آخر الأخبار
موضوعات

الأربعاء، 23 نوفمبر 2016

- الولى المجذوب . والولى المرشد

عدد المشاهدات:
أهل الجذب صنفان
 1- ولى لله .            2- ولى مرشد
{مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا}
1- ولى لله وهو  المجذبوب  الذي أفناه الحب عن سوى المحبوب، وبلغت بهم الرياضية والتزكية مبلغاً جعلهم روحانيين، حتى صاروا بحيث يعملون أعمالاً لا تقبلها العقول، كترك الأكل زمناً، وكبغض الدنيا وما فيها، وكتحمل الحر والبرد، وكالفرار إلى الصحاري وغير ذلك، فسلموا لهم الناس  معتقدون أنهم مرشدون، وتركوا أهل العلم بالله والمعرفة، وهؤلاء المنجذبون بكليتهم إلى الجناب العالي، ليسوا أئمة للمتقين، ولا هداة للمسلمين، ولكنهم مُنحوا الحب والوجد والمعرفة لأنفسهم خاصة، وهم أبدال الأنبياء وليسوا أبدالاً للرسل، وقد قال في شأنهم سيدي محي الدين بن عربي  :
لا تقتدي بمن زالت شريعته              ولو جاء بالأنبا عن الله
 ((وإن كثير من السالكين يميلون إلى الذين اختطفتهم العناية فيقلدونهم فيضلون، وليس المجذوب إماماً للمتقين، وإنما هو رجل اختطفته العناية من الأزل، ومن اقتدى بالمجذوب في سيره لم ينتفع بحال من الأحوال)).
ثم يوجه إلى كيفية معاملتهم فيقول في كتابه: ((مذكرة المرشدين)) ص 64 :
((وإني ليسرني أن المسلم يعامل هؤلاء معاملة الأطفال الرضع، فيرحمهم، ويشفق عليهم إكراماً لله ورسوله، ولا يقتدى بهم، فإن اقتداءه بهم، يصير به هالكاً، لأن لهم مواجيد ومشاهد ملكوتية، ومكاشفات عن حضرة العزة والجبروت، بها سكروا، وإليها جُذبوا، وفيها فنوا، وعن سواها غابوا، فمن اقتدى بهم وقلّدهم - مع ما هو فيه من طمس البصيرة، وفساد السريرة، والحجاب عن مشاهد القدس - فقد هلك وأهلك غيره)).
2- ولى مرشد  هو الرجل العالم العامل الذى وهبه الله عز وجل النور الكاشف للظلومات والشبهات ومنحه الفقه فى دين الله وتأويل المتشابهات وفك رموز الخفيات من آيات القراءن وحديث رسول الله وهو الفرد الذى تتنزل عليه الفيوضات من العلوم الوهبيه زياده على ما حصله من العلوم الكسبية والاجتهادية وهو العبد الذى اتاه الله رحمه فى قلبه بعباد الله حتي قام يبزل كل ما لديه بإخراج الناس من الظلومات الى النور ويبين لهم معاني الدين الحنيف يجدد أثار السنه المطهرة ويعيد الى الاذهان ما خفي من هدي الائمه ومن درس من آداب وأحول وسلوك السلف الصالح رضى الله عنهم وللمرشد صفات كثيره يتعرف بها عليه اشار اليها الله عز وجل فى قوله ( فوجد عبد من عبادنا اتيناه رحمه من عندنا وعلمناه من لدنا علما ) فهو رجل يبين للناس كلام الله عزوجل وحديث رسول الله بما يناسب عقولهم مع الرحمة بهم بالحكمة الرشيدة  والبصيرة النافذة قول سبحانه ( قل هذه سبيلي ادعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني ) بلغ به الكمال إتباعه لسيدنا رسول الله مقاما لايقدر ان يلتفت عن رسول الله طرفه عين ولا اقل ولا ان يخالفه فى اى شىء مهما كان صغيرا علمه الله علما من لدنه سبحانه وتعالى وهذا العلم ينفع الله به الناس فى زمانه وانه علم قريب العهد بالله قد أكرم به من حضره الله عز وجل وهذا العلم يقوم به الحجة على المعاندين والمجادلين وتتضح به الطريقة والمحجه للمؤمنين والمسترشدين ورث عن رسول الله علوم الشريعة وعلوم الطريقة وعلوم الحقيقة جعله الله خبيرا بمعاني تجليات الحق تبارك وتعالى وعليما بأسراره القدسية وجعله الله حفيظا على هذه الاسرار فلا يبيح منها شيئا الا لأهلها بقدر طاقاتهم وحسب حاجاتهم قال تعالى ( الرحمن فاسأل به خبيرا ) قائما لله بالحق لا يتزحزح عنه وان خالفه الناس أجمعين قلبه مع الله ورسوله وان كان جسمه مشغولا بالإعمال الكونية أو بهداية الناس إلى الله فهو مع الحق بسره ومع الخلق بجسمه رجلا أذل نفسه للمؤمنين والمؤمنات واعزها على أهل الكفر أجمعين هذا الرجل هو بغيه كل مؤمن ومقصد كل محسن وأمل كل فرد من أهل الصفاء والإخلاص وان الكل يبحث عنه ويسعي فى طلبه

    اخلاقه

أما الأخلاق فهي أخلاق الله عز وجل وأخلاق الرسول الأعظم ان يكون حكيما رحيما على النفوس معتقدا عند الناس مشهودا بأتباع السنة والعمل يهما متباعدا عما ينفر القلوب من كل الأعمال والأحول والأخلاق وان يكون متمكنا من أصول التوحيد طبيبا حاذقا بأمراض النفوس خبيرا بمداراه الناس فاهما منزله كل إنسان له معرفه بسيمات الناس التي تدل على خفى طباعهم وغرائزهم ومكنون أخلاقهم يؤلف الناس ويتحمل أذاهم حتي يألفوه ويرغبهم فى الأخلاق الكريمة يجاهد نفسه ليعمل أولا بعلمه ثم يدعوا الناس إلى ذلك لا يفرق بين الناس بسبب الفقر أو الغني أو الجاه أو النسب فى الإقبال عليهم والبشاشة لهم لا يستحي إذا كان لا يعلم ان يقول لا أعلم لا يستحي ان يطلب العلم من من فوقه دون التعصب لشيخه بذل ما فى اليد للناس تأليفا لهم وعدم التطلع إلي مافى أيديهم ترك الجدال مره واحده إلا ما كان لبيان حكمه من الإحكام الشرعية مختلفا فيه ويكون بالتي هي أحسن الصبر على جفوه من يدعوهم والإحسان إلى المسيء وصله القاطع وتأليف النافع تباعد بالكلية عن تنفير الخلق أو نيه السوء أو قصد الشر أو التكلم بما لا يليق من قبيح الكلام فى غيبه الناس أو في مواجهتهم والتباعد عن سماع الشر فى حق الناس والمسارعة الى فعل الواجبات والفضائل والمكرمات والشفقة والاجتهاد فى دفع المصائب وتخفيف الآلام والغضب لله والرضي لله والحب فى الله والبغض لله دعوه الخلق على قدر عقولهم مداراه الناس والتحصين بحصون الشريعة

علومه ومعارفه ...



لابد للشيخ ان يكون عارفا بالعلوم التي يحتاج إليها الناس ويزوق أسرار الأحوال والمقامات ومن علومه علم الآيات ويقصد بها العلامات الدالة على قدره الله عز وجل فى الكون وفى الإنسان وهي المشار إليها إلى قول الله عز وجل ( سنريهم آياتنا فى الأفاق وفى أنفسهم حتي يتبين لهم انه الحق ) وفى ذلك يقول سيدنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ( تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما فى السماء طائر يطير بجناحيه الا ذكر لنا عنه علما ..

1- علم تذكيه النفوس وهو العلم الذي تصفو به النفس من شوائب الرياء وعلائق الحق وأضرار الحسد وبواعث الحظ والهوى حتي تنال مقام الإخلاص ولا تحقق العبادة الغاية منها الا بعد تزكيه النفوس وتصفيتها لقول الله عز وجل ( قد افلح من تزكي و ذكر اسم ربه فصلى ) وهذا هو الطور الهام الذى جاهد فيه رسول الله الأصحاب حتى فطرت على الصفاء والوفاء وذلك لمده اثنا عشر سنه حتي تأهلت النفوس لعباده حضره الله فبدأ نزول العبادات بالصلاة وغيرها ...



2- علم الكتاب وهو علم الأحكام الشرعية فى العبادات والمعاملات والأخلاق والأسر والمجتمعات والسلم والحرب وهو ما يسمي الآن بعلم الفقه



3- علم الحكمه وهول العلم الذى يهبه الله عز وجل للإنسان فيكون حكيما فى تصرفاته بليغا فى أحواله وهيئاته مسددا فى أقواله وتحركاته حتي يكاد الناس غير الحاسدين الحاقدين لا يرون فيه عيبا فى أحواله وأفعاله هذا نتيجه التوفيق فقد اخبر الله عز وجل إن صاحب الحكمة قد أعطاه الله البر والفضل الكبير فى قوله تعالى يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤتي الحكمة فقد أؤتي خيرا كثيرا ..



4- العلم الوهبى وهو ما ينتج عن الإخلاص فى تنفيذ الأعمال والصدق فى المتابعة لسيدنا رسول الله حيث يفاض على صاحب هذا القلب علوم وهببيه وأسرار من باب قول الله عز وجل (واتقوا الله وليعلمكم الله) قول الرسول عليه الصلاة والسلام ( من عمل بما علم ورثه الله بما لايكن يعلم ) وهذا العلم حقائق صادقه فى صدور العارفين فينقلوها الى خاصة المحبين  ولما كان العلماء ورثه الأنبياء ائمه اهل الطريق لأنهم الذين يقومون بتربيه مريديهم وتهذيب سلوكهم وتجميل اخلاقهم وهذا دأب الصالحين فى كل زمان ومكان ..

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:




شارك فى نشر الخير