عدد المشاهدات:
أين الدين مِنَّا جماعة المؤمنين؟ . 🌱
........................................................
أفي الصلاة؟!! أو في الركعات؟!! أو في الصيام وتلاوة القرآن والذكر فقط؟!! هل هذا هو الدين؟!!
الدين أخلاق يا جماعة المؤمنين، الدين سلوكيات طيِّبة دعا إليها سيِّد المرسلين، اسمعه وهو يقول عن المسلم؟!! فماذا يقول؟ لم يقل: المسلم من صلَّى وصام وزكّى وحج، وإنما قال قولٌ واحد: { المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ }
أين هو المسلم الحق الآن؟ قلَّ وَنَدَر، كثيرٌ منا يحافظون على فرائض الله، لكنهم - وهذه مشكلة زماننا - فرقّوا بين طاعة الله؛ واعتقدوا أنها هي الدين! وبين الأخلاق والمعاملات والسلوكيات، وكل واحدٍ منهم مشى على هواه ومايريد تحقيقه من مناه، وظنّ أنه يُرضي ربَّه على العبادات التى كلَّفه بها الله، مع أن النبىَّ صلى الله عليه وسلم حكم في هذا الأمر حُكماً صريحاً عندما قيل له: {إن فلانة تصلّي الليل وتصوم النهار وفي لسانها شيءٌ يؤذي جيرانها (سليطة اللسان) قال: لا خَيْرَ فيها، هِيَ في النّارِ}
الدِّينُ ليس قاصراً على العبادات، ولكن الدِّين جعل حقًّا لله وحقوقاً للخلق، وكلها في دين الله، حق الله: هو الصلاة، والصيام، والحج، وحقوق عباد الله: هى الزكاة، والأخلاق الكريمة، والمعاملات الحسنة التى على منهج كتاب الله، والتى كان عليها سيِّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
إن العالم كله ينظر إلى تجربتنا التي نحن فيها الآن، وقد اخترنا - والحمد لله - الإسلام والمنهج الإسلامى، فهل سَنُقَوِّمُ به اقتصادنا؟ هل سنصلح به أخلاقنا في مجتمعنا؟ هل سيعُمّ الخير بلادنا؟ إن سيدنا عمر بن عبد العزيز طبّق المنهج الإلهي في عامين ونصف. ماذا كانت النتيجة؟ من الناحية الإقتصادية: فاض المال، حتى أن الرجل كان يأخذ زكاة ماله في حِجره فلا يجد من يأخذها منه، فيُعطيها لبيت المال ليُنفقها حيث يريد، ما الذي فعله لحلّ المشاكل بالزكاة؟
قضى على الفقر، ولم يبقَ هناك فقيرٌ واحدٌ في مملكته، وكانوا إلى جانب الفقر أعزّة بالله، يُبرؤون دين الله عن التسوّل، لا يقفون خارج أبواب المساجد وينتظرون العطاء، ولكن يسعون إلى العمل لأنهم شُرفاء، وينتظرون - على الأجر القليل - البركة من السماء، لأن الله وعد المؤمنين أن يبارك في القليل فيُغنى عن الكثير.
..................................................................
🌱 اشراقة من كتاب اصلاح الافراد والمجتمعات فى الاسلام
🌱 لفضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزيد