آخر الأخبار
موضوعات

الأربعاء، 2 نوفمبر 2016

- حجب السالكين فى طريق رب العالمين

عدد المشاهدات:

حجب السالكين:
 السالك الصادق في بدايته، المسترشد بصحة إرادته، المصاحب للعارفين، المتبع  سبيل أهل اليقين، له عثرات وزلات، ربما أوقفته عن السير، وحجبته عن الترقي في مقامات العلم والمعرفة والحال.

وذلك أن أهل التمكين ورجال مشاهدة عين اليقين صغرت في عيون قلوبهم الدنيا وزينتها، وإقبال الناس عليهم، وعظم الحق في قلوبهم،  وقويت الرغبة في جنابه العلي، حتى لم يبق لهم رغبة في سواه، واشتاقت أرواحهم إلى  القرب من حضرته، ورؤية جماله العلي ووجهه الكريم، ومالوا بكليتهم عن زهرة الدنيا     شوقا إلى نعيم الآخرة، ومعيتهم للنبيين والصديقين والشهداء.

ومن أحوالهم أن أعمالهم  الحقيقية قلبية أكثر من كونها بدنية، فلا يلتفتون لتعظيم الناس لهم ولاجتماعهم عليهم،  ولو بذلوا أنفسهم وأموالهم لهم، لأنهم مشغولون بمواجهة الوجه الجميل العلي، أغنياء  بحسن اليقين، والثقة بالله، وكمال التوكل عليه، وعكوف الهمة على حضرته العلية،   فهو لذلك لا يخشى عليه ليقظة قلبه وحضور لبه ودوام معيته بربه.                              .


فالسالك حقا من أنزل نفسه منزلتها، ووقف عند قدره وقوف المؤدب، حتى يذوق حلاوة الإيمان ولذة التقوى، فيفنى عن كل حلاوة ولذة في الدنيا، وإذا أهمل وتشبه   بالمرشد ومالت نفسه أن يعمل له الناس ما يعملونه للمرشد، ومالت نفسه إلى ذلك،   ولم يجاهد نفسه أن تجد وتسعى لتبلغ منازلة المرشد ومشاهده، فإنه إن أهمل في هذا  الجهاد، وتابع نفسه، ورأى نفسه أهلا للإكرام من إخوانه – ولو أنهم تلقوا عنه علوم    المعرفة والأخلاق والتحقيق، أو نالوا على يده أحوالا حسنة، وشمائل جميلة   وحسنت نفسه عنده، وظن أنه صار ممدا لغيره معلما لغيره نافعا، وغره حسن ما أنعم    الله به عليه، ونسى قدره، فإنه ربما حجب حجابا أبعده، أو أبعد بعداً قطعه.


فقد حصل الغرور لبعض المسترشدين بأحوال شريفة نالوها بصحبة الرجل، وعلوم منحوها بسماع حكمه والتلقي عنه، وأسرار تلقوها منه، فبلغ بهم الجهل إلى أن كانوا إذا ذكرت علوم المرشد لديهم أشاروا أنهم هم الواسطة، ثم هم الباب الموصل، ثم هم   الممدون، استدراج من الله تعالى لهم، وحجاب قطيعة – نعوذ بالله تعالى – حتى بلغوا  مبلغا سعوا أن يستروا عن الناس أسرار المرشد، وينسوا الناس علومه وآدابه وأخلاقه،   فعلى المريد الصادق أن يحافظ على الآداب، والمحافظة على منزلة المرشد، ليرقى إلى مقام المقربين، والله ولي التوفيق.
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:




شارك فى نشر الخير