آخر الأخبار
موضوعات

الاثنين، 7 نوفمبر 2016

- المجتمع الإسلامي الفاضل

عدد المشاهدات:
لم يكن المجتمع الإسلامي متكونا بالاتفاق ، و لم تتركب أعضاؤه من رجال نبغوا على أيدي حكماء فلاسفة ، و تلك قضية بديهية حجتها التواتر .  و لكن القرآن الشريف بين بالتفصيل تدبير القوى الإنسانية ، من أول سقوط رأس الإنسان من رحم أمه ،   بصريح العبارة ، أو بعمله  صلى الله عليه وسلم  ،  فنبه على ما يلزم العمل به في تقويم كل قوة تكون في الإنسان ، فإن أول قوة تولد مع الإنسان الميل إلى الغذاء ، فسن السنن اللازمة لتدبير تلك القوة ، بالحالة التي يكون بها حفظ الصحة على الإنسان ، و تقوية جميع أعضائه الرئيسية ، ثم تتولد في الإنسان بعد تلك القوى قوة الغضب ، فشرح اللازم لها من تدبيرها و تقويمها ، ثم قوة الكرامة ، فأيقـظ القلوب إلى مراعاتها و حفظها على الطفل و تدبيرها ، حتى تكون معراجا له إلى نيل الكمال الإنساني ، و الجمالات التي يكون بها المسلم كاملا في إيمانه بالترفع عن الدنايا ،     و البعد عن سفاسف الأمور ، سر قوله  صلى الله عليه وسلم( إن الله يحب معالي الأمور و يكره سفسافها ) في الطبراني الكبير عن الحسن بن علي ، و قوله  صلى الله عليه وسلم  ( علو الهمة من الإيمان )  و قوله سبحانه و تعالى  )  وَلِلَّهِالْعِـزَّةُوَلِرَسُولِهِوَلِلْمُؤْمِنِينَ  (  سورة المنافقون آية (8) ، ثم تنشأ بعد ذلك قوة الشوق إلى المعارف ، و بالرغبة في معرفة ما يحيط به ، و علم خواصه .



و قد بين القرآن الكريم فضل العالم و أثنى عليه ، و شنع على الجاهل ، و حث رسول الله  صلى الله عليه وسلم  على التعلم و فرض علينا العلم ، و جعل أول واجب علينا معرفة الله تعالى ، و العلم و الرغبة فيه  - و بين للوالدين أن يعتـنيا بتلك القوة في الولد -  و معرفة آياته ،  و الفرق بين الملك و الرسول و النبي و الولي ، و العقوبة ، و فهم مكارم الأخلاق  و ما تنتجه ، و كشف الوسائل التي بها تطيب الحياة الدنيا و تسعد الحياة الآخرة ، كل ذلك بمثل تناسب قوة الشوق في الولد .  ثم تنشأ قوة الأثرة ، فبين الطرق التي تـنمي تلك القوة ،      و تجعلها عاملة في الاستئثار بالكمالات النفسانية ، و المعارف و الصناعات المفيدة ،      التي بها يكون الولد عاملا للنفع العام ،  راضيا بما لا بد منه من الضروريات الحيوانية ،  سر قوله سبحانه و تعالى )  وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْكَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ  (  سورة الحشر آية (9)  .



ربىﱠ  رسول الله  صلى الله عليه وسلمعلى تلك المباديء الشريفة ، سيدنا عليا بن أبي طالب كرم الله وجهه ، و زيد بن حارثة ، و عبد الله بن عمر ، و عبد الله بن عمرو ، و عبد اله بن عباس ، و سيدنا و مولانا الحسن و الحسين ، بعد تربية السيدة الزهراء عليها السلام ، و غيرهم ممن ولدوا في عصر الرسالة .  و كل صحابي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم - و إن كان من سن الخمسين من عمره -  فإنه ولد ولادة جديدة ، و تربى  تربية قرآنية ، هذا مجمل ما ورد في تربية الطفل التربية الإسلامية .



ثم بين القرآن الشريف تربية المجتمع المنزلي ، فجعل لكل فرد من أفراد العائلة حقوقا واجبة له ، و حقوقا واجبة عليه ، و قد بين ذلك في أكثر سور القرآن ، فلم تخل من الأوامر بالإحسان إلى الوالدين ، و الصلة للأرحام و أبناء القرابة حتى صار المجتمع المنزلي كجسد واحد ، يعمل كل عضو لمجموع ، و قد شرحت جملا من تدبير الفرد و تدبير المنزل في كتاب ( النور المبين ) و كتاب ( معارج المقربين )

الامام محمد ماضى ابو العزائم
الموقع الرسمى لفضيلة الشيخ فوزى محمد ابوزيد
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:




شارك فى نشر الخير