عدد المشاهدات:
الفرار إلى الله
الإنسان الذى ذاق حلاوة الإيمان الكامل من باب التسليم بفرح العلم، وطرب سماع نغمات اليقين الصادر عن أفق أنوار شروق شمس الحق، هذا هو الإنسان الذى رضى الله عنه ورضى عن الله، فإذا تحقق بمقام الرضا؛ وتحلى بالثبات الصفاتية التى أمر بطهارته؛ حفظ بالحفظ الربانى من حضرة التنزلات الإلهية، من سماع خطاب الخير الذى هو أمر فى الحقيقة بالنسبة لولايته تعالى من حيث قوله (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ) سورة الحجر آية 42 وإذا حفظ بحفظ الولاية؛ هبت عليه نسمات الجذب لتلك الحضرة بشهود فناء ما سواها، فيميل بكل ظاهره وباطنه بهذه الولاية الربانية والتوفيق والعناية إلى تلك الحضرة العلية، حتى لا يكاد يشتغل بغير هذه الأنوار القدسية والآيات الحقية، وفى هذا المقام تتجلى له مظاهر المحسوسات.
الصلح
ربك أقرب إليك منك، وأولى بك من نفسك، لو تدبرت فى حقيقتك ومنشئك، وما يتولاك به من مدد الإمداد والإيجاد، وما هو عليه سبحانه و تعالى من الغنى المطلق عن جميع الكائنات، وأنه سبحانه لا تضره معصيتك، ولا تنفعه طاعتك، ويحب إقبالك عليه، ويكره فرارك منه. ومهما ظلمت نفسك وأبت إليه سبحانه مقرا بما اقترفت؛ موقناً بأنه هو الله القادر الغفور الرحيم؛ الذى يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن كثير، فإذا أقبلت أيها المسئ لنفسه بقلب خالص وعزم ثابت؛ لباك مولاك، وأبدل كل سيئة بحسنات من فضله، لأنه سبحانه العلى العظيم، الولى الغفور، يحب أن يظهر العبد أمامه متحليا بحلة الذل والمسكنة، والتملق والرجاء، والخوف والتوبة والإنابة، لأن تلك الحلل هى أجمل حلل العبودية أمام عظمة الربوبية، ومتى تحقق العبد بهذه المقامات؛ أفيض عليه من لدن حضرة الحق حلل القبول والإقبال، والعفو والغفران، وفتح له باب الفهم والتدبر، ومشاهدات الملكوت الأعلى، حتى يذوق من رحيق القرب شراب الود، فيطيب ويغيب عن ذنوبه وعيوبه، راتعاً فى رياض المكاشفة والأنس بالنظر إلى جمالات الآيات الإلهية، حتى يتحقق كمال التحقق. ولذا قيل: (من لمحة تقع الصلحة) ومن تدبر أسرار هذا الأمر يذوق حلاوته والله الموفق، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
صدق الحال:
قد يتحلى المريد بحال صدرت أنواره عن رياضة بدنية، ويدوم حاله بازدياده من هذا النوع، حتى يذوق لذة العمل وقد يتحلى بحال ناشئ عن قول علمى مُنحه بمقدمات علمية فيجد ويتلذذ بحاله، وقد يكون الحال بنشوة فكر، أو جلوة ذكر، أو ورود خاطر، فينمو الشوق ويزداد الوله. ولكن كل حال ورد على المريد فى بدايته فلا يسمى حالا صادقاً إلا إذا تحلى به بصحبة مرشد عارف، يميز بين الواردات الروحانية والنفسانية، حتى يتحقق المريد بالصدق فى الحال، وإلا إذا تحلى بدون الصحبة فزوال الحال متحقق، وذلك لأن النفوس التى تكتسب الحال بعوامل المجاهدة يزول حالها بأقل وارد، فكثير من المقبلين يجد فى العمل المتلذذين بالجهاد، قطعتهم كلمة يقولها رجل فى دسائس النفوس، أو جملة كتبت فى كتب تشير إلى مقام أعلى، أو بعض حكايات أهل الرياء وما ورد فى ذم المرائين من الآثار، انعكست عليه أحواله، وسئم الجهاد، وتوانى فى العمل حتى تنمحى أحواله، وما ذلك إلا من عدم الصحبة.
أما المريد الذى أسعده الله بالاسترشاد على يد أخ عارف بالله تعالى ، وبطرق الوصول إليه سبحانه، ذاق فهم الأحكام، وعلم قوى النفوس ومناهج تطهيرها، وأبواب تجريدها من درن الهوى والشهوات والحظوظ، وبلغ منزلة الاستنباط، وتحقق بحق اليقين حتى يسير به على سنن مسنون شرعا، وسلك به مسلكاً سلكه قبله السيد الهادى صلى الله عليه وسلم، فيصل بصحبته لأعلى عليين، آمنا من قواطع الطرق، ومن دسائس النفوس، ومن التطرف لحد لم يسلكه نبى ولا صديق. وبهذا يسعد السعادة الأبدية ويكون من الذين لهم الأمن وهم مهتدون. نسأل الله تعالى أن يمنحنا الهداية وحسن الدلالة والتوفيق بجاه النبى الكريم آمين.
الإنسان الذى ذاق حلاوة الإيمان الكامل من باب التسليم بفرح العلم، وطرب سماع نغمات اليقين الصادر عن أفق أنوار شروق شمس الحق، هذا هو الإنسان الذى رضى الله عنه ورضى عن الله، فإذا تحقق بمقام الرضا؛ وتحلى بالثبات الصفاتية التى أمر بطهارته؛ حفظ بالحفظ الربانى من حضرة التنزلات الإلهية، من سماع خطاب الخير الذى هو أمر فى الحقيقة بالنسبة لولايته تعالى من حيث قوله (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ) سورة الحجر آية 42 وإذا حفظ بحفظ الولاية؛ هبت عليه نسمات الجذب لتلك الحضرة بشهود فناء ما سواها، فيميل بكل ظاهره وباطنه بهذه الولاية الربانية والتوفيق والعناية إلى تلك الحضرة العلية، حتى لا يكاد يشتغل بغير هذه الأنوار القدسية والآيات الحقية، وفى هذا المقام تتجلى له مظاهر المحسوسات.
الصلح
ربك أقرب إليك منك، وأولى بك من نفسك، لو تدبرت فى حقيقتك ومنشئك، وما يتولاك به من مدد الإمداد والإيجاد، وما هو عليه سبحانه و تعالى من الغنى المطلق عن جميع الكائنات، وأنه سبحانه لا تضره معصيتك، ولا تنفعه طاعتك، ويحب إقبالك عليه، ويكره فرارك منه. ومهما ظلمت نفسك وأبت إليه سبحانه مقرا بما اقترفت؛ موقناً بأنه هو الله القادر الغفور الرحيم؛ الذى يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن كثير، فإذا أقبلت أيها المسئ لنفسه بقلب خالص وعزم ثابت؛ لباك مولاك، وأبدل كل سيئة بحسنات من فضله، لأنه سبحانه العلى العظيم، الولى الغفور، يحب أن يظهر العبد أمامه متحليا بحلة الذل والمسكنة، والتملق والرجاء، والخوف والتوبة والإنابة، لأن تلك الحلل هى أجمل حلل العبودية أمام عظمة الربوبية، ومتى تحقق العبد بهذه المقامات؛ أفيض عليه من لدن حضرة الحق حلل القبول والإقبال، والعفو والغفران، وفتح له باب الفهم والتدبر، ومشاهدات الملكوت الأعلى، حتى يذوق من رحيق القرب شراب الود، فيطيب ويغيب عن ذنوبه وعيوبه، راتعاً فى رياض المكاشفة والأنس بالنظر إلى جمالات الآيات الإلهية، حتى يتحقق كمال التحقق. ولذا قيل: (من لمحة تقع الصلحة) ومن تدبر أسرار هذا الأمر يذوق حلاوته والله الموفق، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
صدق الحال:
قد يتحلى المريد بحال صدرت أنواره عن رياضة بدنية، ويدوم حاله بازدياده من هذا النوع، حتى يذوق لذة العمل وقد يتحلى بحال ناشئ عن قول علمى مُنحه بمقدمات علمية فيجد ويتلذذ بحاله، وقد يكون الحال بنشوة فكر، أو جلوة ذكر، أو ورود خاطر، فينمو الشوق ويزداد الوله. ولكن كل حال ورد على المريد فى بدايته فلا يسمى حالا صادقاً إلا إذا تحلى به بصحبة مرشد عارف، يميز بين الواردات الروحانية والنفسانية، حتى يتحقق المريد بالصدق فى الحال، وإلا إذا تحلى بدون الصحبة فزوال الحال متحقق، وذلك لأن النفوس التى تكتسب الحال بعوامل المجاهدة يزول حالها بأقل وارد، فكثير من المقبلين يجد فى العمل المتلذذين بالجهاد، قطعتهم كلمة يقولها رجل فى دسائس النفوس، أو جملة كتبت فى كتب تشير إلى مقام أعلى، أو بعض حكايات أهل الرياء وما ورد فى ذم المرائين من الآثار، انعكست عليه أحواله، وسئم الجهاد، وتوانى فى العمل حتى تنمحى أحواله، وما ذلك إلا من عدم الصحبة.
أما المريد الذى أسعده الله بالاسترشاد على يد أخ عارف بالله تعالى ، وبطرق الوصول إليه سبحانه، ذاق فهم الأحكام، وعلم قوى النفوس ومناهج تطهيرها، وأبواب تجريدها من درن الهوى والشهوات والحظوظ، وبلغ منزلة الاستنباط، وتحقق بحق اليقين حتى يسير به على سنن مسنون شرعا، وسلك به مسلكاً سلكه قبله السيد الهادى صلى الله عليه وسلم، فيصل بصحبته لأعلى عليين، آمنا من قواطع الطرق، ومن دسائس النفوس، ومن التطرف لحد لم يسلكه نبى ولا صديق. وبهذا يسعد السعادة الأبدية ويكون من الذين لهم الأمن وهم مهتدون. نسأل الله تعالى أن يمنحنا الهداية وحسن الدلالة والتوفيق بجاه النبى الكريم آمين.