عدد المشاهدات:
بشــائر المحبين
إذا داوم المؤمن على هذه الأعمال وحافظ على هذا المنهج أحبّه الله ورزقه حبه وجعله من المحبوبين لحضرته وبشائر المحبين ليس لها حدُّ ولا عدُّ فقد ورد أن سيدنا حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه وكان من الذين حضروا غزوة بدر لما أخبر النبي صلَّى الله عليه وسلَّم أصحابه بفتح مكة كتب كتابا بذالك إلى أهل مكة وجاء بجارية عنده وأعطاها الكتاب وقال لها إذا أبلغتيه لأهل مكة فأنت حرة لوجه الله وسارت في الطريق ونزل جبريل وأخبر الحبيب فأرسل خلفها سيدنا الإمام علي وسيدنا الزبير بن العوام فلحقاها بعد خروجها من المدينة فقال لها الإمام علي أخرجي الكتاب الذي معك .قالت: ليس معي شيء قال : والله ما كذبنا ولا كُذِّبنا لتخرجن الكتاب أو لأكشفن عن سوءتك - يعني أفتشك وكان تفتيش النساء عيبا في ذلك الوقت - فأخرجته من شعرها فأخذوه وذهبوا إلى حضرة النبي فأحضر النبي حاطبا وذلك لأنها تعتبر خيانة عظمى وقال له : ما الذي دعاء لذلك يا حاطب ؟ فقال سيدنا عمر: يا رسول الله دعني أقطع عنق هذا المنافق وكان سيدنا عمر شديدا في الحق فقال صلَّى الله عليه وسلَّم (إنهُ شهد بدراً وما يُدريك لعلَّ الله عزَّ وجلَّ اطَّلع على أهل بدرٍ فقال: اعملوا ما شِئتم فقد غَفَرتُ لكم) [1] وفى رواية أخرى ( فقال: اعملوا ما شئتم. فهذا الذي جَرَّأَه) وهنا يدور سؤال ومن جاء بعد بدر من أمثالنا إلى يوم القيامة ما نصيبهم من ذلك ؟ والإجابة عن ذلك نجدها في هذا الحديث{إذا احب الله عبدا لم يضره ذنب} كيف يتم ذلك ؟ يقول في ذلك كتاب الله [أُوْلَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ ] ولذلك أعطانا الصالحون ميزانا نزن به الرجال ما هذا الميزان؟ قال أحدهم : إذا رأيت الرجل تغلب عليه الحياة الروحانية فلا تعبأ بسيئاته أي لا تقف عند سيئاته لأن هؤلاء يقول الله عزَّ وجلَّ فيهم [أُوْلَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ ] وإذا رأيت الرجل تغلب عليه الحياة الحيوانية فلا تعبأ بحسناته لأن هؤلاء يقول الله عزَّ وجلَّ في شأنهم [وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُوراً] المهم غلبة الحياة الروحانية نسأل الله عزَّ وجلَّ أن يجعلنا من عباده المحبوبين المقربين الآنسين بحضرته المشغولين بالكلية بطاعته وعبادته وأن يعيننا بعون ذاتي منه على ذكره وشكره وحسن عبادته وأن يوفقنا في كل أوقاتنا وكل أنفاسنا بدوام ذكره والحضور بين يدي حضرته وأن يجعلنا دوما مع الحبيب المختار ملحوظين منه بالأنوار وأن يقذف في قلوبنا من ذاته البهية خالص الأسرار وأن يجعلنا من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
[1] عن سيدنا على رضى الله عنه رواه البخارى .
إذا داوم المؤمن على هذه الأعمال وحافظ على هذا المنهج أحبّه الله ورزقه حبه وجعله من المحبوبين لحضرته وبشائر المحبين ليس لها حدُّ ولا عدُّ فقد ورد أن سيدنا حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه وكان من الذين حضروا غزوة بدر لما أخبر النبي صلَّى الله عليه وسلَّم أصحابه بفتح مكة كتب كتابا بذالك إلى أهل مكة وجاء بجارية عنده وأعطاها الكتاب وقال لها إذا أبلغتيه لأهل مكة فأنت حرة لوجه الله وسارت في الطريق ونزل جبريل وأخبر الحبيب فأرسل خلفها سيدنا الإمام علي وسيدنا الزبير بن العوام فلحقاها بعد خروجها من المدينة فقال لها الإمام علي أخرجي الكتاب الذي معك .قالت: ليس معي شيء قال : والله ما كذبنا ولا كُذِّبنا لتخرجن الكتاب أو لأكشفن عن سوءتك - يعني أفتشك وكان تفتيش النساء عيبا في ذلك الوقت - فأخرجته من شعرها فأخذوه وذهبوا إلى حضرة النبي فأحضر النبي حاطبا وذلك لأنها تعتبر خيانة عظمى وقال له : ما الذي دعاء لذلك يا حاطب ؟ فقال سيدنا عمر: يا رسول الله دعني أقطع عنق هذا المنافق وكان سيدنا عمر شديدا في الحق فقال صلَّى الله عليه وسلَّم (إنهُ شهد بدراً وما يُدريك لعلَّ الله عزَّ وجلَّ اطَّلع على أهل بدرٍ فقال: اعملوا ما شِئتم فقد غَفَرتُ لكم) [1] وفى رواية أخرى ( فقال: اعملوا ما شئتم. فهذا الذي جَرَّأَه) وهنا يدور سؤال ومن جاء بعد بدر من أمثالنا إلى يوم القيامة ما نصيبهم من ذلك ؟ والإجابة عن ذلك نجدها في هذا الحديث{إذا احب الله عبدا لم يضره ذنب} كيف يتم ذلك ؟ يقول في ذلك كتاب الله [أُوْلَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ ] ولذلك أعطانا الصالحون ميزانا نزن به الرجال ما هذا الميزان؟ قال أحدهم : إذا رأيت الرجل تغلب عليه الحياة الروحانية فلا تعبأ بسيئاته أي لا تقف عند سيئاته لأن هؤلاء يقول الله عزَّ وجلَّ فيهم [أُوْلَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ ] وإذا رأيت الرجل تغلب عليه الحياة الحيوانية فلا تعبأ بحسناته لأن هؤلاء يقول الله عزَّ وجلَّ في شأنهم [وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُوراً] المهم غلبة الحياة الروحانية نسأل الله عزَّ وجلَّ أن يجعلنا من عباده المحبوبين المقربين الآنسين بحضرته المشغولين بالكلية بطاعته وعبادته وأن يعيننا بعون ذاتي منه على ذكره وشكره وحسن عبادته وأن يوفقنا في كل أوقاتنا وكل أنفاسنا بدوام ذكره والحضور بين يدي حضرته وأن يجعلنا دوما مع الحبيب المختار ملحوظين منه بالأنوار وأن يقذف في قلوبنا من ذاته البهية خالص الأسرار وأن يجعلنا من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
[1] عن سيدنا على رضى الله عنه رواه البخارى .