عدد المشاهدات:
- إن دوام الإجتماع على الصادقين فإنه حصن حفظ حصين وأمين!
لماذا؟..... لأنهم الذين صدقوا في اتباعهم للنبىِّ الأمين، وهم يحفظون الخلق في هذا الزمان من الخزعبلات الفكرية، ومن الموجات الإلحادية، ومن الأفكار النفسية، التى لا تليق بالعبد مع ربِّ البريَّة، ومن كل الأشياء المُخزيّة ..
- فالصادقين ، مرافقتهم هي العلاج العملي الفعَّال لإصلاح النفوس، وتهذيب الأخلاق، وغرس العقيدة، ورسوخ الإيمان، لأن هذه أمور لا تنال بقراءة الكتب، ومطالعة الكراريس، إنما هي خصال عملية وجدانية، تقتبس بالإقتداء، وتنال بالاستقاء القلبي والتأثر الروحي ولذلك قال لنا الله:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ )(119التوبة).
- ومن ناحية أخرى فكل إنسان لا يخلو من أمراض قلبية، وعلل خفية لا يدركها بنفسه، كالرياء والنفاق والغرور والحسد، والأنانية وحب الشهرة والظهور، والعجب والكبر والبخل، فكما أن المرء لا يرى عيوب وجهه إلا بمرآة صافية مستوية، تكشف له عن حقيقة حاله، فكذلك لا بد للمؤمن من أخ مؤمن مخلص ناصح صادق، أحسن منه حالاً، وأقوم خلقاً، وأقوى ايماناً، يصاحبه ويلازمه، فيريه عيوبه النفسية، ويكشف له عن خفايا أمراضه القلبية إما بقاله أو بحاله ، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام:{ الْمُؤْمِنُ مِرْآةُ الْمُؤْمِنِ }
- فالطريق العملي الموصل لتزكية النفوس والتحلي بالكمالات الخلقية هو الصادق الذي تزداد بصحبته إيماناً وتقوى وأخلاقاً، وتشفى بملازمته وحضور مجالسه من أمراضك القلبية وعيوبك النفسية،
- والسرُّ في ذلك ..أنَّ الإنسان دائماً يتشاكل - وإن لم يدرِ - مع من يخالطه ويجالسه ويصاحبه، فلا توجد عدوى تعدي الإنسان مثل الأخلاق والسلوكيات التي ينقلها من الجالسين، وتلاحظونها في أى مكان، فتنتقل لك طريقة كلامه وطريقة مزاحه، أو حتى تناوله للموضوعات، فتنتقل إليك العدوى وأنت لا تشعر.
- فيحفظ الإنسان نفسه أولاً من الخطأ والزلل، وهو المهم، ولا يضمن الإنسان العصمة والحفظ من الزلل وهو جالسٌ مع الهالكين أو البُعداء التُعساء، فلن يصلح لأنه أحياناً اللسان يتكلم، وأنت تريد أن توقفه ولا تستطيع، لأنه يستمّر في الكلام، إذاً كيف يكون الحفظ؟ هو في مجالس الصادقين ..
- أما رفقاء السوء فنبتعد عنهم بالكلية، ولذلك سأل رجل من الصالحين رضى الله عنه وأرضاه وقال له: أنا أريد أن أسلك الطريق إلى الله عزوجل، أريد روشتة بسيطة، فماذا أفعل؟ قال له: ( طريقنا هو: مصاحبة الأخيار، ومفارقة الأشرار، والسير على المناهج والسنن والآثار )
- فهل يصّح أن أجالس الأخيار والأشرار معاً؟ لا، لا بد من مصاحبة الأخيار ومفارقة الأشرار، ولا أريد منك أكثر من ذلك، فأساس كل شيءٍ أنك أولاً تُصاحب الأخيار، وتُفارق الأشرار، فصُحبة الصادقين تنفع وترفع إن شاء الله تعالى..
.................................................................
🌱 اشراقة من كتاب اصلاح الافراد والمجتمعات فى الاسلام
🌱 لفضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزيد
لماذا؟..... لأنهم الذين صدقوا في اتباعهم للنبىِّ الأمين، وهم يحفظون الخلق في هذا الزمان من الخزعبلات الفكرية، ومن الموجات الإلحادية، ومن الأفكار النفسية، التى لا تليق بالعبد مع ربِّ البريَّة، ومن كل الأشياء المُخزيّة ..
- فالصادقين ، مرافقتهم هي العلاج العملي الفعَّال لإصلاح النفوس، وتهذيب الأخلاق، وغرس العقيدة، ورسوخ الإيمان، لأن هذه أمور لا تنال بقراءة الكتب، ومطالعة الكراريس، إنما هي خصال عملية وجدانية، تقتبس بالإقتداء، وتنال بالاستقاء القلبي والتأثر الروحي ولذلك قال لنا الله:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ )(119التوبة).
- ومن ناحية أخرى فكل إنسان لا يخلو من أمراض قلبية، وعلل خفية لا يدركها بنفسه، كالرياء والنفاق والغرور والحسد، والأنانية وحب الشهرة والظهور، والعجب والكبر والبخل، فكما أن المرء لا يرى عيوب وجهه إلا بمرآة صافية مستوية، تكشف له عن حقيقة حاله، فكذلك لا بد للمؤمن من أخ مؤمن مخلص ناصح صادق، أحسن منه حالاً، وأقوم خلقاً، وأقوى ايماناً، يصاحبه ويلازمه، فيريه عيوبه النفسية، ويكشف له عن خفايا أمراضه القلبية إما بقاله أو بحاله ، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام:{ الْمُؤْمِنُ مِرْآةُ الْمُؤْمِنِ }
- فالطريق العملي الموصل لتزكية النفوس والتحلي بالكمالات الخلقية هو الصادق الذي تزداد بصحبته إيماناً وتقوى وأخلاقاً، وتشفى بملازمته وحضور مجالسه من أمراضك القلبية وعيوبك النفسية،
- والسرُّ في ذلك ..أنَّ الإنسان دائماً يتشاكل - وإن لم يدرِ - مع من يخالطه ويجالسه ويصاحبه، فلا توجد عدوى تعدي الإنسان مثل الأخلاق والسلوكيات التي ينقلها من الجالسين، وتلاحظونها في أى مكان، فتنتقل لك طريقة كلامه وطريقة مزاحه، أو حتى تناوله للموضوعات، فتنتقل إليك العدوى وأنت لا تشعر.
- فيحفظ الإنسان نفسه أولاً من الخطأ والزلل، وهو المهم، ولا يضمن الإنسان العصمة والحفظ من الزلل وهو جالسٌ مع الهالكين أو البُعداء التُعساء، فلن يصلح لأنه أحياناً اللسان يتكلم، وأنت تريد أن توقفه ولا تستطيع، لأنه يستمّر في الكلام، إذاً كيف يكون الحفظ؟ هو في مجالس الصادقين ..
- أما رفقاء السوء فنبتعد عنهم بالكلية، ولذلك سأل رجل من الصالحين رضى الله عنه وأرضاه وقال له: أنا أريد أن أسلك الطريق إلى الله عزوجل، أريد روشتة بسيطة، فماذا أفعل؟ قال له: ( طريقنا هو: مصاحبة الأخيار، ومفارقة الأشرار، والسير على المناهج والسنن والآثار )
- فهل يصّح أن أجالس الأخيار والأشرار معاً؟ لا، لا بد من مصاحبة الأخيار ومفارقة الأشرار، ولا أريد منك أكثر من ذلك، فأساس كل شيءٍ أنك أولاً تُصاحب الأخيار، وتُفارق الأشرار، فصُحبة الصادقين تنفع وترفع إن شاء الله تعالى..
.................................................................
🌱 اشراقة من كتاب اصلاح الافراد والمجتمعات فى الاسلام
🌱 لفضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزيد