عدد المشاهدات:
أقام الله تعالى الحجة العقلية الصريحة الجلية بقوله سبحانه : "الحى القيوم" . والحى الذى يدوم بقاؤه فلا ينقطع ، ويمنح الحياة لكل كائن بعد أن لم تكن له حياة ، بل وبالحياة يجب الاعتراف باتصافه بما يترتب على الحياة من سمع وبصر ، وكلام وعلم ، وإعطاء ومنع.
"القيوم" يعنى القائم بنفسه الغنى عن المكان والزمان ، والوكيل والمعين القائم به كل شئ . من قام به الكون منتسقا منتظما من العرش إلى الفرش ، وما حواه من الأنواع التى لا تحصى ولا تعد ، بل لو أن العقل بذل نهاية جهده ، وغاية مجاهدته ، وأعظم رياضته لتنكشف له حقائق ذرة من الثرى كيف كونت ، ومما كونت ، وما فيها من الخواص العجز.
فكيف به إذا نظر إلى الأجواء والأرجاء وما فيها من الهواء البليل العليل ، والحيوانات التى لا تحصى ، بل وإلى الحيوانات الصغيرة التى تقل عن سن الإبرة . وقد جمع الله لها أعينا وفما وأنفا وآذانا وأرجلا وبطنا ومعدة ، وجعل لها رزقا تتناوله وهى أصغر من سن الإبرة لا تكاد ترى إلا بالنظارة المعظمة ، ويعجز الإنسان عن أن يدرك حكمة إيجاد تلك الحقائق ، وكيف تولاها جل جلاله ، وأقامها بقيوميته ، فكيف إذا نظر العقل إلى ما فوق ذلك من أفلاك ثابتات ، وأخرى جاريات ، وأفلاك مكبرات مهللات ، أو إلى ما فوق ذلك من أرواح آلهة هائمة فى جلال الله ، وإلى ما فوق ذلك من كرسى محيط بالعالم ، وعرش الكرسى فيه كحلقة أو كحصاة صغيرة فى صحراء ، ولو نظر إلى ما فوق العرش حيث خلاء ولا ملاء من عالم الصفا لارتد خاسئا وحسيرا ، وهذا منتهى حدود الكون الذى خلقه الله . فكيف لو نظرنا إلى تجليات الأسماء ، وإلى ظهور الصفات فى طى الآيات ، فسبحان من لا إله إلا هو الحى القيوم . وفى ذلك قصم ظهر للنصارى الذين يقولون المسيح ابن الله ، تنزه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا.
"القيوم" يعنى القائم بنفسه الغنى عن المكان والزمان ، والوكيل والمعين القائم به كل شئ . من قام به الكون منتسقا منتظما من العرش إلى الفرش ، وما حواه من الأنواع التى لا تحصى ولا تعد ، بل لو أن العقل بذل نهاية جهده ، وغاية مجاهدته ، وأعظم رياضته لتنكشف له حقائق ذرة من الثرى كيف كونت ، ومما كونت ، وما فيها من الخواص العجز.
فكيف به إذا نظر إلى الأجواء والأرجاء وما فيها من الهواء البليل العليل ، والحيوانات التى لا تحصى ، بل وإلى الحيوانات الصغيرة التى تقل عن سن الإبرة . وقد جمع الله لها أعينا وفما وأنفا وآذانا وأرجلا وبطنا ومعدة ، وجعل لها رزقا تتناوله وهى أصغر من سن الإبرة لا تكاد ترى إلا بالنظارة المعظمة ، ويعجز الإنسان عن أن يدرك حكمة إيجاد تلك الحقائق ، وكيف تولاها جل جلاله ، وأقامها بقيوميته ، فكيف إذا نظر العقل إلى ما فوق ذلك من أفلاك ثابتات ، وأخرى جاريات ، وأفلاك مكبرات مهللات ، أو إلى ما فوق ذلك من أرواح آلهة هائمة فى جلال الله ، وإلى ما فوق ذلك من كرسى محيط بالعالم ، وعرش الكرسى فيه كحلقة أو كحصاة صغيرة فى صحراء ، ولو نظر إلى ما فوق العرش حيث خلاء ولا ملاء من عالم الصفا لارتد خاسئا وحسيرا ، وهذا منتهى حدود الكون الذى خلقه الله . فكيف لو نظرنا إلى تجليات الأسماء ، وإلى ظهور الصفات فى طى الآيات ، فسبحان من لا إله إلا هو الحى القيوم . وفى ذلك قصم ظهر للنصارى الذين يقولون المسيح ابن الله ، تنزه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا.