آخر الأخبار
موضوعات

الخميس، 6 أكتوبر 2016

- جهل الناس حقائق. الخيروالسعادة واللذة

عدد المشاهدات:
الخير فى الحقيقة هو الله تعالى.
ومن رأى أن الخير غير الله تعالى كذب على نفسه ، وقد جهل الناس أربع حقائق.

(1) الخير   (2) والسعادة              (3) واللذة          (4) والنوم.

فإن اللذة عند الجائع خبز وأدم ، وعند العريان ثوب ، وعند الخائف أمن ، وعند من توفرت له تلك الأشياء لذته بامرأة فإذا نالها فبولد ، فإذا ناله فبمال وعقار وهكذا.

وليست تلك الحقائق لذة ، ولكن اللذة الحقيقة هى نيل وإدراك ما هو خير فى الحقيقة ونفس الأمر ، فلو أن رجلا أبله نال ملك الأرض لم يكن متلذذا لأنه لم يدرك منه شيئا ، وكذلك لو أن رجلا مجنونا أعطى كل ما يشتهى الإنسان أنه يناله ما تلذذ به.

وأنى أبين لك الحقيقة . . . الأكل فى نظرك لذة وهو عندى دفع الألم، لأن الإنسان يأكل ليعالج مرضا ، وهو خلاء جوفه ، وألم فى معدته ، ومعالج المرض ليس متلذذا ، ودليل ذلك أنه لو ملأ بطنه وتناول لقمة قذفها وأبى أن يقبلها ، فلو كان لذة ما شبع منه ولما تألم منه . وكذلك الجماع يراه أهل الجهالة لذة ، وليس بلذة لأن المنى إذا اجتمع فى المجموع المنوى يرى إلى العروق ثم إلى الأنثيين ثم إلى العروق فى الذكر وحصلت شدة الشبق كأنه مريض يريد أن يدفعه ، فإذا دفعة حصل له الملل والتعب والكسل، ولو كان لذة لما دعا إليه هذا الألم ولما أعقبه ذلك الألم.

وكذلك الثياب فإن ظواهر الجو تدعو إليها من حر وقر ، فإذا اشتدت حرارة الجو وكان يلبس ثيابا كثيرة امتلأ جسمه حبوبا وحكة فى جلده حتى يخلع ما عليه من الثياب فيخففها رغم أنفه مما يصيبه من الألم ، وإذا نزلت درجة الحرارة أسرع إليها فلبسها وذلك هو الدواء لدفع المرض.

وكذلك النوم فإن النائم لا يتذوق لذة النوم لا قبله ولا فيه ولا بعده –أما قبله فإن الإنسان لا يتلذذ بمفقود ، وأما فيه فإن الحواس محجوبة ، وأما بعده فلا يتلذذ بمفقود أيضا –فقد جهل الناس تلك الحقائق وكذلك السعادة والخير.

فمن ظن أن الخير مال يوفره أو جاه يجدده أو قوة ينفذ بها انتقامه فقد وقع فى الشر من حيث لا يعلم ، ولذلك يقول الله تعالى : "بيدك الخير" يعنى أنه –سبحانه- يهب الخير الحقيقى عنده لمن يشاء من خلقه وهو معرفة الله والشوق إليه والتضحية بكل شئ فى سبيل الوصول إليه . وهذا هو الخير الذى ينتفع به فى الدنيا والآخرة ، وما عدا ذلك مما يراه أهل الجهالة فستنكشف الحقائق وترفع البراقع ، ويظهر أن وعد الله حق ووعيده حق ، ويندم الظالمون ولات حين مندم.

وأهل الجهالة يحكمون على ما يلائم طباعهم بأنه خير ، ومالا يلائمها بأنه شر ، والخير قد بينه الله تعالى ، والشر فصله لذى عقل يعقل عن الناس.
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:




شارك فى نشر الخير