عدد المشاهدات:
علوم الحقيقة لها سند ولها كُتب، ولكنها كتب قال الله فيها: (كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ. وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ . كِتَابٌ مَّرْقُومٌ) مَن الذي يقرأه؟ لا يقرأه بل يشهده، وهو مقام الشهود: (يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ) (18- 21 المطففين)
وكتاب الأبرار هنا في الحقيقة هو سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه أُم الكتاب، أو مجمع الكتاب الذي يحتوي على كل العلوم التي أنزلها الكريم الوهاب لجميع الأحباب من بدء البدء إلى الختام، وكل واحد يأخذ منه نصيبه،
يقرأ ما خُصَّ به وما أُنزل له وما وُهب له من حضرة الفتاح العليم في سدرة هذا النبي الكريم الرءوف الرحيم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وتكون الهبة الإلهية أن الله عزَّ وجلَّ يفتح له عين القلب وعين الفؤاد ويجعله بصيراً
سر قول الله عزَّ وجلَّ للسيد الخبير الأعظم صلى الله عليه وسلم: (وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ) (175الصافات)
إذن لا يأتي ذلك إلا عن طريقه وبواسطته صلى الله عليه وسلم .. ولذلك كان ينادي دائماً:
هل منكم من يريد أن يُذهب الله عنه العمى ويجعله بصيراً؟ والمقصود هنا هو عمى القلوب، لأن الله قال في القرآن:
(فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) (46الحج)
مِن الذي يريد أن يُذهب الله عنه العمى ويجعله بصيراً؟ يحدث ذلك إذا تعرض بعضهم لرسول الله، فيعالجهم كما قال سبحانه (قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي) (108يوسف)
أى لست وحدي، ولكن معي من هم على هذا الطريق خلفي ... وهؤلاء القوم قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم للناس:
{ اتَّقُوا فِرَاسَةَ الْمُؤْمِنِ فَإِنَّهُ يَنْظُرُ بِنُورِ اللَّهِ } (سنن الترمذي والطبراني عن أبي سعيد الخدري) ليس بنور الشمس أو بنور الكهرباء، ولكن بنور الله، وذلك لأنه بهذا النور يقرأ الواحد منهم ما في الصدور، كما يقرأ الإنسان العادي ما في السطور، ويقرأ ما في الصدور بالنور الذي أعطاه له العزيز الغفور، وقد يقرأ ما في الأكوان من خصائص استودعها فيها الرحمن عزَّ وجلَّ وقد يقرأ ما في القرآن من معاني عليَّة أنزلها مع كلماته وحروفه الرحمن،
وهذا ما أشار إليه في قوله عزَّ وجلَّ: (قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي) (109 الكهف)
والمعنى أنه قل لو كان البحر مداداً لمعاني كلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد معاني كلمات ربي، وهذا ما كان يقول فيه سيدنا الإمام علي رضي الله عنه: (لو فسرت فاتحة الكتاب بما أعلم لوقرتم سبعين بعيراً)
أي: من يكتبون وراءه يكتبون كتباً تُحَمِّل سبعين جملاً .. من معاني فاتحة الكتاب كما يعلم هو وحده وكما عرَّفه الله،
أما معاني الفاتحة فلا يعلم مداها إلا حضرة الله تعالى، وهكذا في سائر آيات كتابه عزَّ وجلَّ. وقد يمن الله عزَّ وجلَّ عليه فيجعله من العلماء الأجلاء الذين أقامهم الله عزَّ وجلَّ في الأرض وأمدهم بخشيته وجعلهم نوراً لأهل الأرض وسرجاً لأهل السماء: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء) (28- فاطر)
وقد يؤتيه الله عزَّ وجلَّ الحكمة: (يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا) (269البقرة)
وقد يمن الله عزَّ وجلَّ عليه فيجعله من الذين: (تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ) (30- فصلت)
إنها عطاءات وهبات كلها في القرآن، وشرطها لمن يريد نوالها أن يكون له برنامج نوراني ذاتي وهبي يأخذه من عبد تقي نقي خفي، يعرض عليه حاله الظاهر والجلي والخفي ليدخل في قول الرحمن: (الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا) (59الفرقان)
وهذا ما بيَّنه لنا حضرة الله عندما أخذ سيدنا موسى علم الشريعة كله، ثم أراد بعد ذلك العطاءات، فقال له الله:
اذهب للرجل الذي معه هذه العطاءات كى يعطيك منها، فذهب إليه وقال: (هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ)
هل قال علماً؟ لا! وذلك كى تعرفوا أن هذه العطاءات شئ آخر غير العلم، ولذلك قال: (مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا)(66الكهف)
والرشد هو العلم النوراني .. القرآني .. الرباني .. الذي يجعل الإنسان بالغاً للرشد في عالم المعاني، وهذا يعني أننا لسنا جميعاً من البالغين لأن ربنا قال في الرجل البالغ: (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا) (14القصص)
والمعنى أنه قد بلغ رشده في عالم المعاني وفي عالم النور، واستوى وتجهز لهذه العطاءات الربانية(حُكْمًا وَعِلْمًا)
وهذا ما أردنا توضيحه لكم بلغة بسيطة عن الطريق والطريقة والعطاءات والهبات.
وكتاب الأبرار هنا في الحقيقة هو سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه أُم الكتاب، أو مجمع الكتاب الذي يحتوي على كل العلوم التي أنزلها الكريم الوهاب لجميع الأحباب من بدء البدء إلى الختام، وكل واحد يأخذ منه نصيبه،
يقرأ ما خُصَّ به وما أُنزل له وما وُهب له من حضرة الفتاح العليم في سدرة هذا النبي الكريم الرءوف الرحيم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وتكون الهبة الإلهية أن الله عزَّ وجلَّ يفتح له عين القلب وعين الفؤاد ويجعله بصيراً
سر قول الله عزَّ وجلَّ للسيد الخبير الأعظم صلى الله عليه وسلم: (وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ) (175الصافات)
إذن لا يأتي ذلك إلا عن طريقه وبواسطته صلى الله عليه وسلم .. ولذلك كان ينادي دائماً:
هل منكم من يريد أن يُذهب الله عنه العمى ويجعله بصيراً؟ والمقصود هنا هو عمى القلوب، لأن الله قال في القرآن:
(فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) (46الحج)
مِن الذي يريد أن يُذهب الله عنه العمى ويجعله بصيراً؟ يحدث ذلك إذا تعرض بعضهم لرسول الله، فيعالجهم كما قال سبحانه (قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي) (108يوسف)
أى لست وحدي، ولكن معي من هم على هذا الطريق خلفي ... وهؤلاء القوم قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم للناس:
{ اتَّقُوا فِرَاسَةَ الْمُؤْمِنِ فَإِنَّهُ يَنْظُرُ بِنُورِ اللَّهِ } (سنن الترمذي والطبراني عن أبي سعيد الخدري) ليس بنور الشمس أو بنور الكهرباء، ولكن بنور الله، وذلك لأنه بهذا النور يقرأ الواحد منهم ما في الصدور، كما يقرأ الإنسان العادي ما في السطور، ويقرأ ما في الصدور بالنور الذي أعطاه له العزيز الغفور، وقد يقرأ ما في الأكوان من خصائص استودعها فيها الرحمن عزَّ وجلَّ وقد يقرأ ما في القرآن من معاني عليَّة أنزلها مع كلماته وحروفه الرحمن،
وهذا ما أشار إليه في قوله عزَّ وجلَّ: (قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي) (109 الكهف)
والمعنى أنه قل لو كان البحر مداداً لمعاني كلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد معاني كلمات ربي، وهذا ما كان يقول فيه سيدنا الإمام علي رضي الله عنه: (لو فسرت فاتحة الكتاب بما أعلم لوقرتم سبعين بعيراً)
أي: من يكتبون وراءه يكتبون كتباً تُحَمِّل سبعين جملاً .. من معاني فاتحة الكتاب كما يعلم هو وحده وكما عرَّفه الله،
أما معاني الفاتحة فلا يعلم مداها إلا حضرة الله تعالى، وهكذا في سائر آيات كتابه عزَّ وجلَّ. وقد يمن الله عزَّ وجلَّ عليه فيجعله من العلماء الأجلاء الذين أقامهم الله عزَّ وجلَّ في الأرض وأمدهم بخشيته وجعلهم نوراً لأهل الأرض وسرجاً لأهل السماء: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء) (28- فاطر)
وقد يؤتيه الله عزَّ وجلَّ الحكمة: (يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا) (269البقرة)
وقد يمن الله عزَّ وجلَّ عليه فيجعله من الذين: (تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ) (30- فصلت)
إنها عطاءات وهبات كلها في القرآن، وشرطها لمن يريد نوالها أن يكون له برنامج نوراني ذاتي وهبي يأخذه من عبد تقي نقي خفي، يعرض عليه حاله الظاهر والجلي والخفي ليدخل في قول الرحمن: (الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا) (59الفرقان)
وهذا ما بيَّنه لنا حضرة الله عندما أخذ سيدنا موسى علم الشريعة كله، ثم أراد بعد ذلك العطاءات، فقال له الله:
اذهب للرجل الذي معه هذه العطاءات كى يعطيك منها، فذهب إليه وقال: (هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ)
هل قال علماً؟ لا! وذلك كى تعرفوا أن هذه العطاءات شئ آخر غير العلم، ولذلك قال: (مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا)(66الكهف)
والرشد هو العلم النوراني .. القرآني .. الرباني .. الذي يجعل الإنسان بالغاً للرشد في عالم المعاني، وهذا يعني أننا لسنا جميعاً من البالغين لأن ربنا قال في الرجل البالغ: (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا) (14القصص)
والمعنى أنه قد بلغ رشده في عالم المعاني وفي عالم النور، واستوى وتجهز لهذه العطاءات الربانية(حُكْمًا وَعِلْمًا)
وهذا ما أردنا توضيحه لكم بلغة بسيطة عن الطريق والطريقة والعطاءات والهبات.