عدد المشاهدات:
شر الناس على أهل الدين والورع، وأضرهم على العلماء، وأشدهم على عداوة الحكماء، هذه الطائفة الظالمة المجادلة المخاصمة، الذين يخوضون في المعقولات وهم لا يعلمون في المحسوسات، ويتعاطون البراهين والقياسات وهم لا يحسنون الرياضيات، ويتكلمون في الإلهيات وهم يجهلون أسرار الكائنات، ويتصدرون في المجالس ويتجادلون في أشياء لا تفيد في الدين علما، ولا تنتج في الحكمة فائدة. مثل خلافهم في التعديل والتجريح، والحسن والقبح، والجزء الذي لا يتجزأ، وما شاكلها من المسائل المموهة الزخرفة، التي لا حقيقة لها ولا وجود إلا في الأوهام الكاذبة ولا يصح للمدعي فيها حجة، ولا لسائل عنها برهان، وهم خائضون فيها في مجالسهم، مضيعون فيها أوقاتهم بالخصومات والمجادلات والمعارضات والمناقضات.
وإذا سئلوا عن أشياء هي موجودة مقدرة بين الناس ومعروفة مشهورة عند العلماء، لا يحسنون أن يجيبوا عنها، فإذا استقصى عليهم بالسؤال والبحث أنكروها وجحدوها، ويأنفون أن يقولوا: لا ندري، أو يقولوا: الله ورسوله أعلم، بل يخوضون في طغيانهم وجهالاتهم، ويدعون فيها المحالات، وربما يضعون في إبطالها المقالات المزخرفة، ويعارضون بها العلماء، ويشنعون بها عليهم،
مثل معاداتهم لأهل الزهد والورع والعلماء بالله، ورميهم بأنهم أهل بدعة، ويدعون عليهم المحالات، ويحكون عنهم الزخرفات على سبيل الشنعة عليهم، والوقيعة بهم بسخيف الرأي، ويسمعونها الأحداث ويصورونها في قلوبهم، ويمكنون في أنفسهم تلك الآراء الفاسدة، والمذاهب الرديئة، ويحيرونهم ويشككونهم في الحقائق.
ولو أن أهل تلك الآراء والمذاهب اجتهدوا بجهدهم، وأنفقوا أموالهم في إظهار مذاهبهم، والاحتجاج على آرائهم والإيضاح عن اعتقاداتهم، لما بلغوا عشر العشر مما قد بلغ هؤلاء المجادلة في تملكها في أكثر النفوس.
ومع هذه البلية كلها يدعون أنهم بهذا الفعل ينصرون الإسلام، ويقررون الدين وإلى يومنا هذا ما روى أن يهوديا تاب على يد واحد منهم، ولا نصرانياً أسلم، ولا مجوسياً آمن، بل يزدادون باعتقاداتهم ومذاهبهم احتفاظاً إذا نظروا إلى هؤلاء المجادلة، فرأوا خصوماتهم في أحكام الدين، وكثرة خلافهم ومنازاعاتهم بعضهم لبعض، وعداوة بعضهم من بعض، ويلعن بعضهم بعضا فاعتبروا أنَّ ما مثل هؤلاء المجادلة فيما هم فيه، ومن يدخل في مذاهبهم، إلا كما ذكر الله تعالى: ) كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا ((1) وقال: ) لَا مَرْحَبًا بِهِمْ((2) فهذا حكم المجادلة فيم هم فيه من الخصومات والعداوات في الدين .
والله أسأل أن يجمعنا على الحق، وأن يهدينا هداية نتحقق بها بقوله تعالى: ) وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ ((3) إنه مجيب الدعاء، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والله أعلم
وإذا سئلوا عن أشياء هي موجودة مقدرة بين الناس ومعروفة مشهورة عند العلماء، لا يحسنون أن يجيبوا عنها، فإذا استقصى عليهم بالسؤال والبحث أنكروها وجحدوها، ويأنفون أن يقولوا: لا ندري، أو يقولوا: الله ورسوله أعلم، بل يخوضون في طغيانهم وجهالاتهم، ويدعون فيها المحالات، وربما يضعون في إبطالها المقالات المزخرفة، ويعارضون بها العلماء، ويشنعون بها عليهم،
مثل معاداتهم لأهل الزهد والورع والعلماء بالله، ورميهم بأنهم أهل بدعة، ويدعون عليهم المحالات، ويحكون عنهم الزخرفات على سبيل الشنعة عليهم، والوقيعة بهم بسخيف الرأي، ويسمعونها الأحداث ويصورونها في قلوبهم، ويمكنون في أنفسهم تلك الآراء الفاسدة، والمذاهب الرديئة، ويحيرونهم ويشككونهم في الحقائق.
ولو أن أهل تلك الآراء والمذاهب اجتهدوا بجهدهم، وأنفقوا أموالهم في إظهار مذاهبهم، والاحتجاج على آرائهم والإيضاح عن اعتقاداتهم، لما بلغوا عشر العشر مما قد بلغ هؤلاء المجادلة في تملكها في أكثر النفوس.
ومع هذه البلية كلها يدعون أنهم بهذا الفعل ينصرون الإسلام، ويقررون الدين وإلى يومنا هذا ما روى أن يهوديا تاب على يد واحد منهم، ولا نصرانياً أسلم، ولا مجوسياً آمن، بل يزدادون باعتقاداتهم ومذاهبهم احتفاظاً إذا نظروا إلى هؤلاء المجادلة، فرأوا خصوماتهم في أحكام الدين، وكثرة خلافهم ومنازاعاتهم بعضهم لبعض، وعداوة بعضهم من بعض، ويلعن بعضهم بعضا فاعتبروا أنَّ ما مثل هؤلاء المجادلة فيما هم فيه، ومن يدخل في مذاهبهم، إلا كما ذكر الله تعالى: ) كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا ((1) وقال: ) لَا مَرْحَبًا بِهِمْ((2) فهذا حكم المجادلة فيم هم فيه من الخصومات والعداوات في الدين .
والله أسأل أن يجمعنا على الحق، وأن يهدينا هداية نتحقق بها بقوله تعالى: ) وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ ((3) إنه مجيب الدعاء، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والله أعلم