آخر الأخبار
موضوعات

الأربعاء، 30 نوفمبر 2016

- الدين وصلاح الدنيا وسعادة الآخرة.

عدد المشاهدات:
انزل الدين لصلاح الدنيا وسعادة الآخرة.
فإن الله عز وجل وهو على كل شيء قدير ، خلق الإنسان وله قوى ملكوتية روحانية نورانية .. كالروح والقلب والعقل والسر والخفا والأخفى ..كل ذلك قوى نورانية ملكوتية ، حتى أن البشر جميعاً لا يعلمون عن هذه القوى الخفية أي شيء ، ولو قليل مع تقدم العلوم وانتشار الفهوم .
وجعل الله للإنسان قوة من عالم الأرض يمشي ويتحرك بها ، وينفذ ما تريده القوى الإلهية والنورانية والملكوتية فيه بها وهي هذا الجسم.
فإذا كان الإنسان يمشي في الدنيا وقد قطع الصلة بقواه الروحانية فإنه سيسير في الدنيا على هيئة الوحوش التى جعلها الله لنا مثلاً ونماذج في الحياة الدنيوية .... ولذلك فإن الإنسان عندما تأخذه ثورة الغضب تجد أنه يقلد الوحوش في فعله :
فيضرب بيده كالأسد ، أو يضرب برأسه كالثور ، أو يرفس برجله كالحمار، أو يبصق من فمه كالثعبان ، فهو هنا يقلد الأعمال التى جعلها الله عز وجل في هذه الأمم التى قال فيها: "أمم أمثالكم" ، فقد جعلها أمثالاً للإنسان ، ومهما كان عليه من خير ومهما جهَّز الله له من خيرات ومسرات ، إلا أن هذا السلوك وهذا الطبع يغلب عليه في كل أدواره الدنيوية لأنه قطع صلته بقواه المعنوية وقواه الروحانية النورانية التى أوجدها فيه رب البرية عز وجل .
ولذلك نجد أن الكافرين من أهل أوربا وأمريكا لا يعانون من أي مشكلة في الخيرات ، فهي تزيد عن الحد ، بل ومن كثرتها يلقون بها في البحر ولا يتبرعون بالفائض منها للفقراء في العالم ، وذلك لأن قلوبهم تفتقد الرحمة لبنى الإنسان ، وكذلك ليس لديهم مشكلة في العمل والبطالة ، ولذلك فإن شبابنا يهرب إليهم لكثرة فرص العمل عندهم ، وكذلك ليس عندهم مشكلة في السكن ولا في أي شيء ، لكن مع ذلك يفتقدون السعادة القلبية ، والحياة الطيبة الدنيوية ، ويسيطر عليهم النكد والفصام والأمراض النفسية والعصبية ، حتى أن أعلى نسبة إنتحار في العالم تجدها في هذه الدول....!!!! ...
 فلماذا ينتحرون مع ما لديهم من مقومات هذه الحياة؟
ذلك لأن الإنسان عندهم لم يعمل التوازن بين القوى الظاهرية والقوى الباطنية.

منقول من كتاب (كونوا قرآنايمشى بين الناس )                                                      
لفضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزيد
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:




شارك فى نشر الخير