آخر الأخبار
موضوعات

الأربعاء، 2 نوفمبر 2016

- دعوة إِلي تجديد سنن ديننا

عدد المشاهدات:
أما نحن الآن فقد كثر عَددنا ومالنا ولكنا صرنا تبعا آذلاء لا لقلة العدد أو ضعف الأجسام، أو لأن بلادنا قاحلة لا تنبت، أو لأن ديننا دين الكسل والباطالة وترك الدنيا وعدم الاختراع. لا، بل ديننا دين العلم والعمل للدنيا والآخرة. دين البحث في الآثار والفكر فيما أودعه الله تعالي فيها، وإظهار مكنون أسرارها المنطوية عليها للنفع العام. دين المجاهدة. دين الأخلاق الطاهرة. دين المعاملة الحسنة. دين التوحيد والاتحاد والائتلاف. دين الرحمة والشفقة. دين العمل النافع والسعي في النفع العام لجميع خلق الله-سبحانه- والرحمة حتي بالنباتات والحيوانات فضلا عن بين الإنسان. دين العدل والإنصاف. ليس دين رهبانية وخراب للدنيا وترك للعمل فيها كدين النصرانية. ولا دين تعصب وبغض لغير أهله والعمل لخاصة أهل الدين كدين اليهودية. بل هو الدين الذي أوجب علي المسلم معاملة الذمي كنفسه. أوجب علي المسلم أن يسعي ويجد ويجتهد. فرض الزكاة ليعمل المسلم في جلب المال. فرض الحج ليسعي المسلم وينتقل ويسافر. فرض الصيام ليرحم المسلم الفقير من أي دين كان. جعل المنازل في الجنة بالعمل الصالح وعمل الإصلاح والصلح. حث علي الزراعة وعلي التجارة وعلي الصناعة. وأمر بإعداد العدة بقدر الاستطاعة. كل ذلك لا يتوفر إِلا بالتجارة والصناعة والزراعة. وفضَّل المتصدَّق علي المتصدَّق عليه والرجل علي المرآة بما أنفقه عليها. كل ذلك حث علي العمل. أمر بالاقتصاد وتوفير المال وأخبر أن من أسرف يعاقب بالفقر، حث علي الطب حتي يعالج نفساً مريضة كأنه أحياها. هذا وكل خير وفضيلة وسعادة في الدنيا والآخرة لا يمكن نوالها إِلا بالتمسك بالسنة، ومع ذلك فإنا تركنا السنة وأهملنا العمل بها حتي رمانا أعداء ديننا بأن ديننا دين الخمول والتأخر. ذلك مِنَّا لا من ديننا. وإِلا فمتي تمسلك قوم قليلون بالدين علي حقيقته وتأخروا؟ فهلم بنا نجدد سنن ديننا. وذلك لا يكلفنا أن نبذل أموالنا ولا أن نقتل أنفسنا ولكنا نأتمر بما أمر، وننتهي عما نهي، ونوالي من والي الله سبحانه ونعادي من عادي الله سبحانه، ونقتصد في زمننا وملنا، فلا ننفق الزمن إِلا في كسب علم أو فن أو رزق أو محمدة أو قربة أو صلة، ثم نحب إِخواننا حبا يجمعنا. ولا يكون ذلك إِلا بالزهد في الأمل وفي الجاه عند الناس، وفي الشهرةبينهم، بأن نعطي كل أخ حقه ونجعل معاملتنا خفيفة علي إِخوانناحتي تنحصر الأموال والصناعة والفنون فينا. فإن حصر المعاملة فينا تنشطنا وتجدد ملكة الاختراع والجد في العمل، ونبغض من أبغضهم الله تعالي من المجرمين والفساق والعصاة ولو كانوا آبائنا أو أبناءنا، ونحب من أحبهم الله تعالي ولو كانوا غرباء فقراء بغضاء والله الموفق لا غيره.
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:




شارك فى نشر الخير