آخر الأخبار
موضوعات

الجمعة، 16 سبتمبر 2016

- مراقبة الله

عدد المشاهدات:
أين الدستور الذي يستطيع أن يطبق:
(وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ)(105التوبة)
لا يحتاج إلى لائحة جزاءات، ولا تحويل لشئون قانونية، لأن أصحابه يراقبون الله عزَّ وجلَّ. هل رأيتم دستوراً في الوجود من بدء الدنيا إلى يومنا هذا يجعل الجاني يذهب إلى الحاكم ويعترف بجريمته، ويطلب إقامة الحد عليه ليتطهر؟!
لم يحدث إلا في زمن الحبيب صلى الله عليه وسلم، والغريب والعجيب أن هذا لم يكن من الرجال فقط، بل والنساء، والقوانين الوضعية التي نحتكم إليها ونختصم إليها الآن تجعل الجاني إذا اعترف بأمر، وخرج من مكان الإعتراف يسارع إلى تغيير أقواله!! وقد يتهم من استجوبه بأنه استخدم معه الشدة، أو عذَّبه للإعتراف بأقواله!!🌻
لكن حضرة النبي صلى الله عليه وسلم تأتي المرأة الغامدية، وتقول له: أقم علىَّ الحد يا رسول الله، طهرني لقد زنيت، فيقول لها: لعلك لامست، لعلك ضاجعت، لعلك قبلت، فتقول: زنيت يا رسول الله، لعلك تريد أن تفعل معي ما فعلت مع ماعز - رجل قبلها - إن في بطني أثر ذلك، فأنا حامل من ذلك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من ولي أمرها؟ قالوا: عمها، قال: خذها وأكرمها ولا تهنها حتى تضع ما في بطنها، وكان الحبيب يستجوبها كل فترة، ولكنها لا تغير أقوالها، لأنها قلوب استضاءت بنور الإيمان، فأصبح الإيمان هو المسيطر على الجوارح والأركان، والإيمان إذا سطع في القلب كان مستمداً أنواره من حضرة الله عزَّ وجلَّ:
(وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا) (52الشورى) 🌹
قد يكون النور في قلب كشمس الضحى، وقد يكون النور في قلب كالمصباح، وقد يكون النور في قلب كالقمر، وقد يكون النور في قلب كالنجم، وقد يكون النور في قلب كشمعة، وقد يكون النور في قلب كشمعة تضيء مرة ويُطفئها الهواء – الحظ والهوى - مرة، قوة النور تجعل الإنسان يراقب الله عزَّ وجلَّ أينما توجه وحيثما سار، ودائماً أمام ناظريه:
(وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (4الحديد🌺
فجيء بها بعد الوضع، فقال: خذها وأكرمها حتى تتم رضاعها، ثلاث سنين ولم تغير أقوالها!! لا محامي غرَّها، ولا صديقة ضرتها، ولا امرأة زينت لها أن تنكر ذلك!! لماذا؟ لأن الكل كان ينشد الحق، والكل كان يمشي على الصدق:
(لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ) (2يونس)
فجاءت بعد فطامه وقد أمسكت الغلام قطعة من الخبز، وقالت: يا رسول الله لقد فطمته وإنه يأكل!!.🍀🍀🍁
أى تشريع هذا؟! وهل هناك تشريع وصل إلى هذه الدقة في تطهير المجتمع من المصائب والكوارث وغيرها من النكبات التي تُغير أحوال الناس وتجعلهم في حالة سيئة كما نرى الآن؟!
لا والله، إذاً نحن نحتاج إلى التشريعات الإلهية أولاً في القيم القرآنية، ثم نأخذ من التشريعات الإلهية القوانين التي نبني عليها الأحكام وحياتنا الإجتماعية.🌳🌴🌳🌳🌴🌳🌴🌴
لكن قبل ذلك لا بد أن تكون التربية للأفراد وللبنات وللرجال وللنساء على القيم القرآنية، لكن لو أخذنا بنود التشريع من الشريعة الإسلامية، ولم يتربى القائمون على هذه القوانين والتشريعات، أو المنفذين لها على هذه القيم، سيحاولون أن يخترقوا الثغرات بنفوسهم، وبأبلستهم، وسيكون معهم شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً، وإليكم المثال:
هناك باب في الفقه اسمه باب الحيل الفقهية، تحايل على أحكام الله حتى لا ينفذ الإنسان هذه الأحكام، ويعتبر نفسه عاملاً بشرع الله!! مَن الذي يقوم بعمل هذه الحيل؟ علماء أجلاء درسوا الشريعة وتخصصوا فيها، لكن قلوبهم لم تمتليء بخشية الله، وقد قال الإمام الغزالي t وأرضاه في كتابه إحياء علوم الدين:
( علم الفقه مع أنه أفضل العلوم إذا لم يصحبه خشية الله عزَّ وجلَّ زاد قلب صاحبه قساوة فيُفتي لنفسه ويخترع الحيل لغيره )
لماذا؟ لأنه لا يوجد عنده خشية الله عزَّ وجلَّ!!.
إذاً نحتاج قبل الدستور القيم الإلهية، يتربى عليها الشعب كله، فنحتاج إلى تغيير المنظومة التعليمية، ونربي القيم، لو كان هؤلاء المتنافسون تربوا على إخلاص العمل لله، هل سيحدث بينهم خلاف؟! هل سيهاجم بعضهم بعضاً؟! هل سينتقد بعضهم بعضاً على الملأ؟! هل سيُجرح بعضهم بعضاً؟!
كلنا ينبغي أن نجلس سوياً ونتفق ونتعاون على واحد منا أياً كان، ونحن نسانده ونعاونه لكى تمشي سفينة الإسلام في هذا البلد على جودي الأمان، وتصل إلى بَرِّ الله عزَّ وجلَّ، والعمل بالقرآن بسلام إن شاء الله.
إذاً نحتاج قبل كل شيء إلى القيم، هؤلاء يريدون أن يشكلوا الوزارة، وهؤلاء يتشبثون بالوزارة!! لماذا؟!! لمصلحة مَن ذلك؟!! ومَن المتضرر من ذلك؟
عامة الشعب المساكين، لو كان هؤلاء يريدون وجه الله، ويعملون أعمالهم خالصة لله، لجلسوا واتفقوا على أن تمر هذه الفترة بأى كيفية، ثم بعد ذلك يمسك الزمام رجل يعمل بمايرضي الله، ويطبق شرع الله، ونعينه جميعاً على تحقيق هذا المراد.
هل شرع الله عزَّ وجلَّ لا يطبقه إلا فلان وفلان؟! مَن قال ذاك؟! ومَن الذي أفتى بذلك؟ ما دمنا جميعاً نتعاون على البر والتقوى فسنقوم بما ينبغي نحو ديننا، ونعمل على تطبيق ما أمر به قرآننا، ونعيد المجد الذي كان عليه سلفنا الصالح أيام نبينا والخلفاء الراشدين، ولذلك نحن دعاة لنشر هذه القيم الإيمانية، فنريد أن نخلص المجتمع من خصال النفاق، وأوصاف المنافقين، وما أكثرها في كتاب الله عزَّ وجلَّ:
(إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً) (145النساء)
وغيرها من الصفات المذكورة في القرآن. نريد أن نطهر المجتمع من هذه الأوصاف، حتى يكون المجتمع كالذي قال فيه النبي الكريم صلى الله عليه وسلم:
{ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كَمَثَلِ الْجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى عُضْوًا تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى }.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
للمزيد اضغط على الرابط التالي'-
https://m.facebook.com/fawzyabuzeid.library/
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:




شارك فى نشر الخير