آخر الأخبار
موضوعات

الاثنين، 19 سبتمبر 2016

- إنتبه! حق أخيك . من أبواب السعادة

عدد المشاهدات:
جعل النبى صلى الله عليه وسلم لكل مؤمن حقاً علينا، هذه الحقوق بها صرنا جميعاً كأننا رجلٌ  واحد، منها: أن تُسلمّ عليه إذا لقيته، ولذلك قال الحبيب صلى الله عليه وسلم عندما سأله رجل:
( أَىُّ الإِسْلاَمِ خَيْرٌ؟ قال : تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأُ السَّلاَمَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ، وَعَلَى مَنْ لَمْ تَعْرِفْ ).
لا ينبغي أن تسلمّ في هذه المدينة على من تعرف فقط، بل تُسلمّ على كل من تقابله في الطريق، حتى كان النبى صلى الله عليه وسلم يُسلمّ في طريقه على الصغار، ويجعل ذلك علامة على إنشراح الصدر للإسلام، أين نحن الآن من سنة خير الأنام صلى الله عليه وسلم؟
إذا دخل المسجد يُسلمّ، وإذا خرج من المسجد يّسلمّ، إذا دخل بيته يُسلمّ، وإذا خرج من بيته يُسلمّ ويتعارف.
إذا كنا في مكان واحد كالمسجد ونجتمع فيه للصلاة، لا ينبغى أن نصلي في هذا المكان سنين ولا يعرف بعضنا بعضاً، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ) إِذا أَحْبَبْتَ رَجُلاً فَاسْأَلْهُ عَنِ اسْمِهِ وَاسْمِ أَبِيهِ وَعَشِيرَتِهِ وَمَنْزِلِهِ، فَإنْ كَانَ مَرِيضاً عُدْتَهُ، وَإِنْ كَانَ في حَاجَةٍ أَعَنْتَهُ، وَإِنْ كَانَ غَائِبَاً حَفِظْتَهُ في أَهْلِهِ ).
وأمرنا أن نصافح بعضنا لأن ذلك زيادة في التعارف والألفة، تمدّ يدك لأخيك عرفته أو لم تعرفه، لأن كل المسلمين لهم حقوق علينا أوجبها رب العالمين عزوجل، فإذا صافحته ماذا لك عند الله ؟ يقول صلى الله عليه وسلم: ( إِنَّ الْمُسْلِمَ إِذَا لَقِيَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ أخَذَ بِيَدِهِ تَحَاتَّتْ عَنْهُمَا ذُنُوبَهُمَا كَمَا يَتَحَاتُّ الوَرَقُ عَنِ الشَّجَرَةِ الْيَابِسَةِ في يَوْمِ رِيْحٍ عَاصِفٍ وَإِلاَّ غُفِرَ لَهُمَا وَلَوْ كَانَتْ ذُنُوْبَهُمَا مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْر )
إذا كلَّمته كلمة طيبة فالكلمة الطيبة صدقة، إذا نظرت إليه وتبسَّمت في وجهه، فتبسُّمك في وجه أخيك صدقة، إذا غاب تسأل عنه لأن له حقوقاً عليك، تُسلِّم عليه إذا لقيته، وتعوده إذا مرض، وتُشيّعه إذا مات، وتعينه إذا احتاج، وتُهنِّئه إذا فرح، وتُعزِّيه إذا أصيب بمصاب.
تلكُمُ الأعمال هى التى تُقوّى الروابط بين المؤمنين، فيصيرون كأنهم رجلٌ واحد وعائلة واحدة في أىّ زمان ومكان، زوجته أختٌ لي، وإبنته بنتاً لي، أحميها وأصونها كما أمر الرحمن عزوجل،
 فإذا كنا كذلك فمن الذي يستطيع أن يخترق صفوفنا؟ أو أن يُروّع أحدنا أو جمعنا، أو يُثير الفتنة والبلطجة فيما بيننا؟!!.
هذا لايكون أبداً لأننا أمة المؤمنين نعمل بقول النبي الأمين صلى الله عليه وسلم .. إذا أخطا واحدٌ منا أمرنا النبى صلى الله عليه وسلم أن نصلح خطأه بالحكمة والموعظة الحسنة، أنصحه فيما بينى وبينه، ولا أنصحه على الملأ لأن النصيحة على الملأ فضيحة، وإذا نصحته لا ألوك في عرضه مع الآخرين وأشنّع عليه بين المسلمين، فتلك الأمور هي التي تُشحن الصدور، وتؤجج السخائم في القلوب، وتجعل العداوة بين الأخوة المؤمنين.
ولذلك نهى النبي عن الغيبة والنميمة والتعدّي بالقول والفعل على أىّ رجلٍ من المسلمين،
 فقال في الحصانة الإلهية التى أعطاها الله لكل مسلم: ( كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ، دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ ).
هذه الحصانة من الله، والتي وضّح حدودها ومواصفاتها إمامنا وحبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، واعلم يا أخي علم اليقين أن الذي يُقصّر في حقوق الأخوّة يحاسبه على ذلك يوم العرض والجزاء رب العالمين عزوجل، اسمع إلي ذلك في الحديث القدسي وهو يصف الحساب فيقول عندما تقف أمامه:
{ يَا ابْنَ آدَمَ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي، قَالَ: يَا رَبِّ كَيْفَ أَعُودُكَ؟ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ، قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلاَناً مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ؟ يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَطْعَمْتُكَ فَلَمْ تُطْعِمْنِي، قَالَ: يَا رَبِّ وَكَيْفَ أُطْعِمُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟ قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ اسْتَطْعَمَكَ عَبْدِي فُلاَنٌ فَلَمْ تُطْعِمْهُ؟ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ أَطْعَمْتَهُ لَوَجَدْتَ ذلِكَ عِنْدِي؟ يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَسْقَيْتُكَ فَلَمْ تَسْقِنِي، قَالَ: يَا رَبِّ كَيْفَ أَسْقِيكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟ قَالَ: اسْتَسْقَاكَ عَبْدِي فُلاَنٌ فَلَمْ تَسْقِهِ، أَمَا إِنَّكَ لَوْ سَقَيْتَهُ وَجَدْتَ ذلِكَ عِنْدِي }.
ما الحدود التى أزور فيها المرضى؟ حدّها حضرة النبي فقال: ( امْشِ مِيلاً عُدْ مرِيضاً، امْشِ مِيـلَـيْنِ أصْلِـحْ بَـيْنَ اثْنَـيْنِ امْشِ ثلاثَةَ أمْيالِ زُرْ أخاً فـي اللَّهِ ).

امْشِ ثلاثَةَ أمْيالِ زُرْ أخاً فـي اللَّهِ (.
إذا قمنا بحقوق الأخوة فيما بيننا كنا رجلاً واحداً ومن أهمها قبل أن أختم هو قوله  صلى الله عليه وسلم ليعلمنا أصول نصرة الإخوان! مما لو تمسكنا به لتجنبت الأمة الكثير من الويلات:
(انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا، فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْصُرُهُ إِذَا كَانَ مَظْلُومًا، أَفَرَأَيْتَ إِذَا كَانَ ظَالِمًا كَيْفَ أَنْصُرُهُ؟ قَالَ: تَحْجُزُهُ أَوْ تَمْنَعُهُ مِنَ الظُّلْمِ، فَإِنَّ ذَلِكَ نَصْرُهُ )
فلو قمنا بهذا الحديث لكان مجتمعنا كله في أمان، لو حذفنا من قاموسنا كلمة [ وأنا مالي ] فعندما يري الإنسان رجلاً قوياً يضرب طفلاً صغيراً يقول: أنا مالي!! تلك القضية ينتصر له فيها رب البرية يوم الدين، عندما يرى شاباً سفيهاً يحاول أن يعتدى على فتاة مؤمنة ويغُض طرفه ويقول: أنا مالي!!. وقد رأينا سلفنا الصالح، كان لا يجرؤ واحدٌ أن يفطر في رمضان لكثرة اللائمين الذين يردّون عليه ويمنعونه من الجهر بالفطر، ولا يستطيع شاب أن يعاكس فتاة لكثرة اللائمين ...
ومن الجانب الآخر للنصرة .. فعندما يستنجد بى أخى أو قريبى أو صديقى لمشاجرة له مع أحد فأذهب مغمض العينين وآخذ الآخر ركلاً وضرباً ! من أين أتيت يا أخى بهذا اليقين؟ ألا يجوز أن يكون قريبى هو الظالم المخطىء والمستحق للزجر والعقاب! أوليس الآخر أيضاً هو أخوك فى الدين أو الجيرة أو الوطن!!! إنه التعصب الأعمى هو الذي أوصلنا إلى مانحن فيه الآن!
إخوانى الكرام .. أننا جميعاً أسرة واحدة  ويجب أن نكون كما أمرنا ربُّ العالمين ..متعاونين متعاضدين نسعى جميعاً لمصلحة الجميع يقول فينا الله فى (29الفتح) (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ)
.................................................................
 🌱 اشراقة من كتاب اصلاح الافراد والمجتمعات فى الاسلام
🌱 لفضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزيد
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:




شارك فى نشر الخير