عدد المشاهدات:
المراقبة:
المريد في بدايته بعد صحة إرادته، وتحصيله على ما لابد له من العلوم النافعة، إذا أشرق عليه نور علم اليقين، وذاق حلاوة القربات ولذة الطاعات، حاسب نفسه على أنفاسه فيم صرفها، فإذا ظهر له رجحان الخير على الشر، انبسط وفرح، ونما في نفسه هذا الباعث حتى يقوى فيه، فيدفعه إلى المحافظة على الأنفاس أن تضيع، إلا في قربة أو مكرمة من علم نافع أو عمل صالح، حتى يكون الخير أغلب عليه، والفلاح أقرب إليه، والإقبال على الأعمال الصالحة سروره، فيرى في نومه صور إرادته في يقظته، وفي يقظته حقائق رؤيته، فيكون هذا أول مقام من مقامات تزكية النفس، ومنزل من منازل الأنس.ولديها يقوى اليقين، حتى يصير عينا، وينتقل إلى المراقبة، وهو حضور القلب عند تجدد كل شأن لأعضائه العاملة من سمع وبصر وشم وذوق ولمس، وينفتق رتق القلب، وتشرق عين السر، ويكون في روضة الفكر، فيشهد النعم المحيطة به، والمننالتي فيه، فتصغر في عينه أعماله، ويستصغر شكره، ويطمئن قلبه بولي تولاه بآلائه ووده بنعمائه، فيطيب وقته، ويصفو ويحلو حاله، ويدوم أنسه، ويرتقي إلى حالالبسط بما يتوالى عليه من البهجة وانشراح الصدر بالواردات التي ترد عليه من حضرة الملكوت، وما يذوقه بنور فكره من أسرار المعاني المشرقة في المباني المنبئة عن سر توحيد الأفعال، حتى يحيى قلبه بالملاحظة والاستحضار، فيطيب وقته ويأنس بالمراقبة من تنزلات معاني الجمال. ويستغرق في تلك الملاحظة أوقاته وأنفاسهن فلا يرى ولا يسمع ولا يشم ولا يمس ولا يذوق، إلا وهو مستحضر من تلك الشئون آيات تجدد وجده وتيقظ قلبه، إلى أن تنكشف لسريرته أنوار ملكوت السموات والأرض، فتنقلب الملاحظة والاستحضار إلى معاينة وشهود، وينتقل الحال إلى المقام، فيكون المشهود الأسرار والآيات، والملاحظ الآثار والمكونات، وعندها يتسع القلب، وتكمل طهارة النفس، وتكون هممه وبواعثه وانفعالاته وإرادته ملكوتية، ويتحصن بحصن ) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ ((1).
وفى هذا المقام ينشط السالك لعمل القربات بلذة ورغبة وفرح وابتهاج، وتصغر فىعينه ملاذه الحيوانية، و شهواتة الآدمية، وحظه وهواه الإنسانى، حتى تتبدل كل تلك الصفات بالمعانى الفاضلة الروحانية.
وفي هذا المقام تصح له الإرادة، وتتحقق منه الإنابة، ويتجمل بالإنابة إلى الرب، والاستسلام له سبحانه، لأن كل تلك الجواذب والبواعث عن حيطة الفكر في خلق السموات والأرض، وارتشاف حميا التدبر، واستعمال الجوارح فيما خلقت له من الشكر بالعبادات والمعاملات والأخلاق بعد العلم بالعقيدة بساطع الحجة وواضع البرهان.
ثم تشرق أنوار التوحيد من سر الواحد ونور الأحد بلا فكر ولا تدبر، ولكن بالإسلام لرب العالمين، والإنابة إليه من النفس والحظ والهوى، فإذا أشرقت تلك الأنوار على القلب المتسع بالاستسلام، تجمل باطنه بحقيقة اليقين، واشتاق بشديد الوله إلى معاني الصفات، ونما الوله حتى يبلغ درجه التأله، فتجلى له من أسرار التوحيد أنوار مواجهة العزة ومشاهد الجبروت، فينقبض القلب وينكسر ويخشع، وتحصل الرهبةوالعظمة ليتحقق الخوف من العلي الكبير والخشية من الجليل العظيم، والحياء من القريب الجميل.
وفي هذا المقام يتحقق بكمال العبودة للذات، ويكون ذليلا في عينه وحقيرا في نفسه، ولكنه مجمل بحلل المهابة والعزة، يغضب لله ويرضى لله، طويل الفكر، ثغره باسم منكسر القلب حزين. وتقوى صدمات العظمة على قلبه، ومواجهات الجبروت للطائفة، حتى يكون بكله مع الله ولديها يكون الله عنده. و كشف تلك المعاني لا توضحه العبارة، ولا تفي به الإشارة، إنما يذاق لأهل الاستعداد في مقام الاستسلام ومنزلة التفويض. وهذا مقام بداية المقربين والبرزخ بينهم وبين الأبرار، وإنما الأبرار عشاق نعم المنعم وجماله، والمقربون عشاق المنعم الجميل، وكل منعم بما له عشق أو بمن فيه تتيم وله أراد، والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء.
وكل ذلك لا ينال إلا إذا وفق الله العبد لانتهاج مناهج رسوله ومصطفاه سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم، أسأل الله تعالى أن يعيذني من مخالفة سنته وهديه، ويمنحني الأخلاق والصدق في معاملته سبحانه، ويجعلني من المقربين المحبوبين لذاته بجاه والعظمة ليتحقق الخوف من العلي الكبير والخشية من الجليل العظيم، والحياء من القريب الجميل.
وفي هذا المقام يتحقق بكمال العبودة للذات، ويكون ذليلا في عينه وحقيرا في نفسه، ولكنه مجمل بحلل المهابة والعزة، يغضب لله ويرضى لله، طويل الفكر، ثغره باسم منكسر القلب حزين. وتقوى صدمات العظمة على قلبه، ومواجهات الجبروت للطائفة، حتى يكون بكله مع الله ولديها يكون الله عنده. و كشف تلك المعاني لا توضحه العبارة، ولا تفي به الإشارة، إنما يذاق لأهل الاستعداد في مقام الاستسلام ومنزلة التفويض. وهذا مقام بداية المقربين والبرزخ بينهم وبين الأبرار، وإنما الأبرار عشاق نعم المنعم وجماله، والمقربون عشاق المنعم الجميل، وكل منعم بما له عشق أو بمن فيه تتيم وله أراد، والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء.وكل ذلك لا ينال إلا إذا وفق الله العبد لانتهاج مناهج رسوله ومصطفاه سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم
، أسأل الله تعالى أن يعيذني من مخالفة سنته وهديه، ويمنحني الأخلاق والصدق في معاملته سبحانه، ويجعلني من المقربين المحبوبين لذاته بجاه
الامام محمد ماضى ابو العزائم
المريد في بدايته بعد صحة إرادته، وتحصيله على ما لابد له من العلوم النافعة، إذا أشرق عليه نور علم اليقين، وذاق حلاوة القربات ولذة الطاعات، حاسب نفسه على أنفاسه فيم صرفها، فإذا ظهر له رجحان الخير على الشر، انبسط وفرح، ونما في نفسه هذا الباعث حتى يقوى فيه، فيدفعه إلى المحافظة على الأنفاس أن تضيع، إلا في قربة أو مكرمة من علم نافع أو عمل صالح، حتى يكون الخير أغلب عليه، والفلاح أقرب إليه، والإقبال على الأعمال الصالحة سروره، فيرى في نومه صور إرادته في يقظته، وفي يقظته حقائق رؤيته، فيكون هذا أول مقام من مقامات تزكية النفس، ومنزل من منازل الأنس.ولديها يقوى اليقين، حتى يصير عينا، وينتقل إلى المراقبة، وهو حضور القلب عند تجدد كل شأن لأعضائه العاملة من سمع وبصر وشم وذوق ولمس، وينفتق رتق القلب، وتشرق عين السر، ويكون في روضة الفكر، فيشهد النعم المحيطة به، والمننالتي فيه، فتصغر في عينه أعماله، ويستصغر شكره، ويطمئن قلبه بولي تولاه بآلائه ووده بنعمائه، فيطيب وقته، ويصفو ويحلو حاله، ويدوم أنسه، ويرتقي إلى حالالبسط بما يتوالى عليه من البهجة وانشراح الصدر بالواردات التي ترد عليه من حضرة الملكوت، وما يذوقه بنور فكره من أسرار المعاني المشرقة في المباني المنبئة عن سر توحيد الأفعال، حتى يحيى قلبه بالملاحظة والاستحضار، فيطيب وقته ويأنس بالمراقبة من تنزلات معاني الجمال. ويستغرق في تلك الملاحظة أوقاته وأنفاسهن فلا يرى ولا يسمع ولا يشم ولا يمس ولا يذوق، إلا وهو مستحضر من تلك الشئون آيات تجدد وجده وتيقظ قلبه، إلى أن تنكشف لسريرته أنوار ملكوت السموات والأرض، فتنقلب الملاحظة والاستحضار إلى معاينة وشهود، وينتقل الحال إلى المقام، فيكون المشهود الأسرار والآيات، والملاحظ الآثار والمكونات، وعندها يتسع القلب، وتكمل طهارة النفس، وتكون هممه وبواعثه وانفعالاته وإرادته ملكوتية، ويتحصن بحصن ) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ ((1).
وفى هذا المقام ينشط السالك لعمل القربات بلذة ورغبة وفرح وابتهاج، وتصغر فىعينه ملاذه الحيوانية، و شهواتة الآدمية، وحظه وهواه الإنسانى، حتى تتبدل كل تلك الصفات بالمعانى الفاضلة الروحانية.
وفي هذا المقام تصح له الإرادة، وتتحقق منه الإنابة، ويتجمل بالإنابة إلى الرب، والاستسلام له سبحانه، لأن كل تلك الجواذب والبواعث عن حيطة الفكر في خلق السموات والأرض، وارتشاف حميا التدبر، واستعمال الجوارح فيما خلقت له من الشكر بالعبادات والمعاملات والأخلاق بعد العلم بالعقيدة بساطع الحجة وواضع البرهان.
ثم تشرق أنوار التوحيد من سر الواحد ونور الأحد بلا فكر ولا تدبر، ولكن بالإسلام لرب العالمين، والإنابة إليه من النفس والحظ والهوى، فإذا أشرقت تلك الأنوار على القلب المتسع بالاستسلام، تجمل باطنه بحقيقة اليقين، واشتاق بشديد الوله إلى معاني الصفات، ونما الوله حتى يبلغ درجه التأله، فتجلى له من أسرار التوحيد أنوار مواجهة العزة ومشاهد الجبروت، فينقبض القلب وينكسر ويخشع، وتحصل الرهبةوالعظمة ليتحقق الخوف من العلي الكبير والخشية من الجليل العظيم، والحياء من القريب الجميل.
وفي هذا المقام يتحقق بكمال العبودة للذات، ويكون ذليلا في عينه وحقيرا في نفسه، ولكنه مجمل بحلل المهابة والعزة، يغضب لله ويرضى لله، طويل الفكر، ثغره باسم منكسر القلب حزين. وتقوى صدمات العظمة على قلبه، ومواجهات الجبروت للطائفة، حتى يكون بكله مع الله ولديها يكون الله عنده. و كشف تلك المعاني لا توضحه العبارة، ولا تفي به الإشارة، إنما يذاق لأهل الاستعداد في مقام الاستسلام ومنزلة التفويض. وهذا مقام بداية المقربين والبرزخ بينهم وبين الأبرار، وإنما الأبرار عشاق نعم المنعم وجماله، والمقربون عشاق المنعم الجميل، وكل منعم بما له عشق أو بمن فيه تتيم وله أراد، والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء.
وكل ذلك لا ينال إلا إذا وفق الله العبد لانتهاج مناهج رسوله ومصطفاه سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم، أسأل الله تعالى أن يعيذني من مخالفة سنته وهديه، ويمنحني الأخلاق والصدق في معاملته سبحانه، ويجعلني من المقربين المحبوبين لذاته بجاه والعظمة ليتحقق الخوف من العلي الكبير والخشية من الجليل العظيم، والحياء من القريب الجميل.
وفي هذا المقام يتحقق بكمال العبودة للذات، ويكون ذليلا في عينه وحقيرا في نفسه، ولكنه مجمل بحلل المهابة والعزة، يغضب لله ويرضى لله، طويل الفكر، ثغره باسم منكسر القلب حزين. وتقوى صدمات العظمة على قلبه، ومواجهات الجبروت للطائفة، حتى يكون بكله مع الله ولديها يكون الله عنده. و كشف تلك المعاني لا توضحه العبارة، ولا تفي به الإشارة، إنما يذاق لأهل الاستعداد في مقام الاستسلام ومنزلة التفويض. وهذا مقام بداية المقربين والبرزخ بينهم وبين الأبرار، وإنما الأبرار عشاق نعم المنعم وجماله، والمقربون عشاق المنعم الجميل، وكل منعم بما له عشق أو بمن فيه تتيم وله أراد، والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء.وكل ذلك لا ينال إلا إذا وفق الله العبد لانتهاج مناهج رسوله ومصطفاه سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم
، أسأل الله تعالى أن يعيذني من مخالفة سنته وهديه، ويمنحني الأخلاق والصدق في معاملته سبحانه، ويجعلني من المقربين المحبوبين لذاته بجاه
الامام محمد ماضى ابو العزائم