عدد المشاهدات:
قال رضي الله عنه: الشهداء أنواع:
الأول: شهيد الدنيا والآخرة. وهو
الذي مات في ساحات الجهاد في سبيل الله أثناء القتال مع أعداء الله ورسوله. قال
تعالى: ﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا
بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ﴾، [169، آل عمران].
الثاني: شهيد الآخرة وهو الذي
أشهده الله منزلته في الجنة قبل طلوع روحه فاشتاق إليها وخرجت روحه وهو في هذه
المشاهد العالية قال الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ
وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاء عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ
أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ﴾، [19، الحديد].
الثالث: شهيد الدنيا وهو من مات غريقًا
أو حريقًا أو في حادث مؤلم أو مات بأي مرض من الأمراض الخطيرة كالطاعون والاستسقاء
والسرطان، وأيضًا من ماتت في حالة ولادة أو نفاس فكل هؤلاء حكمهم أن يُغَسلوا
ويُكَفنوا ونصلي عليهم وأن ندفنهم كبقية الموتى ولكن لما كانت لهم حالات شبيهة بمن
استشهد في سبيل الله وهو الموت بأمور غير عادية فقد أخذوا حكم الشهيد من ناحية
تكريم الله لهم، وإلحاقهم بالشهداء في الأجر والثواب.
أما شهيد الآخرة فإنه يغسل ويكفن
ونصلي عليه كبقية الموتى لكن لما أشهده الله ملكوته الأعلى ومنزلته في الجنة فقد
التحق حكمًا بالشهداء في سبيل الله لأن الله أشهدهم هذه المقامات وهم مشرفون على
الاستشهاد تعجيلاً لهم بالفرح والمسرة.
أما شهداء القتال والجهاد فإنهم
يُكفنون في ملابسهم القتالية ويدفنون بحالتهم التي ماتوا عليها فلا نغسلهم ولا
نصلي عليهم لأن الله وملائكته يصلون عليهم ويتولون أمرهم فرضي الله عنهم ورضوا
عنه.
أما جوابك يا أخي السائل في حكم من
انتحر حرقًا أو انتحر بأي شيء آخر كمن ضرب نفسه بسكين أو شرب سمًا فمات أو ألقى
بنفسه من على سطح مرتفع أو من رمى بنفسه في البحر فكل هؤلاء قد انتحروا وعجلوا
بأنفسهم إلى جهنم والعياذ بالله لأنهم قتلوا أنفسهم بأيديهم فهؤلاء قد ارتكبوا
إثمًا كبيرًا جدًا وذنبًا عظيمًا لكنهم لم يكفروا بالله فهم يمكثون في نار جهنم
ويعذبون فيها بما قتلوا به أنفسهم وقد يعفوا الله عنهم والله عفو غفور لأنهم لم
يشركوا بالله شيئًا ولم يكفروا به جلَّ شأنه والله ورسوله أعلم.
منقول من كتاب بريد الى القلوب
لفضيلة الشيخ محمد على سلامة
وكيل وزارة الاوقاف ببور سعيد سابقا