آخر الأخبار
موضوعات

الجمعة، 7 أكتوبر 2016

- أوصاف وعلامات الامام المجدد

عدد المشاهدات:
هو الرجل العالم العامل....
الذي وهبه الله عزّوجل النور الكاشف للظلمات والشبهات، ومنحه الفقه في دين الله، وتأويل المتشابهات، وفك رموز الخفيات من آيات القرآن، وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو الفرد الذي تتزل عليه الفيوضات والالهامات، من العلوم الوهبية اللدنية، زيادة على ما حصّله من العلوم الكسبية والاجتهادية.
وهو العبد الذي آتاه الله رحمة في قلبه بعباد الله، حتى قام يبذل كل ما لديه، لإخراج الناس من الظلمات إلى النور، ويبين لهم معالم الدين الحنيف، ويجدد آثار السنة المطهرة، ويعيد إلى الأذهان، ما خفى من هدى الأئمة، وما اندرس من آداب وأحوال وسلوك السلف الصالح رضي الله عنهم.
وللمرشد صفات كثيرة يُتعرف بها عليه، أشار إليها الله عزّوجل في قوله:
( فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا (65) ( الكهف
فقد كشف الله عزّوجل عن بعض صفات هذا الرجل بهذه الآية الكريمة....وهي تقص علينا من أخبار موسى وفتاه عليهما السلام، وهما يبحثان عن العبد الذي يطلبه سيدنا موسى ليتعلم منه مالم يكن يعلم.
وقد كان سيدنا الخضر مثلاً لهذا الرجل الذي يجدد الله به معالم الدين، وسنة سيد المرسلين في كل عصر من الأعصار، حتى تقوم الساعة.
وقد غصّت كتب السادة الصوفية بالشرح والتفصيل لمقام الشيخ المربي، أو
المرشد الرباني بما لا يسع ذكر كل ما قيل في هذا الشأن هنا، ولذا فنكتفي بذكر أبرز الصفات التي يتحلى بها، والتي ذكرناها في كتابنا (الشيخ محمد علي سلامة سيرة وسريرة) ص 157 وما بعدها وهي كما يلي:
1- هو رجل يبين للناس كلام الله عزّوجل ، وحديث رسوله صلى الله عليه وسلم ، بما يناسب عقولهم، مع الرحمة بهم، وذلك بالحكمة الرشيدة، والبصيرة النافذة، سر قوله سبحانه:
( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ) ( 108) يوسف
1- هو رجل بلغ في كمال إتباعه لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقاماً لا يقدر معه أن يلتفت عن رسول الله عليه أتم الصلوات والتسليمات طرفة عين ولا أقل، ولا أن يخالفه في أي شئ مهما كان صغيراً.
2- هو عبد من عباد الله المخصوصين لذاته، والمفردين لحضرته جل شأنه، وقد أتاه الله رحمة من عنده تسع الناس في عصره، فهو يعطي كل واحد منهم نصيبه من هذه الرحمة التي وهبها الله له.
3- هو رجل علمه الله علماً من لدنه سبحانه وتعالى، وهذا العلم ينفع الله به الناس في زمانه، لأنه علم قريب العهد بالله، قد أُكرم به من حضرة اللدنية الإلهية مباشرة بدون واسطة، وهي حضرة القرب الأقرب من الله عزّوجل ، وهذا العلم تقوم به الحجة على المعاندين والمجادلين، وتتضح به الطريقة والمحجة للمؤمنين والمسترشدين.
4- هو رجل ورث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم علوم الشريعة وعلوم الطريقة، وعلوم الحقيقة.
5- هو رجل جعله الله خبيراً بمعاني تجليات الحق تبارك وتعالى، وعليماً
بأسراره وغيوبه القدسية، وجعله الله حفيظاً على هذه الأسرار والغيوب، فلا يبيح منها شيئاً إلا لأهلها بقدر طاقتهم، وحسب حاجتهم، قال الله تعالى:
( الرَّحْمَٰنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا)  (59) الفرقان
6- هو رجل قلبه مع الله ورسوله دائماً أبداً، وإن كان جسمه مشغولاً بالأعمال الكونية، أو بهداية الناس إلى الله، فهو مع الحق بسره، ومع الخلق بجسمه.
7- هو رجل قائم لله بالحق، لا يتزحزح عنه قدر أنملة، وإن خالفه الناس أجمعون، ولو اجتمعوا على أن يغيروا من موقفه، ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً.
8- هو رجل أذل نفسه للمؤمنين والمؤمنات، وأعزها على أهل الكفر أجمعين، فلم يقدروا على إذلاله وإهانته.
9- هو رجل يرجع الناس إلى أمره جميعاً، عند اختلافهم حول محدثات الأمور، من المشاكل التي لم يجدوا لها حلاّ في كتاب الله، ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ولا في أقوال الأئمة المجتهدين، لأنه أعلم أهل زمانه بدين الله، سر قول الله تعالى:
( وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ )  83) النساء
لأن الله أقامه مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وألهمه الحكمة والصواب، وفصل الخطاب.
10- هو رجل فات المقامات، وتخطى المنازل بالنسبة للناس جميعاً في عصره، فلم يفته سابق منهم، ولم يدركه لاحق منهم، والله أعلى مقامه فوقهم جميعاً، وأخفاه عنهم، فإنهم يرونه مثلهم، ولكنه عند الله عظيم.
11- وهو رجل واحد في الأمة، وله أبدال كثيرون يبلغون الناس ما علمه
الله له، وما ألهمه به من الفقه في كتاب الله، وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، مما يحتاجه أهل عصره في حل مشاكلهم، وتزكية نفوسهم، قال الإمام علي رضي الله عنه:
. ((اللهم لا تُخل الأرض من قائم لك بحجة، إما ظاهراً مشهوراً، وإما باطناً مستوراً، لئلا تبطل حجج الله وبياناته)) .
وقال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أبي هريرة المستدرك للحاكم وسنن أبي داوود.:
.{ إِنَّ الله يَبْعَثُ إِلى هِذِهِ الأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مائَــــــةِ سَـــــــــــــنَةٍ ، مَنْ يُجَدِّدُ لَها دينَها } .
وعن هذا الرجل يقول العارف بالله تعالى الشيخ محمد علي سلامه في كتابه (قطرات من بحار المعرفة) ص 132:
(( هذا الرجل هو بغية كل مؤمن، ومقصد كل محسن، وأمل كل فرد من أهل الصفاء والإخلاص، وإن الكل يبحث عنه، ويسعى في طلبه، اقتداء بسيدنا موسى عليه السلام، وعملاً بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف الذي يقول فيه (رواه ابن عدي والبيهقي في الشعب من حديث أنس رضى الله عنه ).:
.{ أُطْلُبُوا الْعِلْمَ وَلَوْ بِالصينِ } .
والعلم الذي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بطلبه، إنما يكون عند العالم العامل، وعند الفرد الكامل، وهو علم الإيمان، وعلم تزكية النفوس، وعلم الوصول إلى الله عزّوجل ، وقال صلى الله عليه وسلم أيضاً فيما رواه مسلم وأحمد عن أبي هريرة :
.{ إسْتَرْشِدُوا العاقِلَ تَرْشُدُوا وَلا تَعْصُوهُ فَتَنْدَمُوا } .
والعاقل هو الذي يعقل عن الله عزّوجل آياته، ويعقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاياه وإرشاداته)).
وقد قال في شأنه أيضاً الإمام أبو العزائم رضي الله عنه:
والعارف الفرد محبوب لخالـــقه فات المقامات تحقيقاً وتمكــيناً
في كل نفس له نور يواجــــهه من حضرة الحق ترويحاً وتعـييناً
معناه غيب ومبناه مشــــاهدة والفرد معنى وليس الفرد تكويناً
يمشي على الأرض في ذلّ ومسـكنة هام الملائك شــوقاً منه وحنيناً
لا يعرف الفرد إلا ذو مواجــهة صافي فصوفي فأحياالنهج والدين
.همسة صوفية لفضيلة الشيخ فوزى محمد ابو زيد .
.من كتاب المنهج الصوفى والحياه العصرية

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:




شارك فى نشر الخير