عدد المشاهدات:
الصالح واللص والسكري
من عجائب الاتفاق أنه خرج الصالح من بيته في جوف الليل يتهجد في المسجد, فلقيه اللص فظنه خفيرا فرماه بالرصاص, فلما سمع صوت المسكتة " البندقية " قال : ياحفيظ ياسلام, فحفظه الله, فعجب اللص وأعتقد أنها كرامة ودنا من الصالح .
اللص: سامحني أنا ظننتك حرامي .
الصالح: لست حرامي أنا متوجه إلى المسجد لأصلي ركعتين في جوف الليل .
اللص: خروجك في هذا الوقت خطر .
الصالح: إنما الخطر على من خرج ليغضب الله, وأما الذي يخرج لطاعة الله يحفظه الله, وبينما هما يتكلمان مر بهما سكران أفسد الخمر عقله, وأنهك قوته, وفي جيبه زجاجة خمر, فلما لقيهما أخرجها وناولها للصالح
الصالح, أخذها منه وقال للص : أنظر ياأخي إلى هذا المسكين كان إنسانا فصار أقل من البهيم .
اللص, أراد أن يأخذ ثياب السكران وماله بحيلة فقال للصالح : هذا عاقل لم ينقص عقله .
الصالح: لا ، بل هو لا يحس بشيء .
اللص: إذن اسمح لي أن امتحن عقله .
الصالح: لا يحتاج إلى امتحان, الأمر ظاهر .
اللص: دعني أمتحنه . والتفت إلى السكران وقال : هات المال الذي معك, فأعطاه ما معه, فقال : اخلع ثيابك ..... فخلع ثيابه .
الصالح: ( يقول للص ) : لو أن هذا اتقى الله, هل كان يضيع عقله ويسلم في ماله وثيابه ؟! إن المسلم إذا عصى الله تعالى انتقم منه .
اللص : أنا رأيت كثيراً يفعلون الكبائر ولم يحصل لهم مضرة .
الصالح: المضرة ياأخي أنواع كثيرة : منها العقوبة البدنية, ومنها سلب التوفيق من العبد, ومنها مسخ الإنسان حتى يكون إنسانا في الشكل وهو سبع في الحقيقة يقتل الناس ويفترسهم, أو كلبا يؤذي الناس, أو ثعبانا .
وأنت ترى اللص الذي يخرج في الليل لأجل سرقة الأمتعة وقتل الناس إنسانا ؟ لا – بل هو سبع كاسر مسخه الله, لأنه أغضب الله, وكيف يكون الإنسان الذي يخرج في الليل ليقتل وينهب إنساناً نظيره أو أخاه المسلم من جنس الإنسان؟! لا شك أن الله مسخه وهو لا يشعر بذلك, والسكران هذا لم يضر غيره ولكن أضر نفسه, ولكن اللص أضر نفسه وأضر غيره, فهو عدو نفسه وعدو رسول الله ﴿ rوآله﴾.
السكري: أنا فين ؟ وفين أمال تفيده زوجتي ؟ ثم نظر إلى نور القمر على الأرض فظنه ماء فقال : أنا أغتسل في هذا الماء وأروح نظيف .
الصالح: بكى حزنا عليه فقال : عجبا لمن يبيع عقله وشرفه ويضيع ماله ودينه بشرب شراب غض المذاق ، سيء البلع ، ممزق للكبد ، مفسد للمعدة .
اللص: أنا اعتقد أن الحرامى خير من السكري ، وأحسن نأخذ ثيابه وماله ونتركه.
الصالح: الإنسان إذا لم يرحم لا يرحمه الله, و أما اللص شيطان ووحش ، لأن هذا السكري أضر نفسه فقط، لكن اللص يخلد في النار والغالب أنه يموت كافرا .
اللص : هو اللص يموت كافر ؟
الصالح: نعم ، لأن الذي يقتل يخلد في النار، وربنا سبحانه وتعالي يعذبه في الدنيا والآخرة لكن الذي يشرب الخمر يعجل له ربنا العقوبة بسرعة وأنت تنظر بعينك ، ضاع عقله وماله وثيابه ودينه وصحته وجاهه ، وأنا أصحبه رحمة به لما أوصله لحد بيته.
اللص: رق قلبه وأخبر الصالح بحاله.
الصالح: ( قال له ) تب إلى الله وتوجه معه السكران إلى منزله فلما وصلوا المنزل وجدوا الباب مفتوحاً فدخلوا به فوجدوا أمه تبكي وزوجته خرجت تفتش عليه في الخمامير, هي وابنته فزاد حزن الصالح وأسف التائب وسألا أمه فقالت : إنه فلان بن فلان أبقى له أبوه خيراً كثيراُ ، فاجتمع عليه رجل فاسد فأضاع كل المال ، ولم يبق عندنا ما نقتات به .
مواضع العبرة والعظة في هذه القصة
دائما ما يبدأ أعداء الإسلام بإفساد الحياة الاجتماعية في الأمة الإسلامية ، للوصول إلى أغراضهم السياسية
وفي قصة ( الصالح واللص والسكري ) . . إشارة إلى هذه الحقيقة فالاستعمار الغربي كان يبدأ الهمجية على كل بلد إسلامي بجيوش من البغايا اللاتي يحملن عضال الأمراض من السيلان ثم الإيدز .. الخ
وكذا جيوش الخمر والميسر وجميع أنواع الموبقات والمحرمات ، مع تشييد أماكن اللهو والخلاعة, بحيث يصبح المسلمون كالبهائم الراتعة لا حلال ولا حرام ولا دين يعصم النفوس ولا قوة تدفع الرذائل... ولذا نجد أن حملة نابليون بونابرت حين أتت إلى مصر دفعت بعلماء فرنسيين جاءت بهم لينتشروا في كل بقاع مصر، لدراسة الحياة الاجتماعية للشعب المصري ليسهل ضربه وقيادته بعد ذلك، وقدموا تلك الدراسة في كتاب : ( وصف مصر ) .
والإمام المجدد أبو العزائم uيكشف عن هذا الجانب ويبين تلك القضية في هذا الحوار الرائع بين ( الصالح واللص والسكري ).
(فالصالح) في هذه القصة يشير للمسلم الكامل الذي بغيته هداية الخلق وجذبهم إلى حظيرة الحق, وإخراجهم من الظلمات والشهوات إلى نور الإسلام والإيمان .
( و السكري ), رمز للمسلم العاصي, المتعدي لحدود ربه, المستحل لحرمات الله الذي خدعه ( اللص ) بما قدمه له من البغايا والخمور والمخدرات وصالات الميسر وأماكن اللهو والخلاعة والأفلام الهابطة والمسلسلات الماجنة المحطمة للروابط الأسرية والأخلاق الإسلامية .
( واللص )هو عدو الإسلام المخادع الذي يغرر بالمسلم الغافل فيسلب منه عقله وماله وثيابه وصحته بل ودينه !! ولا علاج لهذا الفساد الاجتماعي إلا بوجود الصالحين في الأمة فهم سرج الهداية ومصابيح الدلالة الذين يأخذون بأيدي العصاة والمذنبين والغافلين إلى رحاب رب العالمين .
من عجائب الاتفاق أنه خرج الصالح من بيته في جوف الليل يتهجد في المسجد, فلقيه اللص فظنه خفيرا فرماه بالرصاص, فلما سمع صوت المسكتة " البندقية " قال : ياحفيظ ياسلام, فحفظه الله, فعجب اللص وأعتقد أنها كرامة ودنا من الصالح .
اللص: سامحني أنا ظننتك حرامي .
الصالح: لست حرامي أنا متوجه إلى المسجد لأصلي ركعتين في جوف الليل .
اللص: خروجك في هذا الوقت خطر .
الصالح: إنما الخطر على من خرج ليغضب الله, وأما الذي يخرج لطاعة الله يحفظه الله, وبينما هما يتكلمان مر بهما سكران أفسد الخمر عقله, وأنهك قوته, وفي جيبه زجاجة خمر, فلما لقيهما أخرجها وناولها للصالح
الصالح, أخذها منه وقال للص : أنظر ياأخي إلى هذا المسكين كان إنسانا فصار أقل من البهيم .
اللص, أراد أن يأخذ ثياب السكران وماله بحيلة فقال للصالح : هذا عاقل لم ينقص عقله .
الصالح: لا ، بل هو لا يحس بشيء .
اللص: إذن اسمح لي أن امتحن عقله .
الصالح: لا يحتاج إلى امتحان, الأمر ظاهر .
اللص: دعني أمتحنه . والتفت إلى السكران وقال : هات المال الذي معك, فأعطاه ما معه, فقال : اخلع ثيابك ..... فخلع ثيابه .
الصالح: ( يقول للص ) : لو أن هذا اتقى الله, هل كان يضيع عقله ويسلم في ماله وثيابه ؟! إن المسلم إذا عصى الله تعالى انتقم منه .
اللص : أنا رأيت كثيراً يفعلون الكبائر ولم يحصل لهم مضرة .
الصالح: المضرة ياأخي أنواع كثيرة : منها العقوبة البدنية, ومنها سلب التوفيق من العبد, ومنها مسخ الإنسان حتى يكون إنسانا في الشكل وهو سبع في الحقيقة يقتل الناس ويفترسهم, أو كلبا يؤذي الناس, أو ثعبانا .
وأنت ترى اللص الذي يخرج في الليل لأجل سرقة الأمتعة وقتل الناس إنسانا ؟ لا – بل هو سبع كاسر مسخه الله, لأنه أغضب الله, وكيف يكون الإنسان الذي يخرج في الليل ليقتل وينهب إنساناً نظيره أو أخاه المسلم من جنس الإنسان؟! لا شك أن الله مسخه وهو لا يشعر بذلك, والسكران هذا لم يضر غيره ولكن أضر نفسه, ولكن اللص أضر نفسه وأضر غيره, فهو عدو نفسه وعدو رسول الله ﴿ rوآله﴾.
السكري: أنا فين ؟ وفين أمال تفيده زوجتي ؟ ثم نظر إلى نور القمر على الأرض فظنه ماء فقال : أنا أغتسل في هذا الماء وأروح نظيف .
الصالح: بكى حزنا عليه فقال : عجبا لمن يبيع عقله وشرفه ويضيع ماله ودينه بشرب شراب غض المذاق ، سيء البلع ، ممزق للكبد ، مفسد للمعدة .
اللص: أنا اعتقد أن الحرامى خير من السكري ، وأحسن نأخذ ثيابه وماله ونتركه.
الصالح: الإنسان إذا لم يرحم لا يرحمه الله, و أما اللص شيطان ووحش ، لأن هذا السكري أضر نفسه فقط، لكن اللص يخلد في النار والغالب أنه يموت كافرا .
اللص : هو اللص يموت كافر ؟
الصالح: نعم ، لأن الذي يقتل يخلد في النار، وربنا سبحانه وتعالي يعذبه في الدنيا والآخرة لكن الذي يشرب الخمر يعجل له ربنا العقوبة بسرعة وأنت تنظر بعينك ، ضاع عقله وماله وثيابه ودينه وصحته وجاهه ، وأنا أصحبه رحمة به لما أوصله لحد بيته.
اللص: رق قلبه وأخبر الصالح بحاله.
الصالح: ( قال له ) تب إلى الله وتوجه معه السكران إلى منزله فلما وصلوا المنزل وجدوا الباب مفتوحاً فدخلوا به فوجدوا أمه تبكي وزوجته خرجت تفتش عليه في الخمامير, هي وابنته فزاد حزن الصالح وأسف التائب وسألا أمه فقالت : إنه فلان بن فلان أبقى له أبوه خيراً كثيراُ ، فاجتمع عليه رجل فاسد فأضاع كل المال ، ولم يبق عندنا ما نقتات به .
مواضع العبرة والعظة في هذه القصة
دائما ما يبدأ أعداء الإسلام بإفساد الحياة الاجتماعية في الأمة الإسلامية ، للوصول إلى أغراضهم السياسية
وفي قصة ( الصالح واللص والسكري ) . . إشارة إلى هذه الحقيقة فالاستعمار الغربي كان يبدأ الهمجية على كل بلد إسلامي بجيوش من البغايا اللاتي يحملن عضال الأمراض من السيلان ثم الإيدز .. الخ
وكذا جيوش الخمر والميسر وجميع أنواع الموبقات والمحرمات ، مع تشييد أماكن اللهو والخلاعة, بحيث يصبح المسلمون كالبهائم الراتعة لا حلال ولا حرام ولا دين يعصم النفوس ولا قوة تدفع الرذائل... ولذا نجد أن حملة نابليون بونابرت حين أتت إلى مصر دفعت بعلماء فرنسيين جاءت بهم لينتشروا في كل بقاع مصر، لدراسة الحياة الاجتماعية للشعب المصري ليسهل ضربه وقيادته بعد ذلك، وقدموا تلك الدراسة في كتاب : ( وصف مصر ) .
والإمام المجدد أبو العزائم uيكشف عن هذا الجانب ويبين تلك القضية في هذا الحوار الرائع بين ( الصالح واللص والسكري ).
(فالصالح) في هذه القصة يشير للمسلم الكامل الذي بغيته هداية الخلق وجذبهم إلى حظيرة الحق, وإخراجهم من الظلمات والشهوات إلى نور الإسلام والإيمان .
( و السكري ), رمز للمسلم العاصي, المتعدي لحدود ربه, المستحل لحرمات الله الذي خدعه ( اللص ) بما قدمه له من البغايا والخمور والمخدرات وصالات الميسر وأماكن اللهو والخلاعة والأفلام الهابطة والمسلسلات الماجنة المحطمة للروابط الأسرية والأخلاق الإسلامية .
( واللص )هو عدو الإسلام المخادع الذي يغرر بالمسلم الغافل فيسلب منه عقله وماله وثيابه وصحته بل ودينه !! ولا علاج لهذا الفساد الاجتماعي إلا بوجود الصالحين في الأمة فهم سرج الهداية ومصابيح الدلالة الذين يأخذون بأيدي العصاة والمذنبين والغافلين إلى رحاب رب العالمين .