عدد المشاهدات:
لا يكون الإنسان إنسانا له قلب إلا بعد معرفة نفسه مبدأ ونهاية، وبقدر ما ينكشف له من الكمالات والفضائل التي تأهل للتجمل بها، والتكمل بمعانيها، والترقي لمراتبها، تكون معرفته للفضائل والرذائل عن كشف وعيان، وتتفاوت مراتب المعرفة، فقد تكون فضائل رتبة رذائل أخرى بالنسبة لمبلغ العلم بالنفس واستعدادتها، وبالنسبة للمقادير التي اكتسبها العقل من التجارب والنظر، لأن للعقل وسائط يستمد بها الحكم
على الأشياء بيقين أو بظن وحدس تخمين تكون كالمقدمات المنتجة، وبقدر يقين تلك المقدمات تكون النتائج، فكلما كانت المعلومات والتجريبات أكثر، كلما كان للقلب طمأنينة بالحكم وسكون، وهذا في حيطة المعقولات.
فإذا زكت النفس واستعد الخيال للتمثيل، واجه القلب حضرة الملكوت الأعلى، بعد معرفته بكمالات الملك الأدنى، وفطرته على الأجمل من لوازمه والأكمل من أموره، وبمواجهة القلب للملكوت الأعلى لا يحتاج إلى العقل، لأنه صار عقلا يعقل عن الملكوت، ويمد الخيال بصور الكمالات الملكوتية، وبديع الجمالات الروحانية، فتكون تلك الصور منطبعة في لوح الخيال أمام النفس المدركة التي قام بها الإنسان، فترى الإنسان يحاول أن يتجمل بتلك الفضائل والكمالات، ويتحلى بحلل تلك المعاني الجميلة، وتحصل المواجهة بين الصورة الملكوتية، وبين صورته الإنسانية، فيرى نفسه في حاجه إلى تكميله، وتتميم حقيقته بتلك الجمالات، ولذلك فإنك ترى أهل النفوس الزكية يرون أنفسهم دائما مسيئين لمواجهتهم للملكوت، وانتزاع الخيال لتلك الصور العلية الجميلة، التي تتعشقها النفس، فتشتاق أن تتشبه بها ويكون القلب في هذا الحال بالنسبة للأحكام الشرعية هو الحاكم حقيقة، لأن الأحكام الشرعية حدود الله، التي من تعداها أو داناها هلك أو كاد.
فإذا اقتضى الوقت حكما من أحكام الشريعة، وعرضه على قلبه فربما لا يطمئن القلب إليه، لأنه متحقق أنه الحد، ويجب أن يجعل له حيطة، خشية من أن يداني الحد، فيقع بين حكم المفتي وحكم قلبه، فيكون الترجيح لحكم القلب، لأنه إنما يطالب بالأكمل والأجمل والأحوط، ويكون تلقيه عن القلب، لأنه تلقى عن الحق، وعمله به عمل بالحكم الشرعي لمقامه ورتبته.
وتزكية النفس هو الجهاد الأكبر، لأن الإنسان مسكين بين جاذب ودافع، إن كان له قلب فقلبه يدفعه عن حظه وهواه العاجل إلى حظه وهواه الآجل، ونفسه الحيوانية وأعضاؤه العاملة وما في فطرته من الاحتياج، وما جبل عليه من الأمل تجذبه إلى ما يلائمه ويلذذه ويعظمه أمام الخلق إلى المنافسة وإلى التكاثر، وهي أمور محسوسات سريعة الإنتاج، تشغل القلب والجوارح، وكثيرا ما يكون السالك على المنهج القويم مخلصا في العزم، صادقا في القصد، مفطورا على الخير، فيناله من عمله وحاله إقبال الناس ومواساتهم بما يلائمه وما يسد الضرورة والكماليات فتبتهج نفسه، وتأنس
على الأشياء بيقين أو بظن وحدس تخمين تكون كالمقدمات المنتجة، وبقدر يقين تلك المقدمات تكون النتائج، فكلما كانت المعلومات والتجريبات أكثر، كلما كان للقلب طمأنينة بالحكم وسكون، وهذا في حيطة المعقولات.
فإذا زكت النفس واستعد الخيال للتمثيل، واجه القلب حضرة الملكوت الأعلى، بعد معرفته بكمالات الملك الأدنى، وفطرته على الأجمل من لوازمه والأكمل من أموره، وبمواجهة القلب للملكوت الأعلى لا يحتاج إلى العقل، لأنه صار عقلا يعقل عن الملكوت، ويمد الخيال بصور الكمالات الملكوتية، وبديع الجمالات الروحانية، فتكون تلك الصور منطبعة في لوح الخيال أمام النفس المدركة التي قام بها الإنسان، فترى الإنسان يحاول أن يتجمل بتلك الفضائل والكمالات، ويتحلى بحلل تلك المعاني الجميلة، وتحصل المواجهة بين الصورة الملكوتية، وبين صورته الإنسانية، فيرى نفسه في حاجه إلى تكميله، وتتميم حقيقته بتلك الجمالات، ولذلك فإنك ترى أهل النفوس الزكية يرون أنفسهم دائما مسيئين لمواجهتهم للملكوت، وانتزاع الخيال لتلك الصور العلية الجميلة، التي تتعشقها النفس، فتشتاق أن تتشبه بها ويكون القلب في هذا الحال بالنسبة للأحكام الشرعية هو الحاكم حقيقة، لأن الأحكام الشرعية حدود الله، التي من تعداها أو داناها هلك أو كاد.
فإذا اقتضى الوقت حكما من أحكام الشريعة، وعرضه على قلبه فربما لا يطمئن القلب إليه، لأنه متحقق أنه الحد، ويجب أن يجعل له حيطة، خشية من أن يداني الحد، فيقع بين حكم المفتي وحكم قلبه، فيكون الترجيح لحكم القلب، لأنه إنما يطالب بالأكمل والأجمل والأحوط، ويكون تلقيه عن القلب، لأنه تلقى عن الحق، وعمله به عمل بالحكم الشرعي لمقامه ورتبته.
وتزكية النفس هو الجهاد الأكبر، لأن الإنسان مسكين بين جاذب ودافع، إن كان له قلب فقلبه يدفعه عن حظه وهواه العاجل إلى حظه وهواه الآجل، ونفسه الحيوانية وأعضاؤه العاملة وما في فطرته من الاحتياج، وما جبل عليه من الأمل تجذبه إلى ما يلائمه ويلذذه ويعظمه أمام الخلق إلى المنافسة وإلى التكاثر، وهي أمور محسوسات سريعة الإنتاج، تشغل القلب والجوارح، وكثيرا ما يكون السالك على المنهج القويم مخلصا في العزم، صادقا في القصد، مفطورا على الخير، فيناله من عمله وحاله إقبال الناس ومواساتهم بما يلائمه وما يسد الضرورة والكماليات فتبتهج نفسه، وتأنس