عدد المشاهدات:
القسم التاسع عشر
لا يجتمعان في قلب أبداً
لا يجتمع حب الله وموالاة الظالمين في قلب عالم أبداً.
· لا يجتمع حب الدين وموالاة المفسدين في قلب داعية أبداً.
· لا يجتمع حب الحق وموالاة المبطلين في قلب مخلص أبداً.
· لا يجتمع حب الرسول وموالاة أعدائه في قلب مسلم أبداً.
حبان لا يجتمعان
حبان لا يجتمعان في وقت واحد:
حب الله، وحب المعاصي.
حب الجهاد، وحب الحياة.
حب التضحية، وحب المال.
حب الحق، وحب الرئاسة.
حب السلام، وحب الانتقام.
حب الإصلاح، وحب السلامة.
حب الكفاح، وحب الراحة.
حب العدل، وحب الاسبتداد.
حب الشعب، وحب الطغيان.
حب الخير، وحب الخداع.
فتوى في السوق
لما أصبحت "الفتوى" تشرى بالمال، صار المفتون يبيعون دينهم بالمال فأصبحت عندهم "فتاوى جاهزة تحت الطلب"، يبيعونها لمن يدفع لهم الثمن أكثر، فكانوا بذلك أجراء للظالمين. أما الجاهلون منهم فهم عار الإسلام، وسبّة المسلمين.
مناجاة!
ضلت في معرفة ذاتك العقول، وتاهت في بدائع صنعك الأفكار، وتعددت في البحث عنك السبل، ولك يريد الوصل إليك حتى الذين يجحدونك، وما كلهم بالواصلين إلا من أنرت قلوبهم بنور معرفتك، وشرحت صدورهم بنفحات عنايتك؛ وكتبت لهم النجاة بقديم قدرك، وشرفتهم بالانتساب إليك لعلمك باستحقاقهم لذلك، فمن يهدي من أضللته؟ ومن يضلل من هديته؟ والكل منك وإليك، والأمر موقوف عليك، فاجعلنا برحمتك من المهتدين. واكتبنا بكرمك مع الواصلين، ولا تخزنا يوم الدين، ولا تجعلنا من الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً.
مناجاة
يا عظيم الجود..! إن الجواد من أبناء الدنيا إذا اشتهر جوده، تطلعت إليه أنظار الطامعين، ورحلت إليه ركاب الطالبين، وتعلقت به آمال المحتاجين فلا يرد سائلاً، ولا يخيب آملاً، ونحن كما تعلم فقراً وحاجة وشدة ومحنة، وفقرنا لا يدفعه إلا جودك، وحاجتنا لا يكفيها إلا كرمك، وشدتنا لا يزيلها إلا لطفك، ومحنتنا لا يكشفها إلا عطفك، وقد أكدت لنا في كتابك أن نسمات رحمتك تحيي ما كاد يجف من آمالنا، وبشائر مغرفتك تستر ما عظم من سيئ أعمالنا، وسريع يسرك يغلب ما تفاقم من عسرنا، وعظيم لطفك يمحو ما اشتد من آلامنا، فتداركنا بما يضمد جراحنا، ويقوي عزائمنا، ويوفقنا للسير في الطريق الذي اخترته لنا ولا تحرمنا من عمل ننوي القيام به لخالص وجهك، ومحض مرضاتك، ولا تحجب عنا من لطائف رحمتك ما تنعش به آمال المنتمين إليك، المستجيرين بك، الداعين لك، إنك بنا رؤوف رحيم.
محنة العالم
محنة العالم في إقبال الدنيا عليه، أشد من محنته في إعراضها عنه؛ فإن الزهد فيما ولى يأس، والزهد فيما أقبل قوة خلق وعظم نفس، وعظماء النفوس أعظم في الناس أثراً، وأكبر عند الله قدراً من الزاهدين في يأس الصالحين في غير محنة.
أشد من الصبر والحرمان
الثبات على الصبر أشد من الصبر نفسه، والرضا بالحرمان أشد من الحرمان نفسه، وما كل صابر ثابت، ولا كل محروم راض، ولا كل نائحة ثكلى، ولا كل عبوس حزين، ولا كل محب متيم.
طبيعة...
طبيعة القوي الجور، فإذا عدل فلأمر ما، وطبيعة الظالم القسوة، فإذا رحم فلأمر ما، وطبيعة المستبد الغرور، فإذا تواضع فلأمر ما، وطبيعة الملحد الفساد، فإذا صلح فلأمر ما، وطبيعة الغني التبذير، فإذا اقتصد فلأمر ما، وطبيعة المنافق الكذب، فإذا صدق فلأمر ما، وطبيعة المخادع الخيانة، فإذا استقام فلأمر ما، وطبيعة السياسي المداورة، فإذا صارح فلأمر ما، وطبيعة الشباب الطيش، فإذا عقل فلأمر ما، وطبيعة الجمال الفتنة، فإذا عف فلأمر ما، وطبيعة عالم السوء الولع في الدنيا، فإذا زهد فيها فلأمر ما، وطبيعة البدوي الجلفة، فإذا رق فلأمر ما.
.. وطبيعة
طبيعة المؤمن الاستقامة، فإذا انحرف فلأمر ما، وطبيعة العالم النصح، فإذا نافق فلأمر ما، وطبيعة العابد الزهد، فإذا حرص فلأمر ما، وطبيعة الشجاع السخاء، فإذا بخل فلأمر ما، وطبيعة الداعية الإخلاص، فإذا راءى فلأمر ما، وطبيعة المصلح التضحية، فإذا استأثر فلأمر ما، وطبيعة الرجل التجلد، فإذا خار فلأمر ما، وطبيعة المرأة الحنان، فإذا قست فلأمر ما، وطبيعة الشيخ الحكمة، فإذا جهل فلأمر ما، وطبيعة المتزوج العفة، فإذا فسق فلأمر ما، وطبيعة الأب الحب، فإذا أبغض فلأمر ما، وطبيعة الحضري الرقة، فإذا جلف فلأمر ما.
جنود الدعوة الأوائل
جنود الدعوة الأوائل تلقوها من مصدر قوتها، وعذب معينها، لا جرم أن كانت قوة الدفع أشد ما تكون انطلاقاً، وعذوبة المشرب أصفى ما تكون نقاء، أما جنود الدعوة الأوخر، فقد تلقوها من قوة يشوبها ضعف، ومعين ممزوج بكدورة، لا جرم أن كانت قوة الدفع أضعف، وصفاء المعين أقل.
صفاتهم
جنود الدعوة الأوائل كانوا يقلون من الجدل، ويكثرون من العمل، وكانوا يبخلون بالأقوال، ويجودون بالأموال، وكان عزمهم على الجهاد مستعلناً، وإخلاصهم فيه مستخفياً. وجنود الدعوة الأواخر يكثرون من الجدل، ويقلون من العمل، ويجودون بالأقوال، ويبخلون بالأموال، وإعلانهم للدعوة مجلجل، وهم في الجهاد من أجلها على وجل، لا جرم إن اختلف الأثران مع التقاء الطريق، وتباين المنهجان مع وحدة الهدف "والمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير".
أنواع الحب
الحب ثلاثة: حب إلهي(هو حب المؤمن لربه), وحب إنساني(هو حب الإنسان لأخيه ولصديقه)، وحب حيواني(هو العشق الجنسي).
فالحب الإلهي فيه ضراعة المحب وشكر المحبوب.
والحب الإنساني فيه وفاء المحب وتقدير المحبوب.
والحب الحيواني فيه مراوغة المحب ولؤم المحبوب.
كيف يحبك الناس
أفد الناس من علمك، وأشركهم في مالك، وسعهم بخلقك، يحبوك كثيراً.
وكيف يبغضونك
بصِّر الناس بعيوبهم، وحُلْ بينهم وبين شهواتهم، وهاجم سيئ تقاليدهم يبغضونك كثيراً.
التقاليد
للتقاليد قدسية الدين عند الجاهلين، وقيمة النقود عند الدجالين، وخطورة السم عند المصلحين.
لا تكن هذا ولا ذاك
بعض الناس يجمدون حتى يكونوا أقسى من الصخر، وبعضهم يشتدون حتى يكونوا أحر من الجمر، وبعضهم يثقلون حتى يكونوا أمر من الصبر، وبعضهم يميعون حتى يكونوا كماء البحر، وكل ذلك في الخلق الاجتماعي ذميم.
شمس الحقيقة
بعض الناس ينكرون الحقيقة بوضع أيديهم على عيونهم لئلا يغشيهم ضوؤها.
الفرار عجز
كثيراً ما نفر من الشيء لعجزنا عن مواجهته.
رؤية النفس
من رأى نفسه قبل أن يرى الناس لم يره الناس.
الإيثار
إذا أثمرت شجرتك فأنت أولى بها في الضيق، وجارك أولى بها في السعة، والكرام يرون جارهم أولى بها في أي حال، أولئك الذين يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة.
النفس الميتة
الشجرة التي لا تُميل الرياح أغصانها شجرة ميتة الجذور، كذلك النفس التي لا تهزها المآسي نفس ماتت فيها معاني الإنسانية.
المتكبر
المتكبر على إخوانه يحتقر نفسه وهو لا يعلم، والمتكبر على الناس يدفن نفسه بينهم بيده وهو يعلم.
المتواضع
لا يغرنك من يتواضع بلسانه وبانحناء ظهره وانخفاض رأسه؛ فقد يكون من أشد الناس كبراً وغروراً، جربه إذا شئت، بالمساس قليلاً بكبريائه ينكشف لك أمره في الحال.
منبت العز
لا ينبت العز في أرض فرشت بالأشواك.
أصناف الناس
بعض الناس تعيش فيهم فضائلهم كلها؛ أولئك خير الناس، وبعض الناس تعيش فيهم بعض فضائلهم وتموت فيهم الأخرى؛ أولئك أوساط الناس، وبعض الناس تموت فيهم كل فضائلهم؛ أولئك أراذل الناس.
في غير منبتها
ربما نبتت الفضيلة في أرض الرذيلة، وربما نبتت الرذيلة في أرض الفضيلة.
المحروم والمعدم
احذر المحروم الذي لاذ بالفضيلة لعدمه، ثم واتته النعمة؛ فإنه يكون أشد انهياراً، وأكثر إضراراً من ذي نعمة لم يدع الفضيلة قط.
مستغل الدين
الذين يلبسون لبوس الدين ثم يستغلونه، أشد خطراً على الدين ممن يكشفون عن وجوههم فيحاربونه.
مصيبة الدين
مصيبة الدين في جميع عصوره بفئتين: فئة أساءت فهمه، وفئة أتقنت استغلاله، تلك ضلَّلت المؤمنين به، وهذه أعطت الجاحدين حجة عليه.
الدين الحق
الدين الحق هو الذي يعطيك فلسفة متكاملة للحياة، ونظاماً وافياً بحاجات المجتمع، كالمهندس الماهر يبني لك بيتاً متين الدعائم، مستوفي المنافع.
خير الأديان
الدين الذي لا ينظم شؤون الدنيا لا ينفع للدنيا، والدين الذي لا يعترض لشؤون الآخرة لا ينجي في الآخرة، فخير الأديان ما كفل لك السعادة في الدنيا، والنجاة في الآخرة.
مشكلة الفرد في الدين والحضارة
في أدب الديانات السماوية، تعتبر مشكلة الفرد الأولى هي القرب من الله بصالح الأعمال، وفي أدب الحضارات الغربية، تعتبر مشكلة الفرد الأولى إرضاء غريزة الجنس بمختلف الأشكال، وقد لقي الفرد في ظل أدب الدين كل طمأنينة وسعادة، ولقي في ظل أدب الحضارة منتهى القلق والشقاء.
الإنسان في الإسلام وفي الحضارة الغربية
في الإسلام خلق الله الإنسان ليكون خليفته في الأرض، وفي الحضارة الغربية ليس الإنسان إلا حيواناً متطوراً.
الجنس في الديانات والحضارات
أنكرت الديانات السابقة على الإنسان غريزة الجنس فجعلت الحضارة الغربية غريزة الجنس عنوان وجوده، أما الإسلام فلم ينكر تلك الغريزة في الإنسان، ولا جعلها مشكلته الأولى.
الحجيج العائد
عاد حجيج بيت الله الحرام، فأكد لي إخواني أنهم أكثروا لي من الدعاء في الأماكن الطاهرة، أما أجرهم فلا أشك أن الله كتبه لهم، وأما استجابة دعائهم فلا شك أن الله ادخر لي أحد أمرين: إما الشفاء، وإما ما هو خير منه، وحاشا لكرمه أن يردهم، فلا يكتب لي واحداً منهما.
لو كثر المثقفون في الحجيج
حدثني الشباب المثقفون من هؤلاء الحجيج أن ما أفادوه في الحج من تصفية نفوسهم وتقوية إيمانهم، لا يستطيعون وصفه، فلو أن كل مسلم حج بروحه وجسمه، كما حج هؤلاء؛ لتغير وجه تاريخ المسلمين اليوم.
يا ولدي الصغير
يا ولدي الصغير! تُرى حين تصبح رجلاً مثلنا يتطلبك الواجب أن تحمل المسؤولية، أتكون في صف العاملين؟ أم تكون في جماهير الغافلين؟ أيكون زمانك خيراً من زماننا؟ أم أسوأ؟ أيكون جيلك أفضل من جيلنا؟ أم نكون نحن خيراً منكم؟ لست أدري يا ولدي الصغير، ولكنني أدري أن من واجبي نحوك كأب أن أعدك لحمل المسؤولية، وتجشم الصعاب، ورفع اللواء، وإنارة الطريق للركب السائر، فإن بلغت منك في ذلك ما أريد، فذلك خير وفق الله إليه، وإلا فحسبي أن أؤدي الأمانة، وأبلغ الرسالة، وألا أدعك تحاجني بين يدي الله.
القسم العشرون
وكل يدعي وصلاً بليلى
ما رأيت إنساناً اختلف مع آخر، إلا أكد أن الحق معه، وأنه كان يمثل الحق في أنبل صوره، وما رأيت متهماً يدافع عن نفسه، إلا جعل نفسه شهيد الحق، صريع القيام بالواجب، ولكن التاريخ المنصف، سيفصل بينهما، والله أعدل الحاكمين.
صناعة التاريخ
الشباب يصنعون التاريخ بقلوبهم، والعلماء يصنعونه بعقولهم، والحكماء يصنعونه بأرواحهم، فإذا تعاون القلب والعقل والروح على صنع تاريخ، كان تاريخاً لا ينطفئ نوره، ولا تخبو ناره، وكذلك صنعنا التاريخ أول مرة.
الشهوات لا تصنع تاريخاً
ما رأيت تاريخاً صنعته الشهوات والملذات، ولكن دعاة الشهوات والملذات عندنا يزعمون أنهم يصنعون تاريخنا الحديث، فهل هم جاهلون؟ أم متآمرون، أم جمعوا بين الجهل والتآمر؟.
من ادعى
من ادَّعى العلم وهو يمالئ الفاسدين فهو تاجر، ومن ادعى الإصلاح وهو يتقرَّب إلى الظالمين فهو فاجر، ومن ادَّعى التقوى وهو يجري وراء الدنيا فهو دجَّال، ومن ادَّعى الوطنية وهو يفرِّق الصفوف فهو خائن، ومن ادَّعى الحكمة وهو منحرف فهو سفيه، ومن ادَّعى البطولة وهو عبد لأهوائه فهو رعديد. ومن ادَّعى الزعامة وهو حقود فهو مقود، ومن ادَّعى التحرُّر وهو ملحد فهو مخرِّب، ومن ادَّعى الهدى وهو مخالف للكتاب والسنة فهو ضال، ومن ادَّعى الإرشاد وهو مخالف لهدي الرسول صلى الله عليه وسلم، فهو جاهل أو محتال.
الجهل بالدين
الجهل بالدين مرتع خصب لضلالات الشياطين، والفقر في الدنيا مرتع خصب لأهواء الطغاة والمستغلِّين.
الإيمان
من آمن بوجود الله لم يكن من المتحيِّرين، ومن آمن برحمته لم يكن من اليائسين، ومن آمن بحكمته لم يكن من المترددين، ومن آمن بجبروته لم يكن من المتمرِّدين، ومن آمن بمراقبته لم يكن من المخادعين، ومن آمن بدينونته لم يكن من المنحرفين. ومن آمن برزقه لم يكن من الطامعين. ومن آمن بعدالته لم يكن من الظالمين، ومن آمن بوعده لم يكن من المتقاعسين، ومن آمن بوعيده لم يكن من المخالفين، ومن آمن بذلك كله كان من عباد الله المقرَّبين.
معرفة وجهالة
اعتقاد الحق ولو عن تقليدٍ معرفة، وإنكار الحق ولو عن تفكيرٍ جهالة.
الإعراض عن الحق
الإعراض عن الحقِّ مع نصوع برهانه صنيع الغافلين، والسكوت عن الحق مع القدرة على بيانه صنيع الشياطين، والاستعلاء على الحقِّ مع تطاول بنيانه صنيع المغرورين، والاستخفاف بالحق مع كثرة أعوانه صنيع المستبدِّين الهالكين.
طعم الحق
من ذاق طعم الحق استسهل في سبيله الصعاب.
غرس الأشواك
من غرس الأشواك صعب عليه اقتلاعها.
عزة الحق
عزّة الحق تطامن من كبرياء الباطل.
هوان!
من هان عليه الحق هان على الحق.
خمسة لا يفلحون
خمسة لا يفلحون أبداً: طاغية جاهل كذاب، وولد عاق لوالديه، ومغرور مبتلى بحب الشهرة، وحقود حسود حجود، ومتزهِّد اتخذ الزهد شباكاً.
أربعة لا يخفقون
أربعة لا يخفقون أبداً: مكافح حدد هدفه وسلك الطريق الصحيح إليه، ومتفائل أعد للحياة عدتها، وعامل أتقن عمله وأحسن دعايته، وطالب علم مجتهد ذو ذكاء واستقامة.
المكابرة في قضية المرأة
لا يكابر في الحقِّ في قضية المرأة إلا أحد أربعة: مراهق لا يفكر إلا في أهوائه الجنسية، وكاتب يرى في إرضاء غرور المرأة ودغدغة عواطف المراهقين والمراهقات طريقاً إلى رواج كتابه والإثراء منه، وسياسي يهمُّه كسب أصوات الناخبات من المتعلِّمات، وطاغية يتقرَّب للغرب بأنه متجدِّد غير متعصِّب للدين والأخلاق والخصائص العريبة والإسلامية.
الأدب في الماضي والحاضر
كان الأدب في الماضي عنوان الخصاصة والضياع، فأصبح في عصرنا – وبخاصة أدب الجنس – عنوان الثروة والشهرة، وسيظلُّ الأدب الإنساني في الحاضر والمستقبل كما كان في الماضي عنوان العبقرية والخلود.
مفتاح السعادة
الأخلاق أولاً ثم العلم والكفاءة، هذا هو مفتاح السعادة للأفراد والحكومات والجماهير.
الحسد على قدر النفع
كلما عظم نفع الرجل لقومه كثر حاسدوه وكثر محبُّوه أيضاً.
الشجرة المثمرة
الشجرة المثمرة تهفو إليها النفوس، وتتطلَّع إليها الأنظار، وتتساقط عليها الأحجار.
حسد الأقران!
ما يلقاه الرجل من حسد أقرانه أشد مما يلقاه من كيد أعدائه.
رسالة الدين
رسالة الدين – أي دينٍ كان – السموُّ بأخلاق الناس.
مشكلة الإنسانية
مشكلة الإنسانية في القديم والحديث والمستقبل، هي مشكلة الأخلاق، وللأديان فضل كبير في تخفيف حدَّة هذه المشكلة في جميع عصور التاريخ.
بمَ تنجح الدعوات؟
لا تنجح الدعوات إلا حين يكون لها من القادة المتعاونين الأكفاء، ما يكون على قدر الحاجة إليهم، والظروف المحيطة بهم.
مشكلة الدعوة الإسلامية
مشكلة الدعوة الإسلامية أنّ لها أعداداً هائلة من الأنصار لا قادة لهم، أو أن كثيراً من قادتهم ليسوا على مستوى الأحداث.
سر عظمة الرسول صلى الله عليه وسلم
سرُّ عظمة النبوَّة في محمد صلى الله عليه وسلم أنه ترك من بعده خلفاء عنه في قيادة الدعوة، يفهمون شريعته كما يفهمها، ويتخلقون بأخلاقه كما أدَّبه ربُّه، فاستمرَّت الدعوة من بعده، وأدَّت رسالتها في التاريخ.
ألزم للقادة من الجند
دراسة سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم دراسة عميقة واعية، ألزم ما تكون لقادة الدعوة من الجنود والأنصار.
المدرسة الإلهية
بأبي أنت وأمي يا رسول الله! ما أروع سيرتك، وما أعظم بركتها، إنها المدرسة الإلهية لكل قائد وكل زعيم، وكل رئيس، وكل حاكم، وكل سياسي، وكل زوج، وكل أب. أنت المثل الإنساني الكامل لكل من أراد أن يقترب من الكمال في أروع صوره واتجاهاته ومظاهره، فالحمد لله الذي أنعم بك علينا أولاً، وعلى الإنسانية ثانياً.
عش مع العظماء
إذا أردت أن تلحق بالعظماء فعش معهم، وخير عظيم في التاريخ الإنساني كله تعيش معه هو محمد صلى الله عليه وسلم، فاقرأ سيرته بإمعان وتدبُّر كل يوم إن استطعت، وزره كل عام إن قدرت.
خلود الخالدين
ليس الخلود أن يتحدَّّث التاريخ عن الخالدين، ولكن أن تسري أرواحهم في الأحياء المتعاقبين، وأن تعمل أخلاقهم عملها في كل عصرٍ على مرِّ التاريخ، ولم يجتمع ذلك لعظيم كما اجتمع لمحمد صلى الله عليه وسلم.
تعصب الغربيين
ولولا أن التعصُّب الذميم يغطِّي على أبصار هؤلاء الغربيين، لوجدوا في شريعة محمد وسيرته ما يأخذ بيدهم إلى الأمن مما يتهاوون فيه من شقاء، ولكنَّ الله لم يرد لهم هذا الخير ولعلَّه ادَّخره لأمة أخرى، تكون أبرَّ بالإنسانية وأحنى على جراحها، وأهدى إلى حلِّ مشكلاتها من هؤلاء المتعصبين المغرورين.
من مثل محمد؟
لم يتفرَّد محمد صلى الله عليه وسلم بأنه يمثِّل الكمال الإنساني المطلق من جميع نواحيه فحسب، بل هو يمثل النجاح المعجز، في تربية النماذج الإنسانية الكاملة من الأفراد، والأمة الإنسانية الكاملة من بين الشعوب، فمن مثل محمد صلوات الله وسلامه عليه؟ من مثل محمد؟.
كن مثل محمد
أيها الأخ المسلم! كن مثل محمد صلى الله عليه وسلم ما استطعت، تلحق به في ركب الخالدين، كن صورة موجزة عنه، فمثل محمد تماماً ما كان ولن يكون في التاريخ، لأن إرادة الله اقتضت أن تكون للإنسانية شمس واحدة تطلع كل يوم.
كلنا أبناء محمد
لم يخلِّف رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعده ابناً يرث رداءه، ولكنه خلَّف من بعده، ما بقيت الأرض، أجيالاً تحمل لواءه، كلنا أبناء محمد وبناته، كلنا آله وورثته.
ورثة القيادة
لم يجئ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الدنيا ليكون ملكاً عليها، فنرث عنه الملك، ولكنَّما جاء ليكون قائداً لها، فنحن نرث عنه القيادة.
مختلفان!
كيف يمكن أن نصطحب في الطريق إذا كنت أطير بُراقاً، وتسير سلحفاة، فإما أن أسبقك، وإما أن تؤخرني، وكيف يمكن أن نعيش معاً، وحرارتي كالنار وبرودتك كالثلج، فإما أن أحرقك، وإما أن تجمِّدني.
تبديل الطبائع
من المستحيل تبديل الطبائع، كما يستحيل تبديل الأشكال، ومن يخلقه الله كما أراد لا يبدِّله الإنسان كما يريد.
مشكلات الطائر
مشكلات الطائر وهو يحلِّق في السماء، لا يفهمها إلا طائر مثله.
أمور نسبية
الأعرج بين المقعدين فرس لا يشقُّ له غبار.
مقصوص الجناح
مقصوص الجناح بين الطيور، حبيس الأقدار عن تحليق الأطيار، ولعلَّه كان أسرعها طيراناً.
فضل السابقين
إذا مشيت في طريق معبَّدة، فاذكر فضل الذين تعبوا قبلك في تعبيدها، قبل أن تفاخر بسبقك من سار معك فيها، فلولا أولئك ما سبقت هؤلاء.
أقبح النسيان
أقبح أنواع النسيان، نسيان المشهور تاريخه يوم كان مغموراً، ونسيان التائب ماضيه يوم كان عاصياً، ونسيان العالم أن الله وهبه الفهم والعلم وسيسأله عنهما، ونسيان المظلوم آلام الظلم بعد أن يصبح منتصراً، ونسيان الطالب الناجح فضل من كانوا سبباً في نجاحه، ونسيان الداعية فضل الذين سبقوه أو ساروا معه، ونسيان الفضل لكل ذي فضل مهما كان دقيقاً.
أيها السائرون!
أيها السائرون في موكب الحـ ـقِّ سراعاً للخير لا للمغانم
صدقوا الله عهدهم فتنادوا للمنايا لا يعبأون بظالم
عرجوا في الطريق نحو جريح كان في الله ثورة لا تسالم
كافح الظالمين في صولة الظلـ ـم، وللشر دولة ومعالم
ثم شاءت إرادة الله أن يــقــ ـصى بعيداً عن خوض تلك الملاحم
أوثقتْه الأسقام بضع سنينٍ في اكتمال الشباب والحظ باسم
أرغمته الآلام أن يلزم البيـ ـت إذِ الخطب في العشيرة داهم
علم الله كرهه راحة الجسـ ـم إذ البغي في المرابع جاثم
فانثنى يجرع العذاب وفي القلـ ـب جراح وفي الفؤاد عزائم
غير أن الأقدار أرحم بالمر ء وأحنى عليه من كل راحم
وإذا الخطب داهم المرء يوماً كان حصن الإيمان أمنع عاصم
وله في الرضا عن القدر الما ضي عزاء وما البلاء بدائم
أيها السائرون في موكب الحـ ـقِّ اذكروا مدنف الهوى غير آثم
قد شجاه الجفاء بعد وفاءٍ منه فهو عاتب غير لائم
لا تلوموه إن تنحَّى عن الركـ ـب قليلاً فجسمه غير سالم
لكم منه: رأيه، وهواه، ومروءاته، وحمل المغارم
القسم الواحد والعشرين
هكذا الحياة!
هكذا الحياة: نبدأ مغمورين، ثم نصبح مشهورين، ثم نمسي مقبورين، وبعد ذلك إما أن نكون مسرورين، وإما أن نكون مقهورين.
شريط الحياة
شريط الحياة مهما تعدَّدت مناظره منذ فجر التاريخ، له بداية واحدة، ونهاية واحدة.
اختلاف الأشرار
اختلاف الأشرار فيما بينهم بدء نهايتهم.
المصلح الأحمق!
المصلح الأحمق هو الذي يحاول أن يقطع الأمة عن جذورها الممتدة في أعماق التاريخ.
التيار
الأهوج يجاري التيَّار الهائج، والمجنون يقف في وجهه، والعاقل يحتاط لتخفيف أخطاره.
ألقه على المقادير
إذا ناء كاهلك بالعبء، فألقه على المقادير.
حسن الظن
حسن الظنِّ فضيلة، إلا إذا صادمه الواقع الملموس، فإنه يصبح بلهاً وغفلة.
أنت والأقدار
الأقدار أوسع نظراً منك، فلا تتحير معها. وأرحم منك، فلا تتهمها. وأحكم منك، فلا تستجهلها، وأقوى منك، فلا تعاندها. وأسرع منك، فلا تسابقها.
بين الحب والسخط
وزِّع حبَّك على الناس، ووزع سخطك على الظالمين؛ فإن الله يحب الذين يحبّون عباده، ويكره الذين يوالون أعداءه.
لا تكابر
تستطيع أن تنكر رؤية الشمس إذا أغمضت عينيك أو سترتهما بيديك، ولكنك لا تستطيع أن تنكر ضوءها، ويمكنك أن لا ترى الشمس إذا جلست في الظلام، ولكن لا يمكنك أن تنكر أن الناس يرونها.
إذا فوجئت!
إذا فوجئت بنزول المصائب فلا تيأس من زوالها، وإذا فوجئت بتغيُّر الزمان، فلا تلجأ إلى الشكوى منه، وإذا فوجئت بتغير الإخوان، فلا تكثر من انتقاصهم، وإذا فوجئت بالمرض المؤلم، فلا ترفع صوتك بالأنين منه، وإذا فوجئت بارتفاع الأغمار، فلا تستمرَّ في استصغار شأنهم، وإذا فوجئت بتحكم الأشرار فلا تقنط من زوال حكمهم، وإذا امتدّت بك العلَّة، فلا تيأس من رحمة الله، وإذا رأيت في دنياك ما لا يعجبك، فاعلم أن هذه هي سنَّة الحياة، وإذا راعك انتشار الشر، فاعمل على مكافحته إن استطعت، وإلا فتربَّص به حتى تواتيك منه الفرصة، وإياك أن تيأس من انكماشه، ولوغمر المجتمع الذي تعيش فيه، وإذا راعك رواج الكذب والباطل، فلا تشكَّ في أن الله سيفضحه ولو بعد حين.
العبير الفواح
تستطيع أن لا ترى الزهرة الفوَّاحة، ولكنك لا تستطيع أن لا تشمَّ عبيرها.
لا تيأس
إذا استعصى عليك أمر تريده وترى فيه الخير، فحاول أن تسعى وراء خير آخر؛ فإن الخير أكثر من أن تحصى طرائقه، وأعزُّ من أن ينال كله.
حكمة الله
لا أزال أؤمن بحكمة الله وعدالة قدره، مهما استعصى مرضي على الشفاء، واستشرى في أمتي تحكُّم الظالمين ودجل الكذابين.
انسَ آلامك!
استمرار التفكير في آلام مرضك، يزيدك آلاماً، فحاول أن تنسى مرضك ولو فترات، بقراءة ما تستلذُّ قراءته، أو سماع ما تستحسن سماعه، أو رؤية ما تحب رؤيته، أو محادثة من تودُّ محادثته، وإذا رزقت الأنس بكلام الله، وحلاوة مناجاته؛ كان ذلك من أكبر العوامل على نسيان آلامك، حين تقرأ كتاب الله، أو تخضع بين يديه في صلاتك.
كيف تتصرف في المشكلات
إذا وقعت في مشكلة أو أزمة أو مصيبة، فافرض أسوأ ما يكون منها، فإن وقع ما افترضته لم تفاجأ، وإن لم يقع، رأيت ذلك نعمة ترتاح إليها، وفي كلا الأمرين: تخفيف من قلق نفسك وتعب أعصابك.
نعم المربي
نعم المربِّي الزمان، ونعم المنبّه العدو، وبئس المخدِّرُ المنافق.
فضائلك بين حسادك ومحبيك
خير من ينشر فضائلك حسَّادك الوقحون، وشر من يكشف عيوبك: محبوك المغفلون.
أنفع
نشر رأيك بين الناس في مقال واحد، أنفع لك من مجادلة خصومك المعاندين شهراً كاملاً.
لا تحاول المستحيل..
الحياة صخرة عاتية، وخير لك من محاولة زحزحتها، أن تستفيد من ظلِّها لاتِّقاء حرِّ الشمس، وثورة الأعاصير.
مصاحبة الأحمق
احذر من مصاحبة الأحمق، فيفسد عليك عقلك، وإذا ابتليت بمصاحبته فلا تتعاقل عليه، ولكن امتحن عقلك ساعة بعد ساعة.
اتخذ من المكروه وسيلة
اتّخذ من الفشل سلَّماً للنجاح، ومن الهزيمة طريقاً إلى النصر، ومن المرض فرصة للعابدة، ومن الفقر وسيلة إلى الكفاح، ومن الآلام باباً إلى الخلود، ومن الظلم حافزاً للتحرُّر، ومن القيد باعثاً على الانطلاق.
تفاءل دائماً
تستطيع – إذا أردت – أن تبدِّل الأحسن بالأسوأ؛ إذا لم ترضَ بالأسوأ وعملت لتغييره بروح التفاؤل.
العاقل والأحمق
الفرق بين العاقل والأحمق: أن العاقل ينظر دائماً إلى مدِّ بصره، والأحمق ينظر إلى ما بين قدميه.
فكر في مفاتيحها
إذا وقعت في أزمة مستحكمة، فاجعل فكرك في مفاتيحها لا في قضبانها.
العاجز والحازم
العاجز من يلجأ عند النكبات إلى الشكوى، والحازم من يسرع إلى العمل.
لا تركن إلى الأنين
من تهدَّم عليه البيت، فركن إلى الأنين، مات تحت الركام، ومن أمسك جراحاته بيد، والمعول بيد، إن استطاع، فإن سلمت له حياته عاش كريماً، وإن مات بعد ذلك، مات حميداً.
أنقذ ما يمكن
إذا حال دون نشاطك المعتاد حائل، من مرض أو سجن أو ظرف قاهر، فاستنقذ من نشاطك ما يمكن إنقاذه.
أتقن عملك
عمرك كله: هو اللحظة التي أنت فيها، فأتقن عملك ما استطعت، فقد لا تواتيك فرصة أخرى للعمل.
الاختلاف
في اختلاف الأصدقاء شماتة الأعداء، وفي اختلاف الإخوة فرصة المتربصين، وفي اختلاف أصحاب الحق فرصة للمبطلين.
دنيا المؤمنين
لكل إنسان دنياه الواسعة التي تجول فيها أحلامه ومطامعه تصول، والمؤمنون لهم دنيا واحدة محدودة بالحق الذي آمنوا به.
وقف الهوى بي حيث أنت فليس لي متقدم عنه ولا متأخر
المتمسحون بالحق
قد يستفيد الحق من المتمسِّحين به من ذوي المطامع، فلا ضير على الحق أن يستعين بهم إذا احتاج إليهم، ألا ترى إلى الصدقات، جعل منها سهم للمؤلفة قلوبهم؟
لا تأمن...
لا تأمن من لم تملأ مراقبة الله قلبه، على وطن، ولا على فكرة، ولا على قضية، ولا على مال، فإنك لا تدري متى يميل به الهوى، فيخونك وهو يزعم أنه لك وفيٌّ أمين.
كارثة اجتماعية
خمسة يعتبر موتهم كارثة اجتماعية: الحاكم الصالح في قوم فاسدين، والعالم الناصح في قوم جاهلين، والمصلح المخلص في قوم غافلين، والقائد الشجاع في قوم متخاذلين، والحكيم الشيخ في أحداث طائشين.
توضيح المفاهيم
توضيح معالم الحق يجب أن يسبق الدعوة إليه، وإلا كثر المختلفون الذين يدَّعون أنهم يمثلون الحق، أو يدافعون عنه، وأكثرهم مبطلون أو مستغلُّون.
أسوأ..
الاجتماع على الضلال أسوأ من الاختلاف على الهدى، والتعاون على الجريمة شرٌّ من التخاذل عن الحق، ومسايرة الظالمين شر من الجبن عن مقارعتهم، والإيمان المشوب بالكفر أخطر من الكفر الصراح، والحرب مع التخاذل أضرُّ من إلقاء السلاح.
لا خير..
لا خير في حاكم لا يحكمه دينه، ولا في عاقل لا يسيِّره عقله، ولا عالم لا يهديه علمه، ولا قوي لا يستبدُّ به عدله.
أنت أحوج..
أنت أحوج إلى أن تستفيد مما علمت، من أن تعلم ما جهلت.
روح العصر وحماقاته
مقاومة روح العصر حماقة تستحق الرثاء، ومقاومة حماقات العصر حكمة تستحق الثناء، وإن كانت كلتا المقاومتين محكوماً عليها بالفشل غالباً، غير أن البطل الذي يستشهد في ميدان معركة خاسرة، أكرم من الأحمق الذي يموت في مقاومة عاصفة ثائرة.
وفر حظك من الشكوى
إذا اشتكيت إلى إنسان مرضك أو ضائقتك، ثم لم يفعل من أجلك شيئاً، إلا أن يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، فلا تشتكِ إليه مرة أخرى، فلو كان أخاً حميماً لأرَّقه ألمك، ولو كان رجلاً شهماً لبادر إلى معونتك، فوفِّر حظَّك من الشكوى لمن كان له حظ من المروءة.
الشكوى
الشكوى إلى غير أخ صادق، أو مواسٍ كريم، مهانة يستغلُّها عدو لئيم أو حاسد زنيم، ولو استطعت ألاَّ تشكو إلا إلى الرحمن الرحيم، كان أعظم لثوابك، وأضمن لمودة أصحابك.
نعم الله
مهما اشتدَّت آلامك، لفوات ما تحب من صحة أو مال أو خير؛ فإن ما بقي لك من نعم الله عليك، رأس مال كبير لمسرَّات لا تنتهي.
أشد الآلام
أشد الآلام على النفس: آلام لا يكتشفها الطبيب، ولا يستطيع أن يتحدث عنها المريض.
لا يوجد
أروني على وجه الأرض إنساناً "سعيداً" لا يكدر صفو سعادته مكدَّر، إلا أن يكون "مجنوناً".
لا تأتمن..
لا تأتمن على مالك طمَّاعاً، ولا على سرَّك كذاباً، ولا على دينك دجَّالاً، ولا على عقلك مخادعاً، ولا على سلامتك مغامراً، ولا على علمك غبيًّا، ولا على أهدافك ذكيًّا.
شر الفقر
شرُّ أنواع الفقر أربعة: الفقر في الدين، والفقر في العقل، والفقر في الصبر، والفقر في المروءة.
أيها المحزونون
أيها المحزونون: خلق الله الزهور والرياض، وجمال الكون لكم قبل غيركم.
أيها المرضى: خلق الله الشمس والهواء، والماء والغذاء لكم قبل غيركم.
أيها المحرومون: خلق الله أنفع الأغذية وأرخصها، لكم قبل غيركم.
أيها المضطهدون: خلق الله هذه الأرض الواسعة، لكم قبل غيركم.
أيها المظلومون: خلق الله السموات مفتحة الأبواب لدعواتكم قبل غيركم.
أيها المتألمون: خلق الله لكم فيما حولكم ما ينسيكم آلامكم وأحزانكم وعبراتكم.
أيها الحائرون: كل يوم يخلق الله لكم دليلاً عليه، فاستعملوا عقولكم.
أيها الملحدون: في عجزكم عن درء الأذى عن أنفسكم دليل على وجود خالقكم.
أيها الباحثون: في أنفسكم وفيما حولكم دليل حكمته وقدرته، فلا تغمضوا عيونكم.
أيها المؤمنين: في أسرار الوجود التي تتكشف يوماً بعد يوم دليل على صحة عقيدتكم.
جمال الحياة
جمال الحياة، أن ترضى عما أنت فيه، ويرضى العقلاء عما أنت عليه.
الأهواء
أكثر ضلال الناس من أهوائهم، لا من عقولهم.
هذا الكون
هذا الكون العظيم كتاب مطوي، لم يقرأ العلماء إلا كلمات من صفحة غلافه.
الأب وأطفاله
يفرح الأب بنمو أطفاله واكتمال فتوتهم وشبابهم، وما يدري أنهم عند ذلك يستعدون لخوض معركة الحياة بمشكلاتها وآلامها وجراحها، فهل هو فرح يا ترى لأن أعباءهم أوشكت أن تلقى عن عاتقه إلى عواتقهم؟
مناجاة!
يا حبيبي! وحقك لولا يقيني بحبك لعتبت عليك، ولولا علمي برحمتك لشكوتك إليك، ولولا ثقتي بعدلك لاستعديتك عليك، ولولا رؤيتي نعمك لاستبطأت كريم إحسانك، ولكني ألجمت الشك باليقين، والتسخط بالرضى، والتبرم بالصبر، فلك مني يا حبيبي رضا قلبي وإن شكا لساني، وهدوء نفسي وإن بكت عيوني، وإشراق روحي وإن تجهم وجهي، وأمل يقيني وإن يئس جسمي، فلا تؤاخذني بصنيع ما يفنى مني، ولك مما أعود به إليك ما تحب.
مناجاة!
يا حبيبي! ها أنا بعد خمس سنين لم ينفعني علم الأطباء، ولا أفادتني حكمة الحكماء، ولا أجداني عطف الأصدقاء، ولا آذتني شماتة الأعداء، وإنما الذي يفيدني بعد اشتداد المحنة؛ كسوة الرضا منك، وينفعني بعد القعود عنك؛ حسن القدوم عليك، ويخفف عني، جميل الرعاية لمن زرعتهم بيدك، وعجزت بمحنتي عن متابعة العناية بهم، ومن مثلك يا حبيبي في صدق الوفاء وجميل الرعاية، وحسن الخلافة؟ فإن قضيت في أمرك – وهو نافذ فيَّ لا محالة – فهم وأرضهم الطيبة أمانة عندك، يا من لا تضيع عنده الأمانات، ولا يخيب فيه الرجاء، ولا يلتمس من غيره الرحمة والإحسان.
دعاء!
اللهم إنا نسألك السداد في القول، كما نسألك الاستقامة في العمل، ونسألك الرضى منك كما طلبت منا الرضا منك، ونسألك سلامة القلب وإن مرض الجسم، وصحة الروح وإن اعتلت الجوارح، ونشاط النفس وإن عجزت الأعضاء، ونسألك استقامة نسلك بها سبيل الجنة، وهداية نقرع بها أبوابها، وتوفيقاً يسلكنا مع أصحابها، وكرامة تجعلنا مع الذين يحتلون أرفع جنباتها مع نبيِّك محمد صلى الله عليه وسلم وسائر النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً.
القسم الثاني والعشرين
رويدك!
ومنتظر موتي ليشفي غيظه رويدك إن الموت أقرب موعد
كلانا سيلقى الله من غير ناصر فيحكم من منا الشقي ومن هدي
أغاطك مني شهرة ومحبة من الناس أولتني قلادة سؤدد!
لعمرك ما ذاك الذي قد أهاب بي إلى دعوة الإصلاح في ظلِّ أحمد
ولكنه الإخلاص والعلم والظما وطول عناء الأمس واليوم والغد
أبى المجد أن يعنو لكل مضلَّلٍ تسيِّره الأهواء خبطاً بفدفد[1][1]
فإن تكن الأيام أودت بصحتي وعاقت خطى عزمي بكل مسدِّد
فما كنت خواراً ولا كنت يائساً ولست بثاوٍ في فراشي ومقعدي
سأمشي إلى الغايات مشي مكافح ألوذ بعزِّ الله من كل معتدِ
وأحمي لواء الحق من أن يدوسه طغاة غدواً حرباً على كل مرشد
فمن ساءه عزمي على السير إنني إلى الله ماضٍ فليطل هم حسَّدي
وإنْ يأس أحبابي عليَّ من الردى لطول السرى, فالموت في الحق مسعدي
حاسب نفسك
حاسب نفسك على عيوبك، قبل أن تحاسب الناس على عيوبهم، وكن صادقاً مع نفسك في معرفة عيوبها، فالرائد لا يكذب أهله.
قيمة الإنسان
قيمة الإنسان بأهدافه، ومنزلته بأقرانه، وذوقه باختياره، وثروته بما يملك من قلوب، وقوته بما يحطم من هوى، وانتصاره بما يهزم من رذيلة، وكثرته بمن يثبت معه عند الشدائد.
معرفة الحق
من عرف الحق لذت عنده التضحيات.
صفاء الروح
بين الفضيلة والرذيلة صفاء الروح.
لا تستعجل
لا تستعجل الأمور قبل أوانها، فإنها إن لم تكن لك أتعبت نفسك، وكشفت أطماعك، وإن كانت لك أتتك موفور الكرامة، مرتاح البال.
أقسى الاستعمار
أقسى أنواع الاستعمار: استعمار العادة للإنسان.
الحرية
بدء الحرية أن لا تكون لك عادة تتحكم فيك.
الهزيمة!
كم عظيم هزم الجيوش، وهزمته عادة سيئة.
اللذائذ والأوهام
أكثر لذائذنا من صنع أوهامنا، ولولا ذلك لشقي الإنسان.
العادة
العادة تبدأ سخيفة، ثم تصبح مألوفة، ثم تغدو معبودة.
التقاليد
أكثر التقاليد من صنع أناس كان يرميهم المجتمع بالسخف أو الشذوذ، ثم ما لبث أن خضع لسخفهم وشذوذهم.
رداء الخير والشر
أكثر الناس لا يرون الشر لابساً رداءه، بل مستعيراً رداء الخير، ومن هنا يضلون.
الكرم الخالص
أكثر الناس الذين يستقبلونك في بيوتهم بحفاوة هم بخلاء ولو رأيت منهم بعض مظاهر الكرم؛ إنه كرم إجباري رخيص الثمن، والكرم الخالص: هو أن تشرك معك في مسراتك من استطعت أن تشركهم من المحتاجين؛ ببعض المال أو الطعام أو اللباس أو المواساة.
نحن والحضارة
لقد أفسدت هذه الحضارة أخلاقنا كمسلمين، وطبائعنا كعرب، حيث انمحت في مجتمعنا مظاهر الإيثار والتعاون والتراحم، وإنك لتقرأ عن الماضين وتسمع من المعمرين، من أخلاقنا في ذلك ما تجزم معه بأننا مسخنا خلقاً آخر.
الإفراط
الإفراط في الحزم ظلم، والإفراط في اللين ضعف، والإفراط في العبادة غلو، والإفراط في اللذة فجور، والإفراط في الضحك خفة، والإفراط في المزاح سفاهة، والإفراط في مسايرة النساء فسولة، والإفراط في مخالفتهن لؤم، والإفراط في الأكل نهم، والإفراط في النوم خمول، والإفراط في الكرم تبذير، والإفراط في الاقتصاد شح، والإفراط في الاحتراس وسواس، والإفراط في الاطمئنان غفلة، والإفراط في الجد يبوسة، والإفراط في الراحة كسل، والإفراط في العناية بالصحة مرض، والإفراط في إهمال الصحة موت، والإفراط في محاسبة الناس عداء، والإفراط في التسامح معهم ضياع، والإفراط في الغيرة جنون، والإفراط في الإغضاء جريمة.
ثواب الجهاد
لا تنتظر جزاءك من أمتك على ما قدمت لها من خدمات، فهي مهما كافأتك، فإنما تكافئك كفرد، وأنت أحسنت إليها كأمة، وانتظر الجزاء بما لا يفنى ممن لا يفنى.
· اتهامك أمتك بالجحود دليل على أنك أردت السمعة، ولم ترد وجه الله.
· لا يعجبك من الشهرة حلاوة التصفيق؛ فإن معها مرارة التصفير، ولا مدائح المعجبين؛ فإن فيها مناوح (جمع مناحة) الحاسدين.
هل هؤلاء عرب؟
زعموا أنهم عرب قوميون، ثم لم نرهم يقولون كلمة واحدة في ذكرى الرسول صلى الله عليه وسلم: ولادة أو هجرة أو فتحاً، كذبوا! لو كانوا عرباً حقًّا لهزتهم ذكرى باعث العرب، ومخلد مجدهم في التاريخ إلى أبد الآبدين.
الأخيار والأشرار
ترى! لمَ كتب على أكثر الأخيار أن يكونوا بسطاء، وعلى أكثر الأشرار أن يكونوا أذكياء؟
المغرور
عجباً لأمر الذكي المغرور! يرفعه الناس بأيديهم تشجيعاً له فيأبى إلا أن يئد نفسه بيده خرقاً منه!
جحود
لا تندم على أن شجعت من توسمت فيهم الخير، فصنعت منهم رجالاً، ثم جحدوك وحاربوك، فحسبك أنك قاومت في نفسك الأنانية، وحاولت زرع الورد، فما أنبتت التربة السبخة إلا شيحاً وقيصوماً.
اعتدل في التشجيع
اعتدل في تشجيع ذوي المواهب كيلا يقتلهم الغرور، فقلما اتسعت عقول الأذكياء من الفتيان للشهرة المبكرة، والمديح المغالي.
الطموح
الطموح إما أن ينمي المواهب والكفاءات، وإما أن يقتلها.
· طموح الأحرار خلود، وطموح العبيد انتحار.
· طموح العقلاء بناء، وطموح الحمقى تهديم.
· طموح الحكماء زيادة في عقل الإنسانية، وطموح المغامرين السفهاء زيادة في متاعبها.
· طموح العبقري المؤمن دفع بعجلة الركب الحضاري نحو الخير والسعادة، وطموح العبقري الفاجر دفع بها نحو الشر والشقاء.
من مراقد إلى مرابع
ترى! أيسوء الموتى أن يحوِّل الأحياء مراقدهم إلى مرابع للجمال، تشيع البهجة والراحة في النفوس التي أرهقتها هموم الحياة وأعباؤها؟ أو إلى مراكز للعلم والثقافة، يشع منها الوعي والنور ؟ (قيلت في مقابر حمص، وحولت إلى حدائق عامة يرتادها جمهور الشعب من الفقراء والعمال، ولي في هذه المقابر آباء وأجداد وأحبة وأصدقاء! )
الإنسان المعطاء
هذا الإنسان الكريم المعطاء الذي صنعته يد الله الكريم، عظيم الجود والعطاء كان في حياته يمنح الأرض بعقله ما يعمرها، وها هو بعد مماته يمنحها بتربته ما يزينها.
بيوت الله
نعم ما يفعلون اليوم! يحيطون بيوت الله بحدائق ذات بهجة ورياض، إن جمال الطبيعة من أعظم نعم الله على الإنسان، فما أجمل أن يكون الجمال الإلهي طريقاً إلى النور الإلهي!.. ( قيلت في الحدائق التي أقيمت حول مسجد خالد بن الوليد رضي الله عنه، في مدينة حمص )
يا أهل حمص!
يا أهل حمص! إن للبطل الخالد فضلاً عليكم حين اختار الثواء عندكم، فلا تقصروا في تمجيد ذكراه، فلولاه لما خلدت مدينتكم! ( لا تلتفت إلى ما يشغب به الحمويون ضد الحمصيين من أنه خالد بن يزيد لا خالد بن الوليد!)
روعة العظمة
يا لروعة العظمة تستمر مشرقة حية عبر الأجيال من غير نصب ولا تمثال! وكذلك علمنا الإسلام أن نجعل عظماءنا قلوباً تنبض، وحياة تتحرك، ونوراً يضيء، لا أحجاراً صامتة ترفع، ولا أموالاً نافعة تهدر.
الحضارات الوثنية
هذه الحضارات الوثنية والمادية، تنفق على العظماء بعد موتهم ما يحتاج إليه الأحياء في حياتهم.
نعطي الموتى ونمنع الأحياء
أليس من عظيم المفارقات في بلادنا، أن نعطي الموتى ما نمنعه عن الأحياء، وأن نكرم الماضين ونهين المعاصرين، وأن نمجد شخصاً ونحتقر شعباً؟!
العظماء الخرس!
الأمة التي لا تذكر عظماءها إلا حين تراهم خرساً لا يتكلمون، هي أمة بليدة الشعور، قليلة الوفاء، سريعة النسيان.
أيها المقلدون!
أيها المقلدون: إن خالد بن الوليد حي في نفوس رجالنا ونسائنا وأطفالنا، أكثر من حياة كل عظماء الأرض، في نفوس الأمم التي أقامت لهم النصب والتماثيل!!
هل من الاشتراكية؟
أيها الاشتراكيون المتحمسون لإقامة النصب والتماثيل: هل من الاشتراكية أن تهدر الأموال الطائلة في أبنية وتماثيل لتخليد عظماء، هم خالدون في أنفسنا، بدلاً من أن تكون هذه الأموال غذاء لجائع، وكساء لعار، وبيتاً لمشرد، وعلماً لجاهل، وقوة لضعيف؟ إن الاشتراكية قبل الدين تردعكم عن هذا لو كنتم لمعنى الاشتراكية فاهمين، وبها حقًّا مؤمنين!
هكذا يفعل التقليد
على قبر أتاتورك أنفقوا ثلاثين مليون دولار، مما يشحذون من دول الاستعمار، وشعب تركيا جائع متخلف عن ركب الحياة! هكذا يفعل حب التقليد بالضعفاء الأغبياء، يفقدهم تفكيرهم قبل أن يفقدهم قوتهم، ويوردهم البوار قبل أن يوردهم النار!
نريد سلاحاً لا زينة
العاقل الحازم من إذا علم أن له عدوًّا يتربص به في الطريق، اشترى بما معه سلاحاً يدفع عنه الخطر، لا زينة يتزين بها في المجالس، وأمتنا اليوم في حاجة إلى أسلحة مادية ومعنوية تنفق فيها أموالها، أكثر من حاجتها إلى تماثيل تزين بها مدنها.
أوسمة العظمة
من يعطي أوسمة العظمة، وألقاب الخلود؟ هل التاريخ الصادق، أم الدعاية الكاذبة؟ وهل الجماهير المخلصة، أم الأفراد المتعصبون؟
زهرات حول تمثال
حطت نحلة على زهرات غرست حول تمثال عظيم، فجنت منه عسلاً شربه بعض المرضى فشفي، فقالت النحلة: ليت لي بدل كل تمثال زهرة، وقال المريض: ليتهم يحيون ذكرى العظماء بزهور يغرسونها كل عام!
الأوهام في عصر العلم
حوَّم طائر معمر في السماء - كان قد أفلت من سفينة نوح ولم يدركه الموت بعد - ثم طاف حتى لف أجواء الأرض كلها، فلما عاد إلى عشه، سأله طائر حدث كان يحاوره: كيف رأيت الأرض بين الأمس واليوم؟ قال الطائر المعمر: لقد تبدلت الأرض غير الأرض في عمرانها وحضارتها، ولكنها لا تزال كما كانت في أوهامها وخرافاتها، قال الطائر الحدث: وكيف ذلك؟ قال الطائر المعمر: لم يكن على الأرض في عهدنا أيام نوح إلا بضعة أصنام تعبد من دون الله، وكان الناس يومئذ بدائيين جاهليين، ولكني وجدت الأرض اليوم بعد عهد الإنسان بآلاف السنين من العلم والحضارة تغص بملايين التماثيل، ما بين أصنام تُعبد، وما بين أنصاب تُمجد، وكانت الأصنام والأنصاب في عهدنا تراباً وأخشاباً وأخجاراً، فأصبحت اليوم معادن ومبادئ ورجالاً، ويخيل إليَّ أن الإنسان في عصر العلم ألبس أوهامه الجاهلية ثياباً علمية، ويخيل إليَّ أيها الطائر الفتى أن أوهام الإنسان كثيراً ما تغلب على علمه وتوجه عقله!
فقد أعانك...
إذا أصابك بسوء فملأ نفسك صبراً، وقلبك رضاً، وأطلق لسانك حمداً، وغمر روحك إشراقاً وطمأنينة، فقد أعانك.
أمور نسبية
ما تشكوه من بلائه لك، قد يراه غيرك رحمة منه له.
الزواج المبكر
الزواج المبكر متعب في بدايته، مريح في عاقبته.
لا تؤخر الزواج
لا تؤخر الزواج لقلة ذات يدك، أنت لست الذي ترزق زوجك وأولادك، إنما يرزقهم من يرزق الطير في السماء والسمك في الماء.
[1][1] الفدفد: الصحراء الواسعة.
القسم الثالث والعشرين
أكبر عند الله
خفقة قلب من أب أو أم على ولدهما الصغير المحموم، وقطرة دمع في عيونهما على ولدهما الوَجِع المكروب، ربما كانت أكبر عند الله وأثقل في الميزان من عبادة سنوات وسنوات.
ضريبة الحياة
الزواج والإنجاب ضريبة الحياة، دفعها آباؤنا قبلنا، وندفعها نحن بعدهم، ويدفعها أبناؤنا بعدنا، تلك هي سنة الله وإرادته.
لا تلوموا الزمان
لا تلوموا الزمان، فإنه جميل لولا أن شوهته أطماعكم.
الزمان والحقيقة
الزمان أعظم مما فيه، والمكان أوسع ممن عليه!
نحن والزمان
الزمان مرآة نرى فيها أنفسنا على حقائقها.
داء الإنسانية
الطمع داء الإنسانية الأكبر، أفراداً وشعوباً وحكومات.
ذكريات
ثلاث ذكريات لا تنقطع حلاوتها: ذكرى الطفولة البريئة، وذكرى الزواج السعيد، وذكرى النجاح في كل ما تحاول من أمر عظيم.
البيئة الأولى
لا يعرف الإنسان فضائل بيئته الأولى أو نقائصها إلا بعد أن يعيش في بيئة أخرى، ثم إن له إليها حنيناً دائماً:
كم منزل في الأرض يألفه الفتى وحنينه أبداً لأول منزل
إنما يعرف الشيء بضده
كلما ارتفع الإنسان، عرف مقدار الوهدة التي كان فيها.
المحيط والتفكير
كلما اتسع محيط الإنسان، اتسع أفقه الفكري، وكلما ضاق محيطه ضاق تفكيره وسما خلقه، فهل ترانا نفضل سعة الأفق على حسن الخلق إذا لم يمكن الجمع بينهما؟ أم إلى ذلك سبيل؟
السعادة وتقدم الحضارة
عهدنا الناس في أيام طفولتنا أكثر بساطة في المعيشة، وأقوم أخلاقاً في المعاملة، وأقل رقيًّا في الحضارة، وأنعم سعادة في الحياة، فلما تقدمت بهم الحضارة، ضعف ذلك كله، أفهذه طبيعة كل حضارة؟ أم هي من خصائص هذه الحضارة الغربية؟ ولو خير الناس بين حالهم الأول وحالهم اليوم، ترى ماذا كانوا يختارون؟ وفي ظني أن أكثر المخضرمين يفضلون أمسهم، وأن جمهور المحدثين يفضلون يومهم، أما أنا فأفضل السعادة في كوخ حقير على مشكلات الحضارة في قصر كبير.
السرور والمسؤولية
السرور في الحياة ملازم لانعدام الشعور بالمسؤولية، ألست ترى الشباب يفيض بالسرور، والكهولة تفيض بالأحزان؟
انتشار الوعي
لست أُسرُّ لشيء في حاضرنا أكثر من انتشار الوعي في كل شؤون حياتنا.
شيء فقدناه
لست آسى على شيء فقدناه من ماضينا أكثر من مظاهر احترام الدين والحياء في مجتمعنا.
لا يجتمعان في هذه الحضارة
شيئان لا يجتمعان للمرء في ظل حضارة الغرب: رفاهيته المادية وفضائله الخلقية، وشيئان لا يجتمعان للأمة في ظلها أيضاً: تقدمها الحضاري، وتماسكها العائلي.
العلماء في الماضي والحاضر
كان العلماء في عهد طفولتنا يملأون الأندية كثرة، ويملأون الصدور هيبة، ثم كانوا في عهد شبابنا، يملأونها كثرة ولا يملأونها هيبة، أما الآن: فلا وجود للعلماء، ولا هيبة للأدعياء.
هل يصبحون مثلنا؟
ترى! أيأتي على أطفالنا يوم يرون فيه أيامهم التي يحيونها اليوم، أجمل من أيامهم التي يحيونها غداً؟
التحرر
الانطلاق من تقاليد المجتمع وتعاليم الدين جميل في أهواء النفس، خطير في أحكام العقل.
تزمت بغيض
بعض المتزمتين يرون في رغبات الناس في التمتع بالهواء الطلق، والحدائق العامة، والمنتزهات على الأنهار والبحيرات، انطلاقاً من قيود الأخلاق، ولو كان الأمر كما يرون، لما قال الله في كتابه: ? قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق?؟
سجن الأوهام
كثيراً ما يصنع من أوهامه، سجناً يمنعه من الحركة والانطلاق.
الإنسان والحيوان
الإنسان أشرُّ حيوان في شهواته، وأبرعه حيلة في الوصول إليها.
ذكريات الطفولة
يا ذكريات الطفولة! أنا أعلم أنك لن تعودي، ولكني أشعر أنك لن تفارقيني.
أكثر ما يكون...
أكثر ما يكون الإنسان ذِكْراً لأيام طفولته، في أيام كهولته، وأكثر ما يكون ذكراً لأيام شبابه في أيام شيخوخته، وأكثر ما يكون ذكراً لغناه في أيام فقره، وأكثر ما يكون ذكراً لجاهله في أيام خموله، وأكثر ما يكون ذكراً لصحته في أيام مرضه، وأكثر ما يكون ذكراً لأعماله في أيام بطالته، وأكثر ما يكون ذكراً لأفراحه في أيام أحزانه، وأكثر ما يكون لجهاده في أيام نسيان الناس له، وأكثر ما يكون ذكراً لفضائله في أيام تحامل الحاسدين عليه، وأكثر ما يكون ذكراً لإقبال الدنيا عليه في أيام إعراضها عنه.
الغفلة في أيام النعمة
أكثر ما يكون الإنسان غفلة عن نعم الله حين يكون مغموراً بتلك النعم.
· لا يُعرف فضل النعمة إلا بعد زوالها، ولا فضل العالم إلا بعد فقده، ولا موت المصلح إلا بعد موت أقرانه، ولا قيمة العظيم إلا بعد قرون من تفقد المجتمع له.
لكل بلد طابع
سبحان الله! جعل لكل بلدة طابعاً يُعرف به أهلها: فطابع دمشق: الدماثة والاستئثار، وطابع حمص: الصفاء[1][1] والإيثار، وطابع حماة: الحمية واللدد[1][2]، وطابع حلب: الوفاء والإمساك، وطابع دير الزور: الصراحة والجفاوة، وطابع اللاذقية: البساطة والتقلب.
فوائد الضحك والمرح
ربما كان الضحك دواء، والمرح شفاء، وقلة المبالاة مناجاة لمن أورثته كثرة الأعباء شدة الأمراض.
غفلة
أكثر الناس لا يرون الماضي إلا في الحاضر، ولا المستقبل إلا بعد الانتهاء منه.
حبل مقطوع
من حاسب الناس على عواطفهم نحوه، كان بينه وبينهم حبل مقطوع، وهوة لا يمكن عبورها.
لكل شيء ثمن!
قلَّ من استطاع أن يعيش بين الناس سالماً، إلا على حساب حريته وكرامته، وقلَّ من استطاع أن يعيش بينهم محبوباً، إلا على حساب طموحه ومصلحته.
مفيد وضار
كثرة الضحك والمرح والمزاح، مرض للصحيح وصحة للمريض.
بين الحزم واللين
إذا لم تحزم أمرك مع زوجك قتلتك رغباتها، وإذا لم تكن معها رفيقاً قتلتها شدتك، وتكون أسعد الناس إذا حملتها على السير معك، وهي راضية ضاحكة.
كيف تكتسب مودة الناس
لا تكتسب مودة الحكيم إلا بالتعقل، ولا العالم إلا بالملازمة، ولا السفيه إلا بالمداراة، ولا البخيل إلا بالزهد، ولا الزعيم إلا بالطاعة، ولا الطاغية إلا بالذلة، ولا المرأة إلا بالإنفاق، ولا الشاعر إلا بالإعجاب، ولا المرح إلا بالابتسام، ولا المغرور إلا بالثناء ولا التقي إلا بالاستقامة، ولا الشجاعة إلا بالبأس، ولا المصلح إلا بالتضحية، ولا الثرثار إلا بالإصغاء، ولا المغني إلا بالتأوه والتمايل عند الغناء.
بمَ ينمو العقل؟
لا ينمو العقل إلا بثلاث: إدامة التفكير، ومطالعة كتب المفكرين، واليقظة لتجارب الحياة.
بمَ يصلح العلم؟
لا يصلح العلم إلا بثلاث: تعهد ما تحفظ، وتعلم ما تجهل، ونشر ما تعلم.
بمَ يفيد الوعظ؟
لا يفيد الوعظ إلا بثلاث: حرارة القلب، وطلاقة اللسان، ومعرفة طبائع الإنسان.
بمَ يثمر الإصلاح؟
لا يثمر الإصلاح إلا بثلاث: دراسة المجتمع، وصدق العاطفة، ومتابعة السير.
بمَ تدوم النعمة؟
لا تدوم النعمة إلا بثلاث: شكر الله عليها، وحسن الاستفادة منها، ودوام العناية بها.
بمَ تصدق الأخوة
لا تصدق الأخوة إلا بثلاث: أن تغار على عرضه كعرضك، وأن لا تكتم عنه سرًّا، وأن ترى حقه عليك في نجدته أقوى من حق أولادك في إمساك مالك.
بمَ يجمل المعروف؟
لا يجمل المعروف إلا بثلاث: أن يكون من غير طلب، وأن يأتي من غير إبطاء، وأن يتم بغير منة.
بمَ تكمل الرجولة؟
لا تكمل الرجولة إلا بثلاث: ترفع عن الصغائر، وتسامح مع المقصرين، ورحمة بالمستضعفين.
بمَ يحلو الجمال؟
لا يحلو الجمال إلا بثلاث: صيانة عن الابتذال، ومودة للأطهار، وعفة مع الفجار.
بمَ تحصل السعادة؟
لا تحصل السعادة إلا بثلاث: صيانة الدين، وصحة الجسم، ووجود ما تحتاج إليه مادة أو معنى.
بمَ تثاب على العبادة؟
لا ثواب للعبادة إلا بثلاث: إخلاص لله، وحضور مع الله، ووقوف عند حدود الله.
بمَ يتحقق النجاح؟
لا يتحقق النجاح إلا بثلاث: تحديد الهدف بدقة، واحتمال المشاق والمكاره، والاستهانة بالعوائق والأخطار إلى حد معقول.
بمَ تتم المحبة لله؟
لا تكون المحبة في الله إلا بثلاث: أن يكون القلب في الهجر كحاله في الوصل، وأن تكون المعاملة في الغضب كما هي في الرضا، وأن لا تزداد في العطاء وتنقص في الحرمان.
[1][1] هو التعبير الصحيح عن وصف الحمويين للحمصيين تحاملاً بالغفلة (أو بالجذبة).
[1][2] هو التعبير الصحيح عن وصف الحمصيين للحمويين تحاملاً بالحقد واللؤم. واللدد هو العنف في الخصومة.
القسم الرابع والعشرين
بمَ يكون الغضب لله؟
لا يكون الغضب لله إلا بثلاث: أن لا يفرق فيه بين قريب وبعيد، وأن لا يغير منه ترهيب ولا تهديد، وأن لا يكون للنفس فيه دافع من شهرة أو انتقام.
بمَ يكون الجهاد؟
لا يكون الجهاد في سبيل الله إلا بثلاث: أن تكون الشهادة فيه أحلى من السلامة، وأن يكون خمول الذكر فيه أحب من الشهرة، وأن يكون النيل من جسم العدو أحب من النيل من أرضه وماله؛ إلا أن ترجى هدايته أو منفعته.
بمَ يقع التواضع موضعه؟
لا يقع التواضع موضعه إلا بثلاث: أن يكون من تتواضع إليه مستحقاً لهذا التواضع، وأن يكون عارفاً بقيمته، وأن لا يلتبس التواضع بالذلة عند من يشاهدونه.
بمَ ينبل السخاء؟
لا ينبل السخاء إلا بثلاث: أن لا يكون جزاء لمعروف، وأن لا يكون ارتقاباً لمعروف، وأن تكون الرغبة في ثواب الله عليه أقوى من ثناء الناس فيه.
بمَ تحمد الشجاعة؟
لا تحمد الشجاعة إلا بثلاث: أن تكون لمصلحة عامة، وأن تكون لغرض كريم، وأن لا تكون أمام جبان لئيم.
بمَ يعظم الشرف؟
لا يعظم الشرف إلا بثلاث: بسطة في اليد، ونبل في الخلق، وإشراق في الروح.
بمَ يحفظ المال؟
لا يحفظ المال إلا بثلاث: جمعه من غير ظلم، وإنفاقه في غير سرف، وإمساكه من غير شح.
بمَ ينفع الحلم؟
لا ينفع الحلم إلا بثلاث: أن يكون عن قدرة، وأن يقع على كريم، وأن يؤدي إلى خير عميم.
كثرة.. وقلة
لي أصدقاء كثيرون وليس لي إلا بضعة إخوان.
حين يساء فهم الدين
حين تضيع معاني الدين وتبقى مظاهره، تصبح العبادة عادة، والصلاة حركات، والصوم جوعاً، والذكر تمايلاً، والزهد تحايلاً، والخشوع تماوتاً، والعلم تجملاً، والجهاد تفاخراً، والورع سخفاً، والوقار بلادة، والفرائض مهملة، والسنن مشغلة.
وحينئذ يرى أدعياء الدين، عسف الظالمين عدلاً، وباطلهم حقًّا، وصراخ المستضعفين تمرداً، ومطالبتهم بحقهم ظلماً، ودعوة الإصلاح فتنة، والوقوف في وجه الظالمين شرًّا.
وحينئذ تصبح حقوق الناس مهدرة، وأباطيل الظالمين مقدسة، وتختل الموازين، فالمعروف منكر، والمنكر معروف.
وحينئذ يكثر اللصوص باسم حماية الضعفاء، وقطاع الطرق باسم مقاومة الظالمين، والطغاة باسم تحرير الشعب، والدجالون باسم الهداية والإصلاح، والملحدون بحجة أن الدين أفيون الشعوب.
فضل المال
المال يكشف زيف النفوس، وزغل القلوب، ومرض الضمائر، وانحلال الأخلاق.
كذب الداعية
من علامة كذب الداعية: غرامه بالترف والرفاهية، وجوعه إلى الشهوة واللذة، والتصاقه بالخائنين والمفسدين.
الحق والباطل
الحق الذي يستنصر بالباطل، يسيِّره الباطل كما يشاء.
الشهوة مفتاح
الشهوة مفتاح الشيطان لقلوب المستقيمين.
الشهوة ومضارها
الشهوة عقبة تمنع المريدين من الوصول إليه، وحجاب يحول دون الواصلين عن شدة القرب منه، وظلمة تفر منها بصيرة العارفين، وشبكة يعصم الله منها قلوب المقربين.
مناجاة!
إلهي! جلت رحمتك عن أن تترك المحزونين صرعى آلامهم حتى يدركهم اليأس، وجلت قدرتك عن أن تدع المصابين أسارى محنتهم حتى يدركهم الفناء، وجلت حكمتك عن أن تبتلي الطائعين بما يعجزهم عن طاعتك، وتمد الفاجرين بما يغريهم بعصيانك، إلا أن تكون ادخرت للعاجزين خيراً من ثواب طاعتهم، واستدرجت الفاجرين بما يضاعف عقوبتك لهم على قبيح عصيانهم، وجلت عدالتك عن أن تعاقب المقصرين النادمين على تقصيرهم، وتترك الغاوين السادرين في غوايتهم، وجلت صمديتك عن أن لا يجد في حماك المستغيثون ملاذاً مهما عظمت جريرتهم، وجلت وحدانيتك عن أن تلجئ الحيارى إلى غير بابك، أو أن تسقي السكارى غير شرابك، أو أن ترد القاصدين إليك عن شرف الوصول إلى قدس أعتابك، يا من أمد الحمل في ظلمات الرحم بما تتم به حياته، وأمتع الرضيع ببصره وسمعه وعقله بعد أن كان لا يملك منها شيئاً، يا من أبدع السموات والأرض، وسخر ما فيهما للإنسان، وكل شيء عنده بمقدار، يا من وسعت رحمته كل شيء، أبسط يد الرحمة لعبادك الذين سدت في وجوههم أبواب الخلاص إلا أن يكون عن طريقك، وأسبغ على نفوسهم برد الرضى بقضائك، والصبر على بلائك، وأمدهم بالعون على ما هم فيه، حتى يخلصوا إليك راضين عنك راضياً عنهم، وعوضهم خيراً مما أخذت منهم، وأنزلهم داراً خيراً من دارهم، وآنسهم بجوار خير من جوارهم، وأحباب خير من أحبابهم، وأخلفهم فيمن خلفوا من فلذات أكبادهم، إنك نعم الخليفة في الأهل والولد، وأنت نعم المولى ونعم النصير.
هموم الغد
لا تثقل يومك بهموم غدك؛ فقد لا تجيء هموم غدك؛ وتكون قد حرمت سرور يومك.
الخير والشر
الخير حمل وديع، والشر ذئب ماكر، فانظر هل يسلم الحمل من الذئب، إلا أن وراءه قوة تحميه؟.
مصيبة الحق في جنوده
أعظم مصيبة للحق في جنوده اليوم: فتور عزائمهم، وقد كانوا في صدور الإسلام يكهربون الدنيا بنبضات قلوبهم.
رقة القلب قد تمرض
إذا أمرضتك رقة القلب ودقة الإحساس، فشفاؤك في قساوة قلبك، واستعن على ذلك بأن تذكر أن كل شيء بقضاء وقدر، وأن حزنك وألمك لا يدفعان المقدور، ولكن يزيدان في مرضك وآلامك.
ستة تهون المصيبة
ستة أشياء إذا ذكرتها هانت عليك مصيبتك: أن تذكر أن كل شيء بقضاء وقدر، وأن الجزع لا يرد عنك القضاء، وأن ما أنت فيه أخف مما هو أكبر منه، وأن ما بقي لك أكثر مما أخذ منك، وأن لكل قدر حكمة لو علمتها لرأيت المصيبة عين النعمة، وأن كل مصيبة للمؤمن لا تخلو من ثواب أو مغفرة، أو تمحيص، أو رفعة شأن، أو دفع بلاء أشد، وما عند الله خير وأبقى.
طبيعة المرأة
المرأة هي المرأة، منذ حواء حتى تنتهي الحياة على الأرض: زينتها حياتها، ومن ثمة فحياة البيت بأن تكون زينته، وحياة المجتمع بأن تكون أنثاه فحسب، وكل كلام غير هذا عبث، ترده طبيعة المرأة نفسها.
يأكلون أنفسهم
الذين يتجاوزون حدود الخلق والدين في جمع الأموال، يأكلون أنفسهم وهم لا يشعرون.
أيهما أقل سوءاً
ترى أيهما أحسن أو أقل سوءاً: صالح لا ينهض لواجب، أم طالح يؤدي الواجب على غير وجهه؟!
علامة صدق الأخوة
إذا أردت أن تختبر صدق أخ في مودته، فمد يدك إلى جيبه، ثم انظر إلى وجهه وعينيه[1][1] .. ولا حاجة بك بعد ذلك إلى دليل.
قلة وكثرة
لا تغتر بكثرة من ترى حولك من المعجبين والمحبين في أيام الرخاء، فقد لا ترى منهم في أيام المحنة إلا نصف أخ أو ربعه، أما أنا فلم أجد في ألوفهم غير بضعة إخوان.
مولود جديد!
مولود جديد أطل على الدنيا باكياً.. لم يشعر به إلا أبواه وأقرباؤه.. ولكنه زاد في ميزانية والده نفقات، فزاد في ميزانية الدولة نفقات، فزاد في ميزان الدفع والمقايضة العالمي،.. وزاد في استهلاك المواد الغذائية في العالم،.. وزاد في عدد سكان كوكبنا المتحرك، الذي يئن بسكانه الحاليين... وزاد .. وزاد .. هذا المولود الصغير.. الذي لم يشعر بولادته إلا أفراد قلائل.
بكاء الوليد
لمَ ولد باكياً مع أنه فارق الظلمة إلى النور؟ وضيق الرحم إلى سعة الدنيا؟ قالوا لأنه فارق مكانه الذي ألفه.. وما هو بذلك، ولكنه تألم، لأنه عانى ضغط الخروج على أعضائه الغضة اللدنة، فصرخ.. ضغط عليه فتألم فصرخ.. هذه هي طبيعة الإنسان الحي، بل قل: إنها أول ما يبدو من طبائع الإنسان وخصائصه منذ أن يستقل في وجوده عن أي إنسان آخر... فالشعور بالحرية ملازم لشعور الإنسان بالحياة.. والشعور بالاضطهاد ملازم لشعوره بالحرية.
خواطر حول مولود
يا وليدي الجديد! لست أدري لِمَ لم أفرح كثيراً بولادتك، كما فرحت بإخوتك وأخواتك؟ أهو لأني مريض متألم؟ أم لأني حزين متشائم؟ أهو لأن معين السرور قد غاض في نفسي، فما عدت أشعر بدواعي الفرح تهزني كما كانت من قبل؟ ولمَ ذلك؟ ألأني فارقت الشباب؟ أم لأني أتحرك وأحس وأعمل بنصف ما يعمل الرجل الصحيح ويحس ويتحرك؟ أم لأن تجارب الحياة علمتني أن أكثر أفراحنا من صنع أوهامنا، وأكثر ملذاتنا تولد في خيالاتنا قبل أن تشعر بها جوارحنا؟ أم لأن الزمان الذي نعيش فيه كثر هرجه، والأرض التي نسرح عليها كثرت فتنتها، والأمة التي ننتمي إليها أثخنتها جراحها؟.
لا يا وليدي الحبيب! ما أحسب ذلك كله الذي خفف من فرحتي بقدومك، وقد يكون بعض ذلك من بعض، ولكن أمراً واحداً قد يكون أقوى أثراً من كل ما ذكرت، ذلك أني منذ أصبت بهذا المرض – منذ خمس سنوات وشهر تقريباً – وأنا أفكر في عجزي عن تربية إخوتك وأخواتك كما أحب: جنوداً في سبيل الله، ليوثاً في نصرة الحق، بحوراً في فعل الخير، زهرات فواحة في حسن الأحدوثة وجميل الأثر، وها أنت يا بني زدتهم واحداً فأصبحتم ستة، فإن يحل بيني وبين ما أحب لكم، أمر من الله قضاه، فبحسبي هدوءاً أن أعتقد أن لكم عند الله طريقاً أمضاه، ولو أني كنت في مقتبل العمر وعنفوان الشباب، وربيع الفتوة لما استطعت أن أنقض ما أبرم فيكم، أو أحول ما أراد لكم، وبحسبي نبية الخير وإن لم أستطعه، وعزم الرشد وإن عجزت عنه، والله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين.
فرح الزوج
الزوج الوفي المحب يفرح بولادة زوجته مرتين: مرة لأنها ولدت له مولوداً، وأخرى لأنها سلمت في ولادتها، ولن أنسى فقد أخت حبيبة وهي على فراش الولادة يرحمها الله، لقد عرفت يومئذ معنى اللوعة على فقد الأحبة، لأول مرة في حياتي، ولأول مرة أبكي عن أبي مع أبي يرحمه الله، وقد هدَّه الحزن عليها، وهو شيخ كبير، وأنا بعد لم أعرف معنى الأبوة ولا دخلت عتبتها، فما أشد فرحة الزوج الأب بولادة زوجته الأم، وسلامتها له ولأطفاله الذين ما يزالون كأفراخ القطا!.
الولد والأم
أما والله لا أعرف في الدنيا جزاء يمكن أن يكافئ الولد به أمه، لأني لا أعرف في الدنيا إنساناً أحسن إلى الولد وعرض حياته وراحته وسلامته من أجله، كما فعلت له أمه.. ومع هذا يضيق بها ذرعاً حين تكبر وتهرم! يا للعقوق!.. يا للكفران.
القسوة على المرأة
ما أقسى أفئدة الذين يريدون للمرأة أن تعمل لتكسب قوتها، وهي تعاني من شدائد الحمل والولادة والحضانة والإرضاع لطفل واحد، بله أطفال آخرين، وغير شؤون البيت وأعبائه! ما أقسى أفئدتهم وأغلظ أكبادهم! ولولا الحياء لقلت إنهم متوحشون، يتلذذون بتعذيب المرهقين! واستعباد المستضعفين!.
ريحانة الدنيا
الزوجة المؤمنة العفيفة، الولودة الودودة لزوجها وأطفالها، ريحانة الدنيا كما رأينا، وأنا لا أشك في أنها ستكون ريحانة الآخرة كما علمنا..
فضل المرأة المسلمة
رضي الله عن أمهاتنا وزوجاتنا المتفيئات ظلال الإسلام، العاملات بأحكامه، فوالله ليوم من أيام الواحدة منهن، يعدل في إنسانيته وجلاله وطهره، عمراً كاملاً من أعمار أولئك اللاتي يتفيأن ظلال هذه الحضارة الفاجرة الغادرة المتمردة المبدلة لصنع الله.
دهشة!
أنا لا أزال في دهشة من أمر الأعرابيات في حملهن وولادتهن.. إنها لفي شهرها التاسع وهي أشد ما تكون ثقلاً وعناء بجنينها، وهي مع هذا أشد ما تكون إمعاناً في عملها أو ترحالها في الصحاري والقفار، حتى إذا جاءها المخاض، تنحت عن الطريق قليلاً، فولدت وقطعت حبل السرة لوليدها بالحجر، ثم لفته وألقته على ظهرها وتابعت السير، كأن شيئاً لم يحدث، ولا يعلم أحد ممن في الركب من أمرها شيئاً. ونساؤنا المدنيات تحشد لولادتهن القابلة أو الطبيب، والمساعدة من ممرضة أو قريبة، وتسعف أثناء المخاض بكل ما وصل إليه الطب الحديث من وسائل التيسير وتخفيف الآلام، وتعقيم الأدوات والآلات والأربطة والعلاجات، فإذا ولدت ظلت في فراشها في البيت أو في دار التوليد أياماً لا تغادر سريرها إلا لماماً، وتظل بعد ذلك أياماً أُخر لا تأتي من أعمال البيت إلا بأيسرها وأخفها، والكل يشفقون عليها أن تنزعج أو ينزعج الوليد مدة نفاسها، خشية أن ينالها ما لا تحمد عقباه.
فما السر في هذا الفرق العجيب بين المدنيات والبدويات؟! أهو ترف الحضارة الذي يضعف في الجسم المقاومة؟ وخشونة البداوة التي تقوي فيه المناعة والقدرة على تحمل المشاق؟ فإن كان هذا هو سر الفرق بين الأمِّين، فما هو سر الفرق بين الوليدين؟ أيولد ابن البدوية محصناً ضد الضعف والمرض، فلا يتعرض لما يتعرض له أطفال المدن بعد ولادتهم، مما يحتاجون معه إلى عناية الطبيب وسهر الأم أو الحاضنة؟ وإن كان هذا صحيحاً، أفليست البداوة أسلم عاقبة من الحضارة، وأكثر سلامة، وأوسع أمناً؟ وهل يتساوى ما تسلبه منا الحضارة مع ما تمنحنا إياه؟ أيًّا ما كان الأمر فلن نفضل البداوة على الحضارة! إن الإنسانية لن تتطلع إلى الوراء.. البعيد.. البعيد.
تطاول وغرور
بدء حياة الإنسان ونهايتها مما حارت فيه عقول الفلاسفة منذ عرف تاريخ الفكر الإنساني حتى الآن، ومع ذلك فهذا الإنسان الذي لم يعرف كيف تبدأ حياته وكيف تنتهي، يريد أن يعرف كنه الله وأين هو؟ ويتساءل: لمَ لا يراه؟ يا لغرور الجاهلين!.
فضل الأم وجحود الولد
ليس في الدنيا إنسان يتحمل العذاب راضياً مختاراً في سبيل غيره، كالأم في سبيل ولدها، وليس في الدنيا إنسان يتعرض للجحود ونكران الجميل، كالأم من ولدها، وهذا من أعجب مفارقات الحياة.
مرارة الغدر
الغدر لا يثمر إلا مرًّا، وأول من يغص به آكله.
أمران
أمران لا يدومان في إنسان: شبابه وقوته، وأمران لا يتغيران في إنسان: طبعه وشكله، وأمران يكبران معه: عقله وعمله، وأمران يصغران كلما كبر: حافظته، وجلده، وأمران لا يخجل منهما أي إنسان: ملء معدته، وقضاء حاجته، وأمران يخجل منهما كل إنسان: السرقة والخيانة، وأمران ينفعان كل إنسان: حسن الخلق وسماحة النفس، وأمران يضران كل إنسان: حسد ذوي النعم والحقد على أهل المواهب، وأمران تضر الزيادة فيهما والنقصان: الطعام والشراب، وأمران تضر الزيادة فيهما ويحسن النقصان: العادة والتقاليد، وأمران تحسن الزيادة فيهما ويضر النقصان: العبادة والإحسان، وأمران يضران صاحبهما مادياً وينفعان الناس: بذل المال في المكارم وبذل الحياة في سبيل الله، وأمران ينفعان صاحبهما مادياً ويضران الناس: الاحتفاظ بسر المهنة والاحتفاظ بنجاح التجربة، وأمران يحبهما كل الناس: المال والجمال، وأمران يكرههما كل الناس: الظلم والفساد، وأمران يولع بهما كل إنسان: النفس والولد، وأمران يجزع منهما كل إنسان: الفقر والموت، وأمران يجري وراءهما كل الناس: الوهم والخيال، وأمران يفر منهما كل الناس: المرض والجوع، وأمران يحب أن يراهما كل الناس: البطل والمهرج، وأمران يحب أن يساكنهما كل واحد من الناس: الصحة والسرور، وأمران يحب أن يسمعهما كل واحد من الناس: الصوت الحسن والبشارة الحسنة، وأمران يحب أن يحوزهما كل واحد من الناس: الشهرة وثناء الناس.
الذوق موهبة
الذوق موهبة وراء العقل والفطنة والذكاء، وهو لهذه كالملح للطعام، والروح للجسم، وكثيرون هم الذين فشلوا في الحياة، لفقدانهم هذه الموهبة، من غير أن ينقصهم علم أو ذكاء.
[1][1] كناية عن أثر استجابته لحاجتك إلى ماله.
القسم الخامس والعشرين
جنون خفي
بعض الناس يبدون في تمام العقل، وهم في الواقع مصابون ببعض أنواع الجنون الخفي الذي لا يظهر إلا في تصرفاتهم الشاذة، فسم ذلك إن شئت جنوناً أو شذوذاً أو حمقاً أو خفة أو طيشاً، فكل ذلك يقابل العقل، وليس غير العاقل إلا المجنون!
أسوأ المرض
أسوأ أنواع المرض: أن تبتلى بمخالطة غليظ الفهم، محدود الإدراك، بليد الذوق، لا يفهم ويرى نفسه أنه أفهم من يفهم، فكيف إذا كتب عليك أن تخالطه وأنت مريض؟
ملل النفس
النفس الإنسانية ملولة تحب الجديد من كل شيء، والطريف من كل شيء، حتى ولو كان الذي ملته أحسن وأجمل، وهذا هو سر انتشار "الموضات" على ما في أكثرها من قبح وبشاعة.
حب اللهو
النفس الإنسانية تحب اللهو وتكره الجد، وهذا هو السر في ندرة العظماء وكثرة الماجنين والعابثين، في الأذكياء والعقلاء.
خلطة وعزلة
معاشرة الناس لإرشادهم، من عمل الأنبياء، واعتزالهم للتفكير في أمورهم، من شأن الحكماء، فاحرص على أن لا تفوتك مع خلق النبوة خصائص الحكمة.
الخلوة
خلوة ساعة بينك وبين ربك قد تفتح لك من آفاق المعرفة ما لا تفتحه العبادة في أيام معدودات.
لا ترجئ عملك
من أماني النفس الباطلة، أن ترجئ العمل إلى وقت تكون فيه أكثر فراغاً أو أكثر نشاطاً، فإنك لا تدري أيأتي الوقت كما تتمناه نفسك، أم يفوتك العمل في الوقتين معاً!
استعن بالله
كل عسير إذا استعنت بالله فهو يسير، وكل يسير إذا اعتمدت فيه على نفسك أو أحد من خلقه فهو عسير.
احرص على صحبة ثلاثة
ثلاثة احرص على صحبتهم: عالم متخلق بأخلاق النبوة، وحكيم بيضت فودية[1][1] ليالي التجربة، وشهم له من مروءته ما يحمله على نصحك إذا أخطأت، وإقالتك إذا عثرت، وجبرك إذا انكسرت، والدفاع عنك إذا غبت، والإكرام لك إذا حضرت.
تمام المودة
لا تتم مودتك لأخ حتى تكون إذا أضناه الألم ضويت، وإذا عضه الجوع خويت، وإذا مسه الضر لم تعرف كيف تبيت!
رباط واهٍ
أكثر ما يربط الناس بعضهم مع بعض: حبل سريع الانقطاع، وأكثر ما يحول بين بعضهم عن بعض جدار سريع الانهيار..
الرجاء والأسباب
التجاؤك إلى الله عند النكبات، لا ينافيه الأخذ بالأسباب؛ فهو الذي أمر بها ودل عليها ويسر لها، وأقامها تحقيقاً لمصالح عباده ورحمة منه بهم، والخائف إذا التجأ إلى حمى قوي عزيز، فأشار عليه بدخول حصن من حصونه ففعل، كان ذلك أتم في الخضوع، وأجلب للحماية.
الإخلاص والرياء
لا تحتقر عملاً قدمته بنية خالصة؛ فالقليل مع الإخلاص كثير، والكثير مع الرياء قليل، والمحاسب الخبير لا تعجبه كثرة الدنانير، وإنما تعجبه جودتها.
اقبل عذر المسيء
لا تعنت أخاك أو جارك إذا اعتذر إليك بعد أن أساء، فالله الغني عن عباده، القوي على عقابهم، يقبل عذر مسيئهم، وتوبة مخطئهم، فما أحراك وأنت الضعيف الذي لا تملك لنفسك ضرًّا ولا نفعاً؟
موت الجسم وموت القلب
إن الناس يجزعون إذا مات جسم عزيز عليهم، ويحزنون ويبكون. وتراهم لا يحركون ساكناً إذا مات قلبه وانطفأت روحه، وأين يقع موت الأجسام من موت القلوب؟
اعمل بما تعظ به الناس
بعض الواعظين يخوفونك من الذنوب بأقوالهم؛ حتى تظن أن الله لا يدخل أحداً من عباده الجنة، ويجرئونك على المعاصي بأفعالهم؛ حتى تظن أن الله لا يدخل أحداً من عباده النار، وقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أكثر هؤلاء الواعظين يدخلون النار بما يعظون، وأكثر هؤلاء المستمعين يدخلون الجنة بما يتعظون.
الانقطاع على عمل الخير
بعض الناس يحسنون العمل حيناً، ثم ينقطعون أو يسيؤون، فيعيشون في ماضيهم لا يشهدون غيره، ولا يذكرون سواه، وبذلك يخسرون الماضي والحاضر معاً، فإن لم تتداركهم عناية الله خسروا المستقبل أيضاً.
موقف العاقل من المديح
إذا تحدث الناس عنك بما يسرك فافرح به فرح الشاكرين لا فرح البطرين، واستمع إليه سماع المتواضعين لا سماع المغرورين، وأحمق الحمقى من ينسى أن الفضل في ذلك كله لله، ولولاه لما كان ولا كانت فضائله!
وموقفه من الذم
إذا تحدث الناس عنك بما يسوؤك، فلا تغضب غضب الطائشين، ولا تحقد حقد الموتورين، ولكن انظر: فما كان منه حقًّا فاللوم فيه عليك لا على الناس، فعلام تغضب؟ وما كان باطلاً فإنما هو اختبار لرجولتك، أو تنبيه لك من غفلتك، أو إظهار لما خفي من فضائلك، وكن على ثقة من أن الدر لن يلتبس أمره بالبلور على العارفين، وأن الحق لن يخفى وجهه على رب العالمين.
ذل الشهوة والطمع
كم أذلت الشهوة كرامة الرجال، وكم أذل الطمع أعناق الأبطال!
شجرة الذل
لا تروى شجرة الذل إلا بماء الحرص، ولا تنمو إلا في ظلال الجبن، ولا تورق إلا بالنفاق، ولا تثمر إلا مع الكفر بالله أو نسيان حسابه.
أكثر الناس
لا تكن كأكثر الناس يفضلون عاجلاً فيه تَلَفُهم، على آجل فيه خلاصهم، ولكن كن كما هو شأن عباد الله الصالحين: يرضون من العاجل بما يوصل إلى الآجل؛ لا بما يقطع عنه.
عز.. وعز..
عز الاستقامة أشرف عز؛ لأنه عز لا ذلَّ بعده، وعز الانحراف أبخس عز؛ لأنه عز لا عز بعده!
الأمور بنتائجها
إذا كان المرض يصحح لك خط سيرك فهو بدء الشفاء، وإذا كان الفقر يجبرك على حفظ النعمة فهو بدء الغنى، وإذا كان الألم يصرفك عن التفكير في الشر فهو بدء السعادة، وإذا كان العزل يمنعك من الظلم والإعانة عليه فهو بدء الولاية، وإذا كان الموت يقصيك عن الشقاء وأسبابه فهو بدء الحياة.
القرآن والمؤمنون
تأثير القرآن في نفوس المؤمنين بمعانيه لا بأنغامه، وبمن يتلوه من العاملين به لا بمن يجوده من المحترفين به، ولقد زلزل المؤمنون بالقرآن الأرض يوم زلزلت معانيه نفوسهم، وفتحوا به الدنيا يوم فتحت حقائقه عقولهم، وسيطروا به على العالم يوم سيطرت مبادئه على أخلاقهم ورغباتهم، وبهذا يعيد التاريخ سيرته الأولى.
القرآن والإذاعات
خير من ألف إذاعة تتلو القرآن على المسلمين بأعذب الأصوات صباح مساء، إذاعة واحدة يتلى فيها القرآن بآدابه من قلب خاشع يستمع إليه المسلمون بقلوبهم وعقولهم ساعة واحدة كل أسبوع.
المصاحف والمسلمون
لم يكن عدد المصاحف عند المسلمين في القرن الأول للهجرة يبلغ عشر معشار عددها عندهم اليوم، وهي الآن لا يتلى منها عشر معشار ما كان يتلى حينذاك، وما يتلى بتفهم وتدبر لا يبلغ عشر معشار ما يتلى بغير تفهم وتدبر، فلا تعجبن إذا لم يفعل القرآن في نفوس المسلمين في الحاضر عشر معشار ما كان يفعله في نفوسهم في الماضي.
القرآن والأجيال
كانوا يتعلمون مع القرآن العمل به، ثم أصبحوا يتعلمون العمل به، فكيف لا يكون الفرق بين أجيالنا وأجيالهم عظيماً جدًّا؟
أدب القرآن
أدب القرآن هو أدب الحياة المناضلة بشرف، البناءة بسمو، المكافحة بتفاؤل، المدافعة ببأس، المهاجمة بحق، المتعاملة بحب، المتعاونة بوفاء، المرحة بوقار، المتنعمة باعتدال، العزيزة بتواضع، القوية برحمة، العاملة بقناعة، المترئسة بشورى، المرؤوسة بيقظة، الحاكمة بحزم، المسالمة بحذر، المتحضرة بخلق، المتعبدة بعلم، الماشية على الأرض ونظرها في السماء، السائرة في الدنيا نحو العلاء، وفي الآخرة نحوالبقاء، فأي أدب في آداب الأمم يهدف هذه الأهداف؟ وأي جيل في العالم أكرم من جيل يتخلق بهذا الأدب؟
القرآن وحملة الحضارة
لو كنا نحن أرباب هذه الحضارة للفتنا الدنيا إلى أدب القرآن، ولشدنا له الجامعات، وعقدنا له المؤتمرات، وألفنا فيه الحوليات، وأنشأنا له المختبرات، ولجعلناه شاغل الدنيا ومالئ تفكير الناس، ولشوقنا إليه النفوس فافتتنت به، ولجلونا جماله للعقول فتدلهت به، ولكن أرباب هذه الحضارة ما برحوا يناصبونه العداء، ويحملون لهدمه المعاول، ويكيدون له في السر والعلن، وينفقون من أموالهم وأوقاتهم في طمس نوره وتشويه حقيقته ما لو أنفقوا جزءاً منه في تخفيف ويلات الإنسانية لكانوا متحضرين حقًّا، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعملون ? إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون?.
ثورة القرآن
ثورة القرآن ضد الظلم والفساد والباطل ما تزال قائمة لم تنته معركتها، ولن تنتهي ما دام في الدنيا ظلم وفساد وباطل، ولكن: هذه الثورة فأين الثوار؟ وهذه الأبواق فأين ضرام النار؟ وهذه البنود فأين الجنود؟ وهذه المشاعل فأين الزنود؟ وهذه القوافل فأين من يقود؟
القرآن سلاح معطل
القرآن في أيدي المسلمين كالسلاح في أيدي الجاهلين، سلاح معطل لا يستعملونه للدفاع ولا للهجوم، ولا للهدم ولا للبناء، ولا للأخذ ولا للعطاء، وهو صالح لذلك كله وأكثر لو كانوا يعلمون!
[1][1] الفود: معظم شعر الرأس مما يلي الأذن ( القاموس).
القسم السادس والعشرين
أصدقاء القرآن
لبعض الكتب المقدسة عند بعض الديانات جمعيات منتشرة في جميع أنحاء الأرض، جند فيها عشرات الألوف من الأشخاص، وينفق عليها عشرات الملايين من الأموال، وهي بلا شك تحتوي ثروة أخلاقية إنسانية تفيد البشرية، ولكن أي ثروة فكرية وتشريعية وأخلاقية إنسانية تحتويها إذا قيست بثروة القرآن الكريم؟ وإذا كانت تلك قد رزقت عناية هذه الآلاف من الناس، ووضعت تحت أيديهم كل الإمكانيات لنشرها والدعاية لها أفلا يستحق كتاب الله الخالد عشر هذه الجهود؟ وعشر هذه الأموال؟ وهل تقاس الثمرة التي جنتها الإنسانية من تلك الكتب بالثمرات التي تجنيها من نشر القرآن الكريم؟ أم أن ميزة هاتيك أنها كتب قوم يحملون الحضارة، وكتابنا كتاب قوم مغلوبين لتلك الحضارة؟ أميزة تلك أنها كتب قوم لم ينهضوا إلا حين تركوها، وذنب هذا أنه كتاب قوم لم يسقطوا إلا يوم تركوه؟ أميزة تلك أن حضارة الذين ينشرونها اليوم قامت على أسس تخالف مبادئها؟ وذنب هذا أن حضارة الذين هجروه وبها غيروا وجه الدنيا لم يضع حجر أساسها غيره؟ أميزة تلك أن المكتشفات العلمية تسير في خط معاكس لاتجاهه، وذنب هذا أنها تسير في خط مواز لاتجاهه؟ أميزة تلك أنها كتب الأقوياء ولم تكن لها يد في قوتهم؟ وذنب هذا أنه كتاب الضعفاء وهو بريء من عهدة ضعفهم؟.
إذا لم يكن شيء من هذا كله، فما هو السر إذاًَ؟ ألا يكون هو الوفاء من جانب أولئك، والجحود من جانب هؤلاء؟ أهو العلم هناك والجهل هنا؟ سبحانك ربي! إنه علم يحمل على كتفه قاتله، وجهل يشيح بوجهه عن وليه! سبحانك هذا تفريط عظيم!..
دعاية العمل أبلغ!
لو عمل المسلمون بآداب قرآنهم للفتوا الأنظار إلى روعته أكثر من ألف جمعية، وألف خطاب، وألف كتاب.
مقياس الحقائق في نظر الناس
الناس يؤمنون بالحقائق أعمالاً أكثر مما يؤمنون بها أقوالاً، ويقيسون صدقها ونفعها وثباتها بموقف دعاتها منها إيجاباً وسلباً، وإقبالاً وإعراضاً.
شر الدعاة
شر الدعاة إلى الحق من يكذب بعمله وسيرته ما يدعو إليه بلسانه ومقالته.
وجهه يتكلم!
كم من ساكت عن الحق بفمه، متكلم عنه بوجهه وجوارحه، وقد كان الأعرابي يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم أول ما يراه فما يلبث أن يعلن إسلامه وهو يقول: أشهد أن هذا الوجه ليس بوجه كذاب.
جناية الضعيف على الحق
يوم كان المسلمون أقوياء بالقرآن أقبل الناس عليه من كل حدب يتدارسونه ويتعلمون لغته، فلما ضعفوا بضعفه في نفوسهم، كانوا هم أول من أعرض عن دراسته وتعلم لغته، وهكذا يجني الضعيف على نفسه وعلى الحق الذي يحمله.
النظم.. والطبيعة
تغيير طبيعة الإنسان وخصائصه كتغيير نظام الكون، كلاهما مستحيل على من يحاوله، ومن هنا تدرك فساد كل نظام لا يساير الطبيعة الإنسانية، وعدم استطاعته الصمود أمام عنادها مهما عمر طويلاً.
لا تبديل لخلق الله
الله الذي خلق نظام الكون كما نراه، لو أراد أن يكون غير ما هو عليه لفعل، وكذلك الإنسان: لو أراد الله له أن تكون له غير طبائعه التي فطر عليها كإنسان وحيوان لفعل، ولكنه لم يشأ لحكمة علمها، فمن الذي يرى من الحكمة غير ما يراه الله؟.
بين الفطرة والعادة
فرق كبير بين فطرة الإنسان وبين ما يتعوده الإنسان، فالفطرة لا تكون إلا خيراً وحقًّا وصلاحاً، وإنما يأتي الشر من انحرافها، والعادة قد تكون حسنة وقد تكون سيئة، والفطرة لا تغير، والعادة السيئة من الواجب تغييرها.
سر اضطراب الأوضاع
أكثر اضطراب الأوضاع في المجتمعات ناشئ من مصادمة الفطرة في السلوك الاجتماعي للأفراد والجماعات، أو في التنظيمات والتشريعات.
ثلاثة تسهل بالعادة
ثلاثة تسهل بالعادة: الصلاة، والخطابة، والكتابة.
تحفَّظ من ثلاثة
ثلاثة يعرفون من أسرارك وأحاديثك ما لا يعرفه الآخرون: حلاقك الذي يأتي إلى البيت، وخادمك الذي يقدم لضيوفك ما تضيفهم به، وسائق سيارتك الخاص.
أكثر الناس
أكثر الناس يقولون ما لا يفعلون، ويبتسمون لمن لا يودون، ويصادقون من لا يأتمنون، ويخضعون لمن لا يحترمون، ويتملقون لمن لا يحبون، ويقتنون ما لا يحتاجون، ويدخرون ما لا يستعملون، ويبخلون بما يملكون، ويجودون بما لا يملكون، ويحبون ما به يتضررون، ويكرهون ما منه ينتفعون، وينفقون أعمارهم فيما لا يستفيدون.
ستة!
لا تنتصر دعوة الحق بستة: مستعجل في الشهرة متهالك عليها، وجرئ في القول جبان عند العمل، وعامي في ثقافته ملتو في أساليبه، ومؤثر للسلامة على التضحية، ومغرور يقدر نفسه بأكثر مما هي عليه، وضعيف يسيره من هو أخبث منه.
خبث النية
خبث نيَّة القائد تقود الجنود إلى الهزيمة ولو كانت نواياهم حسنة.
القيادة الفاشلة
قيادة الأغرار تؤدي إلى الانهيار، وقيادة الموتورين تشعل النار أو تلحق العار.
لا يرتجى منه خير
لا ترج خيراً ممن أدار لك ظهره عند إقبال الدنيا عليه، ولولاك لما صافحته الدنيا.
قلة الوفاء
الذي لا وفاء عنده لإخوانه عند نزول المحن بهم، لا وفاء عنده لأمته عندما تحتاج إليه.
أجر العاملين
لو عمل العاملون انتظاراً للجزاء في الدنيا لماتوا همًّا وكمداً.
تجارة!
أقل الناس قياماً بحق الأخوة أكثرهم ادعاء لها، أولئك هم المتاجرون.
لا يحزننك
لا يحزننَّك ما ترى من تنكُّر أكثر الناس للقيم العليا، وأكثر الأصدقاء لحقوق الأخوة، وأكثر الدعاة لواجبات الداعية، وأكثر المتدينين لآداب الدين، وأكثر الواعظين لإخلاص النية، وأكثر العلماء لأخلاق السلف، وأكثر المتعاملين لخلق الأمانة، وأكثر المتجاورين لخلق التسامح، وأكثر المتخاصمين لخلق الإنصاف، لا يحزنك هذا وأشباهه، فتلك هي الحياة فلا تذهب نفسك عليهم حسرات.
لا تفعل عشراً
لا تفعل عشراً فتسمع عشراً: لا تتدخل فيما لا يعنيك فتسمع ما لا يرضيك، ولا تتكلم وأنت مغضب فتسمع ما يزيدك غضباً، ولا تمدح مغروراً فتسمع منه ما فيه احتقارك، ولا تشك إلى من لا يغار عليك فتسمع منه ما يزيد في آلامك، ولا تبد سخطك على جاهل فتسمع منه ما يزيدك غيظاً، ولا تنصح من يستهين بك فتسمع منه ما يشعر بامتهانك، ولا تعظ مفتوناً برأيه فتسمع منه ما يزري برأيك، ولا تتحدث إلى متخاصمين بما يسخطهما فتسمع منهما ما يجعلك ثالثهما، ولا تذكر زوجتك وهي مغضبة بما قدمت لها من خير فتسمع منها إنكار ذلك كله، ولا تدل بأبوتك على ولدك العاق الجاهل، فتسمع منه ما تتمنى معه أن لا تكون ولدته!.
الناس معادن
الناس معادن، خيارهم في اليسر، خيارهم في العسر، وخيارهم في العزل خيارهم في التولية، وخيارهم في الفقر خيارهم في الغنى، وخيارهم في العزلة خيارهم في الخلطة، وخيارهم في الخمول خيارهم في الشهرة، وخيارهم في الجندية خيارهم في القيادة، وخيارهم في الضعف خيارهم في القوة، وخيارهم في المرض خيارهم في الصحة، وخيارهم في المحنة خيارهم في النعمة إذا وفقهم الله، وما تختل الخيرية في حالة إلا كان ذلك دليلاً على عدم وجودها في الحالة الأخرى.
قصور الأوهام
الذين يبنون قصورهم في الأوهام؛ تهدمها الحقائق، والذين ينصبون حياتهم في مهاب الريح؛ تسرقها العواصف، والذين يرسون قواعدهم على الرمال؛ تميد بهم يوم تتحرك الرمال، ولا ثبات إلا لما له أصل ثابت، ولا ثمرة إلا من أصل مثمر.
أصعب شيء
أصعب شيء على النفس ما خالف هواها، وأصعب شي على الهوى ما كبح جماحه، وأصعب شيء على العقل ما خالف حكمه، وأصعب شيء على المرأة أن تترك زينتها، وأصعب شيء على العالم أن يرى للجهل سلطاناً، وأصعب شيء على المتدين أن يرى للملحدين نفوذاً، وأصعب شيء على المصلح أن يرى للفساد دولة، وأصعب شيء على الحكيم أن يرى للحمقى صولة، وأصعب شيء على الكريم أن تضيق يده على البذل، وأصعب شيء على الشهم أن يحال بينه وبين فعل المعروف، وأصعب شيء على الظريف أن يضطر إلى معاشرة الثقيل، وأصعب شيء على الذكي الأديب أن يسجن مع الجاهل البليد، وأصعب شيء على الجميلة أن تضطر إلى الزواج من قبيح، وأصعب شيء على النشيط الحاد المزاج أن يسافر مع البارد البطيء الحركة، وأصعب شيء على المصلين في هذه الأيام سماع أكثر خطباء المساجد يوم الجمعة.
الثواب على الآلام
إذا أثابنا على هذه الآلام بمغفرة منه ورضوان فيا نعم الإحسان، وإلا فيا سوء الحرمان والخسران.
مناجاة!
وصالك نعيم، وعذابك عتاب، وعقابك عدل، وعطاؤك تفضل، ومنعك تأديب وكل خير فمنك، والشر منك لا ينسب إليك، والقليل منك كثير، والطل من فيضك غدير، وأي مكان في كونك العظيم لا يملؤه الجلال؟ وأي شيء من صنعك البديع لا يكسوه الجمال؟ وأي أمرمما يسرنا ليس إليك فضله؟ وأي أمر مما يسوؤنا ليس علينا وزره؟ تباركت يا ذا العظمة والعلم والحكمة! كيف لا نعبدك وقد سجدت لك الأرض والسموات؟ وكيف لا نحمدك فقد غمرتنا من جودك البركات؟ وكيف لا نحبك وقد توالت علينا من عطائك الرحمات؟ وكيف لا نخشاك وعذابك في لمح البصر يجعل الديار خراباً؟ وكيف لا نرجوك ورحمتك تحيي الأرض بعد أن كانت مواتاً؟ وتجعل الماء الأجاج عذباً فراتاً؟ وكيف لا ندعو إليك وأنت تدعو إلى درا السلام؟ وكيف لا نثني عليك وأنت الذي بددت بنورك سحب الظلام والأوهام؟ فاهدنا بفضلك صراطك المستقيم، واجعلنا مع الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين.
لنا الله من هؤلاء!
لنا الله من قوم لهم أحلام الملوك وعزائم الصعاليك! ولنا الله من قوم لهم دعاوى الصديقين وأعمال الشياطين! ولنا الله من جماعات بألسنتهم شعارات الخلاص، وبأيديهم قيود العبودية! ولنا الله من صحب كنا منهم ملء السمع والبصر، فأصبحنا معهم بلا شأن ولا أثر.
كأن لم يكن بين الحجوب إلى الصفا أنيس ولم يسمر بمكة سامر
ومن هؤلاء!
لنا الله من أشباه الرجال! رعاديد حين يكون السلاح في وجوههم، أبطال حين يكون السلاح في وجوه غيرهم!
يجتمعون ويفترقون
الذين تجمعهم دعوة الدين وتفرقهم منفعة الدنيا؛ أناس لم يخالط الدين شغاف قلوبهم، والذين تجمعهم كلمة الحق وتفرقهم دسائس الباطل أناس لم يعرفوا الحق كما ينبغي أن يعرف، والذين تجمعهم باحة المسجد، وتفرقهم ساحة السوق قوم لا ينصرون الله أبداً.
إلى جناحي نسر
الارتفاع فوق مطامع الدنيا يحتاج إلى جناحي نسر، لا إلى جناحي فراشة!.
القلب المريض
لا يفلح ذو القلب المريض ولو واتته كل فرص النجاح، ولا بد من كبوة سريعة ولو كان المجلي في الميدان.
كرامة الدعوة
تأبى كرامة دين الله أن يؤيد من لا يخلص في الدعوة إليه تأييداً يغطي عن العيون حقيقة أطماعه ونواياه.
استدراج الله
لا يزعجنك نجاح من تعتقد عدم إخلاصهم؛ فإنه نجاح مؤقت يستدرجهم الله به ليكشف ما خفي على كثير من الناس من أخلاقهم على حقيقتها ? سنستدرجهم من حيث لا يعلمون وأملي لهم إن كيدي متين?.
حقيقة النجاح
ليس النجاح أن تكسب النصر في غير معركة، فتلك فرصة واتتك فيها الظروف، ولكن النجاح أن تكسب النصر في معركة لم يكن يبدو للمراقبين لها شيء من تباشير النجاح.
حقيقة البطولة
ليست البطولة أن تقاتل وأنت آمن على ظهرك من الرماح، ولكن البطولة أن تقاتل وأنت تنوشك الرماح من كل جانب.
فتنة الدنيا
لا ينجو من فتنة الدنيا إلا نبي أو صديق، أما الأنبياء فقد ختموا بمحمد صلى الله عليه وسلم، وأما الصديقون فهؤلاء هم الذين تتطلع إليهم الآمال، ولا تيأس من وجودهم النفوس، فالله لا يحجب فضله عن جيل دون جيل، ولا يخص برحمته زماناً دون زمان.