☀️☀️ معرفة النفس :-
==============
💐.. هذا السبيل أراد أن يعرفه الإمام الغزالى لأنه اطلع على كل العلوم التى كانت فى عصره لكنه بقى عنده أسئلة لا يجد عليها أجوبة ..
يريد أن يعرف الحقائق فكيف له أن يعرفها؟
- قالوا له: عليك بالصوفية، فالكتب ليس فيها منها شئ والعلماء ليس عندهم خبر.
❓ من الذين عندهم هذه العلوم؟
- قالوا: لا يوجد إلا الصوفية فاذهب إليهم وهم يعرفونك !!
💞 فذهب إلى الرجل الصوفى فقال له: أتريد أن تعرف هذه العلوم؟
- قال: بلى، قال له: اخلع عمامتك وثيابك - ثياب العلماء الجبة وغيرها - وتخرج من المدينة التى أنت مشهور ومعروف فيها وتطلب بدل الشهرة الخمول وتلبس ملابس سقاء وتحمل السقاء ( القربة ) وتطوف بها فى الأسواق تسقى الناس لوجه الله ولا تأخذ منهم أجراً ولا تطلب منهم شكراً على ذلك ولا تأكل إلا عندما تأتى عندى فأنا الذى أقدم لك الأكل وكل يوم تخرج إلى سوق من الأسواق بعدد أيام الأسبوع..
🤔 لماذا كل هذا ؟!!
>>> لأنه يريد أن يهذب النفس:
هذب النفس إن رمت الوصول ***** غير هذا عندنا علم الفضول
هذب النفس بتوحيد العلى ***** عن بيان الآى من فرد قئول
✨ فمكث الإمام الغزالى على هذا الحال سنتين حتى اتضعت نفسه وتواضعت لله وعرفت حقيقتها وعرفت قيمتها..
🌺 فمتى عرفت النفس حقيقتها وقيمتها اهتدت إلى خالقها وبارئها
{ من عرف نفسه فقد عرف ربه }
🌾 فبدأت بعد ذلك الفتوحات والهبات والإلهامات تتوالى علي الإمام الغزالى رضي الله عنه وأرضاه، ولذلك سجل مسيرته هذه فى كتاب سماه المنقذ من الضلال ، والعجب أنه بعدما وصل إلى هذا العلم كله وهذه الشهرة كلها قال إن هناك حقيقة أنقذتنى من الضلال، كأن كل شئ يحصله الإنسان أو يعمله المرء قبل معرفة نفسه يتبين له بعد معرفة نفسه أنه كان ضلال.
🌿 وليس الغزالى فقط يا إخوانى ..، فلو تتبعنا سِيَر الصالحين لوجدنا هذا نهجهم وسيظل إلى يوم الدين نهجهم هكذا ... لأنه لابد من تهذيب النفس حتى تعرف حقيقتها !! وتعرف فطرتها التي خلقها الله عز وجل منها !!
🍁 فتعرف أن بدايتها نطفة مذرة، ونهايتها جيفة قذرة ، وهى فيما بين ذلك تحمل العذرة ..
🌻 فمتى عرفت هذه الحقيقة ووقفت عندها عرفت حدودها فلا تطغى ولا تتجبر ولا تستكبر لأنها تعرف أن الحول والطول والقوة والإرادة والعلم كلها من الله وبتوفيق الله وبإمداد الله كما قال أصحاب رسول الله ﷺ :
اللهم لولا الله ما اهتدينا ****** ولا تصدقنا ولا صلينا
🌟 تعبيراً عن هذه الحقيقة، وكما قال الإمام أبو العزائم رضي الله عنه وأرضاه:-
علمت نفسى أنى كنت لا شئ ****** فصرت لا شئ فى نفسى وفى كلى
به تنزه صرت الآن موجوداً ***** به وجودى وإمدادى به حولى
ومن أنا عدم الله جملنى ****** فصرت صورته العليا بلا نيل
💗💗 فمعرفة النفس هي الطريق إلى القدس.
لذلك من الذي يحصل على تأشيرة دخول إلى حضرة ملك الملوك؟
>>> الذى يقدم شهادة إلى الحضرة المحمدية موقعة من رائد من رواد تزكية النفوس بأنه قد زكى نفسه وقد صارت نفساً زاكية، هذا هو الذى يفتح له الباب ويدخل في الرحاب ويصير من ذوى الألباب.
🌵أما لو مكث الإنسان ملايين السنين ولم يطهر نفسه ولم يخرج من وهدته ولم يتحول عن طريقته ومتمسك بعاداته مثل معظمنا، هكذا لا يريد أن يغير عاداته ولا يغير طباعه ولا يغير سلوكه ويريد في نفس الوقت أن ينال ما ناله المقربون.
كيف يكون هذا؟ وهل هذا يصح؟
🌼 فلا يدخل أحد هذه الحضرة إلا إذا كان مرتدياً حلة رسول الله ﷺ ، أما من هو واقف عند حسه مشغول بشهوات نفسه فلا يتمكن من دخولها أبداً، فقد قيل فى ذلك:
{ مكتوب على حضرة القدوس لا يدخلها أرباب النفوس }
💝 وحلة رسول الله هذه ما صفتها؟
( التواضع والمسكنة والذل والانكسار والافتقار إلى الواحد القهار )
💓 فالذى يلبس هذه الحلة يسمح له بالدخول،،، لكن الذى يتمسك بصفات نفسه فيرى نفسه أنه رجل كريم وأنه رجل عزيز وأنه رجل منيع وأن له صولجان وله سلطان نقول لهذا ولأمثاله: -
ماذا تريد من الله؟
أنت معجب بنفسك، ومدل بعملك على ربك، فكيف يتم وصلك؟
🌷🌷 فمعرفة النفس هى المعراج إلى حضرة القدوس وهى التي من أجلها نصحب العارفين ونسير فى ركب الأولياء والمتقين...
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
⭐️ أنوار القين من كتاب طريق الصديقين ⭐️
🌳 لفضيلة الشيخ / فوزي محمد أبوزيد 🌳