آخر الأخبار
موضوعات

الثلاثاء، 27 سبتمبر 2016

- كيف يربى الاسلام الانسان

عدد المشاهدات:
الحمد لله على نعنمه، والصلاة والسلام على باب فضله وكنز جوده وكرمه، سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين، وبعد ...
ظهر فى الآونة الأخيرة مدى شدة حاجة العالم كله للإسلام؛ وتأكدت تلك الحاجة وأصبحت أكثر إلحاحاً يوماً بعد يوم .. وخاصة بعد إنهيار أنظمة عالمية كثيرة وكبيرة، أنظمة من وضع البشر؛ سياسية وإجتماعية ومالية كانت كلٌّ منها تدعى أنها القادرة على رسم سبل إصلاح وسعادة البشرية! وبإنهيار تلك النظم وتفتتها- والباقى منها فى سبيله لذلك - أصاب الخواء الروحى والتخبُّط النفسى والإجتماعى بل والإقتصادى مؤخراً! من آمن بها من جموع الناس وعاشوا فى كنفها ردحا من الزمان .. وما أكثر من نادوا بها؛ بل وحاولوا جاهدين أن يرغموا الناس عليها!؛ فصاروا يبحثون عن النظام الذى لم يفشل أبداً! بل ويزداد قوة وثباتا وجسارة مع الأيام! فلم يكن إلا الإسلام!
فالإسلام! يزداد إنتشاراً على مرور الأيام ويتأكد لكل ذى فهم وعيان قدرته البالغة ونظرته الصائبة لصلاح الخلق على مرور السنين وتوالى الأعوام، وقدرته الهائلة على التكيف والإستنباط بالتوازى مع متغيرات الزمان والمكان.
ومن أهم ما يميز الإسلام عن تلك الأنظمة البشرية الوضعية المنهارة أو التى تصارع جولاتها الأخيرة على مسرح الحياة؛ أن الإسلام تفرَّد بأنه يؤسس حضارته ويقيم دولته على أساس بناء الفرد أولاً بناءاً صحيحاً متكاملاً.
ذلك لأن الفرد هو الذى لديه الصلاحيات لتشغيل كلَّ ما فى الكون من طاقات، والإستفادة بكلِّ ما فيه من العناصر وتطويرها تقنيا وتكنولوجيا وإجتماعيا بحسب ما يحتاج إليه الإنسان فى كل عصر، وهو اللبنة الأولى التى تتكون منها الأسرة ثم المجتمعات .. ولذا يعرج الإسلام فى بناء حضارته من الفرد إلى الأسرة .. فالجيران والأقربون .. فالمجتمع ....
ولما كان لتربية الفرد فى الإسلام تلك الأهمية البالغة؛ تناولها الإسلام فى كلَّ ما يحتاجه الفرد فى هذه الحياة من جميع جوانبه النفسية والعقلية والجسدية والروحية والمجتمعية والإقتصادية بصيغة متوازنة، ميزانها قول النبى صلى الله عليه وسلم:
{ أَعْطِ كُلَّ ذِي حَقَ حَقَّهُ }
والإسلام فى تربيته للفرد؛ يوطِّد العلاقة بين الإنسان وربه حتى يصل إلى غاية يقول فيها الصادق المصدوق الذى علمَّه مولاه كل ما ينفع أمته إلى يوم لقائه:
{ الإحسانُ أَنْ تَعْبُدَ الله كَأَنَّكَ تراهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ }
ويقيِّم العلاقة بين الإنسان وغيره من بنى جنسه على أساس الأخلاق القويمة والسلوكيات الكريمة، ولا يزال يرقى بالإنسان حتى يرقى به إلى مقام يقول فيه الحبيب صلى الله عليه وسلم:
{ لا يُؤْمِنُ أَحدُكُمْ حتى يُحِبَّ لأًّخِيه ما يُحِبُّ لِنَفْسِهِ }
بل ويجعل الإسلام الفرد متوازنا فى كلِّ تصرفاته، حكيماً فى كلِّ أقواله، عظيماً فى كلِّ أفعاله؛ لأن الإنسان المسلم إختار الله عزوجل له الوسطيَّة فى كلِّ أحواله، وقد قال الله تعالى لنا فى ذلك فى محكم كتابه الكريم فى (143البقرة) :
(وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا).فلكل هذا الذى فصَّلناه وغيره فى هذا الكتاب { تربية القرآن لجيل الإيمان }؛ طالبنا الجمُّ الكثير بإعادة طباعته بعد نفاد طبعته الأولى، فقمنا بمراجعته مع إضافة ما يقتضيه العصر من علوم ومعارف وأحوال جدَّت واستجدَّت، وخرَّجنا أحاديثه، وجوَّدنا طباعته بحيث يلائم ويواكب ما حدث من تطور فى أيامنا هذه.
أسأل الله عزوجل إن ينفع به كلَّ من قرأه، وأن يصلح أحوال المسلمين صغاراً وشباباً وشيوخاً، ذكوراً وإناثاً, أفراداً وقبائل وشعوباً، وأن يجعلهم البلسم الشافى لكلِّ أدواء هذا العصر؛ إنَّهُ ولىُّ ذلك والقادر عليه، قال تعالى فى (10الكهف):.
(رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا)
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
كتاب تربية القرآن لجيل الإيمان
| الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ فوزى محمد ابوزيد
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:




شارك فى نشر الخير