آخر الأخبار
موضوعات

الأحد، 13 يناير 2019

لماذا قال سيدنا يوسف عليه السلام ( السجن أحب إلىّ )

عدد المشاهدات:

السؤال : لماذا قال سيدنا يوسف عليه السلام ( السجن أحب إلىّ )
وما معنى قول الشيخ عبد السلام بن مشيش قدس الله سره ( وانشلنى من أوحال التوحيد وأغرقنى فى عين بحر الوحده )

الجواب: السجن فى اللغه هو الحبس ، فتقول العرب سجن فلان الهم بداخله : أى أحبسه بداخله وأخفاه ولم يظهره ، ويقال : سجن الدير: أى الحبس الدائم فى حياة الرهبنه ،
اعلم أيدك الله بروح منه ولا أخلاك فى وقت عنه : أن أخوة يوسف لما جاؤا به إلى حافة البئر وأمسكوا به وضربوا على يديه كى يقع داخل البئر سقط منهم فى قاع البئر وتلقاه الأمين جبريل عليه السلام وعرفه بأمر نبوته وأنه فى عناية الله الخاصه
وظل يوسف ثلاثة أيام فى قاع البئر وحيدا وهذه الفترة كانت هى الرحلة الأولى له فى التفرد بالذات الإلهيه أى ( مقام الوحده ) مقام ( أنت وربك ) ولاشئ آخر
فهنا استشعر سيدنا يوسف عليه السلام لذة القرب الإلهى والتفرد بالذات فدخل بكليته إلى مقام ( عين الوحده ) أى لا ترى إلا الواحد سبحانه وتعالى فلا سموات ولا أراضين ولا بشر ولا شجر ولا حجر ولا كدر ولا سحاب ولا مطر ولاجن ولا شياطين ، ثم تمركزت هذه الرحلة الهامة فى ذهن وقلب وروح الصديق يوسف عليه السلام ، ولما وصل إلى قضيته المعروفه مع زليخة إمرأة العزيز وعاين يوسف بنفسه مكر البشر الذين يعكرون صفو العابد المطيع تكلم وقال ( رب السجن أحب إلىّ ) أى أحبسنى فى مقام الوحدة الذى كنت فيه مسبقا حيث انفرادى بذاتك وشهودى لكمالاتك فهذا أحب إلى قلبى مما سواه ، وهنا ظن الناس أنه يفضل السجن على الحريه ولكنهم لم يتفطنوا إلى أن سجنه هو تمام حريته لأنه منفرد بربه عزوجل مستغرق بالكليه فى حضرة ذاته  ولذلك قال بعض الصوفيه ( الحريه أعلى مقامات القرب)
وأما قول شيخ شيوخنا القطب عبد السلام بن مشيش أو( بشيش) فى صلاته المعروفه عند القوم بالصلاة المشيشيه ( وانشلنى من أوحال التوحيد وأغرقنى فى عين بحر الوحده) فالأوحال هى نوعين :
الأول: هى التشبيه والتمثيل والتجسيم والتعطيل وغيرها من الأمور التى وقعت فيها بعض الفرق الإسلاميه التى خالفت عقائد أهل السنه والجماعه
الثانى: هى التكدرات البشريه التى يصدرها الناس للعابد المطيع لله أثناء سيره إلى الله من فتن واختبارت تجعله يشك فى نفسه هل صح توحيده أم لا ؟
وقوله( واغرقنى فى عين بحر الوحده) أى أغمس ذاتى بالكليه فى بحر ذاتك المقدسه التى لا يحيط بها شئ واجعلنى خارج عن الإحساس والإدراك لسائر الموجودات وأكد الشيخ بن بشيش على هذا الأمر فقال( حتى لا أرى ولا أسمع ولا أجد ولا أحس إلا بها ) أى بذاتك فقط  فتلك هى الفناء المطلق فى الله والبقاء به

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:




شارك فى نشر الخير