عدد المشاهدات:
الأعمال البدنية مشهد الخلق، والأعمال القلبية مشهد الحق، فكل عمل بدنى لا يخلو من دسيسة يتأولها من يراها من الخلق، ويزنها من يفهم الباعث عليها فتحل محل القبول من الكاملين أو محل الرفض منهم، لأن أهل الغرة بالله تعالى لا يقبل منهم حكم على أحد فى دين ولا دنيا لأنهم يميلون مع شهواتهم، ولأنهم يكرهون الأعمال الصالحة ويكرهون الموفق لها، لأن كل عامل يحب أن يشابهه العاملون، كما أن أهل التقوى يكرهون السيئ من الأعمال، ويكرهون مرتكبها، ويحبون التودد إليهم ليقتدوا بهم دعوة لله تعالى، فالمعتبر عندهم حكم أهل التقوى، فكل عامل ببدنه لا يخلو من شبهة فى عمله، إلا إذا صدقه قلبه، وساعده سره، وأخلص فى عمله لسيده ابتغاء مرضاته، لأنه سبحانه لا يقبل على عمل البدن، ولا ينظر إليه إذا تجرد عن الصدق والإخلاص وحسن الاتباع للشرع المحدود، بدون مخالفة لصغيرة ولا لكبيرة.
وعلى هذا فالعامل يلزمه العلم بكيفية العمل، علماً صح سنده، وتواتر نقله، واتفق على صحته المقتدى بهم من أئمة السلف، ويلزمه العلم بمكانة المعمول له، ومكانة العامل منه سبحانه، ومكانة التكليف بالعمل، ليكون حاضر القلب عند العمل، مستحضراً وجود الحق معه عند العمل، إما بعلم اليقين أنه يسمعه سبحانه ويراه سبحانه، أو بعين اليقين من (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) سورة النحل آية 128. شهوداً منزهاً عن حدقة الباصرة، مشبهاً لنور البصيرة، ذائقاً حلاوة الألفاظ الواجبة، والحركات اللازمة، مما يعين مكانته لقلبه تارة بالذل للعظمة والعزة، وتارة بالابتهال عند الحاجة للمنعم المتفضل، وتارة قياماً بالأمر للملك المطلق، وآونة بالأنس بنسبة أن العامل عبد واقف أمام سيده يناجيه ويكلمه بكلامه من مقامات اليقين، ومراتب القرب، ومنازل الحسنى وزيادة.
هذه هى الوجهة التى يكون بها العمل حيا لصدوره عن الحى بالحى، قائماً لتحقق العامل بقيومية الموفق لعبادته، وهذا العابد هو العبد المتمكن فى مقامات العبودية، الملحوظ بعين العناية، المخصوص بالحظوة، الفرد للأحد.
أما أعمال الأبدان المجردة عن تلك الأسرار يقال لها: التكلف والتواجد، ليجد هذا إذاً لم يسبقها باعث لشهوة أو غرض من الحظوظ النفسانية والأهواء الكونية، وإلا بهذا تكون لغير الله تعالى (وَقَدِمْنَا إِلَىٰمَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا) سورة الفرقان آية 23. كل هذا لأن العامل لم يوفق لصحبة أهل اليقين. وقد يحصل لكثير من العمال الغفلة عن ملاحظة الأسرار التى تضمنتها أجسام العبادات، وعبارات التكليف، مع سبق علمهم بها بالتعليم، ولكن لما لم يباشر اليقين قلوبهم كما باشرها الهوى والحظ، صرفوا تلك العلوم فى جلب الدنيا وطلبها وفتح أبواب العاجل منها، وحب الجاه والشهرة والسمعة، غفلة عن الدار الآخرة، ونسياناً لأيام الله تعالى، ولذلك فالعلم لا يبعث على التوفيق إلا إذا وافق توفيقاً من الله تعالى، ومعونة منه سبحانه، بتلقيه ممن سبقت أنوارهم أقوالهم، وعزائمهم أعمالهم وأحوالهم ومقاماتهم، فيكون تلقى العمل قبل العلم، واليقين قبل الجدل، والشهود قبل الشك. وفى الأثر: (الجدل علامة سخط الله تعالى) (وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ۚمَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا ۚبَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ) سورة الزخرف آية 58.وفى الحديث (مَن يترك المِراءَ وهو مُحِقٌ بُنِيَ له بيتٌ فى أعلى الجنةِ، ومن تركه وهو مبطلٌ بنى له بيت فى وسط الجنة).
فالوجهة هى الحالة التى يعمل العمل لأجلها وإليها، وتكون الباعث عليه، وبحسبها يكون مقام العامل ونزله ومكانته عند الله تعالى، لأن الله سبحانه وتعالى لا ينظر إلا إلى القلوب ووجهتها وحضورها كائناً ما كان العمل، نسأله سبحانه وتعالى أن يطهر قلوبنا، ويجملها بمعرفة المعرفة المُشْرَبه المشوبة بكمال استحضاره وكمال عنايته بنا، وحفظنا من الخلل والخطل والزلل والبهتان والغفلة والنسيان، وأن يمنحنا مراقبة تصحبها مكاشفة، ورغبة تصحبها قبول، ورهبة تصحبها ألطاف، وحنانه ورأفة إنه مجيب الدعاء، وصلى الله وسلم على مفيض المعارف الإلهية، وغيث اللطائف الربانية، وباب الوصول إلى حظيرة القدس الأعلى، وعلى آله وصحبه وسلم.
وعلى هذا فالعامل يلزمه العلم بكيفية العمل، علماً صح سنده، وتواتر نقله، واتفق على صحته المقتدى بهم من أئمة السلف، ويلزمه العلم بمكانة المعمول له، ومكانة العامل منه سبحانه، ومكانة التكليف بالعمل، ليكون حاضر القلب عند العمل، مستحضراً وجود الحق معه عند العمل، إما بعلم اليقين أنه يسمعه سبحانه ويراه سبحانه، أو بعين اليقين من (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) سورة النحل آية 128. شهوداً منزهاً عن حدقة الباصرة، مشبهاً لنور البصيرة، ذائقاً حلاوة الألفاظ الواجبة، والحركات اللازمة، مما يعين مكانته لقلبه تارة بالذل للعظمة والعزة، وتارة بالابتهال عند الحاجة للمنعم المتفضل، وتارة قياماً بالأمر للملك المطلق، وآونة بالأنس بنسبة أن العامل عبد واقف أمام سيده يناجيه ويكلمه بكلامه من مقامات اليقين، ومراتب القرب، ومنازل الحسنى وزيادة.
هذه هى الوجهة التى يكون بها العمل حيا لصدوره عن الحى بالحى، قائماً لتحقق العامل بقيومية الموفق لعبادته، وهذا العابد هو العبد المتمكن فى مقامات العبودية، الملحوظ بعين العناية، المخصوص بالحظوة، الفرد للأحد.
أما أعمال الأبدان المجردة عن تلك الأسرار يقال لها: التكلف والتواجد، ليجد هذا إذاً لم يسبقها باعث لشهوة أو غرض من الحظوظ النفسانية والأهواء الكونية، وإلا بهذا تكون لغير الله تعالى (وَقَدِمْنَا إِلَىٰمَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا) سورة الفرقان آية 23. كل هذا لأن العامل لم يوفق لصحبة أهل اليقين. وقد يحصل لكثير من العمال الغفلة عن ملاحظة الأسرار التى تضمنتها أجسام العبادات، وعبارات التكليف، مع سبق علمهم بها بالتعليم، ولكن لما لم يباشر اليقين قلوبهم كما باشرها الهوى والحظ، صرفوا تلك العلوم فى جلب الدنيا وطلبها وفتح أبواب العاجل منها، وحب الجاه والشهرة والسمعة، غفلة عن الدار الآخرة، ونسياناً لأيام الله تعالى، ولذلك فالعلم لا يبعث على التوفيق إلا إذا وافق توفيقاً من الله تعالى، ومعونة منه سبحانه، بتلقيه ممن سبقت أنوارهم أقوالهم، وعزائمهم أعمالهم وأحوالهم ومقاماتهم، فيكون تلقى العمل قبل العلم، واليقين قبل الجدل، والشهود قبل الشك. وفى الأثر: (الجدل علامة سخط الله تعالى) (وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ۚمَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا ۚبَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ) سورة الزخرف آية 58.وفى الحديث (مَن يترك المِراءَ وهو مُحِقٌ بُنِيَ له بيتٌ فى أعلى الجنةِ، ومن تركه وهو مبطلٌ بنى له بيت فى وسط الجنة).
فالوجهة هى الحالة التى يعمل العمل لأجلها وإليها، وتكون الباعث عليه، وبحسبها يكون مقام العامل ونزله ومكانته عند الله تعالى، لأن الله سبحانه وتعالى لا ينظر إلا إلى القلوب ووجهتها وحضورها كائناً ما كان العمل، نسأله سبحانه وتعالى أن يطهر قلوبنا، ويجملها بمعرفة المعرفة المُشْرَبه المشوبة بكمال استحضاره وكمال عنايته بنا، وحفظنا من الخلل والخطل والزلل والبهتان والغفلة والنسيان، وأن يمنحنا مراقبة تصحبها مكاشفة، ورغبة تصحبها قبول، ورهبة تصحبها ألطاف، وحنانه ورأفة إنه مجيب الدعاء، وصلى الله وسلم على مفيض المعارف الإلهية، وغيث اللطائف الربانية، وباب الوصول إلى حظيرة القدس الأعلى، وعلى آله وصحبه وسلم.