آخر الأخبار
موضوعات

الاثنين، 19 سبتمبر 2016

- ما حقيقة حياة الجن وأين يعيش وما لغته ؟

عدد المشاهدات:
السؤال الثلاثون: هل الجن يعاشرون الناس فى بيوتهم؟.
الجواب:
إن الله سبحانه وتعالى قد وكل بجميع بنى الانسان، ملائكة يحرسونهم من شر الجن ولولا ذلك لتخطفت الشياطين الناس، قال الله تعالى: ﴿ لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ﴾. [11،الرعد].
وقد أمر الإسلام أتباعه أن لا يفعلوا شيئًا ولا يتحركوا حركة، إلا بذكر الله، فإذا دخل الإنسان بيته قال بسم الله الرحمن الرحيم، وإذا أراد أن يلبس أو يخلع ملابسه، أو يأكل أو يشرب أو ينام أو يزرع أو يحصد أو يبيع أو يشتري، أو يكتب أو يقرأ أو يجامع زوجته أو يدخل بيت الخلاء قال: بسم الله الرحمن الرحيم، عند ذلك وعند كل شيء أراد أن يفعله، وإذا أحس ببعض النزعات الشيطانية، قد وخزت نفسه فليقل: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ﴿رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ ﴾. [97-98،المؤمنون]. وبذلك أصبح المؤمن يعيش فى حصون الأمن الإلهية من هذا الشر الذى يحيط به ولا يراه.
وهذا علاوة على حفظ الله له بالملائكة، وحتى يكون المسلم ذاكرا الله فى كل شأن وحال.
وعلى ذلك نقرر، أن الجن قد يعيش مع الناس فى بيوتهم، ولكن التحصن منهم يكون بما ذكرناه، من الذكر المستمر لله عز شأنه، وأن هذا الجن الذى يعيش مع الناس فى منازلهم، هو الجن الكافر، أو المسلم العاصي، لأن المؤمن الصادق منهم ملتزم بآداب الإسلام، ولا يهتك حرمة أحد من الناس، ولا يعتدى عليهم ولا يطلع على عوراتهم، ونحن نعلم جميعا ان البيوت كلها عورات.
السؤال الحادى والثلاثون: ما هي أماكن الجن الطبيعية التى يعيشون فيها؟.
الجواب:
إن أماكنهم التي يسكنونها، هي الصحاري والقفار والبرك والمستنقعات والبحار والجبال والمساكن المهجورة، التي تركها أصحابها زمنًا طويلاً، والجبانات والسراديب والمغارات، وكل مكان لم يعمره الإنسان بعد.
وإن الذي يترك هذه الاماكن من الجن، ويسكن البيوت ويضايق أهلها، يعتبر ظالما ومتعديًا لحدود الله، وإن الواجب على أصحاب هذه البيوت إذا علموا به أن ينذروه بالخروج من بيوتهم ومغادرتها وإلا أحضروا من يقهره على مغادرة البيت حرصًا على سلامة ساكنية.
السؤال الثاني و الثلاثون: ما هيَ حقيقة حياة الجن؟.
الجواب:
إن حقيقة حياتهم تتميز بالفساد والإفساد، لأن أصل تكوينهم هو النار المسممة، ومن طبيعتها أن يتطاير منها الشرر فيؤذى من حولها أو يهلكه، لأنه شرر محمل بالسموم، ونحن نعلم أن هناك ريحًا حارة تهب على الناس فى فصل الصيف، فتؤذى من يتعرض لها وتلفح وجهه بحرارتها القاسية ويقال لها ريح السموم. هذا وإن المؤمنين من الجن قد شغلوا انفسهم بعبادة الله وعمل الصالحات، وقد جاهدوا تلك العناصر الضارة التي في أنفسهم، فهذبوها ولطفوها، فلا يضرون إلا من اعتدى عليهم، أما من أذاهم بدون قصد فقد يعفون عنه وقد ينتقمون منه، والانتقام أقرب إليهم من العفو.
هذا وأن حياة الجن ذات حركة شديدة لا تهدأ الا قليلاً، وهى أوقات قصيرة ينامون فيها، وإن حياتهم لا تتاثر بالليل ولا بالنهار، ولا بالحر ولا بالبرد ولا بالبعد ولا بالقرب، وأن لهم آجالا ينتهون فيها ويموتون حسب تقدير العزيز العليم، لكنهم يعمرون أزمانا طويلة، وكلنا يعرف أن إبليس لعنه الله قد أمهله الله إلى يوم القيامة وهو من فصيلة الجن، وكان قد عمر قبل آدم عليه السلام بأكثر من مائة ألف عام ولما أخبر الله الملائكة بأنه سيجعل في الأرض خليفة: ﴿قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ﴾.[30،البقرة].
يشيرون بذلك إلى الجن الذي عاش في الأرض وأفسد فيها من قبل هذا الخليفة حيث كان لهم تجربة معه فظنوا أن الخليفة سيكون من هذا النوع ونسوا أن الله وصفه بالخلافة وأن الله لم يستخلف أحدًا من قبل وذلك لأن الله لما خلق الجن أمره أن يعمر الأرض بالخير والعبادة والعمل الصالح، فخالف الجن أمر ربه، وأفسد في الأرض وسفك الدماء، وسعى في خرابها، فأمر الله الملائكة فحاربوهم، وقهروهم وطردوهم إلى قعر البحار والبرك والمستنقعات والصحارى والقفار، ولما أهبط آدم إلى الأرض، أسرع الجن بالعودة إلى الأماكن التي طرد منها، ليحاربه ويوسوس إليه هو وذريته ليضله ويفسد عليه أمره لأنه عدوه اللدود ومن هنا عرفنا أن طبيعة الجن هي الإفساد في الأرض، وإغواء عباد الله، وكل ما جاء على طبيعته وأصله لا يُسأل عن علته وسببه، وإن كانت العلة هنا واضحة لا شية فيها.
السؤال لثالث والثلاثون: ما هي لغة الجن وهل هم فصحاء فى لغاتهم؟.
الجواب:

إن الله لما خلق الجن علمه لغة التخاطب بينهم، وعلمهم كذلك أسماء الأشياء التي يحتاجون إليها، ويتعاملون معها فى حياتهم، ولما خلق الله الإنسان وعلمه الأسماء والأشياء واللغات كلها تعلمها الجن من الإنسان، حتى يخاطبه بها إن دعا الأمر إلى ذلك، ولكنهم ليسوا من الفصاحة فى هذه اللغات مثل الإنسان فلغتهم ركيكة، وإن كان منهم من يقرأ القران، ويتلو حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكن الإنسان أفصح منهم، وقد سمعت الجن كثيرًا يتكلم على لسان من يستحضره أو على لسان من يصرعه، ويتلبس بجسمه، فوجدته يختلف كثيرًا عن لسان الآدميين في اللهجة والنبرات ورخاوة الصوت ومخارج الحروف، وما إلى ذلك، وأما الكتابة فإنه يكتب كذلك بلغات من يكتب إليه وقد رأيت ذلك كثيرًا. 
 منقول من كتابه حوار حول غوامض الجن

 لفضيلة الشيخ محمد على سلامة
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:




شارك فى نشر الخير