والفسيلة هي صغار النخل، لقد أكل مما زرع من كان قبله، ويزرع ليأكل من بقي بعده، هكذا حياة الإسلام التي نبهنا إليها رسولنا عليه أفضل الصلاة وأتم السلام.

ووضع قواعد للزرع، ووضع قواعد للتجارة، حتي لا ينتشر الغش ولا الجشع ولا الاحتكار ولا الطمع، وتكون الحياة حياة مثالية. والأمثلة في هذا الباب يعجز الوقت عن سرد بعضها ولكنكم تستطيعوا أن تطلعوا عليها في ما ورد في سيرة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ووجد أن هذا المجتمع لا غني له عن الصناع الذين يعملون في كل المهن التي يحتاجها الإنسان، فشجع أصحاب المواهب علي إعمال مواهبهم في الباب الذي يظهرون فيه نبوغهم وابتكارهم، وكان يذهب إليهم ويزورهم ليُحِثَّهم ويشجعهم علي ذلك، فعندما وجد رجلاً يعمل في عمل شاق ويده متلطخة بآثار هذا العمل امسك بيده وقبلها وقال - كما في الأثر: (هذه يد يحبها الله ورسوله)

حتي أنه صلي الله عليه وسلم لم يترك النساء قعيدات البيوت، بل طلب منهن أن يتعلمن حرفة ليساعدن بها أنفسهن والمجتمع، حتي زوجات النبي!! ... فقد جاء بمعلمة تعلِّم السيدة حفصة زوجته – الكتابة، ولذلك استحفظ أصحاب النبي حفصة القران الكريم بعد أن جمعوه، لأنها كانت كاتبة.

وتعلمت زينب بنت جحش صناعة الغزل والنسيج، وعندما رأت زوجات النبي بعضهن ليس لهن عمل طلبت منهن أن يشتركن معها في العمل؛ تشتري الصوف من السوق، وبعضهن يعمل في الغزل، وبعضهن يعمل في النسج، ثم تبيع هذا الإنتاج وتشتري بثلث ثمنه بضاعة أخري، وتبقي الثلث، وتتصدق بالثلث الباقي.

كان النبي صلي الله عليه و سلم حريصاً علي الأخذ بكل المستحدثات العصرية في زمانه وفي عصره وأوانه، جاء لزيد بن ثابت رضي الله عنه - بعد أن ذكر له الأنصار أنه غلام معلَّم وكان سنه لا يزيد عن ثلاثة عشر عاماً، ويحفظ الكثير من سور القرآن، قال له: يا زيد، أريد أن تتعلم لي لغة اليهود لأنني تأتيني كتب منهم ولا آمنهم علي الإسلام. فانظر إلي نبوغ هؤلاء السادة الأجلاء!! قال زيد: ((فذهبت وتعلمت السريانية - وهي لغة اليهود - في خمسة عشر يوماً))، ورجع وهو يتقن اللغة أحسن من أهلها، ليكون معه مترجماً فلا يُغَش في الرسائل التي يرسلها له الآخرون.[ الترمذي وأبو داوود]

علم أن الدولة العصرية لابد لها من قوة دفاعية، فأسس المراكز التدريبية لتدريب المسلمين علي الجهاد إذا تعرضوا لمن أراد أن  يهدم هذا الدِّين، ونزل عليه قول ربِّ العالمين: (وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ) (60الأنفال) - فقال علي حسب زمانه: (القوة الرَّمي، ألا إن القوة الرمي) [صحيح مسلم عن عقبة بن عامر رضي الله عنه]

أي: الرمي بالسهام ... والقوة في عصرنا هذا: الصواريخ والطائرات، لأنها بمثابة السهام في الحرب مع الأعداء. 

وأقام معسكراً لتدريب المسلمين - صغاراً وكباراً - علي الرمي، وكان يحضر بنفسه ويقول لهم:
(فيما رواه أبو داود عن عقبة بن عامر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
(إن الله عز وجل يدخل بالسهم الواحد ثلاثة نفر الجنة؛ صانعه يحتسب في صنعته الخير، والرامي به، ومنبله. وارموا واركبوا، وأن ترموا أحب إلي من أن تركبوا. ليس من اللهو إلا ثلاث:
تأديب الرجل فرسه، وملاعبته أهله، ورميه بقوسه ونبله. ومن ترك الرمي بعد ما علمه رغبة عنه فإنها نعمة تركها - أو قال: كفرها)

وكان صلى الله عليه وسلم  يقيم بينهم مسابقات؛ مرَّ النبي صلى الله عليه وسلم على نفر من أَسْلَم ينتضلون، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ارموا بني إسماعيل، فإن أباكم كان رامياً، ارموا وأنا مع بني فلان. قال: فأمسك أحد الفريقين بأيديهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما لكم لا ترمون؟ قالوا: كيف نرمي وأنت معهم؟! قال النبي صلى الله عليه وسلم: ارموا فأنا معكم كلكم) [البخاري ومسلم عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه]

ولما كان الخيل من الأسلحة التي تحدد مصير المعارك في عصره، أمرهم بتربية الخيول وتجهيز مزارع خاصة لها، وتدريبها علي فنون القتال، وعمل مسابقات لها، وقال لهم في شانها: (الخيل في نواصيها الخير إلي يوم القيامة)[ البخاري ومسلم  عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الجَعْدِ رضي الله عنه]

وقال مشجعا لهم: (من احتبس فرساً في سبيل الله، إيماناً بالله وتصديقاً بوعده، فإن شبعه وريَّه وروثه وبوله في ميزانه يوم القيامة)[ البخاري ومسلم عن أبى هريرة رضي الله عنه]
أو كما قال، ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة

الخطبة الثانية:

الحمد لله ربِّ العالمين، الذي أكرمنا بهُداه وجعلنا من عباده المسلمين، ونسأله عزَّ وجلَّ أن يُتمَّ علينا نعمته، وأن يُنزِّل علينا سكينته، وأن يُثبِّت الإيمان في قلوبنا حتى يتوفانا مسلمين ويُلحقنا بالصالحين.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إلهٌ تعالى في سمائه، وتنزَّه في عليائه عن الشبيه والنظير، والوزير والمثيل، والضد والنِّد: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)(11الشورى)

وأشهد أن سيدنا محمداً عَبْدُ الله ورسولًه، وصفيُّه من خلقه وخليلُه، هداه الله عزَّ وجلَّ به إليه، وعرَّفه ما يحبه منه ليُقبل به عليه فيفوز بما لديه.

اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على سيدنا محمدٍ وارزقنا هُداه، ووفقنا أجمعين للعمل بشريعته وإتباع سنته في الدنيا يا الله، واجعلنا أجمعين تحت لواء شفاعته، واحشرنا جميعاً في جواره في جنتك يوم الدين، آمين .. آمين، يا ربَّ العالمين. أما بعد ...

فيا أيها الأحبة جماعة المؤمنين:

جهز النبي صلَّي الله عليه وسلَّم الدولة العصرية وقعَّد قوانينها وأصولها بالقوانين الشرعية، لكنه انفتح علي كل ما كان في العصر، فلذلك دانت له الجزيرة العربية، ودان لدولته ولخلفائه الراشدين - العالم أجمع، لأنهم ساروا علي هذا النهج القويم الذي أسسه النبي الكريم صلي الله عليه وسلم.

فلما تراجع المسلمون عن هذا النهج الكريم، وقَصَرو الإسلام علي الركعات في المساجد، وعلي التوجه إلي العمرة والحج، وعلي تلاوة القرآن، وتركوا الأمور الحياتية للآخرين، أصبحوا يتحكمون فينا وفي أرزاقنا، وصناعاتنا وحاجاتنا، حتي دواؤنا أصبحنا لا نستطيع أن نستغني عنهم لأننا أهملنا الجانب الذي ركز عليه نبينا.

وزاد بعض الجهلاء ممن ينتسبون إلي الإسلام وطالبوا الناس بعدم الدخول في هذه الميادين، وقصر الحياة علي العبادات والأعمال الصالحات الظاهرات، وهذا يخالف ما أمرنا به الله، وما كان عليه سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم.

لكن ابشروا - أيها الإخوة المؤمنون - فإننا سنستيقظ في هذا الوقت والحين إن شاء الله، وسنعيد المسيرة للإسلام التي أسسها رسول الله، فقد قال صلي الله عليه و سلم في حديثه الشريف
(لا يزال طائفة من أمتي قائمة بالحق لا يضرهم من خالفهم حتي يأتي أمر الله وهم علي ذلك)[ البخاري ومسلم عن ثوبان رضي الله عنه]

وورد في الأثر: (إنما يسعد آخر هذه الأمة بما سعد به أولها).
........... ثم الدعاء ........
******************************************
وللمزيد من الخطب الدخول على موقع فضيلة الشيخ فوزي محمد ابوزيد 
ومتابع صفحة الخطب الإلهامية
**********************************
ولتحميل الخطبة وورد أو بي دي اف

آيات الفتح

 آيات الفتح

☆▪❤🗝 آيات الفتح 🗝❤▪☆
▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪
وهي آيات من قرأها كل يوم أو حملها معه فتح الله له أبواب الخير جميعا ويسر أموره
ولا يقصد شيئا أو أمرا فيجد فيه صعوبة بفضل الله وبركات هذه الآيات

ومن اشتدت عليه نكبة ولم يعرف كيف يخرج منها واحتار فيها فليقرأ هذه الآيات فإن الله يهديه سبيل الرشاد

ومن استدام على قراءتها أزال الله عنه أدران الغفلة وأصبح قلبه واعيا لكل الأمور ولا يدخل في أمر كبير أوصغير إلا وفتح الله له مخرجا منه

كما أنها تصلح قراءة وحملا للرزق وتسهيل الأمور وقضاء الحاجات.

🖲بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰن ِالرَّحِيم🖲
••••••••••••••••••••••••••••••••
{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْن َاعَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ}

{وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا مِّنَ السَّمَاء فَظَلُّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ}

{إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا} {فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاء بِمَاء مُّنْهَمِرٍ} 

{وَلَمَّا فَتَحُواْ مَتَاعَهُمْ وَجَدُواْ بِضَاعَتَهُمْ رُدَّت إليهمْ}

{قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ}

{مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا}

{وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا عَلَى اللّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ}

{فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا وَنَجِّنِي وَمَن مَّعِي مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}

{وَسِيقَ الَّذِين َاتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَت ْأَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ}

{وَفُتِحَتِ السَّمَاء فَكَانَتْ أَبْوَابًا}

{إِن تَسْتَفْتِحُواْفَقَدْ جَاءكُمُ الْفَتْحُ}

{الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِّنَ اللّهِ قَالُواْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ}

{فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ}

{وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلا هُمْ يُنظَرُونَ}

{وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ}

{إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ}

{جَنَّاتِ عَدْن ٍمُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الأبْوَابُ}

{وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لايعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ}.  

🙌مدد يا فتاااااح لا تحرمنا المفتااااااح🗝

إحتفاء النبي صلى الله عليه وسلم بليلة النصف من شعبان

إحتفاء النبي صلى الله عليه وسلم بليلة النصف من شعبان

🌿🍁إحتفاء النبي صلى الله عليه وسلم بليلة النصف من شعبان (1) 🌿🍁
أما عن احتفائه صلى الله عليه وسلم بنفسه بهذه الليلة ففيه عدة أمور:
الأمر الأول هو استجابة الله تعالى له صلى الله عليه وسلم فيها ، فقد ورد فيه أن الله استجاب له فيها مرتين المرة الأولى مرة بمكة قبل الهجرة، والمرة الثانية بالمدينة.
أما في مكة فعندما طلب منه أهل مكة آية، وقالوا يا محمد سل ربك أن ينزل لنا آية نراها ونؤمن بك أجمعين، فسأل الله تعالى فنزل في هذه الليلة الأمين جبريل وقال: يا محمد قل لهم إن يجتمعوا في هذه الليلة يروا آية، فاجتمعوا حول الكعبة، ولم يكن حول البيت بناءاً إلا الكعبة فكانوا يصلون ورءوسهم إلى السماء وموضع الصفا والمروة لم يكن إلا أحجار الجبلين، وكانت خارج البيت، فالبيت كان الجزء من الكعبة إلى زمزم ومكشوف فاجتمعوا والقمر في هذه الليلة بدر كامل فأشار صلى الله عليه وسلم إلى القمر بإصبعه فانشق نصفين ، نصف على الصفا، ونصف على المروة فأخذوا يغمضون عيونهم ويفتحونها فيجدونه وقد ظل على حالته، فذهبوا إلى بيوتهم وجلسوا ردحاً من الزمن ثم رجعوا فوجدوه على هيئته، ومع ذلك ما زادهم إلا تكذيباً وكانوا كما قال الله فيهم ] {وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ} [ (2القمر).
وقالوا شيبتنا يا محمد بسحرك، فقال بعض عقلائهم ننتظر حتى يأتي مَنْ هم مسافرون، فجاءوا بعد حين فسألوهم فقالوا نعم رأينا في هذه الليلة أن القمر قد انشق نصفين، ومع ذلك كذبوا ولم يؤمنوا لأنهم لم تسبق لهم من الله عز وجل الهداية والعناية فتلك هى المرة الأولى.
أما المرة الثانية فكانت في المدينة عندما كان يتطلع إلى الله، ويرجو من الله أن يولِّه قبلة أبيه إبراهيم  ، وفي هذا اليوم وعند صلاة الظهر وكان قد دعاه إلى وليمة غذاء قوم يسمون بني سالم بن عوف فقال آتيكم بعد صلاة الظهر، قالوا لا، تأتي عندنا وتصلي في منازلنا حتى تحلّ علينا البركة وافترشوا في منازلهم في ساحة أمام المنازل فراشاً وأذن لصلاة الظهر وصلى بهم صلى الله عليه وسلم ركعتين تجاه بيت المقدس وعندما كان في التشهد الأوسط نزل عليه الوحي بقول الله عز وجل ] قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ [ وحتى لا نظن أنه خطاب خاص به، عمّنا ببقية الخطاب فقال ] وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ 3 [ (144البقرة) ، فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم عندما قام إلى الركعة الثالثة تجاه الكعبة وصلى مَنْ خلفه بصلاته، فصلوا هذه الصلاة الفريدة ركعتين تجاه بيت المقدس والأخيرتين تجاه بيت الله الحرام، وروى فى الحديث:
{ بَيْنَمَا النَّاسُ فِي صَلاَةِ الصُّبْحِ بِقُبَاءٍ إِذْ جَاءَهُم آتٍ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللّهِ قَدْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ اللَّيْلَةَ وَقَدْ أُمِرَ أَنْ يَسْتَقْبِلَ الْكَعْبَةَ فَاسْتَقْبَلُوهَا. وَكَانَتْ وُجُوهُهُمْ إِلَى الشَّامِ، فَاسْتَدَارُوا إِلَى الْكَعْبَةِ.} ، فهم لم يكملوا الصلاة ولم ينتظروا حتى يستوثقوا منه بل اتجهوا بمجرد سماعهم إلى بيت الله الحرام ... فانظر إلى تعظيم المسلمين لأمر إخوانهم بمجرد أن قال لهم هذا القول وهم في الصلاة لم يجادلوه! ولم ينتظروا حتى ينتهوا! بل فوراً اتجهوا وهم في الصلاة إلى بيت الله الحرام تصديقاً لأخيهم المؤمن الذي بلَّغهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
🎋💦💫🌱☆مكتبة فضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد 🎋💦💫🌱




شارك فى نشر الخير