آخر الأخبار
موضوعات

الثلاثاء، 22 يناير 2019

بناء الوعي وأثرة في مواجهة التحديات خطبة الجمعة لفضيلة الشيخ فوزي محمد ابوزيد

عدد المشاهدات:
بناء الوعي وأثرة في مواجهة التحديات
خطبة الجمعة لفضيلة الشيخ فوزي محمد ابوزيد
************************************************
الحمد لله رب العالمين أكرمنا بواسع نعماه وخصنا بفضله وجدواه وعطاياه، وتفضل علينا بجوده وكرمه وخير نعمة خصّ بها عباد الله ألا وهى نعمة الإيمان بالله .
وأشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له علىّ فى كبريائه وجبروته، عظيمٌ فى صفاته ونعوته لا يبلغ كنه ذاته أحدٌ لأنه وصف ذاته بنفسه فقال :
" قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ (1) الله الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4) " ( الإخلاص ) .
وأشهد ان سيدنا محمداً عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وخليله، إختاره الله عز وجلّ لرسالته، وألهمه شريعته وأنزل عليه خير كتاب وجعله في الدنيا سبب هدايته وفى الآخرة سرّ رحمته، وأعطاه فوق ذلك كله لواء حمده وشفاعته

اللهم صلى وسلم وبارك على حبيبك المحبوب الذى شرّفت به الوجود، وأنرت به القلوب، وجعلت أمّته خير أمة أخرجت فى الوجود، وخصصتهم فى كتابك بأنهم الركّع السجود
سيدنا محمد وآله وصحبه والناهجين على شرعه وكل أتباعه إلى يوم الدين وعلينا معهم أجمعين آمين .. آمين يا رب العالمين
أيها الإخوة جماعة المؤمنين :
لقد بعث  الله  رسوله صلى الله عليه وسلمّ والعرب أمة همجية يأكل القوى منهم الضعيف، ويحيف الغنى منهم على الفقير وينصر الأخ أخاه ولو كان ظالماً على الآخر ولو كان مظلوماً، ولا يُقام بينهم لمظلوم قضية ولا يُحكم بينهم فى القضايا بالعدل والسوية ..
وفى لحظة بُعث خير الأنام سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم السلام، إسمع إليه صلى الله عليه وسلمّ فى هذا الحوار وهو يحاور رجلاً حديث عهدٍ بالإيمان وقد كان ملكاً من الملوك، واسمه عَدّى بن حاتم الطائى، قال: بينا أنا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أتاه رجل فشكا إليه الفاقة ثم أتاه آخر فشكا إليه قطع السبيل فقال يا عدي هل رأيت الحيرة قلت لم أرها وقد أنبئت عنها قال فإن طالت بك حياة لترين الظعينة  ( المرأة ) ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف أحدا إلا الله ... (البخاري من حديث عدي بن حاتم)
قال عَدّى رضى الله عنه وكان ذلك فى زمن عمر بن الخطاب رضى الله عنه، قال : لقد عشت حتى رأيت الظعينة تخرج من بلاد اليمن ومن بلاد الشام ومن بلاد العراق وتمشى بمفردها لا تجد فى الطريق على طوله أحدٌ يُروّعها أو يعتدى عليها
إذا الإيمان ضاع فلا أمان    ولا دنيا لمن لم يحى دينا 
      
كيف وصل النبى صلى الله عليه وسلمّ بصحبه الكرام ومجتمع المسلمين إلى هذه الحالة ؟
حالة الإيمان والإطمئنان التام على النفس وعلى العرض وعلى المال وعلى الزوجة وعلى الولد وعلى كل أحد،
لا يُروّع الإنسان أحدٌ ولا يروّعه أحد والكل فى رحاب الإسلام فى أمان يحرسهم الله ويحكم بينهم القاضى بشرع الله والحوافظ هى جوارحهم وأعضاؤهم التى امتثلت لطاعة الله وامتنعت عن عصيان الله جلّ فى عُلاه .
وصل إلى ذلك النبى صلى الله عليه وسلمّ بأسباب كثيرة نكتفى منها اليوم بسبب واحد حتى لا نطيل عليكم :
وجد النبى صلى الله عليه وسلمّ العرب يفترقون إلى قبائل شتى وبينهم عصبيات قبلية وكل قبيلة تتعصب لمن تنتسب إليها وتفاخر غيرها بما لديها، وكانت هذه العصبية شديدة جداً لأنهم كانوا فى جاهلية قبل ان تشرق عليهم أنوار آيات الله جليّة .
فأول مابدأ به صلى الله عليه وسلمّ قال :
(ليس منا من دعا إلى عصبية وليس منا من قاتل على عصبية وليس منا من مات على عصبية) (سنن ابى داود عن جبير بن مطعم)
أبطل العصبيات القبلية واعلن على الملأ أن الكل، كل الخلق فى جميع البقاع والأسقاع كما قال فى حديثه المبارك :
( كلكم لآدم وآدم من تراب ) ( رواه مسلم من حديث خطبة الوداع) 
كل الذين على هذه البسيطة شرقاً وغرباً شمالاً وجنوباً تناسلوا من إثنين آدم وحواء، فالكل فى نهاية النسب وفى أعلى ذُرَى شجرة الحسب ينتسب إلى آدم وينتسب إلى حواء، فنحن إذن جميعاً أخوة فى الآدمية بيننا أخوة إنسانية لجميع البرية كما بيّن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلمّ .
ثم أبطل بين أصحابه العصبيات القبلية وأعلن عن تكوين قبيلة واحدة، عائلة جامعة واحدة، أسرة واحدة هى أسرة المؤمنين وهى أسرة المسلمين التى يقول فيها لنا الله عزوجلّ أجمعين :
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ( الحجرات:10 )
كل فرد قال : لا إله إلا الله محمدٌ رسول الله فهذا أخٌ لى ولك، وله علىّ حقوق ولى عليه واجبات وانت كذلك وكل رجلٍ منا كذلك فلو قمنا بحقوق هذه الأخوة الإيمانية كنا جميعاً أسرة واحدة وإن وصل تعدادها إلى مليارات، لأننا جميعا مؤمنون، فربنا واحد وديننا واحد وكتابنا واحد ونبينا واحد وعقيدتنا واحدة وعباداتنا واحدة ومعاملاتنا واحدة كلها من كتاب الله أو من سنة حبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلمّ،
واكّد النبى صلى الله عليه وسلمّ هذا الأمر فى حوادث عِدّة لا تُعدّ ولا تُحد فقد ورد في الأثر:
( أدخل الإسلام بلالاً فى نسبى وأخرج الكفر أبا لهبٍ من نسبى ) فلا نسب إلا نسب الإيمان، وبلال مع انه من الحبشة إلا إنه أصبح من امة النبى العدنان من قبيلة التوحيد للحنان المنان عزوجلّ،
وقال صلى الله عليه وسلم  عن سلمان الفارسى : ( سلمان منا أهل البيت ) (رواه الحاكم في المستدرك  والطبراني  من طريق كثير بن عبد الله المزني ، عن أبيه ، عن جده)
ولذلك حار بعض العرب فقالوا : يا سلمان من أبوك ؟ فقال رضى الله عنه أبى الإسلام :
أبى الإسلام لا أب لى سواه    إذا افتخروا بقيسٍ أو تميما                       
ابُوّتى هى الإسلام وجعل الله لنا أمة المسلمين من عصر النبى إلى يوم الدين أمهات نشترك فيهن أجمعين :
"النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ"  ( الأحزاب:6 ) كلنا نشترك فى هذه الأمهات وازواج حضرة النبى أمهات لنا اجمعين والنبي صلى الله عليه وسلمّ كما ورد فى الرواية القرآنية التى فوق العشر :
"النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وهُوَ أبُوهُم وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ " فالنبى أبٌ لنا أجمعين ونحن بيننا رابط الأخوة الإيمانية، والعصب الذى بيننا هو عصب الإيمان وهو العصب الذى يُحبّذه ويدعو إليه الرحمن عزوجلّ،
والفصيلة التي ننتمى إليها هى فصيلة التوحيد لحضرة الرحمن، فكلنا موحدون ونقول فى كل وقتٍ وحين  لا إله إلا الله محمدٌ رسول الله وأمر النبى صلى الله عليه وسلمّ أن يلتزم أهل هذه العائلة الإيمانية بقول اللسان، ولا يتحدثون ولا يُنقبون ولا يُفتشون عما فى القلب والجنان، فقال فى حديثه الواضح :
(إني لم أومر أن أنقب عن قلوب الناس) (فى البخاري عن ابي سعيد رضي الله عنه)
إياك ان تُعرّض برجلٍ ينطق بالشهادتين وتغمّزه فى دينه، أو تلمزه فى عقيدته لأن هذا أمرٌ قال فيه الله :
" إِنِ الْحُكْمُ إِلا لله " ( الأنعام:57 )
هذا أمرٌ خاصٌ بالله جلّ فى عُلاه .
قال أسامة بن زيد رضى الله عنهما : بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية فصبحنا الحرقات من جهينة فأدركت رجلا فقال
لا إله إلا الله فطعنته فوقع في نفسي من ذلك فذكرته للنبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أقال لا إله إلا الله وقتلته قال قلت يا رسول الله إنما قالها خوفا من السلاح قال أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا فما زال يكررها علي حتى تمنيت أني أسلمت يومئذ (رواه مسلم )
بيننا وبين الخلق شهادة الحق والقلوب يعلم ما فيها علام الغيوب عزوجلّ، امرنا الله أن نشهد للرجل بالإيمان إذا رأيناه يصلى الفرائض الخمسة فى بيت الرحمن وقال فى ذلك النبى العدنان صلى الله عليه وسلمّ : ( إذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد فاشهدوا له بالإيمان ) (واه الترمذي  وأحمد في مسنده عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه)
لأن لنا الظاهر والله يتولى السرائر .
لو حافظنا على على هذه الأخوة الإيمانية وقمنا بالحقوق والواجبات علينا نحو إخواننا فى الدين، لصارت كل بلدة من بلاد المسلمين عائلة واحدة يقول فيها صلى الله عليه وسلمّ :
( ترى المؤمنين ــ لم يقل فى صلاتهم ولا فى صيامهم لا فى قراءة كتاب ربهم لأن تلكم أعمال صالحة يقول فيها الله : " مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ " (الجاثية:15)
أنت تقوم الليل كله وتصوم الدهر كله وتقرأ القرآن كل يوم مرة، كل هذا لمن ؟ لا ينبغى أن تُـدّلّ على اخيك به، ولا أن تفتخر على غيرك انك تفعله، لأن الله عزوجلّ إن كنت تريد وجهه يريد الإخلاص منك فى هذه العبادات واول شرط الإخلاص هو أن تطهر من الرياء، والرياء هو حب الظهور بين الخلق وطلب السُمعة بين الناس .
أما الذى يُوّثق عُرى الإيمان فقال فيه النبى العدنان :
( ترى المؤمنين فى توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، كمثل الجسد الواحد إذا إشتكى عُضوٌ منه تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمّى )(رواه مسلم عن النعمان بن بشير رضي الله عنه)
وفى رواية أخرى :
( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الْمُسْلِمُونَ كَرَجُلٍ وَاحِدٍ إِنِ اشْتَكَى عَيْنُهُ اشْتَكَى كُلُّهُ ، وَإِنِ اشْتَكَى رَأْسُهُ اشْتَكَى كُلُّهُ )(روام مسلم عن النعمان بن بشير رضي الله عنه)
او كما قال :
التائب حبيب الرحمن والتائب من الذنب كمن لا ذنب له
أدعوا الله وانتم موقنون بالإجابة ..
الخطبة الثانية :
الحمد لله رب العالمين الذى اكرمنا بهداه وجعل فى قلوبنا نوراً نبغى به العمل الصالح الموفق لرضاه،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، لا رب لنا غيره ولا إله لنا سواه .
وأشهد ان سيدنا محمداً عبد الله ورسوله خير نبى أرسله بخير كتاب وبخير دين ولخير أمة أخرجت للناس
اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله الرحماء وعلى أصحابه الأتقياء وعلى كل من مشى على هديه وعمل بشرعه إلى يوم العرض والجزاء، وعلينا معهم أجمعين
آمين .. آمين يا رب العالمين ..
أيها الأخوة جماعة المؤمنين :
جعل النبى صلى الله عليه وسلمّ لكل مؤمن حقاً علينا،
هذه الحقوق بها صرنا جميعاً كأننا رجلٌ واحد،
منها : ان تُسلمّ عليه إذا لقيته، ولذلك قال الحبيب صلى الله عليه وسلم  حينما سَألَه صلى الله عليه وسلم رجل
(أيُّ الإسْلامِ خَيْرٌ؟ قال: «تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأ السَّلامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ
لا ينبغى أن تسلمّ فى هذه المدينة على من تعرف فقط بل تُسلمّ على كل من تقابله فى الطريق، حتى كان النبى صلى الله عليه وسلمّ يُسلمّ فى طريقه على الصغار ويجعل ذلك علامة على انشراح الصدر للإسلام، أين نحن الآن من سنة خير الأنام صلى الله عليه وسلمّ
إذا دخل المسجد يُسلمّ،
وإذا خرج من المسجد يّسلمّ،
إذا دخل بيته يُسلمّ،
وإذا خرج من بيته يُسلمّ ويتعارف .
إذا كنا فى مكان واحد كهذا المكان ونجتمع فيه للصلاة لا ينبغى ان نصلى فى هذا المكان سنين ولا يعرف بعضنا بعضاً، لأن النبى صلى الله عليه وسلمّ قال :
(إذا آخى الرجل الرجل فليسأله عن اسمه واسم أبيه وممن هو فإنه أوصل للمودة)  ( الترمذي عن يزيد بن نعامة الضبي)
وامرنا أن نصافح بعضنا لأن ذلك زيادة فى التعارف والألفة، تمدّ يدك لأخيك عرفته أو لم تعرفه، لأن كل من فى هذا المكان مسلمين ولهم حقوق علينا أوجبها رب العالمين عزوجلّ، فإذا صافحته ماذا لك عند الله ؟ يقول صلى الله عليه وسلمّ :
ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يفترقا) (رواه الترمذي عن البراء بن عازب رضي الله عنه) 
إذا كلمته كلمة طيبة فالكلمة الطيبة صدقة، إذا نظرت إليه وتبسمت فى وجهه، فتبسمك فى وجه أخيك صدقة، إذا غاب عن هذا المكان تسأل عنه لأن له حقوق عليك، تُسلمّ عليه إذا لقيته وتعوده إذا مرض وتُشيّعه إذا مات، وتعينه إذا إحتاج، وتُهنئه إذا فرح، وتُعزّيه إذا أصيب بمصاب .
تلكُمُ الأعمال هى التى تُقوّى الروابط بين المؤمنين، فيصيرون كانهم رجلٌ واحد وعائلة واحدة فى أىّ زمان ومكان، زوجته أختٌ لى وإبنته بنتاً لى أحميها وأصونها كما أمر الرحمن .
فإذا كنا كذلك فمن الذى يستطيع أن يخترق صفوفنا ؟
وان يُروّع أحدنا أو جمعنا أو يُثير الفتنة فيما بيننا ؟
هذا لايكون أبداً لأننا أمة المؤمنين نعمل بقول النبى الأمين صلى الله عليه وسلمّ  إذا أخطا واحدٌ منا امرنا النبى صلى الله عليه وسلمّ أن نصلح خطأه بالحكمة والموعظة الحسنة، انصحه فيما بينى وبينه، ولا انصحه على الملأ لأن النصيحة على الملأ فضيحة، وإذا نصحته لا اتحدث فى عرضه مع الآخرين واشنّع عليه بين المسلمين، فتلك الأمور هى التى تُشحن الصدور، وتؤجج القلوب، وتجعل العداوة بين الأخوة المؤمنين .
ولذلك نهى النبى عن الغيبة والنميمة والتعدّى بالقول والفعل على أىّ رجلٍ من المسلمين فقال فى الحصانة الإلهية التى اعطاها الله لكل مسلم :
" كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ "  (رواه بن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه)
هذه الحصانة من الله، والتى وضّح حدودها ومواصفاتها إمامنا وحبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلمّ،
واعلم يا أخى علم اليقين أن الذى يُقصّر فى حقوق الأخوّة يحاسبه على ذلك يوم العرض والجزاء رب العالمين عزوجلّ .
إسمع إليه فى الحديث القدسى وهو يصف الحساب فيقول عندما تقف أمامه يوم القيامة:
يا ابن آدم مرضت فلم تعدني قال يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين قال أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني قال يا رب وكيف أطعمك وأنت رب العالمين قال أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي يا ابن آدم استسقيتك فلم تسقني قال يا رب كيف أسقيك وأنت رب العالمين قال استسقاك عبدي فلان فلم تسقه أما إنك لو سقيته وجدت ذلك عندي (رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه)
ماهى الحدود التى أزور فيها المرضى ؟
حدّها حضرة النبى فقال صلى الله عليه وسلم :
( إمشى ميلاً وزُر مريضاً ) رواه بن عدي عن أبي أمامة رضي الله عنه) والميل هو إثنين كيلومتراً إلا ربعاً من كل الجهات، أي أن أيّ مريض فى هذه الجهات زاد مرضه عن الثلاثة أيام عليك ان تزوره وإلا سيحاسبك على ذلك المولى عزوجلّ امام الأنام يوم الزحام .
إذا قمنا بحقوق الأخوة فيما بيننا كنا رجلاً واحداً واوّل الحقوق هى قوله صلى الله عليه وسلمّ :
( انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، فقالوا : يا رسول ننصره مظلوماً فكيف ننصره ظالماً ؟ قال : تمنعه من الظلم فذلك نصرك إياه )( البخاري عن أنس رضي الله عنه) لو قمنا بهذا الحديث لكان مجتمعنا كله فى أمان، لو حذفنا من قاموسنا كلمة [ ليس لي شأن ] عندما يرى الإنسان رجلاً قوياً يضرب طفلاً صغيراً يقول : ليس لي شأن!!
تلك القضية ينتصر له فيها رب البرية يوم الدين، عندما يرى شاباً سفيهاً يحاول ان يعتدى على فتاة مؤمنة ويغُض طرفه ويقول : أنا مالى !!
هذا هو الذى اوصلنا إلى مانحن فيه الآن، رأيناا سلفنا الصالح، كان لا يجرؤ واحدٌ أن يفطر فى رمضان لكثرة اللائمين الذين يردّون عليه ويمنعونه من الجهر بالفطر ولا يستطيع شاب ان يعاكس فتاة لكثرة اللائمين، لأننا جميعاً أسرة واحدة متعاونين متعاضدين نسعى جميعاً لمصلحة الجميع يقول فينا الله :
" مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ " ( الفتح:29 )
             ....... ثم الدعاء
************************************
وللمزيد من الخطب الدخول على موقع فضيلة الشيخ فوزي محمد ابوزيد
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:




شارك فى نشر الخير