عدد المشاهدات:
إذا علم الإنسان شرائط الإيمان وخصال المؤمنين، علم ما الإيمان ويعرف من المؤمن بالحقيقة.
الإيمان مقول على نوعين: ظاهر وباطن.
الإيمان الظاهر: هو الإقرار باللسان بستة أشياء:
( أ ) الإقرار بأن للعالم صانعا واحدا، حيا قادرا، حكيما أحدا، صمدا عالما، مريدا مدبرا، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، غنيا بذاته عن المكان والزمان، منزها عن الكم والكيف والنظير والند والضد، عليا عن الإدراك إذ لا يعلم حقيقته إلا هو وحده سبحانه، وهو الله خالق الخلق كلهم ومدبرهم لا شريك له في ذلك .
( ب ) الإقرار بأن له ملائكة صفوة الله من خلقه، أقامهم لعبادته وطاعته وجعلهم حفظة لخلقه، ووكل كل طائفة بالقيام بشأن مما قدره ودبره وأراده من شئونه، التي يبديها في خلقه ولا يبتديها في عالم سماواته وأرضه ) لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ((1).
( جـ ) الإقرار بأنه قد اصطفى صفوة من بني آدم، وهم رسله وأمناؤه الذين يبلغون الناس كلامه سبحانه المنزل عليهم، ويدعونهم إلى توحيده سبحانه والعمل بما أمر.
( ء ) الإقرار بأن هذه الأشياء التي جاءت بها الأنبياء عليهم السلام من الوصايا والأنباء باللغات المختلفة، منزلة معانيها من الله سبحانه وتعالى وحيا أوحى الله به إليهم بطرق الوحي المعلومة شرعا وثبتت عقلا.
( هـ ) الإقرار بأن القيامة لا محالة كائنة وهي النشأة الآخرة، وأن الخلق كلهم يبعثون ويحشرون ويحاسبون ويثابون بما عملوا من خير ومعروف، ويجازون بما عملوا من شر ومنكر، أو يغفر الله وهو الغفور الرحيم، وذلك قول الله تعالى: ) آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ ((2). وقال: ) وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ((3).
( و ) ويكمل الإيمان الظاهر بأن يقر المؤمن بأن سيدنا ومولانا محمدا r خاتم الرسل وخيرهم، وأن كتابه مهيمن على جميع الكتب، وأن الدلائل والبراهين التي أقامها الله تعالى في القرآن تكفي لمن سلم قلبه من العناد وطهرت نفسه من الخبث، أن يتحقق أنه رسول الله، وأن القرآن كلام الله، وأن من لم يؤمن به r كافر، وأن القضاء والقدر خيره وشره من الله تقديرا وإرادة وإيجادا، وأن التكلم فيه بدون علم وتسليم ربما أدى إلى سلب الإيمان، ولا يكمل الإيمان الظاهر إلا بالعمل على قدر الاستطاعة بما أمر الله به، والنهي مطلقا عما نهى الله عنه إلا لضرورة شرعية.
ومجموع هذا هو الإيمان الظاهر الذي دعت الأنبياء عليهم السلام الأمم المنكرة لهذه الأشياء إلى الإقرار بها، وهو يؤخذ تلقينا كما يتلقن الصغار من الكبار والجهال من العلماء.
الإيمان الباطن:
عقد القلب على اليقين الحق بما أقر به لسانه فهذه هو حقيقة الإيمان، بحيث يكون عقد القلب كعقد قلب من شهد بعيني رأسه عقدا لا يعتريه شك ولا ريب.
المؤمن ظاهرا:
هو المقر بهذه الأشياء بلسانه، المتميز من اليهود ومن النصارى والصابئين والمجوس والذين أشركوا، وبهذا الإقرار يجري عليه أحكام المسلمين من الصلاة والزكاة والحج والصوم وما شاكلها من مفروضات شريعة الإسلام وسنة المؤمنين.
المؤمن ظاهرا وباطنا:
أما الذين مدحهم الله في كتبه ووعدهم الجنة، فهم الذين يتيقنون بضمائر قلوبهم حقائق هذه الأشياء المقر بها، وأما الطريق إليه سبحانه فهو بالتفكر والاعتبار والقيام بشرائطها وواجب حقها كما قال الله تعالى: ) أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ((1).
الإيمان مقول على نوعين: ظاهر وباطن.
الإيمان الظاهر: هو الإقرار باللسان بستة أشياء:
( أ ) الإقرار بأن للعالم صانعا واحدا، حيا قادرا، حكيما أحدا، صمدا عالما، مريدا مدبرا، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، غنيا بذاته عن المكان والزمان، منزها عن الكم والكيف والنظير والند والضد، عليا عن الإدراك إذ لا يعلم حقيقته إلا هو وحده سبحانه، وهو الله خالق الخلق كلهم ومدبرهم لا شريك له في ذلك .
( ب ) الإقرار بأن له ملائكة صفوة الله من خلقه، أقامهم لعبادته وطاعته وجعلهم حفظة لخلقه، ووكل كل طائفة بالقيام بشأن مما قدره ودبره وأراده من شئونه، التي يبديها في خلقه ولا يبتديها في عالم سماواته وأرضه ) لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ((1).
( جـ ) الإقرار بأنه قد اصطفى صفوة من بني آدم، وهم رسله وأمناؤه الذين يبلغون الناس كلامه سبحانه المنزل عليهم، ويدعونهم إلى توحيده سبحانه والعمل بما أمر.
( ء ) الإقرار بأن هذه الأشياء التي جاءت بها الأنبياء عليهم السلام من الوصايا والأنباء باللغات المختلفة، منزلة معانيها من الله سبحانه وتعالى وحيا أوحى الله به إليهم بطرق الوحي المعلومة شرعا وثبتت عقلا.
( هـ ) الإقرار بأن القيامة لا محالة كائنة وهي النشأة الآخرة، وأن الخلق كلهم يبعثون ويحشرون ويحاسبون ويثابون بما عملوا من خير ومعروف، ويجازون بما عملوا من شر ومنكر، أو يغفر الله وهو الغفور الرحيم، وذلك قول الله تعالى: ) آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ ((2). وقال: ) وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ((3).
( و ) ويكمل الإيمان الظاهر بأن يقر المؤمن بأن سيدنا ومولانا محمدا r خاتم الرسل وخيرهم، وأن كتابه مهيمن على جميع الكتب، وأن الدلائل والبراهين التي أقامها الله تعالى في القرآن تكفي لمن سلم قلبه من العناد وطهرت نفسه من الخبث، أن يتحقق أنه رسول الله، وأن القرآن كلام الله، وأن من لم يؤمن به r كافر، وأن القضاء والقدر خيره وشره من الله تقديرا وإرادة وإيجادا، وأن التكلم فيه بدون علم وتسليم ربما أدى إلى سلب الإيمان، ولا يكمل الإيمان الظاهر إلا بالعمل على قدر الاستطاعة بما أمر الله به، والنهي مطلقا عما نهى الله عنه إلا لضرورة شرعية.
ومجموع هذا هو الإيمان الظاهر الذي دعت الأنبياء عليهم السلام الأمم المنكرة لهذه الأشياء إلى الإقرار بها، وهو يؤخذ تلقينا كما يتلقن الصغار من الكبار والجهال من العلماء.
الإيمان الباطن:
عقد القلب على اليقين الحق بما أقر به لسانه فهذه هو حقيقة الإيمان، بحيث يكون عقد القلب كعقد قلب من شهد بعيني رأسه عقدا لا يعتريه شك ولا ريب.
المؤمن ظاهرا:
هو المقر بهذه الأشياء بلسانه، المتميز من اليهود ومن النصارى والصابئين والمجوس والذين أشركوا، وبهذا الإقرار يجري عليه أحكام المسلمين من الصلاة والزكاة والحج والصوم وما شاكلها من مفروضات شريعة الإسلام وسنة المؤمنين.
المؤمن ظاهرا وباطنا:
أما الذين مدحهم الله في كتبه ووعدهم الجنة، فهم الذين يتيقنون بضمائر قلوبهم حقائق هذه الأشياء المقر بها، وأما الطريق إليه سبحانه فهو بالتفكر والاعتبار والقيام بشرائطها وواجب حقها كما قال الله تعالى: ) أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ((1).
الامام محمد ماضى ابو العزائم