عدد المشاهدات:
فيا إخوتي المسلمين : ليس بينكم وبين المجد الذي كان لأسلافنا رضي الله عنهم الا كما بينكم وبينهم من أنهم اتخذوا الإسلام وطنا فعملوا له وحفظوه ودفعوا عنه أعداءه وجلبوا له كل الخيرات، وأنتم اتخذتم أرضًا تسكنونها وطنًا وتركتم الإسلام وعملتم للأرض،فالتفت الله عن الذين لم يتخذوا الإسلام وطنًا،فجاء أعداؤهم وملكوا الأرض منهم وأذلوهم في عقر بيوتهم،وما أذل الله قوما بعد أن أعزهم إلا بترك ما به كان عزهم، قال تعالى : (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وإذا أراد الله بقوم سوءً فلا مرد له).
"فيا إخوتي المسلمين: الأمر سهل، والله قريب مجيب تواب غفور، فهلموا بنا نتوب إلى الله تعالى ونندم، ونعاهد الله تعالى فيما بيننا وبينه سبحانه علي أن نتشبه بسلفنا الصالح، ونجاهد أنفسنا علي الإقتداء بهم، ونقوم بإخلاص لله رب العالمين في تجديد سنن نبينا ﴿ص وآله﴾ والعمل بكتاب الله تعالى ، ونجعل الحق سبحانه هو الحكم العدل، أمره فوق شهوتنا وحظنا ولذتنا وأملنا، ونعرف الخلق بالحق لا نعرف الحق بالخلق، فإن بعضنا من جهالته بلغ به الجهل إلى أن بالغ في مدح أعداء الله وأعدائنا حتى رفعهم إلى أن جعلهم خلفاء ربنا وأن الله يحبهم ويبغض المؤمنين.
يا إخوتي المسلمين: وطنكم العزيز الإسلام وقد أمرنا بالعمل في الدنيا للدفع عنه والمحافظه عليه وإعزاز جانبه، قال تعالى : ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم)، وقال تعالى : ﴿وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَي اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ﴾.
وإني أبشر إخوتي المسلمين أننا في زمان لو أننا عملنا بجزء من عشرة أجزاء من وصايا الإسلام منحنا الله العناية الإلهية وأذل أعداءنا وجعل لنا السلطان ووفقنا للعمل بكل وصايا الإسلام، فكنا ونحن في القرن الرابع عشر كأننا في القرن الأول لقوله تعالى : ﴿إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ﴾ في أي زمان كانوا وفي أي مكان، ولا نزال في معية رسول الله ما دمنا نعمل بكتاب الله وسنة رسوله ﴿ص وآله﴾ وذلك لأن الله تعالى يقول: ﴿إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ﴾
ولا تحصل التقوي والإحسان اللذان ينتجان الشرف العظيم الذي يكون الله تعالى به معنًا إلا بعد أن نكون مع رسول الله ﴿ص وآله﴾ بالتجمل بالصفات التي أثني بها علي أهل معيته ﴿ص وآله﴾ في آخر الفتح، قال سبحانه: ﴿مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَي الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ﴾. حقًا أقول إن المسلم في هذا الزمان يمكنه بتوفيق الله وعنايته أن يكون مع رسول الله ويكون الله معه ويكون محبوبًا لرسول الله محبوبًا لله بلفتة قلبه وحركة جسمه.
وإن مسلمًا يوضع له المعراج ليسموا علي جبروت القدس الأعلي ، تهوي به شهوته إلى أسفل سافلين الحطمة والذل لغير مسلم، والإسلام بريء منه، لأنه يعمل بغير شرائع القرآن، قال تعالى : ﴿وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَي وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّي وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً﴾. ومن يؤثر حظًا فانياً يتوهم أن يناله قد لا يناله ولو ناله علي سعادة أبدية ونعيم مقيم ورضوان من الله أكبر، هذا في نظر الحكماء أضل من الأنعام وأشقي من الشياطين وأدني من الجماد وإن كانت صورته صورة إنسان, ومن كان يترك الكمالات النفسانية والتجمل بالفضائل القرآنية والتحلي بحلل الرجال العاملين لله يترك كل ذلك للذة مطعم يؤول أن يكون كالمرحاض للبول فقد أبدل النعيم الدائم بالشقاء الأبدي والخير الحقيقي بالضررالذي لا يزول فالإسلام هو الوطن والعمل له به عز في الدنيا وسعادة في الآخرة.
وعلي ذلك فالمسلم بجزائر المحيط الأطلنطي يدافع عن وطنه الإسلام وعن اهل وطنه المسلمين بنفسه وماله وهم في جبال القوقاز، يبذل ماله إن لم يتمكن من بذل نفسه لهم، ويقوم حاثًا أهل وطنه في بلده أن يدافعوا عن مواطنيهم في الإسلام وعن وطنهم الإسلام بأنفسهم وأموالهم.
فإذا انفصل المسلمون وهم في رأس الرجاء الصالح عن المسلمين وهم في جبال القوقاز كان كفصل الرجل عن الرأس، وبفصل الرجل عن الرأس لا يخفي ما يحصل من ضعف الجسد وعطلة آلاته وأدواته.
ولقائل أن يقول كيف أدافع عن وطني وأهل وطني وقد حال بيني وبينهم العدو الساعي في محو القرآن والسنة بالضلال والكفر؟
أقول لك يا أخي : إن عجزت عن العمل بيدك فاعمل بلسانك، فإن العمل باللسان مفتاح العمل باليد، وإن عجزت عن العمل بلسانك، فأعمل بقلبك بأن توجه قلبك إلى ربك سبحانه وتسـأله أن يحفظ وطنك وأهل وطنك، وأن يجدد المجد لك ولأهل وطنك بالعمل لوطنك العزيز الذي هو الإسلام، فإنك بذلك لا تحرم يا أخي من عناية الله بك ومعونته لك، وإكرامًا منه يجمع عليك إخوتك الصادقين الذين يمكنك أن تعمل معهم بلسانك ثم يكون الله معكم فتعملون بأيديكم، قال الله تعالى : ﴿إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا﴾، وقال تعالى : ﴿اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إلى النُّوُرِ﴾.
فإذا عملت بقلبك ولسانك وجمع الله عليك إخوتك المخلصين وهم القليلون في كل زمان خصوصًا عند قوة سلطان أعداء الله، فإنكم يا أخي بتوجهكم إلى الله سبحانه وتعالى بوجوهكم رغبة نيل رضاه الأكبر يلقي العداوة والبغضاء بين أعدائكم ويشغلهم بأنفسهم عنكم حتى يوقد نار الحرب بينهم فيمحقهم ببعضهم محقًا، كل ذلك إكرام من الله لبقيته الباقية من حزبه.
كن على ثقة أيها الأخ أن أكبر الجهاد جهادك نفسك في ذات الله، فلا تشتغل بجهاد غيرك إلا بعد أن تجاهد نفسك جهادًا يجعلها سهلة القياد متلذذة بالآلآم في طاعة الله فتفرح بإعلاء كلمة الله تعالى وتجديد سنة رسوله ﴿ص وآله﴾ ولو أدي ذلك إلى تحمل ما لا يطاق من المصاعب وارتكاب ما لايحتمل من الشدائد، فإن أنست من نفسك بتلك الصفات فتحققت أنها لا غرض لها في مال ولا جاه ولا في منصب ولا لذة في الدنيا ولا شهوة في الآخرة، فكن واثقًا أن الله معك وناصرك.
واحذر أن تدعي أن نفسك تزكت من غير برهان يطمئن به قلبك، فإن للنفوس أمراضًا خفية تخفي علي أحذق حكماء العارفين. ومن ادعي هذا المقام بلا حجة لا يكون مع الله، ومن لم يكن مع الله كيف يكون الله معه، قال الله تعالى : ﴿وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ﴾ . اجتهد يا أخي أن تجعل همتك أولاً في دعوة نفسك حتى تستجيب لله رب العالمين بحال يرضيك رضاء حقيقيًا، فإنك أعلم بنفسك من غيرك، وإن كنت تجهل أمراضها فإن حظوظها التي تبعثها علي العمل لا تخفي علي العامل، والله سبحانه وتعالى ينصر من ينصره، قال سبحانه: ﴿ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز﴾.
"فيا إخوتي المسلمين: الأمر سهل، والله قريب مجيب تواب غفور، فهلموا بنا نتوب إلى الله تعالى ونندم، ونعاهد الله تعالى فيما بيننا وبينه سبحانه علي أن نتشبه بسلفنا الصالح، ونجاهد أنفسنا علي الإقتداء بهم، ونقوم بإخلاص لله رب العالمين في تجديد سنن نبينا ﴿ص وآله﴾ والعمل بكتاب الله تعالى ، ونجعل الحق سبحانه هو الحكم العدل، أمره فوق شهوتنا وحظنا ولذتنا وأملنا، ونعرف الخلق بالحق لا نعرف الحق بالخلق، فإن بعضنا من جهالته بلغ به الجهل إلى أن بالغ في مدح أعداء الله وأعدائنا حتى رفعهم إلى أن جعلهم خلفاء ربنا وأن الله يحبهم ويبغض المؤمنين.
يا إخوتي المسلمين: وطنكم العزيز الإسلام وقد أمرنا بالعمل في الدنيا للدفع عنه والمحافظه عليه وإعزاز جانبه، قال تعالى : ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم)، وقال تعالى : ﴿وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَي اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ﴾.
وإني أبشر إخوتي المسلمين أننا في زمان لو أننا عملنا بجزء من عشرة أجزاء من وصايا الإسلام منحنا الله العناية الإلهية وأذل أعداءنا وجعل لنا السلطان ووفقنا للعمل بكل وصايا الإسلام، فكنا ونحن في القرن الرابع عشر كأننا في القرن الأول لقوله تعالى : ﴿إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ﴾ في أي زمان كانوا وفي أي مكان، ولا نزال في معية رسول الله ما دمنا نعمل بكتاب الله وسنة رسوله ﴿ص وآله﴾ وذلك لأن الله تعالى يقول: ﴿إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ﴾
ولا تحصل التقوي والإحسان اللذان ينتجان الشرف العظيم الذي يكون الله تعالى به معنًا إلا بعد أن نكون مع رسول الله ﴿ص وآله﴾ بالتجمل بالصفات التي أثني بها علي أهل معيته ﴿ص وآله﴾ في آخر الفتح، قال سبحانه: ﴿مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَي الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ﴾. حقًا أقول إن المسلم في هذا الزمان يمكنه بتوفيق الله وعنايته أن يكون مع رسول الله ويكون الله معه ويكون محبوبًا لرسول الله محبوبًا لله بلفتة قلبه وحركة جسمه.
وإن مسلمًا يوضع له المعراج ليسموا علي جبروت القدس الأعلي ، تهوي به شهوته إلى أسفل سافلين الحطمة والذل لغير مسلم، والإسلام بريء منه، لأنه يعمل بغير شرائع القرآن، قال تعالى : ﴿وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَي وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّي وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً﴾. ومن يؤثر حظًا فانياً يتوهم أن يناله قد لا يناله ولو ناله علي سعادة أبدية ونعيم مقيم ورضوان من الله أكبر، هذا في نظر الحكماء أضل من الأنعام وأشقي من الشياطين وأدني من الجماد وإن كانت صورته صورة إنسان, ومن كان يترك الكمالات النفسانية والتجمل بالفضائل القرآنية والتحلي بحلل الرجال العاملين لله يترك كل ذلك للذة مطعم يؤول أن يكون كالمرحاض للبول فقد أبدل النعيم الدائم بالشقاء الأبدي والخير الحقيقي بالضررالذي لا يزول فالإسلام هو الوطن والعمل له به عز في الدنيا وسعادة في الآخرة.
وعلي ذلك فالمسلم بجزائر المحيط الأطلنطي يدافع عن وطنه الإسلام وعن اهل وطنه المسلمين بنفسه وماله وهم في جبال القوقاز، يبذل ماله إن لم يتمكن من بذل نفسه لهم، ويقوم حاثًا أهل وطنه في بلده أن يدافعوا عن مواطنيهم في الإسلام وعن وطنهم الإسلام بأنفسهم وأموالهم.
فإذا انفصل المسلمون وهم في رأس الرجاء الصالح عن المسلمين وهم في جبال القوقاز كان كفصل الرجل عن الرأس، وبفصل الرجل عن الرأس لا يخفي ما يحصل من ضعف الجسد وعطلة آلاته وأدواته.
ولقائل أن يقول كيف أدافع عن وطني وأهل وطني وقد حال بيني وبينهم العدو الساعي في محو القرآن والسنة بالضلال والكفر؟
أقول لك يا أخي : إن عجزت عن العمل بيدك فاعمل بلسانك، فإن العمل باللسان مفتاح العمل باليد، وإن عجزت عن العمل بلسانك، فأعمل بقلبك بأن توجه قلبك إلى ربك سبحانه وتسـأله أن يحفظ وطنك وأهل وطنك، وأن يجدد المجد لك ولأهل وطنك بالعمل لوطنك العزيز الذي هو الإسلام، فإنك بذلك لا تحرم يا أخي من عناية الله بك ومعونته لك، وإكرامًا منه يجمع عليك إخوتك الصادقين الذين يمكنك أن تعمل معهم بلسانك ثم يكون الله معكم فتعملون بأيديكم، قال الله تعالى : ﴿إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا﴾، وقال تعالى : ﴿اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إلى النُّوُرِ﴾.
فإذا عملت بقلبك ولسانك وجمع الله عليك إخوتك المخلصين وهم القليلون في كل زمان خصوصًا عند قوة سلطان أعداء الله، فإنكم يا أخي بتوجهكم إلى الله سبحانه وتعالى بوجوهكم رغبة نيل رضاه الأكبر يلقي العداوة والبغضاء بين أعدائكم ويشغلهم بأنفسهم عنكم حتى يوقد نار الحرب بينهم فيمحقهم ببعضهم محقًا، كل ذلك إكرام من الله لبقيته الباقية من حزبه.
كن على ثقة أيها الأخ أن أكبر الجهاد جهادك نفسك في ذات الله، فلا تشتغل بجهاد غيرك إلا بعد أن تجاهد نفسك جهادًا يجعلها سهلة القياد متلذذة بالآلآم في طاعة الله فتفرح بإعلاء كلمة الله تعالى وتجديد سنة رسوله ﴿ص وآله﴾ ولو أدي ذلك إلى تحمل ما لا يطاق من المصاعب وارتكاب ما لايحتمل من الشدائد، فإن أنست من نفسك بتلك الصفات فتحققت أنها لا غرض لها في مال ولا جاه ولا في منصب ولا لذة في الدنيا ولا شهوة في الآخرة، فكن واثقًا أن الله معك وناصرك.
واحذر أن تدعي أن نفسك تزكت من غير برهان يطمئن به قلبك، فإن للنفوس أمراضًا خفية تخفي علي أحذق حكماء العارفين. ومن ادعي هذا المقام بلا حجة لا يكون مع الله، ومن لم يكن مع الله كيف يكون الله معه، قال الله تعالى : ﴿وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ﴾ . اجتهد يا أخي أن تجعل همتك أولاً في دعوة نفسك حتى تستجيب لله رب العالمين بحال يرضيك رضاء حقيقيًا، فإنك أعلم بنفسك من غيرك، وإن كنت تجهل أمراضها فإن حظوظها التي تبعثها علي العمل لا تخفي علي العامل، والله سبحانه وتعالى ينصر من ينصره، قال سبحانه: ﴿ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز﴾.