عدد المشاهدات:
قال تعالى: (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ۗوَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَىٰعَقِبَيْهِ ۚوَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۗوَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ۚإِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ) سورة البقرة آية 143 وقال عليه الصلاة والسلم: (إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق). فالأعمال– وأعنى بها أعمال القلوب لأنها هى الباعثة للأعضاء على القيام بالمجاهدات للمشاهدات– إذا لم تكن وسطاً بين رتبة الخوف والرجاء والمحبة، حتى ينبعث من وجه المحبة روح الوجد والإقبال، ومن الرجاء روح الأنس والبسط مع الحق سبحانه ، ومن الخوف روح المحافظة على حدوده سبحانه وتعظيم شعائره والقيام بأوامره. وإلا إذا غلب حال على الآخر ربما أخرجه عن الوسط كما إذا غلب مزاج فى البدن على مزاج أهلكه، فإذا غلب الخوف ربما أدى إلى اليأس: (يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ ۖإِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) سورة يوسف آية 87. وإذا غلب الرجاء ربما أداه إلى الأمن: (أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ ۚفَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ)سورة الأعارف آية 99. وإذا غلبت المحبة ربما سلبت قوى العقل، ومحت نواميس التشريع فى عين العاشق، حتى ينمحق بغير علم بمنازلات الحق سبحانه وتعالى؛ ولا يقين بمرتبة التقييد والإطلاق، فيكون ممن لا يتقدى بهم من أهل الوله والاصطلام الماحق لعناصر المادة، ويكون فى عداد الكروبيين الذين لا يترقون بل هم فى كرب من الشوق إلى المشاهدة، والاحتراق غراما إلى مواجهة الحق سبحانه.
والمحجة البيضاء والسنة المحمدية السمحاء هى الطريق الوسط الذى نهج عليه الصديق والشهداء، والصديقون من علية الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، فاجعل كأن لك قلبين قلب ينبعث من الخوف للتعظيم و التجلة و الرهبة لا خوف المعصية و النار كالعامة. وقلب ينبعث منه ريحان الرجاء لمعنى أسماء الجمال، حتى يكون الإقبال والوجد والحب والشوق إلى مشاهدته سبحانه و تعالى ،فيكون قوامك الخوف، و مزاجك الرجاء، فتكون محمديا كاملاً، لا يغلبك الخوف حتى تنسى جمالاته، ولا الرجاء حتى تسهو عن عظمته، وإذا غلبك الحال فى حال منهما فسلمه نفسك، فالحال لا دوام له، فقد كان سعيد بن جزيم رضى الله عنه من أفضل ألصحابه يصعق من غلبه الحال، وقد حصل للسيد الأكبر صلى الله عليه وسلم فى قراءة الحاقة، وكان يحصل له الحال عند نزول الوحى عليه صلى الله عليه وسلم بالحالة الخاصة به صلى الله عليه وسلم، فان للوحى أحوال كثيرة، منها ما يختص بالرسل، ومنها ما يكون حالا لملك الإلهام على أكابر الأولياء رضوان الله عليهم أجمعين، فالحال الصادق باعث على الترقى، وإنما يخشى منه أن ينتقل إلى مقام فيهلك صاحبه، لأن أعمال القلوب إذا لم تعرض أو تنال بواسطة عارف متمكن من أسرار العلوم و مقامات الوصول قد جاز الطريق وعلم مسالكه؛ ربما أدت إلى التطرف إلى طرف، ومجاوزة الوسط، فعليك بالمحجة البيضاء و السنة المحمدية السمحاء، والله أعلم
والمحجة البيضاء والسنة المحمدية السمحاء هى الطريق الوسط الذى نهج عليه الصديق والشهداء، والصديقون من علية الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، فاجعل كأن لك قلبين قلب ينبعث من الخوف للتعظيم و التجلة و الرهبة لا خوف المعصية و النار كالعامة. وقلب ينبعث منه ريحان الرجاء لمعنى أسماء الجمال، حتى يكون الإقبال والوجد والحب والشوق إلى مشاهدته سبحانه و تعالى ،فيكون قوامك الخوف، و مزاجك الرجاء، فتكون محمديا كاملاً، لا يغلبك الخوف حتى تنسى جمالاته، ولا الرجاء حتى تسهو عن عظمته، وإذا غلبك الحال فى حال منهما فسلمه نفسك، فالحال لا دوام له، فقد كان سعيد بن جزيم رضى الله عنه من أفضل ألصحابه يصعق من غلبه الحال، وقد حصل للسيد الأكبر صلى الله عليه وسلم فى قراءة الحاقة، وكان يحصل له الحال عند نزول الوحى عليه صلى الله عليه وسلم بالحالة الخاصة به صلى الله عليه وسلم، فان للوحى أحوال كثيرة، منها ما يختص بالرسل، ومنها ما يكون حالا لملك الإلهام على أكابر الأولياء رضوان الله عليهم أجمعين، فالحال الصادق باعث على الترقى، وإنما يخشى منه أن ينتقل إلى مقام فيهلك صاحبه، لأن أعمال القلوب إذا لم تعرض أو تنال بواسطة عارف متمكن من أسرار العلوم و مقامات الوصول قد جاز الطريق وعلم مسالكه؛ ربما أدت إلى التطرف إلى طرف، ومجاوزة الوسط، فعليك بالمحجة البيضاء و السنة المحمدية السمحاء، والله أعلم