عدد المشاهدات:
أن الله –سبحانه وتعالى قد خلق نفوس الأناسي من جواهر مختلفة ، فأعلاها وأصفاها مخلوق من نور الجمال الإلهي ، الذى خلق من نفس محمد صلى الله عليه وسلم وما خلق من هذا النور قبل عن الله ما أنزله على أنبيائه قبول تعقل ، وفهم عن الله تعالى.
وما النفوس التى خلقت من أردا الجواهر أو من سجين فإنها لا تقل عن الله ولا تمنح العقل الذى يعقل عنه سبحانه ، ولو تجلى لها لأنكرته كما ورد فى الحديث الشريف : [ أن الله يتجلى لطائفة من أهل المحشر فيقول: أنا ربكم فيقولون له : أخسا ما عرفناك ولا عبدناك ، فيظهر لهم بالجنة فيقول : أنا ربكم فيقولون عرفناك وعبدناك . وينصرفون إلى الجنة.
ويتجلى لقوم آخرين بالمنعم فيقول لهم : أنا ربكم . فيقولون : اخسأ ما عرفنا ولا عبدناك . فيتجلى بجمال وجهه العلي فيقول : أنا ربكم فيخرون سجدا ويقولون : عرفناك وعبدناك ، ويأبون إلى يجيبوا داعي الجنة].
فأنواع النفوس تختلف بإختلاف جواهرها ، فترى النفوس العالية تأبى أن تقبل الباطل أو تميل إليه ، ومن علاماتها أن قليل الحكمة يكفيها ، قالe. [المؤمن تكفيه قليل الحكمة] والنفوس التى خلقت من أردا الجواهر تسارع إلى الباطل بفطرتها ، ذلك قوله تعالى فى الحديث القدسى : [قبضت قبضة بيدى فقلت هذه للجنة ولا أبالي وهذه للنار ولا أبالي].
وإنما النوايا التى تقيم الحجة على صفاء جواهر النفوس أو دراءة جواهرها . وتلك النوايا حجة لصاحب النفس الطاهرة وليست حجة على غيره ، والحجة على الغير هى الجوارح ، فكان الجوارح بريد النفس تظهر مكنونها ، فترى أهل النفوس الخبيثة تظهر على الجوارح شر الأعمال لأن نفوسهم لا تقبل إلا الشر ، وأهل النفوس والنوارنية تظهر على الجوارح خشوعا وخضوعا وسمعا وطاعة ومسارعة إلى ما أمر به الله وما سنه رسول اللهe.
وقد كشف الله تلك الحقائق لمن أقامهم مقام الرسل من الإبدال والصديقين والشهداء ، فتراهم يدعون إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة من غير جدال ، فإن الجدال مذموم لا يتعرض له إلا الجاهل بحقائق النفوس. وفى ذمة قال تعالى : "مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ"([7]) فإذا رأيت داعايا إلى الله بالحدة والحماقة والفظاظة فأعلم أنه جاهل بأساليب الدعوة.
والداعى إلى الله حقا من جمله الله بما يحبه الناس حتى يحبوه ، فإذا أحبوه لما جمله الله به من الأخلاق الجميلة والهدى والتواضع لله ولرسوله قبل الناس منه مذهبه ورأيه واقتدوا به فنجوا وقد قدر الله تعالى لأنبيائه أن يقيمهم رعاة للبهائم من صغرهم ليعلموا كيف يقودون النفوس الجامحة البهيمية ، حتى إذا كلموا وأهلوا للرسالة أفاضلها عليم فكانوا قد درسوا طرق الإمامة قال تعالى : "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ"([8]) ، مخاطبا حبيبه ومصطفاه ، وهى الحجة لنا على صدق دعوانا.
وما النفوس التى خلقت من أردا الجواهر أو من سجين فإنها لا تقل عن الله ولا تمنح العقل الذى يعقل عنه سبحانه ، ولو تجلى لها لأنكرته كما ورد فى الحديث الشريف : [ أن الله يتجلى لطائفة من أهل المحشر فيقول: أنا ربكم فيقولون له : أخسا ما عرفناك ولا عبدناك ، فيظهر لهم بالجنة فيقول : أنا ربكم فيقولون عرفناك وعبدناك . وينصرفون إلى الجنة.
ويتجلى لقوم آخرين بالمنعم فيقول لهم : أنا ربكم . فيقولون : اخسأ ما عرفنا ولا عبدناك . فيتجلى بجمال وجهه العلي فيقول : أنا ربكم فيخرون سجدا ويقولون : عرفناك وعبدناك ، ويأبون إلى يجيبوا داعي الجنة].
فأنواع النفوس تختلف بإختلاف جواهرها ، فترى النفوس العالية تأبى أن تقبل الباطل أو تميل إليه ، ومن علاماتها أن قليل الحكمة يكفيها ، قالe. [المؤمن تكفيه قليل الحكمة] والنفوس التى خلقت من أردا الجواهر تسارع إلى الباطل بفطرتها ، ذلك قوله تعالى فى الحديث القدسى : [قبضت قبضة بيدى فقلت هذه للجنة ولا أبالي وهذه للنار ولا أبالي].
وإنما النوايا التى تقيم الحجة على صفاء جواهر النفوس أو دراءة جواهرها . وتلك النوايا حجة لصاحب النفس الطاهرة وليست حجة على غيره ، والحجة على الغير هى الجوارح ، فكان الجوارح بريد النفس تظهر مكنونها ، فترى أهل النفوس الخبيثة تظهر على الجوارح شر الأعمال لأن نفوسهم لا تقبل إلا الشر ، وأهل النفوس والنوارنية تظهر على الجوارح خشوعا وخضوعا وسمعا وطاعة ومسارعة إلى ما أمر به الله وما سنه رسول اللهe.
وقد كشف الله تلك الحقائق لمن أقامهم مقام الرسل من الإبدال والصديقين والشهداء ، فتراهم يدعون إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة من غير جدال ، فإن الجدال مذموم لا يتعرض له إلا الجاهل بحقائق النفوس. وفى ذمة قال تعالى : "مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ"([7]) فإذا رأيت داعايا إلى الله بالحدة والحماقة والفظاظة فأعلم أنه جاهل بأساليب الدعوة.
والداعى إلى الله حقا من جمله الله بما يحبه الناس حتى يحبوه ، فإذا أحبوه لما جمله الله به من الأخلاق الجميلة والهدى والتواضع لله ولرسوله قبل الناس منه مذهبه ورأيه واقتدوا به فنجوا وقد قدر الله تعالى لأنبيائه أن يقيمهم رعاة للبهائم من صغرهم ليعلموا كيف يقودون النفوس الجامحة البهيمية ، حتى إذا كلموا وأهلوا للرسالة أفاضلها عليم فكانوا قد درسوا طرق الإمامة قال تعالى : "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ"([8]) ، مخاطبا حبيبه ومصطفاه ، وهى الحجة لنا على صدق دعوانا.