عدد المشاهدات:
ا ختلف العلماء في تعيين أصحاب الأعراف، إلى آراء مختلفة وأقوال متباينة، فمنهم من قال :
- أنهم قوم صالحون، فقهاء، علماء، وينسب هذا القول إلى مجاهد
- وأنهم الشهداء، ذكره المهدوي ، وعزاه الشوكاني إلى القشيري وشرحبيل بن سعد
- وهم فضلاء المؤمنين والشهداء، فرغوا من شغل أنفسهم وتفرغوا لمطالعة أحوال الناس، ذكره أبو نصر عبد الرحمن بن عبد الكريم القشيري ، وعزاه الشوكاني إلى مجاهد
- وهم عدول القيامة الذين يشهدون على الناس بأعمالهم، وهم في كل أمة، ذكره الزهراوي، واختاره النحاس (19) .
قال العلامة محمد رشيد رضا: (فكما ثبت أن كل رسول يشهد على أمته أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم شهداء على جملة من الأمم بعده؛ ثبت أيضاً أن في الأمم شهداء غير الأنبياء عليهم السلام، قال الله تعالى: فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا [النساء: 41].
وقال في خطاب هذه الأمة: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا [البقرة: 143]، وقال في صفة يوم القيامة: وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ
- أنهم قوم صالحون، فقهاء، علماء، وينسب هذا القول إلى مجاهد
- وأنهم الشهداء، ذكره المهدوي ، وعزاه الشوكاني إلى القشيري وشرحبيل بن سعد
- وهم فضلاء المؤمنين والشهداء، فرغوا من شغل أنفسهم وتفرغوا لمطالعة أحوال الناس، ذكره أبو نصر عبد الرحمن بن عبد الكريم القشيري ، وعزاه الشوكاني إلى مجاهد
- وهم عدول القيامة الذين يشهدون على الناس بأعمالهم، وهم في كل أمة، ذكره الزهراوي، واختاره النحاس (19) .
قال العلامة محمد رشيد رضا: (فكما ثبت أن كل رسول يشهد على أمته أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم شهداء على جملة من الأمم بعده؛ ثبت أيضاً أن في الأمم شهداء غير الأنبياء عليهم السلام، قال الله تعالى: فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا [النساء: 41].
وقال في خطاب هذه الأمة: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا [البقرة: 143]، وقال في صفة يوم القيامة: وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ
.....................................
وقال رضى الله عنه
إن جبل
عرفات يتعرف المؤمنون فيه على الله عزَّ
وجلَّ: قال سيدنا ابن عباس رضي الله عنه: (كنا
نتراءى ربنا ليلة عرفة).
فجبل عرفة
يقف عليه الحجيج لاستكمال معرفتهم بالله تعالى، فيتوجهون إليه فارين من الدنيا
والأوطان والأولاد حتى من مكة المكرمة، لتكمل هناك دورة عرفانهم بالله عزَّ وجلَّ.
وهؤلاء من
رجال الأعراف العارفين بالله تعالى، والأعراف اسم جمع لا وَاحِدَ له من لفظه ولكنه
له واحدًا من معناه وهو المعرفة، فالأعراف في الحقيقة هي المعارف التي أكرام الله
بها العارفين بالله تعالى في الدنيا والآخرة، ومن بينها معرفة أحوال الناس يوم
القيامة فإن لهم علامات يعرفون بها أهل الجنة فيميزونهم ويبشرونهم بذلك، فتسكن
روعاتهم وتهدأ خواطرهم، وتسعد حياتهم بما بشروهم به من الفوز بنعيم الجنة بعد ظنهم
أن مساؤئهم وذنوبهم ستوبقهم في النار.
ويذكرون
لكل واحد من هؤلاء المُبَششَّرِين علامة فيه، وخصلة كانت خافية عليه بها يكرمه
الله بدخول الجنة، فيفرحون بعد الحزن، ويستبشرون بعد الكآبة، وهذا معنى قول الله
تعالى: ﴿وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ
يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ﴾، [46، الأعراف].
يعني يعرفون كل واحد من المؤمنين بعلامات وسيمات تميز كل واحد منهم عن الآخر، كما
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لأشج عبد القيس:
ولقد وصف الله أصحاب الأعراف رضي الله عنهم بأنهم رجال ولم يرد ذكر الرجال في
القرآن إلا نادرًا وقليلاً، وذلك لأن الرجال على الحقيقة أفراد قليلون وأناس
معدودون ومن هنا فإنهم ينادون الذين يبشرونهم بالجنة بأن لهم من الله السلام
والأمان والتحية والإكرام قال تعالى: ﴿وَنَادَوْاْ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ
أَن سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ﴾، [46، الأعراف].
ثم زادوهم طمأنينة وبشارة، فأخبروهم أن أهل النار الذين كانوا يطمعون في دخول
الجنة حسب ظنهم قد ذهب ظنهم سدى وضاع طمعهم هباءً، وأنهم محرومون من دخول الجنة مع
طمعهم، ومع رجائهم هذا، قال الله تعالى على لسان أصحاب الأعراف:﴿لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ
يَطْمَعُونَ﴾، [46، الأعراف].
وذلك لما رأوه فيهم من سمات وعلامات تخفى على غيرهم، وتلك السمات والعلامات هي سبب
دخولهم النار وحرمانهم من دخول الجنة، كالناس الذين كانوا يعملون الخير في الدنيا
لوجه الناس وليس لله، وكالناس الذين كانوا يعملون الصالحات ويعتمدون عليها، ويرون
أنها توجب لهم حقًا على الله تعالى في أن يدخلهم الجنة.
وكالناس الذين كانوا يعملون الشر
والسوء في الدنيا ويقولون سيغفر الله لنا من غير أن يتوبوا ويرجعوا عن ذنوبهم
ومساوئهم، فإن أهل الأعراف رضي الله عنهم
يكشفون ما خَفِيَ من صفات هؤلاء الناس، ويميزونهم من بين المسلمين في الآخرة
ويكشفون لهم ولغيرهم أحوالهم التي أخفوها في نفوسهم وينذرونهم بدخول النار ولا حول
ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. وقد كانوا يطمعون في دخول الجنة قال تعالى على
لسان أصحاب الأعراف: :﴿لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ﴾،
وتعوَّذا بالله من حالهم واستغاثوا بالله من ظلمهم: ﴿قَالُواْ رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ
الظَّالِمِينَ﴾، [47، الأعراف].
وإن أهل الأعراف قد كانوا هنا في
الدنيا على قمة المعرفة بأوصاف الناس وأحوالهم وما خَفِيَ من شئونهم لأن الله جعل
لهم إشارات خاصة ودلائل صادقة يعرفون بها هذه الأمور.
ولذلك فهم يعرفون الناس بما فيهم
من معايب ومعاطب ومن محاسن وفضائل تخفى عليهم فعند ذلك ينبهون أهل السوء فيسارعون
إلى التخلص مما هم فيه ويتوبون إلى الله عزَّ
وجلَّ فينصلح حالهم ويسعد مآلهم ويبشرون أهل الخير بحسن العاقبة وكريم
المآل فيفرحون ويبتهجون بهذه البشرى.
هذا وإن القول بأن أصحاب الأعراف
سيقفون في مكان بين الجنة والنار فلا هم من أهل الجنة ولا هم من أهل النار كلام
يحتاج إلى كثير من التمحيص والتصويب حيث أنه ليس في الآخرة إلا الجنة أو النار
وليس هناك مكان ثالث بينهما، قال صلى
الله عليه وسلم:
(فليس بعد الدنيا من دار إلا الجنة أو النار).[2]
وهذا الذي ذكرناه هو ما نرتضيه
ونطمئن إليه في هذا المقام والله ورسوله أعلم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله
وصحبه وسلم.