عدد المشاهدات:
السؤال الحادى والأربعون: ما هي حقيقة مشاركة
الشيطان للإنسان في الأموال والأولاد؟ وما هي كيفية التحصن منه فى ذلك؟.
الجواب:
إن المشاركة ليست عينية أي ظاهرة ومادية، كالشركة التي تكون
بينك وبين غيرك من الناس كلاً ولكنها مشاركة خفية ومعنوية، بمعنى أن الأموال ترفع
منها البركة، ويرفع منها الخير الحقيقي فلا تنفع الإنسان في دينه وآخرته، بل تكون
وبالاً عليه وعذابًا، وذلك لأن الإنسان المسلم قد اكتسب هذه الأموال من الشبهات
والمحرمات، أو أن الإنسان لم يزك عليها ولم يخرج منها حق السائل والمحروم أو لأن
الإنسان كنزها ومنعها من التداول بين الناس حتى يعطل طاقتها ويشل فاعليتها، أو أن الإنسان
قتر بها على نفسه وعلى أهله، وحرمهم من الطيبات، أو أن الإنسان بذرها وأسرف فيها
وبددها في غير وجوهها المشروعة، وكل هذه الأموال تكون عرضة للبوار والهلاك السريع
لأن الشيطان شارك فيها بفساده وغيه ووساوسه، ولم يجاهد فيها الإنسان هذا الشيطان،
فتركه يستبد به ويقود مسيرته، وإن التحصن من الشيطان فى هذه الناحية، هي تقوى الله
عزَّ
وجلَّ
في هذا المال، والتصرف على هدى الاسلام الحنيف، وإن الحلال بين والحرام بين، ولا
يزيغ عن الخير والرشاد إلا هالك. أما مشاركة الشيطان في الأولاد، فذلك أن يكون الأب
والأم يقيمان على معصية الله ومخالفته فى أي أمر من أمور الدين، أو أن احدهما كذلك
والآخر راض عنه ، فإن ذلك يتسبب عنه فساد الذرية ، لأن الشيطان شارك فى عناصر
تكوينها، وغالبًا ما تكون الذرية فاشلة ومفسدة فى الأرض، إلا من رحم الله بالتوبة
والندم والإقلاع عن المعاصي والآثام، وقد وصى رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمن
والمؤمنة اذا اتيا الحالة الجنسية أن يقول كل منهما: {بسم الله الرحمن الرحيم اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما
رزقتنا}. [متفق
عليه من
حديث
ابن عباس]. فإن الشيطان يلتف بأحليل أحدكم ويجامع معه زوجته. أنظر أيها
المسلم رعاك الله إلى هذا الحد يحذر رسوال الله صلى الله عليه وسلم المؤمنين
من الشيطان، الذي لا يترك الإنسان في أكله ولا شربه ولا لبسه ولا نومه ولا حركته
ولا سكونه ولا نكاحه ولا غير ذلك، وقد مرَّ شيطان
جسيم ومنتفخ بشيطان هزيل سقيم فقال له مالك فقال إن صاحبي لا يفعل شيئا حتى
يسم الله عليه، فلم أجد عنده ما أطعمه ولا أشربه فقال الآخر وأما أنا فإن صاحبي لا
يذكر الله ولم يسم الله على شيء أبدا، فإنني آكل وأشرب وأمرح وأطرب. هذا وإن التحصن من الشيطان فى ذلك هو المسارعة إلى
العمل بما يحبه الله ويرضاه واجتناب كل ما نهى الله عنه، وحذرنا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحري
الصواب في القول والعمل والأحوال وتربية الأبناء على الرزق الطيب الحلال، وتنشئتهم
على الخلق والدين وعلى العفة والفضيلة، وأن يسم الله على كل شيء وأن يحصن أولاده
الصغار بشيء من كتاب الله، وأدعية رسوله صلى الله عليه وسلم وكذلك
يحصن أمواله ومتاعه وجميع أهله، بما ورد فى كتاب الله من المعوذتين وقول الله
تعالى: ﴿رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَعُوذُ بِكَ
رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ﴾. [97-97،المؤمنون]. وبالدعاء المأثور: {أعوذ بكلمات
الله التامات كلها من شر ما خلق بسم الله الذى لا يضر مع اسمه شىء فى الارض ولا فى
السماء وهو السميع العليم، أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم}وغير
ذلك من الادعية.