عدد المشاهدات:
إذا أشرقت على القلب أنوار اليقين من فضل الله تعالى، تلقى خبر الصادق من حيث التصديق به، والعمل بأمره، كتصديق وعمل المعاين المشاهد، وهو الإيمان حقيقة الذي مدحه الله تعالى، وأثنى على أهله.
وذلك لأن الأرواح في عالم الذر، شهدت الجمال الإلهي، وسمعت الخطاب الرباني، فهي في شوق إلى ما شهدت وسمعت، فإذا أخبرها الصادق اطمأنت وسكنت إلى الحق لما ذاقته من معاني خبره، الذي صادف ما تشتاق إليه، فوقع موقع الشهود العيني .
ولذلك ترى كثيراً ممن لا يتصورون المعاني الإلهية، ولا الحقائق العلمية، إذا أخبر بحقيقة ما حن إلى تلك الحقيقة، وإذا أمر بأمر قام به بشوق، مسارعا مداوما عليه، مشاهدا فيه ما لم يشهده غيره ممن علم.
بينما نرى أن كثيراً ممن علموا يتهاونون بالأوامر، وربما وقعوا في المنهيات، فيستنتج من هذا أن خبرالصادق عند الممنوح، كرفع الحجاب عند أهل اليقين. والوسعة في العلم لا تقتضي الشوق والحب، ولذلك فالله تعالى أثنى على الذين يؤمنون بالغيب ثناء حقيقيا، وأخبر أنهم هم المفلحون، وأخبر أنهم يوقنون بالآخرة .
فالإيمان مواهب إلهية، به النور والنجاة، فإذا منَّ الله بالعلم لعبده، كان ذلك من الفضل العظيم، وبهذا أرى أن العلم غير الإيمان، وأن الإيمان لابد منه قبل العلم . والصحابة رضوان الله عليهم كانوا يتعلمون الإيمان قبل القرآن، فيزدادون إيمانا بالقرآن على إيمانهم .
ومن هذا ترى أن أهل الله يحبون أهل التسليم والانقياد، لأنهم أول أتباع الرسل عليهم الصلاة والسلام، الذي يقع منهم خبر الصادق موقع عين اليقين لصفاء قلوبهم. وهم الذين يعملون جميع الأركان والنوافل بشوق لشدة مشاهدتهم، وكمال تصديقهم، إلا أنهم يحتاجون إلى المرشد الكامل، والحكيم العارف، الذي يخبرهم بما يناسب نفوسهم من العلم والعمل، حتى يكون لهم رقي مناسب لقواهم، لينهجوا على المنهج الوسط، لتكون أحوالهم متوازنة بين الروح والجسد، ويدوم مزيدهم حتى يبلغوا من العلم أعلاه، ومن المعرفة أكملها .
وبذلك يكون الإنسان مؤمنا حقيقة، عاملا من عمال الله تعالى، مسارعا إلى مرضاته من جهاد وإنفاق وعبادة ومعاملة، علما وكشفا. وهذا الإيمان هو المطلوب من كل إنسان، بالنسبة للداعي إلى الله سبحانه على بينة، ثم بعد التصديق والإقرار يتلقى منه العلم، عاملا بأوامره منتهيا عن نواهيه .
أما أهل الجدل والغرة بالله تعالى – ممن أبعدهم الله عن نور التسليم – أو الهمج الرعاع – الذين ينقادون ويتبعون كل ناعق من غير تبصرة ولا علم – فإن الداعي إلى الله تعالى يدعو إلى التوحيد الذي هو صبغة النفوس الذكية، وإلى الفضيلة من العملوالخلق، وصلة الرحم، وإكرام الجار، وتقبيح الطمع والحرص وكل قبيح لدى العقولالسليمة – أما أهل الجدل والهمج، فإن الله سبحانه قطع المجادلين لغرورهم بعقولهم المكسوفة، وعلومهم التي هي جهل، وآرائهم الفاسدة. وأما الهمج فإن الله سبحانه أبعدهم لحرمانهم من نور العقل، الذي به التمييز بين المحق والمبطل، ولعكوفهم على الحرص على النفع العاجل، وصرف هممهم عن الخير الآجل، لأنهم لم يمنحوا نور التسليم للحق، ولا نفسا ذكية تتصور معاني الحق .
وهذان النوعان من الناس كثيرون، وهم أعداء ما جهلوا. فالداعي إلى الله تعالى عليه أن يتحفظ على أهل التسليم من أهل الجدل، ويتحفظ على نفسه من الجهلاء الهمج. فإنهم لا يلبثون معه إلا ريثما يسمعون ناعقا بباطل فيميلون إليه ويقصدونه. أو يسمعون سرا من المرشد من أسرار الحكمة، وغرائب العلوم، ولطائف المعرفة، فينشرونها أمام أهل الغرة والجدل. أو يزيدون عليها من الثناء والصالحون المصلحون ، وذكر أوصاف يكرهها وتنكرها النفوس، فيفتحون على أنفسهم أبواب الإنكار، وغوغاء أهل الفساد، مع عجزهم عن رد أباطيل المفسدين، ومداراة المغرورين .
والصالحون المصلحون مكلف شرعا أن لا يصطفي لأسراره إلا الذين يسمعون منه الحكمة والمعرفة، ليكملوا أنفسهم ويعملوا ليزداد إيمانهم، لا الذين يستمعون القول فيجادلوا به، ويطلبوا به العاجل الفاني فيكونون أبوابا مفتحة للفساد، أو سرجا تضيء لتحترق .
والصالحون المصلحون قليلون، وواحد منهم كأمة، فليجتهد العارف بالله تعالى، ويجاهد ليفوز بمن يفقه علومه به، ويتجمل بأحواله وأخلاقه، ويكون رحمة للناس ونورا لهم، يدعو إلى الله تعالى على بينة من أمره، ومنهج الأئمة الهادين، والله ولي التوفيق، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
وذلك لأن الأرواح في عالم الذر، شهدت الجمال الإلهي، وسمعت الخطاب الرباني، فهي في شوق إلى ما شهدت وسمعت، فإذا أخبرها الصادق اطمأنت وسكنت إلى الحق لما ذاقته من معاني خبره، الذي صادف ما تشتاق إليه، فوقع موقع الشهود العيني .
ولذلك ترى كثيراً ممن لا يتصورون المعاني الإلهية، ولا الحقائق العلمية، إذا أخبر بحقيقة ما حن إلى تلك الحقيقة، وإذا أمر بأمر قام به بشوق، مسارعا مداوما عليه، مشاهدا فيه ما لم يشهده غيره ممن علم.
بينما نرى أن كثيراً ممن علموا يتهاونون بالأوامر، وربما وقعوا في المنهيات، فيستنتج من هذا أن خبرالصادق عند الممنوح، كرفع الحجاب عند أهل اليقين. والوسعة في العلم لا تقتضي الشوق والحب، ولذلك فالله تعالى أثنى على الذين يؤمنون بالغيب ثناء حقيقيا، وأخبر أنهم هم المفلحون، وأخبر أنهم يوقنون بالآخرة .
فالإيمان مواهب إلهية، به النور والنجاة، فإذا منَّ الله بالعلم لعبده، كان ذلك من الفضل العظيم، وبهذا أرى أن العلم غير الإيمان، وأن الإيمان لابد منه قبل العلم . والصحابة رضوان الله عليهم كانوا يتعلمون الإيمان قبل القرآن، فيزدادون إيمانا بالقرآن على إيمانهم .
ومن هذا ترى أن أهل الله يحبون أهل التسليم والانقياد، لأنهم أول أتباع الرسل عليهم الصلاة والسلام، الذي يقع منهم خبر الصادق موقع عين اليقين لصفاء قلوبهم. وهم الذين يعملون جميع الأركان والنوافل بشوق لشدة مشاهدتهم، وكمال تصديقهم، إلا أنهم يحتاجون إلى المرشد الكامل، والحكيم العارف، الذي يخبرهم بما يناسب نفوسهم من العلم والعمل، حتى يكون لهم رقي مناسب لقواهم، لينهجوا على المنهج الوسط، لتكون أحوالهم متوازنة بين الروح والجسد، ويدوم مزيدهم حتى يبلغوا من العلم أعلاه، ومن المعرفة أكملها .
وبذلك يكون الإنسان مؤمنا حقيقة، عاملا من عمال الله تعالى، مسارعا إلى مرضاته من جهاد وإنفاق وعبادة ومعاملة، علما وكشفا. وهذا الإيمان هو المطلوب من كل إنسان، بالنسبة للداعي إلى الله سبحانه على بينة، ثم بعد التصديق والإقرار يتلقى منه العلم، عاملا بأوامره منتهيا عن نواهيه .
أما أهل الجدل والغرة بالله تعالى – ممن أبعدهم الله عن نور التسليم – أو الهمج الرعاع – الذين ينقادون ويتبعون كل ناعق من غير تبصرة ولا علم – فإن الداعي إلى الله تعالى يدعو إلى التوحيد الذي هو صبغة النفوس الذكية، وإلى الفضيلة من العملوالخلق، وصلة الرحم، وإكرام الجار، وتقبيح الطمع والحرص وكل قبيح لدى العقولالسليمة – أما أهل الجدل والهمج، فإن الله سبحانه قطع المجادلين لغرورهم بعقولهم المكسوفة، وعلومهم التي هي جهل، وآرائهم الفاسدة. وأما الهمج فإن الله سبحانه أبعدهم لحرمانهم من نور العقل، الذي به التمييز بين المحق والمبطل، ولعكوفهم على الحرص على النفع العاجل، وصرف هممهم عن الخير الآجل، لأنهم لم يمنحوا نور التسليم للحق، ولا نفسا ذكية تتصور معاني الحق .
وهذان النوعان من الناس كثيرون، وهم أعداء ما جهلوا. فالداعي إلى الله تعالى عليه أن يتحفظ على أهل التسليم من أهل الجدل، ويتحفظ على نفسه من الجهلاء الهمج. فإنهم لا يلبثون معه إلا ريثما يسمعون ناعقا بباطل فيميلون إليه ويقصدونه. أو يسمعون سرا من المرشد من أسرار الحكمة، وغرائب العلوم، ولطائف المعرفة، فينشرونها أمام أهل الغرة والجدل. أو يزيدون عليها من الثناء والصالحون المصلحون ، وذكر أوصاف يكرهها وتنكرها النفوس، فيفتحون على أنفسهم أبواب الإنكار، وغوغاء أهل الفساد، مع عجزهم عن رد أباطيل المفسدين، ومداراة المغرورين .
والصالحون المصلحون مكلف شرعا أن لا يصطفي لأسراره إلا الذين يسمعون منه الحكمة والمعرفة، ليكملوا أنفسهم ويعملوا ليزداد إيمانهم، لا الذين يستمعون القول فيجادلوا به، ويطلبوا به العاجل الفاني فيكونون أبوابا مفتحة للفساد، أو سرجا تضيء لتحترق .
والصالحون المصلحون قليلون، وواحد منهم كأمة، فليجتهد العارف بالله تعالى، ويجاهد ليفوز بمن يفقه علومه به، ويتجمل بأحواله وأخلاقه، ويكون رحمة للناس ونورا لهم، يدعو إلى الله تعالى على بينة من أمره، ومنهج الأئمة الهادين، والله ولي التوفيق، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .