آخر الأخبار
موضوعات

الأحد، 27 نوفمبر 2016

- الحكمة العملية والحكمة النظرية

عدد المشاهدات:
الحكمة العملية والحكمة النظرية
الحكمة:
الحكمة هي استكمال النفس الإنسانية بتحصيل ما عليه الوجود في نفسه، وما عليه الواجب ينبغي أن يعمل من الأعمال ومما لا ينبغي، لتصير كاملة مضاهية للعالم  الروحاني، وتفوز بذلك بالسعادة القصوى الأخروية بحسب الطاقة البشرية.
وهي تنقسم بالقسمة الأولى إلى قسمين:
 ( أ ) لأنها إن تعلقت بالأمور التي لنا أن نعلمها وليس لنا أن نعملها سميت حكمة   نظرية.
( ب ) وإن تعلقت بالأمور التي لنا أن نعلمها ونعملها سميت حكمة عملية.
وكل من الحكمتين منحصر في ثلاثة أقسام:

أما النظرية فلأن ما لا يتعلق بأعمالنا إما أن لا تكون مخالطة المادة شرطا لوجوده أو   تكون، وحينئذ إما أن لا تكون تلك المخالطة شرطا لتعقله أو تكون.
والأول: وهو ما لا تكون مخالطة المادة شرطا لوجوده، وهو العلم الإلهي وهو العلم  الأعلى.
والثاني: وهو أن تكون المخالطة شرطا لوجوده دون تعقله، هو العلم الرياضي وهو   العلم الأوسط.
والثالث: وهو أن تكون المخالطة شرطا لوجوده وتعقله وهو الطبعي، كعلم المعادن  والنباتات والحيوانات والطب والنجوم والصنائع وهو العلم الأسفل.

وأما العملية فلأن ما يتعلق بأعمالنا إن كان علما بالتدبير الذي يختص بالشخص   الواحد فهو علم الأخلاق، وإلا فهو علم تدبير المنزل إن كان علما بما لا يتم إلا بالاجتماع    المنزلي، وعلم السياسة إن كان علما بما لا يتم إلا بالاجتماع المدني.
ومبادئ هذه الثلاثة من جهة الشريعة الإلهية وفائدة الحكمة الخلقية أن يعلم الفضائل  وكيفية اقتنائها لتتزكى بها النفس، وأن يعلم الرذائل وكيفية الوقاية منها لتطهر منها  النفس، وفائدة المنزلية أن يعلم المشاركة التي ينبغي أن تكون بين أهل منزل واحد   لتنتظم بها المصلحة المنزلية التي تتم بين زوج وزوجة، ووالد ومولود، ومالك ومملوك،  وفائدة المدنية أن يعلم كيفية المشاركة التي تقع بين أشخاص الناس ليتعاونوا على مصالح   الأبدان ومصالح بقاء نوع الإنسان.

والمدنية قد قسمت إلى قسمين: إلى ما يتعلق بالملك والسلطنة ويسمى علم   السياسة، وإلى ما يتعلق بالنبوة والشريعة ويسمى علم النواميس. لهذا جعل بعضهم  أقسام الحكمة العملية أربعة، وليس ذلك بمناقض لمن جعلها ثلاثة لدخول قسمين منها  تحت قسم واحد، ومنهم من جعل أقسام النظرية أيضا أربعة بحسب انقسام المعلومات،   فإن المعلوم إما أن يفتقر إلى مقارنة المادة الجسمية في الوجود العيني أولا، والأول إن لم يتجرد عنها في الذهن فهو الطبعي وإلا فهو الرياضي، والثاني إن لم يقارنها البتة كذات الحق سبحانه وأسمائه وصفاته سبحانه فهو الإلهي، وإلا فهو العلم الكلي.

والحكمة الأولى كالعلم بالوحدة والكثرة والسبب والمسبب وأمثالها، مما يعرض  للمجردات تارة وللأجسام أخرى ولكن بالعرض لا بالذات، إذ لو افتقر بالذات إلى   المادة الجسمية لما انفكت عنها ولما وصف المجردات بها، ولا منافاة بين التقسيمين كما  عرفت، فهذه جملة أقسام الحكمة، ومن استكمل نفسه بها فقد أوتي خيرا كثيرا.
الامام محمد ماضى ابو العزائم
الموقع الرسمى لفضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزيد
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:




شارك فى نشر الخير