آخر الأخبار
موضوعات

الاثنين، 26 سبتمبر 2016

- دور التصوف فى الدعوة الى الاسلام

عدد المشاهدات:
انتشر الإسلام وسطع نوره في معظم أنحاء الدنيا بطرق ثلاث:
1- 🌱عقب الفتوحات الإسلامية وبعد انتهاء الحرب، وذلك نتيجة جهود المبشرين من الصحابة والتابعين الذين كان لأخلاقهم الإسلامية وسلوكهم الحميد الأثر الكبير في إقناع الآخرين بحقيقة هذا الدين.
2- 🌱التجار والمهاجرون المسلمون الذين استقروا في بلدان كثيرة والذين استطاعوا أن يعرفوا شعوب الأرض بمحتوى الدعوى الإسلامية.
3- 🌱الجهود الكبيرة التي كان يقوم بها متبعوا الطرق الصوفية التي انتشرت في كل من آسيا وأفريقيا، والتي كان لها دور بارز في تأسيس الكثير من المراكز الدينية التي أسهمت بدور فعال في جذب الكثيرين إلى حظيرة الإسلام.
ولما كانت الدعوة إلى الإسلام لا تقوم بها جهة أو هيئة منظمة، بل تعتمد على جهود الأفراد التطوعية :
فلقد كان للصوفية العبء الأكبر في هذا المجال وقد تحدث في هذا الأمر الإمام محمد أبو زهرة في كتابه (الدعوة إلى الإسلام) فقال صـ 77:
((الدعاية الصوفية كانت تقوم على أمرين:
أحدهما - من القدوة والاختلاط، والأخلاق الإسلامية والتسامح والرفق في المعاملة، والمثل الطيبة الواضحة في المعاملة الحسنة.
🌹وذلك أن أئمة الصوفية كالقطب عبد القادر الجيلاني، وأبي الحسن الشاذلي والمرسي أبو العباس، وابن عطاء الله السكندري، كانوا على أخلاق إسلامية طيبة، وكانوا على سماحة تدني البعيد، وتثبت القريب. وبهذه الأخلاق التي سرت إلى بعض مريديهم وأتباعهم كانوا يجذبون إلى الإسلام طوائف من غير المسلمين الذين يختلطون بهم، فإن المعاملة الحسنة، والاختلاط الذي يكون بعشرة طيبة يجذب النفوس، وتسري بها العقائد الفاضلة، فتسري العقيدة العالية إلى ما دونها كما يسري الماء العذب من المكان المرتفع إلى المكان المنحدر. 🌹
وقد كان هؤلاء الآحاد من المتصوفة الذين لا يشعبذون بل يتعبدون ويختلطون بأهل أفريقيا الوثنيين، والمجوس والوثنيين في آسيا، فيؤثرون بمعاملتهم، وبسعة صدورهم، وعقولهم بأكثر مما يؤثر القول، وقد كانت تقترن بهذه الأخلاق دعوات أحادية أحياناً.
الثاني من الأمور التي كانت تقوم بها الدعاية الصوفية:
🌹مجالس الوعظ التي كان يعقدها الأئمة من الأقطاب، فقد كانت مجالس عامة يحضرها المسلمون، ويحضر فيها غير المسلمين فيتبعون الشيخ في مواعظه ثم يعلو الاتباع حتى يتبعوه في عقيدة الوحدانية)) 🌹.
ثم تحدث عن الشيخ عبد القادر الجيلاني وكيف كان يحضر مجالس وعظه اليهودي والنصراني، والمجوسي والوثني، وما كان المجلس ينفض إلا على إسلام كثيرين.
ومما يذكر في هذا المجال ما قام به فضيلة المرحوم الدكتور عبد الحليم محمود - الصوفي - من التزامه بواجب الصوفي إلى جانب واجبه الآخر كشيخ للإسلام مما كان له أثره في أن أعلن على يديه أربعة آلاف ماليزي وعشرة آلاف ياباني، وما لا يحصى من الأندونيسيين الإسلام أثناء زيارته لهذه البلاد سنة 1974م ، وقد ذكرت ذلك الصحف في حينه وتراه مسجلاً في مجلة الأزهر عدد شوال 1397هـ.
ويشير إلى هذه الحقيقة أيضاً الدكتور محي الدين الألوائي في مقال له بعنوان (الدعوة الإسلامية وتطوراتها في شبه القارة الهندية) بمجلة الأزهر ذو القعدة 1397هـ قائلاً:
🌹☀((ولم نر في تاريخ الدعوة الإسلامية الطويل في شبه القارة الهندية جماعة أو هيئة رسمية أو غير رسمية أنشئت لغرض الدعوة والتبليغ حسب منهج تبليغي منظم، وكل ما رأيناه في مجال الدعوة هو الجهود الفردية من الدعاة المخلصين من العلماء والوعاظ الصوفية الذين اتخذوا من مجالسهم العلمية إما في منزلهم أو في التكايا أو في المساجد مراكز لبيان محاسن الإسلام وإبرازها ناصعة واضحة أمام الناس، كما كانوا يقومون برحلات وجولات في سبيل نشر دعوة الحق بطريق الموعظة والإرشاد، وفي جميع الأحوال كانوا قدوة حسنة وحية في حياتهم الخاصة والعامة للتحلي بالأخلاق الفاضلة وحسن المعاملة والإخلاص والوفاء، كما كانوا يهتمون بتربية الناس على الطباع المستقيمة التي يدعو بها الدين الحنيف))🌹☀
.
وأهم الطرق الصوفية التي كانت أحد العوامل المهمة في نشر الإسلام القادرية في القرن السادس الهجري التي كان يتزعمها سيدي عبد القادر الجيلاني والتي أسست لها مراكز في غينيا والسودان الغربي، وامتدت أيضاً من السنغال إلى مصب نهر النيجر.
🌱وكانت التجانية أيضاً من أهم الفرق الصوفية بزعامة الشيخ أحمد التجاني، واتخذت من مدينة فاس بالمغرب مركز لنشاطها إلى جانب المراكز الأخرى التي انتشرت في أرجاء أخرى من القارة وكما ذكر محمد فتح الله الزيادي في كتابه (انتشار الإسلام) صـ 136 : (( وهاتان الفرقتان كان لهما دور كبير وبارز في نشر الإسلام بين الأفريقيين بطرق سلمية بحتة وبإقناع بالحجج والبراهين، ودونما استخدام أي سيف أو ضغوطات أخرى )). 🌱
ويقول أرنولد في كتابه (الدعوة إلى الإسلام) صـ 365:
((وفي غرب أفريقيا كانت هناك طائفتان قائمتان بصفة خاصة على نشر الإسلام، هما: القادرية والتيجانية)).
ويتحدث أيضاً عن أثر الطريقة الادريسية والميرغانية ، .. فيقول عند حديثه عن
الحركات التي عملت على نشر الإسلام في أفريقيا صـ 364 من نفس المرجع:
(( ومن أسبق تلك الحركات، حركة يعزي قيامها إلى السيد أحمد بن إدريس، وقد أرسل قبل موته عام 1835م أحد أتباعه ويدعى محمد عثمان الأميرغني في رحلة إلى أفريقيا لنشر تعاليم الإسلام )).
ويقول الإمام محمد أبو زهرة في كتابه (الدعوة إلى الإسلام) صـ 80:
🌹☀((وكان للصوفية فضل كبير في هذا فإن أتباع أبي الحسن الشاذلي، والمرسي أبي العباس، ونشاط ابن عطاء الله السكندري كان لهم دخل بالقدوة والمسلك في أفريقيا، والفضل الواضح الأثر كان للتيجانية والسنوسية في القرون الأخيرة.
فقد كانت التيجانية لها عناية شديدة بالدعوة إلى الإسلام، في غرب أفريقيا ووسطها، حتى إنك ترى الكثرة الكاثرة في ساحل الذهب وساحل العاج، وغانا، وغينيا، والسنغال، والكونغو، ونيجيريا من المسلمين الأقوياء في تدينهم)).🌹☀
ويذكر كذلك أنه استجابة لدعوة السنوسية القوية المستمرة دخل عدد لا يحصى بألوف الألوف في نيجيريا وغانا وغينيا والسنغال والكونغو وتشاد وأوغندا وغيرها من وسط أفريقيا.
ويُرْجع أسباب الحروب التي شنها الاستعمار على الصوفية بكل الطرق المحللة في قانون الأخلاق والمحرمة على سواء، يرجع ذلك إلى: إحساس الدول التي باشرت استعمار أفريقيا كفرنسا وإنجلترا وإيطاليا بخطر الدعوة الإسلامية التي يقوم بها الصوفية على مطامعهم الاستعمارية، وفشل المبشرين الأوربيين في مباراتهم في ذلك.
أما في آسيا :
🌱فقد انتشر الإسلام في القوقاز وداغستان عن طريق دعاة مسلمين كان في مقدمتهم الشيخ الشافعي أبو مسلمة، ثم ساعد ظهور الطريقة النقشبندية في إذكاء روح الدعوة إلى الإسلام واستمرار انتشاره. وتحدثنا الروايات التاريخية أنه عندما أضطهد الأمويون الشيعة من أتباع زيد بن علي (زين العابدين) فضّل هؤلاء الفرار من ظلم الأمويين ولجئوا إلى الصين حيث استقروا هناك، وعملوا على نشر الإسلام في بعض المناطق التي زاروها في رحلاتهم التجارية، وكان لسلوكهم الحميد وتصرفاتهم الإسلامية الأثر الكبير في إقناع الكثيرين من الصينيين باعتناق الإسلام. 🌱
وكذلك كان انتشار الإسلام في ماليزيا والملايو وأندونيسيا وغيرها من بلاد شرق آسيا نتيجة لجهود المخلصين من التجار وأتباع الطرق الصوفية.
وهكذا الأمر أيضاً بالنسبة لانتشار الإسلام في أوروبا وأمريكا:
🌹فقد ذكر كثير من المفكرين الذين أسلموا حديثاً كجارودي الفرنسي وهوفمان الألماني وغيرهم أن الذي جذبهم إلى الإسلام الروح التي وجدوها في الصوفية وافتقدوها في الحضارة الأوربية المادية . 🌹
وقد أجرت مجلة منار الإسلام التي تصدرها دولة الإمارات العربية استطلاعاً عن دخول غير المسلمين للإسلام في الدول العربية، وتوصلت إلى نتيجة مفادها أن أكثر عدد من الأوربيين يدخل الإسلام في الدول العربية يتم في دولة المغرب، ويرجع ذلك إلى حلقات الذكر التي يقيمها المتصوفة هناك، فتجذبهم بروحانيتها، فيلتفون حولها ليشاهدونها، ولشدة تأثرهم بها ينخرطون فيها فجأة وبدون مقدمات، ويكون ذلك مقدمة لإعلانهم الدخول في الإسلام.
ونختم حديثنا في هذا الموضوع بقول الإمام محمد أبو زهرة رحمة الله تعالى عليه في كتابه (الدعوة إلى الإسلام) صـ 87:
🌹☀((إن البلاد الإسلامية من أقصى الأرض إلى أقصاها تؤثر فيها الدعوات الصوفية وأعمال الصوفيين، فإذا قاموا بحق الدعوة استجاب الناس لهم، إن كانوا مخلصين، وخلاصة القول أننا نريد أن تتوجه الصوفية إلى الدعوة إلى الإسلام في ربوع الشعوب الإسلامية كلها، لا في مصر وحدها)).🌹☀
ويقول أيضاً فى نفس المرجع :
(( إن مشايخ الطرق الصوفية في كل الأقاليم الإسلامية.... لو اتجهوا إلى ما اتجه إليه أسلافهم في الماضي، ونظموا الدعوة إلى الإسلام في مجتمعاتهم، لكانوا قوة في الدعوة إلى الإسلام منتجة مثمرة )).
🌹☀همسة صوفية لفضيلة الشيخ فوزى محمد ابو زيد 🌹☀
☀من كتاب المنهج الصوفى والحياه العصرية
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:




شارك فى نشر الخير