آخر الأخبار
موضوعات

الخميس، 3 نوفمبر 2016

- وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ

عدد المشاهدات:
 (وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَىٰبِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ) سورة فصلت آية 51 الإنسان وما أدرك ما الإنسان، مجموع قوى الحيوانات، وانفعالات الشيطان النفسانى من حيث قواه النفسانية، لا يشهد نور ما ظهر بعيون اليقين لاحتجابه بظلمات تلك القوى المؤثرة عليه بدواعيها الفعالة به، فهو المحجوب بالأدران النفسانية، المبعود بالحظوظ الحيوانية، لا يذوق لذة الإيمان فى حال من الأحوال، ولا حلاوة الإحسان فى مقام من المقامات، فهو فى حال النعمة معرض عن المنعم الحقيقى، غافل عن مفيض النعم، معتقد أنه هو الموجد للنعم – غروراً منه – وليته وقف عند هذا الحد، بل يدعوه الغرور إلى التهاون بالدين والتلاعب به فيتخذ دينه لعباً ولهواً، وتغره الأمانى، هذا حاله فى النعمة، فإذا سلب المنعم نعمته عنه؛ وأذاقه ألم الاحتياج يئس وقنط، وباع دينه بدنياه، و تلاعبت به الحاجة كيف شاءت. وهكذا، حتى يزكى نفسه بنور التسليم و الانقياد للدين و دراسة العلم النافع وتلقيته من العرفين المتمكنين المخلصين.



نعم، الإنسان المقيد بأحكام المادة خاضع لادوار الحوادث، ينظر ما يسره مما يلائم طبعه و حسه وراحته و علو مكانته، إن بموافق للشرع و إن بمخالف له، حتى تراه يسره ملك مابه يخلد فى النار و عمل ما به يطرد عن رحمة الله بدون تبصره فى مستقبل، و لا تأمل فى حال و شأن و يدوم هكذا حريصا على هذا، ناهجا مناهج الطمع والحرص على ان ينال الشهرة والمجد والشرف والعو فى الارض ويسعى بنشاط لنيله بالفساد فى الارض و اذيه الخلق، يسره ضرر غيره و يفرحه نيل مطلوبه، حتى يهاجمه المرض العضال، و يقوى هين الأمراض، فيئن عند شدة المرض و ينسى الدنيا و ما فيها بشواغله القوية فاذا سكن هذا الالم رجع إلى حرصه و مقته للناس و يرتب ما يعمله إذا ما يعمله مما يعود عليه من الفساد و البغى حتى تزهق روحه و هو فى غفلة عن ماله فرجع بأحمال تثقل الجبال فيندم ولات حين ندم.



كل ذلك من قوى النفس القائمة بهيكله التى تنفعل عنها الانفعالات النفسانية فينقاد بهذا العامل بدون ترو، والله سبحانه و تعالى – لتكون له الحجة البالغة – ارسل الرسل الكريم بالهداية و الحكمة و الموعظة البالغة، التى تومي إلى مشاهدات الروح و ما تؤول اليه نهاية مرجعها و من اين مبدؤها لأن الروح الملكية سماوية مصدرا و نهاية و اقبالا وقولا وعملا لاستمدادها من نور الملكوت الأعلى. ولا يمكن ان يتحصل الإنسان على تلك المنزلة لتطهيره من اخلاق القوى الابليسية من الحسد و الكبر و الفساد و التفرقة وال تعالى وحب الجاه والبغضاء والحقد والكيد والخبث وغيرها واخلاق الحيوانات المفترسة والحيوانات الداجنة من الخوف والجبن والحرص والبخل والنفاق والتملق والحيل وحب الشهوات وغيرها، وبقدر انقياده للشرع وتمسكه بانواع العبادات المختلفة الموضوعة لحكمه تطهير مجموعة نعومته الابليسية الحيوانية، بحسب ما يناسب كل قوى لديها يذوق لذة كل نوع من انواع القرب و يشهد لدى التلذذ سر الحكمة فيه وفيها، و اذا شهد هذا المشهد يترقى من رتبه الإنسان إلى مقام الإنسان الكامل فى نوعه، وبذلك تنكشف له حقيقته فيعرف ربه، وبذلك تكون انفاسه وتسبيحاته وحركاته: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) سورة التحريم آية 6 فيكون فى مشاهدات الملائكة المقربين حكما وحالا و مآلا.



وهذا هو الإنسان العالم بالله تعالى ، المتمكن من معرفة حقيقته نسأله سبحانه و تعالى ان يناولنا من شراب القرب رحيق الحب وأولادى وأهلى وأخوانى والمسلمين آمين.
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:




شارك فى نشر الخير