آخر الأخبار
موضوعات

الاثنين، 19 سبتمبر 2016

- هل يجوز للمسلم أن يتخذ شيخًا من الجن

عدد المشاهدات:
السؤال الثامن والثلاثون: هل يجوز للمسلم أن يتخذ شيخًا من الجن فى العلم أو السلوك؟.
الجواب:
إن اتخاذ الإنسان شيخا يعلمه ويقتدي به من الجن، غير جائز لاختلاف الجنسين لأن الجن له طاقات تعتبر من خوارق العادات بالنسبة للإنسان، ولكنها في عرف الجن أمور عادية وبسيطة وإن من شروط الصحبة والمرافقة الاتفاق والموافقة، وبالطبع إن المسلم يتخذ الشيخ ليستعين به على طاعة الله ورسوله، والاستعانة بالجن ترهق من يستعين به وتفت من عضده، قال الله تعالى: ﴿وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا﴾.[6،الجن].
فإن من معاني الاستعاذة بالشيء الاستعانة به، ولكن قد يسمع الإنسان منهم شيئا من العلم فلا بأس به إن كان نافعا فى أمور الدين أو الدنيا، فإن الإنسان المسلم طالب علم وطالب حكمة، فإذا وجد طلبته أخذها أنى وجدها، ولا يبالي في أي وعاء خرجت، ولا على أي لسان وردت، وقد كانوا يأخذون الحكمة على ألسنة الحيوانات والحشرات والطيور وغيرها، فإن الحكمة ضالة المؤمن يلتقطها حيث وجدها ويطلبها ولو في أهل الشرك والكفر، وإن أخذ العلم من الجن لا يلزم منه المصاحبة والمتابعة، وإنما يأخذه الإنسان منه وينصرف، وخاصة إذا علم أنه من الجن إذ الإنسان مأمور بالتحرز والاحتراس منهم فقد خط رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله ابن مسعود خطا وقال له: {لا تقترب من هذا الخط فتخطفك الجن} وكان ذلك ليلة أن ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليبلغهم رسالة ربه، فإن معاشرة الجن تحتاج إلى أمور كثيرة يتسلح بها الإنسان ويتحصن بها منهم، وإن ذلك ليس ميسورًا لكل مسلم.
السؤال التاسع والثلاثون: ما هو الحكم في اتخاذ الجن شيوخًا من الإنس في العلم والسلوك؟.
الجواب:
قد قررنا فيما سبق أن الإنسان أمره الله أن يعلم الملائكة، وكان إبليس في هذا الوقت بين صفوف الملائكة يعبد الله عزَّ وجلَّ معهم فتعلم من آدم ما لم يكن يعلم وبناءً على ذلك فإن الإنسان هو أستاذ الجن والملائكة، وستظل هذه الأستاذية إلى الأبد، لأن الإنسان هو المخلوق العجيب، الذي جمع الله فيه كل عناصر الوجود عالية ودانية، ولا يزال الجن والملائكة يتعلمون من الإنسان إلى يومنا هذا وإلى ما بعده حتى تقوم الساعة.
وإن آدم عليه السلام ما هو إلا رمز لهذه المعانى الكريمة التى وهبها الله له ولبنيه من بعده إلى ما شاء الله، وإن الجن المؤمن يحضر دائما مجالس العلم والذكر والقرآن والصلاة وغيرها من العبادات، ويأخذ حظه منها ثم يذهب إلى قومه ليبلغهم ويذكرهم بها كما جاء ذلك في شأن الجن الذين أوفدهم الله إلى رسوله صلى الله عليه وسلم ليتعلموا منه الإيمان والقرآن وأمور الدين حيث قال تعالى: ﴿وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ﴾.  [29،الأحقاف]. ولا تزال هذه الآية سارية المفعول بالنسبة لخلفاء الله وورثته وأئمة الهدى إلى ما شاء الله وعلى ذلك فإن اتخاذ الجن مشايخًا من بني الإنسان أمر عادى وطبيعي ولا شيء فيه، ولا يشترط أن يعلم الإنسان بذلك، وهذا مثل الناس تماما الذين يأخذون عنك العلم والحكمة، ويحضرون إلى مجلسك، وأنت لا تعرفهم، وقد يعرف الشيخ الجن، وينبه الحاضرين إليهم وقد لا ينبههم، وهذا كله جائز ولا شىء فيه


 منقول من كتابه حوار حول غوامض الجن

 لفضيلة الشيخ محمد على سلامة
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:




شارك فى نشر الخير