عدد المشاهدات:
الرجل السالك حقيقة من ذاق حلاوة الإيمان، بسر أضاء بالعلم الحق، وتحقق باليقين الكامل، وظاهر فظهر بعلوم الشريعة، عاملا بما علم، حتى تكون أخلاقه كاملة، بمعني أنه يتحقق كل إنسان سواه مجمل بجمال الأخلاق، وأنه محتاج بأن يتخلق بما عليه غيره، من حسن الأخلاق، وصحيح الأعمال،
وذلك لأنه لا يجالس إلا أهل الخير، ولا يعاشر إلا أهل الصلاح والعلم، لأن السالك من سلك طريق الخير، لحبهم له، وحبه لهم، وميله إلى اتباع مناهجهم، فهو لا يهوى إلا أهل التقوى، التى تزكت نفوسهم، والأبدان التى تخلت عن خبث الصفات، وقبيح الأعمال، وتحلت باتباع الشرع، والعلم بما يقتضيه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ويتباعد عن مجالس اللهو والفسوق، وأهل الغرور بالله تعالى الجاهلين المستدرجين، فهذا السالك لا يقع نظره إلا على نقي مقرب، أو زاهد عابد، أو فقير مبتلي، فيكون ساخطا على نفسه وتقصيره، شاكرا ربه على نعمه ونواله،
لا يزداد فى كل نفس إلا قربا إلى الله تعالى، وشوقا إليه، وذما لنفسه، وتخلية لها، وطهارة لأخلاقة، وتجملا بكمالها، فلا يري على البسيطة أقبح عملا منه، ولا أجهل منه، ولا أحوج منه، وبذلك يحبه الله، ويجمله بأخلاقه الربانية، ويحليه بنور عيون الشرع الشريف، فيحبه الناس أهل الخير، ويألفونه، فلا يزداد من الله إلا قربا، ومن الناس إلا حبا، يتباعد عن الدنيا فتطلبه، ويجد فى القربات فيجعله الله متيسر الأمر، منشرح الصدر، تتولى عليه البشائر، وتوافيه الخيرات والبركات، وهو ذلك المشغول بربه، الخائف منه، الراغب فيه، فإذا أحبه الخلق، وتوالت عليه النعم، وجب عليه الفرار إلى الله من الركون إلى تلك الآثار، التى ربما شغلته، فجعلته يعرض وينأي بجانبه، وهي نقطة المحنة، ومكانة الفتنة، وقال الله تعالى: (الإسراء:83).
وهذا سببه أنه لم يخرج من إنسانيته، ولم يتطهر من بشريته، و الأحرى بمن هذا شأنه، الفرار من الخلق، والتباعد عنهم، حفظا على نفسه من القطيعة،
أما السالك الصادق ، فهو ذلك العبد، وإن متع بكلمة كن لا تحجبه الآلاء عن عظمة المنعم، ولا تشغله الآثار عن خوف مقام المؤثر، ولديها يرث الأحوال النبوية، ويتناول من كوثر التحقيق شرابا طهورا، يتلقى به من ربه سبحانه أسرار المعرفة، وآيات القربات، وعيون حقائق الأعمال والمعاملات، وبذلك يصلح أن يكون رجلا من أفراد الرجال، المخصوصين بخلوته وجلوته، وقد يتحقق الرجل بكل تلك المقامات بسابقية الحسني، فتفاض عليه حلل الإقبال والقبول، فضلا من الله (يونس :58) وهم أهل العناية، المطلوبون للحق بالحق، أنظر إلى الصديق الأكبر، وإلي باب الفتوة لسان النبوة حيدرة، وإلي سلمان الفارسي، وبلال، وأمثالهم عليهم السلام كيف اختطفهم العناية ففازوا بالخصوصية المحمدية، بباعث نفساني بدون سابق جدل أو معارضة أو بحث (الجمعة: 4). وهكذا فى كل زمان، أفراد جذبتهم العناية، فكانوا نجوم الدين، وشموس السنة، وبدور الشرع، بهم ينظر الله تعالى إلى عباده، وبهم يسبغ رحمته، وبهم ينزل الغيث ويمهل الظالمين( الأنفال:23). ورسول الله صلى الله عليه وسلم فى هؤلاء الأفراد حالا وقولا، وعملا بحقيقة الرسالة للوراثة المخصوصة و(وفيكم رسول الله) (الحجرات: 7). إذا تحقق عبد الذات بهذا المقام، كان فرد الحق المخصوص بأنه بأعينه، لنيابته عن السيد الأكمل صلى الله عليه وسلم.
أهل السلوك على الطراط تفردوا بالاتباع لهدي طه أيدوا
فروا إلى الله العلي بهمة منه به فى سيرهم قد سددوا
غابوا عن الكونين شوقا للقا وبسابق الحسنى لهم منه هدوا
وذلك لأنه لا يجالس إلا أهل الخير، ولا يعاشر إلا أهل الصلاح والعلم، لأن السالك من سلك طريق الخير، لحبهم له، وحبه لهم، وميله إلى اتباع مناهجهم، فهو لا يهوى إلا أهل التقوى، التى تزكت نفوسهم، والأبدان التى تخلت عن خبث الصفات، وقبيح الأعمال، وتحلت باتباع الشرع، والعلم بما يقتضيه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ويتباعد عن مجالس اللهو والفسوق، وأهل الغرور بالله تعالى الجاهلين المستدرجين، فهذا السالك لا يقع نظره إلا على نقي مقرب، أو زاهد عابد، أو فقير مبتلي، فيكون ساخطا على نفسه وتقصيره، شاكرا ربه على نعمه ونواله،
لا يزداد فى كل نفس إلا قربا إلى الله تعالى، وشوقا إليه، وذما لنفسه، وتخلية لها، وطهارة لأخلاقة، وتجملا بكمالها، فلا يري على البسيطة أقبح عملا منه، ولا أجهل منه، ولا أحوج منه، وبذلك يحبه الله، ويجمله بأخلاقه الربانية، ويحليه بنور عيون الشرع الشريف، فيحبه الناس أهل الخير، ويألفونه، فلا يزداد من الله إلا قربا، ومن الناس إلا حبا، يتباعد عن الدنيا فتطلبه، ويجد فى القربات فيجعله الله متيسر الأمر، منشرح الصدر، تتولى عليه البشائر، وتوافيه الخيرات والبركات، وهو ذلك المشغول بربه، الخائف منه، الراغب فيه، فإذا أحبه الخلق، وتوالت عليه النعم، وجب عليه الفرار إلى الله من الركون إلى تلك الآثار، التى ربما شغلته، فجعلته يعرض وينأي بجانبه، وهي نقطة المحنة، ومكانة الفتنة، وقال الله تعالى: (الإسراء:83).
وهذا سببه أنه لم يخرج من إنسانيته، ولم يتطهر من بشريته، و الأحرى بمن هذا شأنه، الفرار من الخلق، والتباعد عنهم، حفظا على نفسه من القطيعة،
أما السالك الصادق ، فهو ذلك العبد، وإن متع بكلمة كن لا تحجبه الآلاء عن عظمة المنعم، ولا تشغله الآثار عن خوف مقام المؤثر، ولديها يرث الأحوال النبوية، ويتناول من كوثر التحقيق شرابا طهورا، يتلقى به من ربه سبحانه أسرار المعرفة، وآيات القربات، وعيون حقائق الأعمال والمعاملات، وبذلك يصلح أن يكون رجلا من أفراد الرجال، المخصوصين بخلوته وجلوته، وقد يتحقق الرجل بكل تلك المقامات بسابقية الحسني، فتفاض عليه حلل الإقبال والقبول، فضلا من الله (يونس :58) وهم أهل العناية، المطلوبون للحق بالحق، أنظر إلى الصديق الأكبر، وإلي باب الفتوة لسان النبوة حيدرة، وإلي سلمان الفارسي، وبلال، وأمثالهم عليهم السلام كيف اختطفهم العناية ففازوا بالخصوصية المحمدية، بباعث نفساني بدون سابق جدل أو معارضة أو بحث (الجمعة: 4). وهكذا فى كل زمان، أفراد جذبتهم العناية، فكانوا نجوم الدين، وشموس السنة، وبدور الشرع، بهم ينظر الله تعالى إلى عباده، وبهم يسبغ رحمته، وبهم ينزل الغيث ويمهل الظالمين( الأنفال:23). ورسول الله صلى الله عليه وسلم فى هؤلاء الأفراد حالا وقولا، وعملا بحقيقة الرسالة للوراثة المخصوصة و(وفيكم رسول الله) (الحجرات: 7). إذا تحقق عبد الذات بهذا المقام، كان فرد الحق المخصوص بأنه بأعينه، لنيابته عن السيد الأكمل صلى الله عليه وسلم.
أهل السلوك على الطراط تفردوا بالاتباع لهدي طه أيدوا
فروا إلى الله العلي بهمة منه به فى سيرهم قد سددوا
غابوا عن الكونين شوقا للقا وبسابق الحسنى لهم منه هدوا