عدد المشاهدات:
لم يكن المجتمع الإسلامي متكونا بالاتفاق ، و لم تتركب أعضاؤه من رجال نبغوا على أيدي حكماء فلاسفة ، و تلك قضية بديهية حجتها التواتر . و لكن القرآن الشريف بين بالتفصيل تدبير القوى الإنسانية ، من أول سقوط رأس الإنسان من رحم أمه ، بصريح العبارة ، أو بعمله صلى الله عليه وسلم ، فنبه على ما يلزم العمل به في تقويم كل قوة تكون في الإنسان ، فإن أول قوة تولد مع الإنسان الميل إلى الغذاء ، فسن السنن اللازمة لتدبير تلك القوة ، بالحالة التي يكون بها حفظ الصحة على الإنسان ، و تقوية جميع أعضائه الرئيسية ، ثم تتولد في الإنسان بعد تلك القوى قوة الغضب ، فشرح اللازم لها من تدبيرها و تقويمها ، ثم قوة الكرامة ، فأيقـظ القلوب إلى مراعاتها و حفظها على الطفل و تدبيرها ، حتى تكون معراجا له إلى نيل الكمال الإنساني ، و الجمالات التي يكون بها المسلم كاملا في إيمانه بالترفع عن الدنايا ، و البعد عن سفاسف الأمور ، سر قوله صلى الله عليه وسلم( إن الله يحب معالي الأمور و يكره سفسافها ) في الطبراني الكبير عن الحسن بن علي ، و قوله صلى الله عليه وسلم ( علو الهمة من الإيمان ) و قوله سبحانه و تعالى ) وَلِلَّهِالْعِـزَّةُوَلِرَسُولِهِوَلِلْمُؤْمِنِينَ ( سورة المنافقون آية (8) ، ثم تنشأ بعد ذلك قوة الشوق إلى المعارف ، و بالرغبة في معرفة ما يحيط به ، و علم خواصه .
و قد بين القرآن الكريم فضل العالم و أثنى عليه ، و شنع على الجاهل ، و حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على التعلم و فرض علينا العلم ، و جعل أول واجب علينا معرفة الله تعالى ، و العلم و الرغبة فيه - و بين للوالدين أن يعتـنيا بتلك القوة في الولد - و معرفة آياته ، و الفرق بين الملك و الرسول و النبي و الولي ، و العقوبة ، و فهم مكارم الأخلاق و ما تنتجه ، و كشف الوسائل التي بها تطيب الحياة الدنيا و تسعد الحياة الآخرة ، كل ذلك بمثل تناسب قوة الشوق في الولد . ثم تنشأ قوة الأثرة ، فبين الطرق التي تـنمي تلك القوة ، و تجعلها عاملة في الاستئثار بالكمالات النفسانية ، و المعارف و الصناعات المفيدة ، التي بها يكون الولد عاملا للنفع العام ، راضيا بما لا بد منه من الضروريات الحيوانية ، سر قوله سبحانه و تعالى ) وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْكَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ( سورة الحشر آية (9) .
ربىﱠ رسول الله صلى الله عليه وسلمعلى تلك المباديء الشريفة ، سيدنا عليا بن أبي طالب كرم الله وجهه ، و زيد بن حارثة ، و عبد الله بن عمر ، و عبد الله بن عمرو ، و عبد اله بن عباس ، و سيدنا و مولانا الحسن و الحسين ، بعد تربية السيدة الزهراء عليها السلام ، و غيرهم ممن ولدوا في عصر الرسالة . و كل صحابي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم - و إن كان من سن الخمسين من عمره - فإنه ولد ولادة جديدة ، و تربى تربية قرآنية ، هذا مجمل ما ورد في تربية الطفل التربية الإسلامية .
ثم بين القرآن الشريف تربية المجتمع المنزلي ، فجعل لكل فرد من أفراد العائلة حقوقا واجبة له ، و حقوقا واجبة عليه ، و قد بين ذلك في أكثر سور القرآن ، فلم تخل من الأوامر بالإحسان إلى الوالدين ، و الصلة للأرحام و أبناء القرابة حتى صار المجتمع المنزلي كجسد واحد ، يعمل كل عضو لمجموع ، و قد شرحت جملا من تدبير الفرد و تدبير المنزل في كتاب ( النور المبين ) و كتاب ( معارج المقربين )
الامام محمد ماضى ابو العزائم
الموقع الرسمى لفضيلة الشيخ فوزى محمد ابوزيد
و قد بين القرآن الكريم فضل العالم و أثنى عليه ، و شنع على الجاهل ، و حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على التعلم و فرض علينا العلم ، و جعل أول واجب علينا معرفة الله تعالى ، و العلم و الرغبة فيه - و بين للوالدين أن يعتـنيا بتلك القوة في الولد - و معرفة آياته ، و الفرق بين الملك و الرسول و النبي و الولي ، و العقوبة ، و فهم مكارم الأخلاق و ما تنتجه ، و كشف الوسائل التي بها تطيب الحياة الدنيا و تسعد الحياة الآخرة ، كل ذلك بمثل تناسب قوة الشوق في الولد . ثم تنشأ قوة الأثرة ، فبين الطرق التي تـنمي تلك القوة ، و تجعلها عاملة في الاستئثار بالكمالات النفسانية ، و المعارف و الصناعات المفيدة ، التي بها يكون الولد عاملا للنفع العام ، راضيا بما لا بد منه من الضروريات الحيوانية ، سر قوله سبحانه و تعالى ) وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْكَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ( سورة الحشر آية (9) .
ربىﱠ رسول الله صلى الله عليه وسلمعلى تلك المباديء الشريفة ، سيدنا عليا بن أبي طالب كرم الله وجهه ، و زيد بن حارثة ، و عبد الله بن عمر ، و عبد الله بن عمرو ، و عبد اله بن عباس ، و سيدنا و مولانا الحسن و الحسين ، بعد تربية السيدة الزهراء عليها السلام ، و غيرهم ممن ولدوا في عصر الرسالة . و كل صحابي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم - و إن كان من سن الخمسين من عمره - فإنه ولد ولادة جديدة ، و تربى تربية قرآنية ، هذا مجمل ما ورد في تربية الطفل التربية الإسلامية .
ثم بين القرآن الشريف تربية المجتمع المنزلي ، فجعل لكل فرد من أفراد العائلة حقوقا واجبة له ، و حقوقا واجبة عليه ، و قد بين ذلك في أكثر سور القرآن ، فلم تخل من الأوامر بالإحسان إلى الوالدين ، و الصلة للأرحام و أبناء القرابة حتى صار المجتمع المنزلي كجسد واحد ، يعمل كل عضو لمجموع ، و قد شرحت جملا من تدبير الفرد و تدبير المنزل في كتاب ( النور المبين ) و كتاب ( معارج المقربين )
الامام محمد ماضى ابو العزائم
الموقع الرسمى لفضيلة الشيخ فوزى محمد ابوزيد