🌷 الدين المعاملة 🌷
خطبة الجمعة لفضيلة الشيخ/ فوزي محمد أبوزيد
*************************************************
🌻 الحمد لله رب العالمين، إختار لنا الإسلام ديناً، دينٌ يأمر بالعقيدة الحقّة، والعبادة الخالصة، والمعاملة الطيبة، والأخلاق الفاضلة التى نزلت لنا من عند رب العالمين .
🌹 وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، جميلٌ يحب الجمال، يحب الجمال فى المعاملات كما يحبه فى العبادات، ويحب الجمال فى الأخلاق الصالحات كما يحبه فى فعل الطيبات ..
🍁 سبحانه .. سبحانه، هو الكامل فى نعوته، العظيم فى صفاته، أنزل هذا القرآن الكريم يحمل نعوته وصفاته، واختار هذا الدين ليظهر جمالاته وكمالاته، فليس فوق الإسلام دين فى إظهار الفضل والمنة والنعمة من رب العالمين للخلائق أجمعين، وإذا ظهرعيبٌ فهو من بعض أتباع هذا الدين، إذا كانوا لأحكامه غير عاملين، وبالعمل بهديه مقصرين، وبأحكامه الرشيدة غير واعين، وبتعاليمه السمحة غير فاهمين، لكنه فى الحقيقة كما قال الله عزَّ وجلَّ : "إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ الله الاسْلامُ " ( آل عمران: 19)
🌺 وأشهد أن سيدنا محمداً عبدُ الله ورسوله، الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، الذى شهدت له جميع الخلائق بحسن المعاملة، وبشهادة المنعم الخلاق : " وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ " (القلم:4)
🌻 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد، الذى كان إذا قرأ ما أنزل إليه وأمامه كافرٌ إلا ويخضع لرحمته فيؤمن بالله، ولا يتعامل مع كافرٍ أو غليظ إلا وتلين قسوته وتزول جفوته، ويصبح إنساناً ذو قلب رحيم، يؤمن بالله العزيز العليم . صلوات ربى وسلامه على هذا النبيِّ، وعلى آله وأصحابه، وكل من اتبعهم بخير إلى يوم الدين .. (أما بعد)
فيا أيها الأخوة المؤمنون :
هناك مقولة نسمعها من الناس ومن أغلبهم، فيقول الرجل منهم : إنى أحافظ على الصلوات الخمس فى مواقيتهن، وأصوم شهر رمضان، وأخرج زكاة مالى، وقد حججت بيت الله الحرام، فماذا يريد الله منى بعد ذلك؟ ... فلقد أدّيت ما علىَّ!!!
سبحان الله إن هذه كلها يقول فيها الله : 🌴"مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ" (الجاثية:15).
إن لهذا الدين - بإختصار شديد، وحتى لا نطيل عليكم فيه - حقٌ أوجبه الله علىَّ لجميع خلق الله، حتى أُظهر لهم جمال دين الله، فيدخلون فى دين الله أفواجاً، وأنا وأنت كلنا مكلفين بهذه الحقوق .
أما الحق الذى علينا لله فهو: إخلاص العقيدة لله، وإحكام العبادات على وفق أحكام الشريعة المطهّرة لله، وهذا هو حق الله ... لكنك نسيت فى غمرة هذه الحياة أنك مكلّف من الله بأن تعين رسول الله على تبليغ دين الله إلى جميع خلق الله : 🌴"هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِالله شَهِيدًا " (الفتح:28)
فكيف يظهره ويبينه؟!!
هل يدخلون مساجدنا ليشاهدوا أعمالنا ، وأعمالنا - مثلما فى هذا المسجد وفى غيره - تتفاوت على قدر الخشوع بين يدى الله، فهى فى ظاهرها متساوية، فنحن نصلي الجمعة والجماعة معاً، ونركع ركوعاً واحداً، ونسجد سجوداً واحداً، ولكن ما بيننا وبين بعضنا فى الخشوع أحياناً يكون كما بين السماء والأرض ... لماذا ؟ ... لإختلاف درجة الخشوع، وإختلاف حالة الحضور بالقلب مع الله، وأهم ما فى الصلاة كما قال الله: 🌴"قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) " ( المؤمنون)
فالعبرة تكون بالخشوع، والخشوع لا يراه أحدٌ إلا الواحد الأحد الفرد الصمد عزَّ وجلَّ، وإن كنا نرى أثره عليه، فإن الذى يخشع فى الصلاة تشهد أثر ذلك فى معاملاته مع خلق الله، وذلك هو المحكّ الذى يظهر جمال دين الله!!
فإنهم يرون المرء يلبس الملابس البيضاء، ويربِّى اللحية ويعتنى بها - كما كان عليه سيد الأولين والآخرين - ويغلق باب حانوته قبل الصلاة، ويعلن للجميع أنه ذاهب لأداء الصلاة، فإذا حضروا معه الصلاة، وبعد الصلاة وجدوا فرقاً بينه وبين ما أمر به الله فى المعاملات!!
فيجدونه لا يتورَّع عن الغشِّ، ولا يتورَّع عن الخِداع فى الميزان والكيل، ولايتنزَّه عن الكذب، بل لا يحاسب نفسه عليه على أنه رذيلة كبيرة، وسيحاسبه الله عزَّ وجلَّ عليها يوم القيامة، وهذا ما دعى البشرية فى عالمنا الآن إلى زهد الإسلام ــ البعد عن الإسلام ــ لما يرونه من تعامل أهل الإسلام !! ... فيرون ما يزيد على الخَمْسِ ملايين يذهبون إلى البيت الحرام، لكن بعضهم لايتورَّع فى مطعمهم عن أكل الحرام!! ... فيتساءلون، بل ويتعجبون !
☀ أبهذا يأمر دين الإسلام ؟
☀ أم على هذا كان نبى الإسلام ؟
☀ أبهذا كان أصحاب النبى الكرام ؟
فمن حفظه الله عزَّ وجلَّ منهم وأراد الهداية يطالع سيرة السلف الصالح، فيعلم أن دعاة الإسلام ليس لهم من الإسلام إلا إسمه .. أما الإسلام فهو فى المعاملات، ومراقبة لله عزَّ وجلَّ فى الطرقات، وحفظ حدود الله فى الأسواق .
🍁 ولذا كان الرجل اليهودى يدخل أسواق المسلمين وهو مطمئنٌ تمام الإطمئنان أنه لن يأخذ سلعة مغشوشة، ولن يأخذ سلعة بأكثر من ثمنها، ولن يحصل على شيءٍ من وراء البائعين، أى من المحتكرين والباعة الذين يحتكرون السلعة لييرفعوا سعرها على المشترين، لأن تلك ليست من تعاليم هذا الدين .
🍁 وكانوا لا يحتاجون إلى مخابرات ولا شرطة، وإنما كان الرجل منهم يعلم - علم اليقين - أن الله يطلع عليه ويراه، وهو الذى سيحاسبه يوم الجزاء إن شاء الله، فيقول كما قال القائل :
إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل خلوت ولكن قل علىَّ رقيبُ
ولا تحسبنَّ الله يغفل ســــــاعةً ولا أن ما تخفى عليه يغيب
فنجد جميعاً جماعة المؤمنين: أننا مطالبون بأن نعلن للعالم أجمع - على أيدينا، وفى أسواقنا، وفى شوارعنا، ولجيراننا ولرفقائنا فى العمل، ولكل من حولنا - جمال هذا الدين، ولا يلوح لهم إلا فى المعاملات، ولذلك ورد في الأثر : 🌷( الدين المعاملة ) 🌷.
وقال عمر بن الخطاب رضى الله عنه وأرضاه لرجل - قد شهد لرجلٍ بالصلاح أمامه فى مجلس القضاء - قال له : هل عاملته ؟ قال : لا .. قال له : هل سافرت معه ؟ قال : لا .. قال له : هل أنت جاره الأدنى ؟ قال : لا .. قال له : هل تعلم مدخله ومخرجه ؟ قال : لا .. قال له : إنك لا تعرفه، وأظن أنك رأيته يركع ركعات ويسجد سجدات، فقلت أنه رجلٌ صالح ؟
🌷 فلا يظهر الإنسان إلا عند التعامل، فقد يكون متزيناً بملابس الملائكة الكرام، فيصوم النهار، ويقوم الليل، ويرقق صوته، ويخفضه ليتظاهر بالخشوع، لكنه لا يظهر إلا إذا لمعت أمامه الدولارات والجنيهات، فهنا تظهر حقيقة الإيمان فيه، فإذا خدع ناظريه، فإن الإيمان لم يستقر فى فؤاد، وقد دخل فى قول الله عزَّ وجلَّ: 🌴" يُخَادِعُونَ الله وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ " (البقرة:9)
🌻 فتظهر حقيقة الإيمان عند تعامله مع الجيران، وتظهر حقيقة الإيمان عند تعامله مع الأهل والأقارب وذوى الأرحام، فإذا مات الأب ظهر إيمان الأبناء، فإن تنازعوا وفرّقوا جمعهم من أجل شيء - سيتركوه جميعاً ويرحلون - ووصل الأمر بأن يتطاول بعضهم على بعض بالسباب والشتائم والقذف، بل ولا يتورَّع بعضهم عن الزور والبهتان فيؤجِّر المحامين ويشكو أخاه بما يعلم أنه منه برئ !! .. وإذا حدَّثته يقول : عليك بالزور حتى يأتيك الحق .. وهذا ليس طريق سيد الخلق صلوات الله وسلامه عليه .
ياحماة الإسلام .. يا مَن كلَّفكم الله بإظهار جمال هذا الدين!! ... وإسمعوا وعوا إلى هذه القصة التى حدثت فى باريس ــ وهى كما تعلمون بلد تكثر فيها أعمال الشياطين ــ جاء طفلٌ صغير فى جمع حاشد لعلماء المسلمين فى المركز الإسلامى ليعلن دخوله الإسلام، فأرادوا أن يُعلِمُوا وسائل الإعلام أن صغار الناس وهم الأطفال لايدخلون دين الإسلام تحت ضغط أو تهديد فقالوا له :
ياغلام من ولىّ أمرك ؟ فأشار إلى أنه بين صفوف الجالسين، فقالوا له : لن ندخلك فى الإسلام إلا إذا وافق ولى أمرك، فقامت أمه وقالت : أنا موافقة على دخوله فى الإسلام، بل أنا التى دفعته إلى الدخول فى الإسلام ووجهته إلى ذلك، وجئت له بتعاليم الإسلام ليدرسها .
فقالوا لها : هل انت مسلمة ؟ قالت : لا ، قالوا ولم تدفعين ابنك على الدخول فى الإسلام ؟
قالت : حتى يعاملنى عند كبر سنّى بالرحمة والشفقة كما يعامل أبناء جيرانى المسلمين آباءهم وأمهاتهم، ولايعاملنى بما يعامل به أهل الفرنجة آباءهم وأمهاتهم [رويت هذه الرواية فى صحيفة الوعى الإسلامى عدد شوَّال 1415 هجرية ] .
🌻 أمٌّ تدفع ابنها للدخول فى االإسلام ... لماذا ؟ لأنها رأت جمال المسلمين فى تعاونهم، فقد رأت التحابب والتوادد والتعاطف والشفقة، ورأت إحترام الصغير للكبير، وتوقير الابن للأب، فأحبَّت دخول ابنها فى هذا الدين !!
أخبرونى بالله عليكم .. لو نزلت هذه المرأة إلى مجتمعنا، ورأت ابناً يضرب أباه، وبنتاً تقذف أمها بأقبح السباب والشتائم ...ماذا كانت تقول؟!!
لو دخل رجلٌ درَس دين الإسلام أحد أسواقنا ورأى من أصناف البيع والشراء والخداع .. ماذا يقول؟!!! ...هل يقول هؤلاء مسلمون ؟ إنه لن يصدِّق - ولو أقسمت له بأغلظ الأ يْمان - فلن يصدِّق، لأن الإسلام هو دين المعاملة : 🌴"إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ الله أَكْبَرُ وَالله يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾ (العنكبوت:45)
قال صلى الله عليه وسلم : قال اللهُ: (ثلاثةٌ أنا خصمهم يومَ القيامةِ: رجلٌ أعطى بي ثم غدر، ورجلٌ باع حرًّا فأكل ثمنَه، ورجلٌ استأجرَ أجيرًا فاستوفى منهُ ولم يُعْطِه أجرَه) (البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه)
أوكما قال: ادعوا الله وانتم موقنون بالإجابة
الخطبة الثانية :
الحمد لله رب العالمين الذى ملأ صدورنا بالهُدى والنور واليقين، وجعلنا من عباده المسلمين.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يُقلب القلوب بأصبعين من أصابع حضرته ... اللهم يا مقلّب القلوب والأبصار ثبّت قلوبنا أجمعين على دينك، وإهدنا أجمعين إلى المنهج الذى أقمت عليه دينك، ووفقت لإتباعه رسولك، واجعلنا بك مؤيدين، ولشرعك مُسدّدين وبحبيبك صلّى الله عليه وسلّم متبعين ومتأسين أجمعين .
وأشهد أن سيدنا محمداً عبدُ الله ورسوله، أضاء الله عز وجلَّ قلبه بنوره، وأضاء ظاهره بالعمل بشرعه وبكتابه، فأصبح ظاهره نور وباطنه نور، فهدى الله بنور حبيبه قلوب أصفيائه وأحبابه فى كل زمان ومكان بما يُحبه حضرة الرحمن،
اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على سيدنا محمد، الرحمة المُهداة،والنعمة المُسداة، وآله وصحبه ومن والاه، وعلينا معهم أجمعين ... آمين يا رب العالمين . (أما بعد)
فيا أيها الأخوة المؤمنون:
قالوا : يا رسول الله، إن فلانة تقوم الليل وتصوم النهار، ولكنها تؤذى جيرانها،
فماذا قال فى شأنها؟
قال: ( لا خير فيها، هى فى النار ) ( رواه الحاكم واحمد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه)
مع صلاتها ومع قيامها، فلا خير فيها عند ربها، لأنها لم تصل إلى الغاية التى فرض الله من أجلها الصلاة!! ...
فأنت تقوم لله - وتسأله وأنت فى الصلاة وتكرر فى كل ركعة من ركعات الصلاة قوله عز وجلَّ : " اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ (7)" (الفاتحة) ... فتطلب منه أن يهديك إلى الصراط المستقيم، وهو طريق النبيين والمرسلين والصديقين والشهداء والصالحين، وخيار خلق الله فى كل وقتٍ وحين،
🌱 وهل من الصراط المستقيم أن تسرق ؟
🌱 وهل من الصراط المستقيم أن تغشّ فى بيعك وشرائك ؟
🌱 وهل من الصراط المستقيم أن تكذب ؟
🌱 وهل من الصراط المستقيم ان تخلف العهد وتخون الأمانة ؟
🌱 وهل من الصراط المستقيم أن تقذف البريء بالتهم، وتسيء له بين خلق الله، وتحرَّض الشرطة عليه لتنال منه ما تُشفى به غيظك ؟ مع أن غيظك هذا لنفسك وليس لله .
إذا كنا نفعل ذلك فإننا ننافق أنفسنا!!! ... وقد قال صلَّى الله عليه وسلَّم: (من علامات المنافق ثلاثة: إذا حدَّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان، وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم) ( رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه)
وفى روايات أخرى قال صلى الله عليه وسلم : (أربع من كنَّ فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا اؤتمن خان، وإذا حدَّث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر).
و هؤلاء من كانت فيه خصلة من هذه الخصال فقد نزل عند الله من درجة المؤمنين إلى منزلة المنافقين وهو لا يشعر!!
وأين هم المنافقون .. يارب؟
🌴" إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الاسْفَلِ مِنَ النَّارِ" (النساء:145)
لأنهم أعلنوا الإسلام وتظاهروا بأعمال أهل الإسلام، ولكنهم خالفوا فى المعاملات تعاليم الإسلام، فانتكس الإسلام على أيديهم، ورأى الناس الإسلام على غير حقيقته فى أسواقهم وفى معاملاتهم، وظنوا السوء بدين الله لما رأوا من أعمال هؤلاء المدعين الإيمان بالله عز وجلَّ .
فالمؤمن لا يكون مؤمناً حقاً إلا إذا خاف على دين الله، حتى يوفقه الله بالنطق بالشهادتين عند لقاء الله، وهذا مانسيناه!! فإن أعمال أهل النفاق هى: الكذب والخديعة والغشّ والغدر والخيانة، والتى تجعل الإنسان يسلبُ منه الإيمان عند موته .
ولذلك فإن رجلاً جاءته سكرة الموت فى زمن الإمام أبى حنيفة، فلقنوه الشهادتين فلم يستطع لسانه أن يتحرّك بهما ــ فذهبوا للإمام أبى حنيفة وسألوه، وأخذوه معهم إلي بيته ، فسأل الرجل عن سبب ذلك، فأشار الرجل إلى شيءٍ معلقّ فى السقف، فنظروا فوجدوا مكيالين، أحدهما كبير، والآخر صغير، وقد كان يكيل بالكبير إذا إشترى من الناس، ويكيل بالصغير إذا باع للناس ... فقال لمن حوله : "هذا الذى منعه من النطق بالشهادتين" .
إن هؤلاء وأمثالهم يقول فيهم الله : 🌴" وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3) أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6) " ( المطففين )
نسأل الله عز وجل أن يُصلح أحوالنا وأحوال إخواننا المسلمين، وان يوفقهم للعمل بأحكام هذا الدين، وأن يكرم المسلمين بتعاليم سيد الأولين والآخرين.
............. ثم الدعاء ............
***********************************************
وللمزيد من الخطب الدخول على موقع فضيلة الشيخ فوزي محمد ابوزيد