آخر الأخبار
موضوعات

الثلاثاء، 13 سبتمبر 2016

- مبيد الهموم . وسر السعاده

عدد المشاهدات:

{الإسلامُ أنْ تَعْبُدَ اللَّهَ – أى توحِّده- ولا تُشْرِكَ بهِ }.
- يا إخواني اعتنوا بفهم المعنى لأنه يغيب عن الكثيرين! الإسلام أن تسلم لله! ولا ترى سواه فاعلاً ولا غيره متصرفاً فتوحده ولا تشرك معه أحداً، عندها تستحق منه كل العون والعطف والزيادة التي تريد، والخير الذى تصبو إليه لتكون سعيد!.
ونوضح أكثر فنقول: أى ترى الأفعال في نفسك وفي مالك وفي أهلك وفي ولدك وفي حقلك وفي أى شيء في الدنيا لك ولغيرك هي من الله عزوجل،
- وإياك أن تظن في لحظة أن هناك أحدٌ من العباد يقدر أن يضرّك بدون إذنه، أو يقدر أن ينفعك بدون إرادته، ولذا قال صلى الله عليه وسلم فى الحديث الجامع المانع: { وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ الله لَكَ.}.
فلا بد للإنسان أن يعلم علم اليقين أن الفعال هو الله: (وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ )(53النحل)، فإياك أن تتباهى بنفسك وتقول: أنا رجل شاطر، أنا رجل ماهر، أنا عقلي لايوجد مثله عقل، إذاً فمن الذى صنعه وخلقه ووجهه؟! كذلك نظري ليس له مثيل .. من الذى صنعه؟! وكيف لو أن نقطة وقعت عليه ماذا يفعل أطباء الدنيا كلها؟! .. ماذا يفعلون؟! لايستطيعون فعل شيء، يقول: أنا أسمع دبيب النملة، من الذي خلق فيك السمع، وأصلح السمع، ويوالى السمع؟! ولو تخلى عنه لحظةً تصير أصمّاً.
يقول : ليس هناك قوّةً مثل قوّتي، من الذى أعطاها لك؟! لو كان من الأكل لكان الأكل يعطي قوةً للذي يأكل، لكن القوة من الله والأكل هو سبب إذا جعل فيه الله سرّ القوّة التى تُقوّى العبد، فإذا أخذ منه سرّ القوّة ولو كان هذا الأكل كله فيتامينات فلن يؤثر في الإنسان ولا يستطيع أن يتحرّك ولو حركة واحدة لأن المُحرّك للكل هو الله عزوجل:
(هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ  )(22يونس)
فالمفروض أن الفضل تنسبه إلى الله عزوجل، فماذا أنسب لنفسي؟ أنسب لنفسي الذنب، والمعصية، والغفلة، والجهل
( مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ  وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ ) (79النساء)، نعود كما كان عليه أصحاب رسول الله! كيف؟
وآخر يقول : يا فلان إبنك ما شاء الله حصل على 99 %، إذا كان غافلاً سيقول: لقد أعطيته دروس فى جميع المواد! وصرفت عليه كذا .. وينسى فضل الله!، أما إذا كان ذاكراً شاكراً من الصالحين أو الصادقين فسيقول: هذا من فضل الله، صحيح أنا عملت له كذا وكذا، لكن لولا فضل الله لما تمّ المراد، لأن المراد لايتم إلا بفضل الله:
( وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا )(21النور)
فينسب الإنسان كل شيء لربه عزوجل، هل نستطيع أن نفعل ذلك؟
هذا أول درس أعطاه سيدنا رسول الله لأصحابه الكرام وقال: { اللهم لولا الله ما اهتدَينا، ولا تَصدَّقْنا ولا صلَّينا، فأنزِلن سكينةَ علينا، وثَبِّتِ الأقدامَ إن لاقَينا }.
فالسبب في الهداية الهادي عزوجل، فلو ذهب الهادي وجاء المضلّ .. أنا وأنت ماذا نفعل؟! لو أن المضلّ جاء لأحد الأولاد ماذا تفعل؟!
(إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ) (56القصص)، لن تقدر أن تفعل شيئاً لا أنت ولا أنا ولا أحدٌ أبداً، من منا يستطيع أن يُهيمن على القلوب أو يدخل عليها؟إ  الذي يحرك القلوب؟ إنه علام الغيوب عزوجل: { إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن عزوجل كقلب واحد يصرفه كيف يشاء، ثم قال صلى الله عليه وسلم: اللهمَّ مصرِّف القلوب، اصرف قلوبنا إلى طاعتك }
فالإنسان لكى يُوَّحد الله توحيداً حقيقياً لا بد أن يعمل بقوله عزوجل: ( مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ  وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ )  (79النساء)، فينسب الفضل كله لله عزوجل
ولذلك سيدنا موسى نفسه قال:( رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ )(ا24لقصص)، فقال له: { يا موسى سلني عن ملح قدرك وعلف شاتك } .
يعني عندما تحتاج الملح أو العلف وهو في الدكان فارجع لي لكى أجعل صاحب الدكان يفتح حانوته وتجده غير مشغول بغيرك وعنده ما تريد فيعطيه لك! لكن لو لم ترجع إلىّ فتطوف على حوانيت البلد كلها والبلاد التى من حولك، وتجدهم كلهم مغلقين، أو ليس عندهم طلبك!أو تفقد المال!  فماذا تفعل؟! ارجع إلىَّ في كلِّ شيء!
فسيدنا موسى أخذ هذا الدرس، وعندما آلمته أسنانه قال: يا رب ماذا أفعل؟! فقال له: إذهب إلى أرض كذا فيها نبات صفته كذا وخذ منه وضعه على أضراسك فتشفى بإذني، فذهب إلى الأرض وأتى بالنبات ووضعه على أسنانه فشُفي، وبعد فترة آلمته أضراسه مرةً ثانية، فقال في نفسه: أنا عرفت الطريقة، ولم يرجع إلى الله !! .....
والله عزوجل يريدك أن ترجع دائما إليه في كل صغيرة وكبيرة، تريد أن تأكل فلا بد وأن تقول بسم الله، فلو لم تقل بسم الله ممكن أن يجعل لقمة واحدة تقف في حلقك، فماذا تفعل؟! لا الماء ينزلها ولا الطبيب يستطيع أن يفعل لها شيئاً، لو وقفت الأجهزة التى فيك فهل أنت الذى تشغلها؟!.. هل أنت الذى سيشّغل المعدة للهضم؟! هل أنت من يشغّل اللسان لكى يتذوّق الطعام؟! هل أنت الذي تحرّك اليد لتمسك وترفع اللقمة؟! غير قوة الرحمن فهو عزوجل قائمٌ بكل شيء، ولكن عندما تُسمّى الله عزوجل.
فعندما أتى سيدنا موسى بالنبات ووضعه على أضراسه، زاد الألم فتذكر وقال: يارب لِمَ زاد الألم؟ فقال له: يا موسى في الأولى رجعت إلينا فجعلنا الشفاء في النبات، وفى الثانية لم ترجع إلينا فنزعنا الشفاء من النبات!!.
إذا مرضت تقول أنا أعرف الطبيب فلان، وأعرف مكان الصيدلية، والعلاج معروف، الطبيب والعلاج هذا سبب، وأى سبب في الوجود لا يتحرّك إلا بأمرٍ من مسبب الأسباب عزوجل، فإذا قال : إشفِ! يشفى!، وإذا قال : توقف! يقف الشفاء، فلا بد قبل الرجوع إلى السبب أرجع لله:( وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ )(80الشعراء). قبل الطبيب وقبل الدواء !!!
يقول الرجل : أنت يا فلان كيف شفيت؟ يقول له: ذهبت للطبيب فلان وكتب لي الدواء فأنا شفيت بسببه ببركة الطبيب .. هذا نسي مسبب الأسباب عزوجل .. لا! بل أنا أقول : بفضل الله عزوجل .. وبمنّ الله سبحانه وتعالى علىَّ وبمعونة الله عزوجل لى .. ذهبت إلى الطبيب فلان وكتب كذا وتمّ الشفاء !!! أرجع أولاً لله عزوجل وقبل أن أتناول الدواء أقول: بسم الله الشافي المعافي، لأن الشافي المعافي لو وضع سرّه في الدواء يتمّ الشفاء!!  ... لكن لو أخذ الله من الدواء سرَّ الشفاء فمن أين يأتي الشفاء؟
فالإنسان يرجع لله في كل الأحوال
وهل معنى ذلك أني لا أطلب من الخلق؟! أنا لم أقل ذلك، وانتبهوا لقولى! ماذا أقول ؟ نطلب من الأسباب ولكن ننسب الفضل أولاً إلى مسبِّب الأسباب عزوجل، لأننا لم نستغن عن بعض، ونحن كلنا نحتاج إلى بعض، ولكن لا ننسب الفضل لبعض إلا بعد أن ننسب الفضل أولاً لله وهذا هو المطلوب منا ... وهذا شيءٌ سهلٌ ولكن يحتاج إلى إنتباه الإنسان مع الله، وهذا معنى أن توحدّه ولا تشرك به شيئاً وأن تطيعه، يعنى تنفّذ شرعه الذى أمرك به الحبيب المصطفى.
ولا تعصاه أى لا تخالف الشريعة، لأن مخالفة الشريعة همٌ في الدنيا ونكدٌ في الدنيا والعياذ بالله وخزىٌ في الآخرة  .. فكل المشاكل التي نحن فيها إن كان أفراداً او أسراً أو المجتمع سببها الأساسي مخالفة الشريعة.
🌱 اشراقة من كتاب اصلاح الافراد والمجتمعات فى الاسلام
🌱 لفضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزيد

هناك تعليقان (2):

  1. الله كلام جميل رزقنا الله التطبيق

    ردحذف
  2. اللهم اجعلنا من الذاكرين الله كثيرا
    جزاكم الله خيرا

    ردحذف




شارك فى نشر الخير