عدد المشاهدات:
ميراث رسول الله
النبي صلى الله عليه وسلم نبهنا .. وقال في حديثه العظيم:{ نَحْنُ مَعَاشِرُ الأنَبِيَاء، لا نُوَرِّثُ دِرْهَمَاً وَلا دِينَاراً، وإنمَا نُوَرِّثُ عِلْمَاً وَ نُوَرا }(سنن أبي داود عن أبي الدرداء)
ومادام العلم ميراث من رسول الله، فهل سيكون هو العلم المكتوب في الكتب؟!هذا العلم الكلُّ يقرأه .. والكلُّ يُحصِّله
حتى المستشرقون - وهم كافرون - يحصلونه أكثر منا.
ولكن هذا العلم: (وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا) (65- الكهف) أيّ: من غير واسطة، لأن هناك علم يُنال بالوسائط، وعلم يُنال بالهبات الذاتية بغير وسائط، وهذا لمن كشفوا عنه النقاب، ورفعوا عنه الحجاب، وألبسوه حلة الأحباب
وجعلوه يتمتع بوجه الحبيب صلى الله عليه وسلم ويكرع من شرابه بلا حجاب وهذا الكلام موجود ومشهود إلى أن تنتهي الدنيا .. ومن قال أنه غير موجود فقد حكم على نفسه بالجحود لأن هذا الكلام أثبته الربُّ المعبود في القرآن ..كيف ينفيه إنسان بعقله الكاسد؟! هل لأنك لم تذقه أو تحصِّله؟!!!هل هذا معناه أنه غير موجود أو مفقود؟ لا .. إنه موجود
ولكنك لم تصل إلى درجة تحصيله، ولم تصل إلى المنزلة التي جعلها الله عزَّ وجلَّ لأهل توصيله
لأنها منزلة عظيمة
صفات الوارث
ووارث العلم قال فيه رب العزة ( فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا )– أولاً .. ثم:(وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا) (65- الكهف)
وهذا مقياس أعطاه الله لكل مسلم - فمن ادَّعى علم الإلهام، ومن ادَّعى أنه يتلقى العلم من الملك العلام
نَزِنْهُ بالرحمة التي في قلبه للأنام - إن كان فظاً غليظ القلب فماله ومال هذا العلم، لأن شرط العلم الرحمة ثم العلم
لأنه سيرث من الرحمة المهداة، ويكون له نصيب من عطاء الله لحبيبه ومصطفاه أولاً في قول الله:
(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) (107الأنبياء)بعد أن يأخذ نصيبه من هذه الرحمة يتفضل الله عزَّ وجلَّ عليه بالحفظ كما تفضل على الأنبياء بالعصمةفالأنبياء لهم العصمة والأولياء لهم الحفظثم يُفيض الله عليه العلم المكنون وقد حفظه فلا يُخرجه لمن عنده ظنون، أو لمن عنده بهتان، أو لمن هو بعيد عن حضرة الرحمن،
وإنما يضع العلم في موضعه الذي كلَّفه به وأمره به الرحمن عزَّ وجلَّ.{ لا نُوَرِّثُ دِرْهَمَاً وَلا دِينَاراً، وإنمَا نُوَرِّثُ عِلْمَاً وَنُوَرا}(سنن أبي داود عن أبي الدرداء) الميراث علم ونور، فهناك ورثة يرثون العلم، والعلم
أنواع الميراث
- منهم من يرث علم الحكمة:(يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا) (269البقرة)
- ومنهم من يرث علم باطن القرآن
- ومنهم من يرث علوم المعرفة التي يقرب بها المطلوبين لحضرة الرحمن، والتي يقول فيها نبينا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم:{ إِنَّ مِنَ الْعِلْمِ كَهَيْئَةِ الْمَكْنُونِ، لا يَعْرِفُهُ إِلا الْعُلَمَاءُ بِاللَّهِ، فَإِذَا نَطَقُوا بِهِ لَمْ يُنْكِرْهُ إِلا أَهْلُ الْغِرَّةِ بِاللَّهِ }أخرجه البحيري في الثاني من الفوائد عن أبي هريرة
- ومنهم من يرث علم أسرار الكائنات
لأن الله كاشفه بعد جلاء نفسه وطهارة قلبه بما قال فيه في محكم البيان:(سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ)(53 فصلت)أي: أنهم سُيِّروا بعين البصيرة التي أصبحت منيرة.
- ومنهم من يُعلِّمه الله علم الأسماء الإلهية:(قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ)(33 - البقرة)يأخذ علم الأسماء!!
أسماء توقيفية وأسماء توفيقية وأسماء جلالية وأسماء جمالية وأسماء كمالية وأسماء ذاتية وأسماء وهبية
وبحور يغرق فيها الإنسان في أسماء ذات الله العلية - إذا أكرمه الله عزَّ وجلَّ بهذه الخصوصية –
إن لم يؤيد بالحضرة النبوية!!!
- ومنهم من يُطلعه الله عزَّ وجلَّ على علم الكتاب، وما أدراك ما علم الكتاب؟!فقد قال فيه نبيُّ الله عيسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم السلام عندما نطق وهو في المهد صبيًّا:(آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا) (30 - مريم)
حينها لم يكن قد أخذ الإنجيل،
علم الكتاب
العلم هو علم الكتاب، وعلم الكتاب هو الكتاب المكنون الذي يقول فيه رب العزة:(إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ . وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ . كِتَابٌ مَّرْقُومٌ) (18: 20 - المطففين)
رقََّمَهُ الحيُّ القيوم .. من يقرأ هذه الكتاب؟ لا أحد يقرأه، ولكن:(يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ) (21- المطففين) فهذا الكتاب لا يُقرأ ولكن يُشهد، وأقل درجة من هؤلاء: (إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ) (22المطففين)
فهؤلاء أقل درجة من المقربين الذين يشهدون العلم المضنون والكتاب المكنونالذي جعل الله فيه سرَّ ما كان وما هو كائن وما يكون وهذا سر القَدَر، من أطلعه الله عليه فهو في خطر
إلا إذا حفظه الحفيظ، وضمنه الله عزَّ وجلَّ بضمانته، وكان في حفظ الله عزَّ وجلَّ وصيانته.علوم كثيرة في تركة النبوة
لأن كثير من الناس يعتقد أن علوم النبوة هي الأحاديث التي قالها رسول الله والأحكام التي بيَّنها رسول الله
والتفسيرات القليلة التي فسر بها بعض آيات كتاب الله وهي علوم الرسالة هذه علوم البلاغ .. لكن علوم الرسالة شيء آخر، وعلوم النبوة شيء آخر فهذه علوم .. وهذه علوم وضحها الله عزَّ وجلَّ في كتابه
لمن ينظر في كتاب الله عزَّ وجلَّ بعيون صفت من الشهوات والشبهات: (يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ)(151البقرة)ما حدود هذه العلوم؟ ليس لها حدود:
(وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا) (113النساء)
ولذلك عندما يعترض بعض الجُهَّال في عصرنا على الإمام البوصيري رضي الله عنه وأرضاه - عندما يقول في قصيدته البردة: فإن من جودك الدنيــا وضرتــها ... ومن علومك علم اللوح والقلم
فيقولون: كيف يأخذ علم اللوح والقلم؟ نقول لهم: ما دام علَّمه العليم عزَّ وجلَّ فلا حرج على فضل الله.
النبي صلى الله عليه وسلم نبهنا .. وقال في حديثه العظيم:{ نَحْنُ مَعَاشِرُ الأنَبِيَاء، لا نُوَرِّثُ دِرْهَمَاً وَلا دِينَاراً، وإنمَا نُوَرِّثُ عِلْمَاً وَ نُوَرا }(سنن أبي داود عن أبي الدرداء)
ومادام العلم ميراث من رسول الله، فهل سيكون هو العلم المكتوب في الكتب؟!هذا العلم الكلُّ يقرأه .. والكلُّ يُحصِّله
حتى المستشرقون - وهم كافرون - يحصلونه أكثر منا.
ولكن هذا العلم: (وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا) (65- الكهف) أيّ: من غير واسطة، لأن هناك علم يُنال بالوسائط، وعلم يُنال بالهبات الذاتية بغير وسائط، وهذا لمن كشفوا عنه النقاب، ورفعوا عنه الحجاب، وألبسوه حلة الأحباب
وجعلوه يتمتع بوجه الحبيب صلى الله عليه وسلم ويكرع من شرابه بلا حجاب وهذا الكلام موجود ومشهود إلى أن تنتهي الدنيا .. ومن قال أنه غير موجود فقد حكم على نفسه بالجحود لأن هذا الكلام أثبته الربُّ المعبود في القرآن ..كيف ينفيه إنسان بعقله الكاسد؟! هل لأنك لم تذقه أو تحصِّله؟!!!هل هذا معناه أنه غير موجود أو مفقود؟ لا .. إنه موجود
ولكنك لم تصل إلى درجة تحصيله، ولم تصل إلى المنزلة التي جعلها الله عزَّ وجلَّ لأهل توصيله
لأنها منزلة عظيمة
صفات الوارث
ووارث العلم قال فيه رب العزة ( فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا )– أولاً .. ثم:(وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا) (65- الكهف)
وهذا مقياس أعطاه الله لكل مسلم - فمن ادَّعى علم الإلهام، ومن ادَّعى أنه يتلقى العلم من الملك العلام
نَزِنْهُ بالرحمة التي في قلبه للأنام - إن كان فظاً غليظ القلب فماله ومال هذا العلم، لأن شرط العلم الرحمة ثم العلم
لأنه سيرث من الرحمة المهداة، ويكون له نصيب من عطاء الله لحبيبه ومصطفاه أولاً في قول الله:
(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) (107الأنبياء)بعد أن يأخذ نصيبه من هذه الرحمة يتفضل الله عزَّ وجلَّ عليه بالحفظ كما تفضل على الأنبياء بالعصمةفالأنبياء لهم العصمة والأولياء لهم الحفظثم يُفيض الله عليه العلم المكنون وقد حفظه فلا يُخرجه لمن عنده ظنون، أو لمن عنده بهتان، أو لمن هو بعيد عن حضرة الرحمن،
وإنما يضع العلم في موضعه الذي كلَّفه به وأمره به الرحمن عزَّ وجلَّ.{ لا نُوَرِّثُ دِرْهَمَاً وَلا دِينَاراً، وإنمَا نُوَرِّثُ عِلْمَاً وَنُوَرا}(سنن أبي داود عن أبي الدرداء) الميراث علم ونور، فهناك ورثة يرثون العلم، والعلم
أنواع الميراث
- منهم من يرث علم الحكمة:(يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا) (269البقرة)
- ومنهم من يرث علم باطن القرآن
- ومنهم من يرث علوم المعرفة التي يقرب بها المطلوبين لحضرة الرحمن، والتي يقول فيها نبينا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم:{ إِنَّ مِنَ الْعِلْمِ كَهَيْئَةِ الْمَكْنُونِ، لا يَعْرِفُهُ إِلا الْعُلَمَاءُ بِاللَّهِ، فَإِذَا نَطَقُوا بِهِ لَمْ يُنْكِرْهُ إِلا أَهْلُ الْغِرَّةِ بِاللَّهِ }أخرجه البحيري في الثاني من الفوائد عن أبي هريرة
- ومنهم من يرث علم أسرار الكائنات
لأن الله كاشفه بعد جلاء نفسه وطهارة قلبه بما قال فيه في محكم البيان:(سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ)(53 فصلت)أي: أنهم سُيِّروا بعين البصيرة التي أصبحت منيرة.
- ومنهم من يُعلِّمه الله علم الأسماء الإلهية:(قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ)(33 - البقرة)يأخذ علم الأسماء!!
أسماء توقيفية وأسماء توفيقية وأسماء جلالية وأسماء جمالية وأسماء كمالية وأسماء ذاتية وأسماء وهبية
وبحور يغرق فيها الإنسان في أسماء ذات الله العلية - إذا أكرمه الله عزَّ وجلَّ بهذه الخصوصية –
إن لم يؤيد بالحضرة النبوية!!!
- ومنهم من يُطلعه الله عزَّ وجلَّ على علم الكتاب، وما أدراك ما علم الكتاب؟!فقد قال فيه نبيُّ الله عيسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم السلام عندما نطق وهو في المهد صبيًّا:(آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا) (30 - مريم)
حينها لم يكن قد أخذ الإنجيل،
علم الكتاب
العلم هو علم الكتاب، وعلم الكتاب هو الكتاب المكنون الذي يقول فيه رب العزة:(إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ . وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ . كِتَابٌ مَّرْقُومٌ) (18: 20 - المطففين)
رقََّمَهُ الحيُّ القيوم .. من يقرأ هذه الكتاب؟ لا أحد يقرأه، ولكن:(يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ) (21- المطففين) فهذا الكتاب لا يُقرأ ولكن يُشهد، وأقل درجة من هؤلاء: (إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ) (22المطففين)
فهؤلاء أقل درجة من المقربين الذين يشهدون العلم المضنون والكتاب المكنونالذي جعل الله فيه سرَّ ما كان وما هو كائن وما يكون وهذا سر القَدَر، من أطلعه الله عليه فهو في خطر
إلا إذا حفظه الحفيظ، وضمنه الله عزَّ وجلَّ بضمانته، وكان في حفظ الله عزَّ وجلَّ وصيانته.علوم كثيرة في تركة النبوة
لأن كثير من الناس يعتقد أن علوم النبوة هي الأحاديث التي قالها رسول الله والأحكام التي بيَّنها رسول الله
والتفسيرات القليلة التي فسر بها بعض آيات كتاب الله وهي علوم الرسالة هذه علوم البلاغ .. لكن علوم الرسالة شيء آخر، وعلوم النبوة شيء آخر فهذه علوم .. وهذه علوم وضحها الله عزَّ وجلَّ في كتابه
لمن ينظر في كتاب الله عزَّ وجلَّ بعيون صفت من الشهوات والشبهات: (يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ)(151البقرة)ما حدود هذه العلوم؟ ليس لها حدود:
(وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا) (113النساء)
ولذلك عندما يعترض بعض الجُهَّال في عصرنا على الإمام البوصيري رضي الله عنه وأرضاه - عندما يقول في قصيدته البردة: فإن من جودك الدنيــا وضرتــها ... ومن علومك علم اللوح والقلم
فيقولون: كيف يأخذ علم اللوح والقلم؟ نقول لهم: ما دام علَّمه العليم عزَّ وجلَّ فلا حرج على فضل الله.
من كتاب: (شراب أهل الوصل)
لفضيلة الشيخ/ فوزي محمد أبو زيد
رئيس الجمعية العامة للدعوة إلى الله - جمهورية مصر العربية