آخر الأخبار
موضوعات

الأحد، 9 أكتوبر 2016

- متى نشأ علم التفسير؟

عدد المشاهدات:
علم التفسير
هو العلم الذي يختصُ بتفسير القرآن، والكشف عن المعنى الكامن في آياته، وبيان المُراد منه، ليس حسب اللفظ فقط؛ بل بالمعنى الظاهر وغير الظاهر والقصد منه، التفسير يشمل جميع ضروب بيان مصطلحات ومفردات القرآن الكريم وتراكيبه، سواء تعلّق هذا البيان بشرح اللغة أو من خلال استنباط حكم ما أو تحقيق مناسبة أو سبب نزول السورة أو الآية أو غير ذلك ممّا يحتاجه بيان النصوص القرآنية. القرآن الكريم ومنذ نزوله وهو يُفسّر بعضه البعض، إلا في حالات احتاج بها الصحابة بيان شيء معيّن، فكان الرسول عليه الصلاة والسلام يوافيهم به، وورد ذلك في قوله تعالى: (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم) صدَق الله العظيم.
مراحل نشأة علم التفسير 
 تفسير مأثور عن الرسول عليه الصلاة والسلام؛ حيث إن النبي صلّى الله عليه وسلّم هو المفسّر الأول للقرآن الكريم، فتفسيره شامل وكامل لما جاء بالقرآن من عبادات ومعتقدات ومعاملات، أو أي شيء يتعلّق بالمجتمع؛ الأسرة ثم الجماعة ثم الأمة، وعلاقة الحاكم بالمحكوم وعلاقة المسلمين ببعضهم البعض وعلاقتهم بغيرهم، سواء بالحرب أو السلم، حيث جاءت العديد من الأحاديث النبوية التي تُفسّر وتوضّح آيات قرآنية لزيادة البيان والتوضيح، ولذلك، فإنّ خير مُفسّر للقرآن الكريم هو السنة النبوية.
 تفسير مأثور عن الصحابة
 حيث إنّ هذا التفسير يعتمد على ما كان الصحابة يسمعونه من النبي عليه الصلاة والسلام (المفسّر الأول للقرآن)، وكانوا أوّل من تعلّموا أسباب نزول كل آية بالقرآن وما هي مناسبتها، وحفظوا هذه التفسيرات ودوّنوها، وكانوا يهتمون بتفسير كل أمر من أمور الدين من حيث العبادات، والعقائد، وأركان الإسلام وأحكامه وأصوله، كون ذلك هو جوهر الدّين من وجهة نظرهم.

التفسير في عصر التابعين:

اشتهر بعض أعلام التابعين بتفسير القرآن الكريم. وقد اعتمد هؤلاء الرجال في فهمهم لكتاب الله تعالى على ما جاء في القرآن نفسه، وعلى ما رووه عن الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكثير منهم أخذ عن ترجمان القرآن ابن عباس، وأشهر هؤلاء المفسرين: مجاهد، وسعيد بن جبير، وعطاء بن أبي عباس، وعكرمة مولى ابن عباس وطاووس بن كيسان اليماني
 تفسير يعتمد على اللغة ومعاجمها اللغوية:
 حيث إن معرفة اللغة العربية هي أساس معرفة وفهم القرآن الكريم، كون القرآن نزل باللغة العربية، فعند فهم اللغة العربية يُفهم المقصود من بعض الكلمات والآيات. تفسير يعتمد على آراء التابعين واجتهاداتهم وتأويلاتهم، حيث إنه مع تطوّر الزمان دخلت أمور جديدة لم تكن موجودة في زمن النبي عليه الصلاة والسلام، وتحتاج لحكم شرعي بها، فيجتمع العلماء التابعين ويجتهدون برأيهم أو من خلال القياس على بعض الأمور.تفسير عصري لبعض الآيات القرآنية ذات المفاهيم التشريعية أو العلمية.
أسباب تدوين التفسير وجود مسلمين ممّن لا يستطيعون التحدّث باللغة العربية بشكل جيد. ضعف المسلمين بقواعد اللغة العربية وتعدّد اللهجات بينهم. نقل التفسير المأثور عن النبي عليه الصلاة والسلام.

 الفرق بين التأويل والتفسير:
التفسير هو بيان اللفظ عن طريق الرواية، والتأويل بيان اللفظ عن طريق الدراية.
وقيل التفسير بيان المعاني التي تستفاد من وضع العبارة، والتأويل هو بيان المعاني التي تستفاد بطريق الإشارة.

ـ التفسير ما بعد التابعين:
ثم انتقل علم التفسير إلى ما بعد التابعين ، فجمعوا أقوال من تقدمهم، وصنفوا التفاسير، ومن أوائل المؤلفين في علم التفسير: شعبة بن الحجاج، ووكيع بن الجراح، وسفيان بن عيينة، وعبد الرزاق بن همام ..
ثم صنف بعد ذلك قوم برعوا في علوم شتى، فكان كل منهم يقتصر في تفسيره على الفن الذي يغلب عليه.

 مصادر التفسير:
المصادر التي يعول عليه في فهم القرآن الكريم هي:
ـ المصدر الأول: القرآن نفسه، فهو خير طريق لتبيين معاني القرآن الكريم، فإن القرآن الكريم كثيرا ما يفسر بعضه بعضا.
مثال ذلك: قوله تعالى: ( هَلْ اَتَاكَ حَدِيثُ الغَاشِيَةِ ) سورة الغاشية الآية 1، فإن الغاشية يفسرها ما بعدها من الآيات في قوله تعالى: ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ.. ) إلى آخر الآيات.
ـ المصدر الثاني: السنة النبوية المطهرة، فالسنة مصدر آخر للتفسير تقوم بتحليل بعض الأشياء وتحريم أخرى، وتضع مقاييس الفرض والواجب والمستحب والمباح والمكروه، كما تقوم بتفصيل مجمل القرآن وتفسير مبهمه وتخصيص عامه وتقييد مطلقه.
ـ المصدر الثالث: أقوال الصحابة، لقد ذهب بعض أهل العلم إلى أن قول الصحابي يعتبر حجة، وذلك لأن طبقة الصحابي أعظم دراية، وأصدق نظرا في مسائل الدين والقرآن من غيرهم، فهم الذين عاينوا هبوط الوحي ونهلوا من معين الرسول صلى الله عليه وسلم الصافي، وعاشوا أصدق فترات الزمان وهي فترة النبوة، فضلا عن تزكية النبي صلى الله عليه وسلم لهم.
ـ المصدر الرابع: الأخذ بمطلق اللغة العربية، فإن القرآن نزل بلسان عربي مبين، قال مجاهد: ولا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر بأن يتكلم في كتاب الله إذا لم يكن عالما بلغات العرب.
ـ المصدر الخامس: أن يستند المفسر في تفسيره للقرآن إلى ما يقتضيه معنى الكلام مما هو مبني على قوة الشّرع. والمراد بالتعبير من هذا المصدر هو أن يستند المفسر إلى فهمه الذاتي الذي وهبه الله، وذلك ما دعا به الرسول صلى الله عليه وسلم لابن عباس بقوله: ( اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل ). وهذا المصدر لا ينبغي أن يكون مجردا عن المصادر التي سبق ذكرها.

 العلوم التي يحتاج إليها المفسر:
ذكر العلماء جملة من العلوم لا بد أن تكون في جعبة المفسر للقرآن الكريم ليجوز له الإقدام على تفسير القرآن الحكيم، وهذه العلوم هي:
ـ علم اللغة، وهي أساس فهم المفردات والألفاظ القرآنية وما تحتويه من مدلولات.
ـ علم النحو، وهو يعتمد الإعراب أساسا.
ـ علم الصرف، عن طريقه يعرف كل من البناء والصيغة للكلمة، لأن المفردة الغريبة المبهمة إذا صرّفت اتضحت وتبين المراد منها.
ـ علم الاشتقاق، لأن في ضوء الاشتقاق يستطيع المفسر أن يميز بين الألفاظ من حيث المعنى خصوصا إذا كانت الكلمة مشتقة من مادتين مختلفتين.
ـ علوم البلاغة، وذلك كالمعاني والبيان والبديع. وهي علوم تمكّن العالم المفسر من الوقوف على حقائق الإعجاز في القرآن.
ـ أصول الفقه وكذا مقاصد الشريعة، وهو السبيل إلى استنباط الأحكام التفصيلية.
ـ معرفة أسباب النزول، للوقوف على الوقائع والأحداث والمناسبات التي نزلت فيها الآيات أو السور. وتلك من أهم الوسائل لفهم مراد الله تعالى.



التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:




شارك فى نشر الخير