آخر الأخبار
موضوعات

الجمعة، 21 أكتوبر 2016

- ما دلائل الايمان؟

عدد المشاهدات:
المجتمع المسلم فإن إيمانه بالله عز وجل يجعله يعيش في أوفر سعادة وأتم وفاق ما التزم حدود الشرع، فللإيمان أثر عظيم في توحيد المجتمع المسلم يظهر لنا من خلال المطالب الآتية:

المطلب الأول: من كمال الإيمان الإحسان إلى الجار، وما آمن من لم يأمن جارُه بوائقه.

الإحسان إلى الجار يثمر سلوكاً حسناً في المجتمع، فهو عنوان الإيمان، وشعارُ الخير والإحسان، وأثره في وحدة المجتمع المسلم عظيم، وقد دلَّ على ذلك الشرع المطهر من خلال الآتي: 1- من علامات الإيمان إكرام الجار عن أبي شريح العدوي قال: سمعت أذناي وأبصرت عيناي حين تكلم النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره"(1)وإكرامه يشمل جميع مظاهر الإحسان المادية والمعنوية، وما أعظم أثر ذلك في التآخي والتراحم والتعاطف والتعاون.

2- الإساءة إلى الجار علامة تدل على ضعف الإيمان وعدم كماله، فقد نفى النبي صلى الله عليه وسلم الإيمان عمن لا يحسن إلى جاره مقسماً على ذلك ومؤكداً عليه، عن أبي شريح: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن". قيل: ومن يا رسول الله ؟ قال: " الذي لا يأمن جاره بوائقه"(2)ونفي الإيمان هو نفي كمال الإيمان لا نفي صحة الإيمان، أو هو في حق المستحل، كما ذكر النووي رحمه الله قائلاً: "قوله صلى الله عليه وسلم " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه أو قال لجاره ما يحب لنفسه"(3) قال العلماء رحمهم الله: معناه لا يؤمن الإيمان التام وإلا فأصل الإيمان يحصل لمن لم يكن بهذه الصفة والمراد يحب لأخيه من الطاعات والأشياء المباحات"(4).

3- وإذا كان ذلك حاله فلن يدخل الجنة مع الفائزين، حتى يجازى على سوء فعله وقبح صنعه(5)ٍ قال صلى الله عليه وسلم: "لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه"(6) فإيذاء الجار يعرض صاحبه لمقت الله وعذابه، وهو تحت المشيئة ولا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون، وذلك أن الإيمان يدعو المسلم إلى إكرام جاره والإحسان إليه.

4- بين النبي صلى الله عليه وسلم بعض مظاهر الإحسان إلى الجار الدالة على الإيمان، والتي من خلالها تحل الألفة، وتتحقق المحبة والأخوة ومنها:

ا- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما آمن بي من بات شبعاناً وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به"(7) قال المناوي رحمه الله: " وذلك لأنه يدل على قسوة قلبه وكثرة شحه وسقوط مروءته وعظيم لؤمه وخبث طويته.

 وكلكم قد نال شبعا لبطنه     وشبع الفتى لؤمٌ إذا جاع صاحبه"(8).

إن مواساة الجار برهان الإيمان، ولذا فإن المؤمن لا يقصر في الإحسان إلى أخيه المؤمن ولو بالشيء اليسير، عن أبي ذر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يا أبا ذر إذا طبخت مرقةً فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك"(9)."والأمر للندب عند الجمهور وللوجوب عند الظاهرية، قال العلائي: وفيه تنبيه لطيف على تسهيل الأمر على مزيد الخير حيث لم يقل فأكثروا لحمها أو طعامها إذ لا يسهل ذلك على كثير "(10).

وحث النساء المؤمنات على القيام بهذا الخلق الكريم، بإهداء ما تيسر من طعامٍ أو غيره حتى تتسع دائرة الإحسان والخير وتسود الألفة في مجتمع المسلمين، روى أبو هريرة رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يا نساء المسلمين لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة"(11).

قال النووي رحمه الله: " أي: لا تمتنع جارة من الصدقة والهدية لجارتها لاستقلالها واحتقارها الموجود عندها، بل تجود بما تيسر وإن كان قليلا كفرسن شاة وهو خير من العدم، وقد قال الله –تعالى-: ﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ﴾ [الزلزلة:7]وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- "اتقوا النار ولو بشق تمرة"(12)"(13), وتحلى الصحابة رضوان الله عليهم بهذا الخلق الكريم وطبقوه في حياتهم العملية وبادروا النبي صلى الله عليه وسلم يسألونه عن تطبيقات هذا العمل العظيم، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت يا رسول الله: إن لي جارين فإلى أيهما أهدي ؟ قال: " إلى أقربهما منك بابا"(14).

ب- ومن مظاهر الإحسان إلى الجار إذن الجار لجاره أن ينتفع بجداره في ما لا يعود عليه بضرر، مثل غرز خشبةٍ فيه وربط حبلٍ أو إسناد حائط عليه، كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: " لا يمنع أحدكم جاره أن يغرز خشبه في جداره"(15).

5- مفهوم الجار في الشريعة الإسلامية لا يقتصر على الجوار في المنزل بل هو أوسع من ذلك، قال الله تعالى: )وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً( [النساء:36]

عن ابن عباس قوله: )وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى( يعني: الذي بينك وبينه قرابة وعنه أيضاً: يعني: ذا الرحم.(16)والمقصود بقوله: )وَالْجَارِ الْجُنُبِ(قال القرطبي رحمه الله:  "والجار الجنُب: أي والجار ذي الجنب أي ذي الناحية،...والجنب الناحية : أي المتنحى عن القرابة والله أعلم"(17)، وروي عن عكرمة ومجاهد وميمون بن مهران والضحاك وزيد بن أسلم ومقاتل بن حيان وقتادة وابن عباس: )وَالْجَارِ الْجُنُبِ( الذي ليس بينك وبينه قرابة(18).

والمقصود بقوله: )وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ( قال ابن كثير: "قال الثوري عن جابر الجعفي عن الشعبي عن علي وابن مسعود قالا: هي المرأة، وقال ابن أبي حاتم: وروي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى وإبراهيم النخعي والحسن وسعيد بن جبير في إحدى الروايات نحو ذلك، وقال ابن عباس ومجاهد وعكرمة وقتادة: هو الرفيق في السفر، وقال سعيد بن جبير: هو الرفيق الصالح، وقال زيد بن أسلم : هو جليسك في الحضر ورفيقك في السفر"(19).

فمن ذهب إلى القول بأن المقصود الزوجة؛ لأن القرآن الكريم أطلق لفظ الصاحبة وأراد به الزوجة، كما قال تعالى: )وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَداً﴾ [الجن:3] وقال: ﴿يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ* وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ* وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ([ عبس:34-36] والمقصود: الزوجة، وليس في ذلك ما يدل على التخصيص، والأولى العموم كما دلت الآية الكريمة، فيدخل في ذلك الزوجة وكل مصاحب لك ملم بك، ويدخل في ذلك الوالدين دخولاً أوليا، لأنهما أولى الناس بحسن الصحبة، فالآية كما ذكر القرطبي- رحمه الله- تتناول الجميع بالعموم، والله أعلم"(20).

وقال ابن عاشور: "وقوله: )وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ( هو المصاحب الملازم للمكان فمنه الضيف ومنه الرفيق في السفر وكل من هو ملم بك لطلب أن تنفعه"(21).

والالتزام بهذه المعاني العظيمة الشاملة للجوار، يوطد أركان المجتمع المسلم، ويؤسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان، فالجار في المنزل، والمهنة أثناء العمل، والمركب أثناء السفر، وفي الشركة وغيرها، وبهذا المفهوم الواسع يتسع صلاح المجتمع المسلم وترابطه وتماسكه، بل يتعدى حسن الجوار المسلمين إلى الكافرين من غير المؤمنين، فقد ورد في السنة المطهرة: عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده : أن رسول الله –صلى الله عليه و سلم –قال: "الجيران ثلاثة : فجار له حقٌ واحدٌ وهو أدنى الجيران حقاً وجارٌ له حقان وجارٌ له ثلاثة حقوق فأما الذي له حقٌ واحدٌ فجارٌ مشركٌ ولا رحم له، له حق الجوار وأما الذي له حقان فجارٌ مسلمٌ له حق الإسلام وحق الجوار وأما الذي له ثلاثة حقوق فجارٌ مسلمٌ ذو رحم له حق الإسلام وحق الجوار وحق الرحم"(22),

قال ابن حجر- رحمه الله-: "واسم الجار يشمل المسلم والكافر، والعابد والفاسق، والصديق والعدو، والغريب والبلدي، والنافع والضار، والقريب والأجنبي، والأقرب داراً والأبعد، وله مراتبٌ بعضها أعلى من بعض فأعلاها من اجتمعت فيه الصفات الأول كلها[ وهو الجار المسلم العابد الصديق النافع القريب الأقرب داراً] ثم أكثرها وهلم جرا إلى الواحد وعكسه"(23).

والإسلام لم يجعل للجار حداً، فهو موكول إلى ما تعارفه الناس، قال ابن عاشور: "واختلف في حد الجوار: فقال ابن شهاب و الأوزاعي: أربعون داراً من كل ناحية، وليس عن مالك في ذلك حدٌ، والظاهر أنه موكول إلى ما تعارفه الناس"(24).

وسوء الجوار معول هدمٍ، يشتت المجتمع، ويفرق بين أبنائه، ومن ساء حاله مع جاره فهو مع غيره أسوأ، وبصلاح الجار يصلح المجتمع، ويزداد تماسكه وترابطه، والكلام طويلٌ عن هذا الخلق القويم فيما يحقق وحدة المجتمع، نكتفي بذلك خشية الإطالة.

المطلب الثاني: إكرام الضيف من أوصاف أهل الإيمان:

يمثل إكرام الضيف سمةً بارزةً للسمو الأخلاقي الذي تدعو إليه تعاليم الشريعة فقد جاء الإسلام لإرشاد الناس لما فيه النفع والخير، كما أنه جاء ليدل الناس على ترك كل ما فيه شر وضير، ومن أعظم أبواب الخير التي دل الناس عليها حسن الخلق، والتي منها إكرام الضيف الدال على عظم الإسلام، وسمو ما يدعو إليه القرآن، فالتخلق به يُعدّ مظهرا من مظاهر تمام الإيمان وكماله، ويكفينا دلالة على ذلك، قوله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الشريف: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت"(25).يقول ابن عبد البر: "فالمعنى أن المؤمن بالله ورسوله واليوم الآخر ينبغي أن تكون هذه أخلاقه قول الخير أو الصمت وبر الجار وإكرام الضيف، فهذه حلية المؤمن وشيمته وخلقه"(26).

أثر ذلك في وحدة المجتمع:
 قال المناوي- رحمه الله-: "وللضيافة في التآلف والتحابب أثرٌ عظيم"(27) وهذا من الحكم التي من أجلها شُرعت الضيافة، ولما كانت كذلك فإن الدعوة إليها لا تكون خاصة بالأغنياء دون الفقراء؛ لأن ذلك مما يوغر الصدر ويدعو إلى الشحناء ويصلي نار البغضاء، ويجعل الفقير يشعر بمرارة الفقر، ويذكي نار الحسد والحقد في المجتمع، فطعام تكون هذه عواقبه إنه لشر طعام، كما أخبر عليه أفضل الصلاة والسلام، عن أبي هريرة-رضي الله عنه- أنه كان يقول: "شر الطعام طعام الوليمة، يُدعى لها الأغنياء ويترك الفقراء ومن ترك الدعوة فقد عصى الله- تعالى- ورسوله –صلى الله عليه وسلم –" (28)قال ابن حجر: "فلو دعا الداعي عاماً لم يكن طعامه شر الطعام"(29)، وإذا دُعي شخص إلى ضيافة ولم يجب تلك الدعوة فإن ذلك يحزن الداعي ويوغر صدره إن لم يكن له مبرراً صحيحاً عن عدم إجابة دعوة من دعاه، فمن لم يجب الداعي فقد عصى أبا القاسم، كما في الحديث السابق، وقد قال النبي- صلى الله عليه وسلم-: "حق المسلم على المسلم ست" وذكر منها "وإذا دعاك فأجبه" (30).

المطلب الثالث: 
إفشاء السلام برهان الإيمان ومفتاح التحابب والتآلف: السلام تحية الإسلام وهو تحية أهل الجنة، )وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ([يونس:10] وهي من سنن الأنبياء، وطبع الأتقياء، وخلُق الأصفياء، ولأهمية السلام ذكره الله في كتابه العزيز في عدة مواضع، وجعل تلك التحية عنوانا للمسلمين وشعارا يدل على إسلامهم، فقال الله تعالى: ) وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِناً ([النساء:94]، والسلام يدل على تواضع المسلم ومحبته لغيره، وينبئ عن نزاهة قلبه من الحسد والحقد والبغض والكبر والاحتقار، وهو من حقوق المسلمين بعضهم على بعض،
 ومن أسباب حصول التعارف والألفة وزيادة المودة والمحبة، يظهر من خلال الآتي:

1- خروج المتصارمين من الشحناء ودوام البغضاء، ومفتاح ذلك الخروج هو السلام، قالت معاذة العدوية سمعت هشام بن عامر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-يقول : " لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ مُسْلِمًا فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ، فَإِنْ كَانَ تَصَارَمَا فَوْقَ ثَلَاثٍ فَإِنَّهُمَا نَاكِبَانِ عَنْ الْحَقِّ مَا دَامَا عَلَى صُرَامِهِمَا، وَأَوَّلُهُمَا فَيْئًا فَسَبْقُهُ بِالْفَيْءِ كَفَّارَتُهُ، فَإِنْ سَلَّمَ عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ وَرَدَّ عَلَيْهِ سَلَامَهُ رَدَّتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ، وَرَدَّ عَلَى الْآخَرِ الشَّيْطَانُ، فَإِنْ مَاتَا عَلَى صُرَامِهِمَا لَمْ يَجْتَمِعَا فِي الْجَنَّةِ أَبَدًا "(31).

2- السلام من أسباب حصول المحبة وحلولها في ما بين المسلمين، ودوام المودة بين المؤمنين، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال: رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم"(32)، فالسلام مفتاح التحابب وبرهان الإيمان.

3- يثبت المحبة ويديمها بعد حصولها، عن ابن الزبير رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : "دب إليكم داء الأمم قبلكم البغضاء والحسد والبغضاء وهي الحالقة ليس حالقة الشعر لكن حالقة الدين والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أفلا أنبئكم - أظنه بما يثبت لكم - أفشوا السلام بينكم"(33).

4- مما يصاحب السلام بين المؤمنين المصافحة، عن قتادة قال قلت لأنس: أكانت المصافحة في أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم -؟ قال نعم.(34)

ومن مناقب أهل اليمن أنهم أول من أتى بالمصافحة، فعن أنس بن مالك قال: لما جاء أهل اليمن قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " قد جاءكم أهل اليمن وهم أول من جاء بالمصافحة"(35) قال المباركفوري: "أي إذا لقي المسلم المسلم فسلم عليه فمن تمام السلام أن يضع يده في يده فيصافحه فإن المصافحة سنة مؤكدة"(36), وهذا مما يؤلف بين القلوب، ويقوي أواصر المودة والمحبة بين المسلمين.

المطلب الرابع: 
محبة المؤمنين من كمال الإيمان والفجور في الخصومة من أوصاف أهل النفاق، عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يؤمن أحدكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحب لنفسه"(37)، الأصل في المؤمن مع المؤمن المحبة والإخاء، يقول الله سبحانه وتعالى: )إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ([الحجرات:10] " أي: في الدين والحرمة لا في النسب، ولهذا قيل: أخوة الإيمان أثبت من أخوة النسب، فإن أخوة النسب تنقطع بمخالفة الدين، وأخوة الدين لا تنقطع بمخالفة النسب"(38), وكما أن أخوتهم في الدين والحرمة، فهي كذلك في "الدين والولاية"(39).

الأصل في المؤمن مع المؤمن المحبة والإخاء، يقول الله سبحانه وتعالى: )إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ([الحجرات:10] " أي: في الدين والحرمة لا في النسب، ولهذا قيل: أخوة الإيمان أثبت من أخوة النسب، فإن أخوة النسب تنقطع بمخالفة الدين، وأخوة الدين لا تنقطع بمخالفة النسب"(40), وكما أن أخوتهم في الدين والحرمة، فهي كذلك في "الدين والولاية"(41).

فالكراهية تتنافى مع الإخوة الإسلامية، وتؤدي إلى التنازع الذي يكون نتيجته الفشل وذهاب الريح, قال تعالى: )وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ([الأنفال:46] وفي الحديث عن أبي هريرة- رضي الله عنه-  قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: " لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانا، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره، التقوى ههنا –ويشير إلى صدره ثلاث مرات- بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام دمه، وماله، وعرضه"(42).ومع ذلك فإن الكراهية قد تقع بين المؤمنين، وهي نوعان:

الأولى: كراهية تتعلق بأمرٍ من أمور الدنيا: الأصل الذي ينبغي أن يكون عليه المسلم هو المودة والمحبة، والتسامح، إلا أن المسلم قد يجد في نفسه شيئاً على أخيه المسلم، والأولى السلامة من ذلك، ومجاهدة النفس، والإلحاح على الله –عز وجل – بالدعاء، قائلاً: )رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ([الحشر:10]

ولما كان ذلك قد يقع بين المؤمنين، في أمورهم الدنيوية، وهو خلاف الأولى والصواب، إذ أولى منه المودة والولاء، والعفو والصفاء، والتسامح والنقاء، كان لزاماً أن لا يدخلون الجنة إلا بعد أن يذهب عن القلب ذلك الغل والجفاء، قال المولى –سبحانه وتعالى-:) وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ( [الأعراف:43], وقال في آية أخرى: )وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ( [الحجر:47]" أي من حسدٍ وبغض"(43)وقد ذكر ذلك ابن كثير- رحمه الله- في تفسير قوله تعالى: )عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُورًا([الإنسان:21] فقال: )عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ( فهذا زينة الظاهر)وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً( أي مطهراً لما كان من غلٍ أو حسدٍ أو تباغضٍ، وهو زينة الباطن وطهارته"(44).

وأورد البخاري حديثاً في ذلك: أن أبا سعيد الخدري –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- " يَخلُصُ المؤمنون من النار، فيُحْبسون على قَنْطرةٍ بين الجنة والنار، فيُقتَصُّ لبعضهم من بعضٍ مظالـمُ كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا هُذِّبُوا ونُقُّوا أُذِن لهم في دخول الجنة، فوالذي نفسُ محمدٍ بيده لأحدُهم أهدى بمنزله في الجنة منه بمنزله كان في الدنيا"(45).

     ولما كان ما يجده المسلم في نفسه على أخيه المسلم أمراً لا مناص منه، وقد جبل الإنسان على ذلك، بل ولربما أدت تلك الكراهية إلى التباعد والتقاطع؛ لهذا جعل الشارع الحكيم حداً ينبغي الوقوف عنده، ورسماً لا ينبغي تجاوزه إلى ما بعده، ورد في الحديث الشريف: عن أنس بن مالك: أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: "لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال "(46), فجعل ذلك في حدود الثلاثة الأيام، ومع كونه محدوداً بذلك الزمان ينبغي عليه أيضاً أن يلتزم بحدود الشرع وآدابه، من ترك غيبته أو السعي للإضرار به أو إيذائه، وغير ذلك مما هو داخلٌ في معنى قول النبي – صلى الله عليه وسلم – في وصف المنافق: "وإذا خاصم فجر"(47) "أي: مال عن الحق، وقال الباطل والكذب، قال أهل اللغة: وأصل الفجور الميل عن القصد"(48), فيدخل في ذلك كلُّ ميلٍ عن الحق والهدى الذي بينته الشريعةُ المطهرة.

     ومن خلال ذلك يتبين أن ما يجري بين المسلمين من كراهية وخصومة دنيوية، لا بد له من ضابطين اثنين:

أولاً: أن لا يؤدي ذلك إلى التقاطع  والتهاجر الزائد على ثلاثة أيامٍ؛  لما ورد عن النبي – صلى الله عليه وسلم- : "ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال".

ثانياً: أن لا يكون في ذلك التخاصم تعدٍ وفجور؛ لما ورد عن النبي- صلى الله عليه وسلم-  أن ذ لك من صفات المنافقين.

 الثانية: كراهية تتتعلق بأمرٍ من أمور الدين:

ما ذكرنا سابقاً هو ما يتعلق بالأمور الدنيوية، وقد تكون هناك كراهيةٌ بين المؤمنين لأمرٍ من أمور الدين، وقد ورد ما يدل على ذلك في ديننا الإسلامي: فعن عبد الله بن عمرو أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- كان يقول: " ثلاثة لا يقبل الله منهم صلاة: من تقدم قوماً وهم له كارهون، ورجل أتى الصلاة دباراً [ والدبار: أن يأتيها بعد أن تفوته]،  ورجل اعتبد محرره "(49).

" من تقدم قوماً" أي: للإمامة "وهم له كارهون" قال في النيل: وقد قيد ذلك جماعةٌ من أهل العلم بالكراهية الدينية لسبب شرعي، فأما الكراهة لغير الدين فلا عبرة بها، وقيدوه أيضاً بأن يكون الكارهون أكثرَ المأمومين، ولا اعتبار بكراهة الواحد والاثنين والثلاثة إذا كان المؤتمون جمعاً كثيراً، إلا إذا كانوا اثنين أو ثلاثةً فإن كراهتهم أو كراهة أكثرهم معتبرة، والاعتبار بكراهة أهل الدين دون غيرهم."(50)

فهذه كراهية معتبرة شرعاً؛ لأنها تتعلق بأمرٍ من أمور الدين، قال المناوي- رحمه الله-:" أي: أكثرهم؛ لما يذم شرعاً كفسقٍ، وبدعة،ٍ وتساهلٍ في تحرزٍ عن خبث،ٍ وإخلالٍ بهيئة من هيئات الصلاة"(51).

ويدل على ذلك أمر النبي-صلى الله عليه وسلم-أصحابه أن يهجروا الثلاثة الذين خلفوا وهم:  [ كعب بن مالك، ومرارة بن الربيع العمري، وهلال بن أمية الواقفي] خمسين ليلةً، قال كعبُ بن مالك: "ونهى رسول الله –صلى الله عليه وسلم- المسلمين عن كلامنا أيها الثلاثة من بين من تخلف عنه، فاجتنبنا الناس، وتغيروا لنا حتى تنكرت في نفسي الأرض فما هي التي أعرف، فلبثنا على ذلك خمسين ليلة"(52)

فللمظلوم أن يهجره ثلاثا وأما بعد الثلاث فليس له أن يهجره على ظلمه إياه، وأما إذا كان الذنب لحق الله كالكذب والفواحش والبدع المخالفة للكتاب والسنة أو إضاعة الصلاة بالتفريط وواجباتها ونحو ذلك فهذا لابد فيه من التوبة وهل يشترط مع التوبة إظهار الإصلاح في العمل على قولين للعلماء وإذا كان لهم شيخ مطاع فان له أن يعزر العاصي بحسب ذنبه تعزيراً يليق بمثله أن يفعله بمثله مثل هجره مدة كما هجر النبي صلى الله عليه وسلم الثلاثة المخلفين(53)

  فالمحبة بين المؤمنين إنما هي لإيمانهم وأعمالهم الصالحة، ويكره من يقع في المعاصي والذنوب، وتكون تلك الكراهية على قدر أعمالهم السيئة، كما تكون محبتهم على قدر ما عندهم من إيمان، فيجتمع في المؤمن العاصي حبٌ وبغضٌ كما قد يجتمع فيه إيمانٌ وعصيانٌ، وذلك لا يتنافى مع أصل الإيمان، قال الله تعالى: )وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ([الحجرات:9],

يقول ابن تيمية رحمه الله:  "فقد جعلهم مع و جود الاقتتال، و البغي مؤمنين أخوة، بل مع أمره بقتال الفئة الباغية جعلهم مؤمنين، وليس كل ما كان بغياً و ظلماً أو عدواناً يخرج عموم الناس عن الإيمان، و لا يوجب لعنتُهم"(54),

 ثم يبين أن ذلك لا يمنع من إنكار ما هم عليه من المعاصي، واستصغارهم لما هم عليه من الذنوب، فيقول:"ولكن له أن يستصغرهم؛ لمعصيتهم وتجاوزهم حدود الشرع، وأن يغضب لهذا التجاوز".
ويصدق ذلك ما أورد البخاري عن عائشة-رضي الله عنها-: "ما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه في شيء يؤتى إليه حتى تنتهك من حرمات الله فينتقم لله"(55).

 ------------------------------------------
(1)- صحيح البخاري، 5/2240، برقم: 5673.
(2)-  سبق تخريجه، و"البوائق بالموحدة والقاف جمع بائقة، وهي الداهية والشيء المهلك والأمر الشديد الذي يوافي بغتة"فتح الباري،  ابن حجر ،  10/443.
(3)- صحيح مسلم ، 1/ 67، رقم: 45.
(4)- شرح النووي على مسلم، 2/16.
(5)- قال النووي- رحمه الله-: "وفي معنى لا يدخل الجنة جوابان يجريان في كل ما أشبه هذا:أحدهما: أنه محمول على من يستحل الإيذاء مع علمه بتحريمه فهذا كافر لا يدخلها أصلا.والثاني: معناه جزاؤه أن لا يدخلها وقت دخول الفائزين إذا فتحت أبوابها لهم بل يؤخر ثم قد يجازى وقد يعفى عنه فيدخلها أولاً، وإنما تأولنا هذين التأويلين لأنا قدمنا أن مذهب أهل الحق أن من مات على التوحيد مصراً على الكبائر فهو إلى الله تعالى إن شاء عفا عنه فأدخله الجنة أولاً وإن شاء عاقبه ثم أدخله الجنة والله اعلم" شرح النووي على مسلم، 2 / 17.
(6)- صحيح مسلم، 1/68، رقم: 46.
(7)- المعجم الكبير، 1/259، برقم:751، قال الشيخ الألباني: صحيح لغيره، انظر: صحيح الترغيب والترهيب، 2/345، برقم: 2561.
(8)- فيض القدير، 5/407.
(9)- صحيح مسلم ، 4/2025، رقم: 2625.
(10)- فيض القدير، 1/397 .
(11)- صحيح البخاري، 2/907، رقم: 2427، ومسلم، 2/714، رقم: 1030، قوله: "فرسن شاة": بكسرِ أوله وثالثه هو ما فوق الحافر وهو كالقدم للإنسان، انظر: فتح الباري، 1/166.
(12)- صحيح البخاري، 2/514 ، رقم: 1016، ومسلم: 2/703، رقم: 1016.
(13)- شرح النووي على مسلم ، 7/120 .
(14)- صحيح البخاري، 2 / 788، رقم: 2140.
(15)- صحيح البخاري، 2/869، رقم:2331، و مسلم، 3/1230 رقم: 1609.
(16)- تفسير الطبري، 4/80.
(17)- تفسير القرطبي، 5/171.
(18)- تفسير ابن كثير، 1/656.
(19)- تفسير ابن كثير، 1/656.
(20)- تفسير القرطبي، 5 /171.
(21)- التحرير والتنوير، 948 .
(22)- شعب الإيمان، 7 / 83 ، رقم: 9560. وأبو نعيم في الحلية، 5 / 207، قال الشيخ الألباني : ضعيف انظر حديث رقم : 2674 في ضعيف الجامع، وقال بن حجر: والسياق أكثره لعمرو بن شعيب وفي حديث بهز بن حكيم وإن أعوز سترته وأسانيدهم واهية لكن اختلاف مخارجها يشعر بأن للحديث أصلا، فتح الباري، 10 / 446 .
(23)- فتح الباري، ابن حجر، 10/441.
(24)- التحرير والتنوير، 1/ 948.
(25)- صحيح مسلم، 1/ 68، برقم: 47.
(26)- الاستذكار، 8/367.
(27)- فيض القدير، 2/24 .
(28)- صحيح البخاري، 5/1985، رقم: 4882، ومسلم، 2/1054، رقم: 1432.
(29)- فتح الباري ، 9/245 .
(30)-  صحيح مسلم، 4/1704، رقم: 2162.
(31)- رواه أحمد بن حنبل، 4/20 رقم: 16301تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط مسلم رجاله ثقات رجال الشيخين غير صحابيه فلم يخرج له سوى البخاري في " الأدب المفرد " ومسلم وأصحاب السنن، وصححه الألباني: السلسلة الصحيحة، 3/249، رقم: 1246.
(32)- صحيح مسلم، 1/74 ، رقم: 54.
(33)- مسند البزار، 6/192، رقم:,2232 قال الألباني: حسن لغيره، انظر:صحيح الترغيب والترهيب، 3/ 17رقم: 2695.
(34)- صحيح البخاري، 5/2311 ، رقم: 5908.
(35)- سنن أبي داود، 2/775، رقم: 5213.قال الشيخ الألباني: صحيح إلا قوله : وهم أول ... مدرج فيه من قول أنس، انظر: ضعيف أبي داود، 1/513، رقم: 1114.وورد بلفظ آخر في مسند أحمد : 3/212، رقم: 13235، وهو عن أنس أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "أتاكم أهل اليمن وهم أرق قلوباً منكم وهم أول من جاء بالمصافحة" تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط مسلم , رجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة فمن رجال مسلم.
(36)- تحفة الأحوذي، 7/427.
(37)- صحيح البخاري،1/14، برقم: 13.
(38)- تفسير القرطبي، 16/274 .
(39)- معالم التنزيل، البغوي، 341.
(40)- تفسير القرطبي، 16/274 .
(41)- معالم التنزيل، البغوي، 341.
(42)- رواه مسلم، 4/1986، رقم: 2564.
(43)- تفسير ابن كثير،2 / 287.
(44)- تفسير ابن كثير، 2/386.
(45)- رواه البخاري، 5/2394، رقم: 6170.
(46)- رواه البخاري، 5/2256، رقم: 5726, ورواه مسلم، 4/1982، رقم: 2558،دون لفظ ليال.
(47)- رواه البخاري، 1/21، رقم: 34، ومسلم: 1/ 78، رقم: 58.
(48)- شرح النووي على مسلم، 2/ 48.
(49)- رواه أبو داود، 1/217، رقم: 593، قال الشيخ الألباني:  ضعيف إلا الشطر الأول فصحيح، انظر: صحيح أبي داود، 1/118، رقم: 554، وهو المقصود من الاستدلال.
(50)- عون المعبود شرح سنن أبي داود،  محمد شمس الحق العظيم آبادي أبو الطيب، 2/213، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الثانية، 1415هـ .
(51)- فيض القدير شرح الجامع الصغير، 3 / 324، رقم: 3519، المكتبة التجارية الكبرى ، مصر، الطبعة الأولى ، 1356هـ.
(52)- رواه البخاري، 4/1603، رقم: 4156.
(53)- مجموع الفتاوى، 11/550- 551.
(54)- مجموع الفتاوى، ابن تيمية، 35/74.
(55)- رواه البخاري 6/251،  رقم: 6461.
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:




شارك فى نشر الخير